في اليوم التالي، استيقظت أنيكا صباحًا علي صوت ضوضاء في غرفتها لتفتح عينيها بطيئًا و تري والدها يفتش في غرفة نومها مثل الذي قد فقد شيء و كان يبحث عنه بجنون في كل موضع بالغرفة, استيقظت أنيكا و قامت تسأل والدها عما يبحث
انيكا:- هو في حاجة ضاعت من حضرتك و حضرتك بيتدور عليها؟
لينظر لها والدها بغضب و عينيه تتطاير منها الشرار و قد ألقي ما في يده علي الأرض
الوالد:- فين الفلوس اللي كسبتيها إمبارح؟
أنيكا:- اااه هي الحكاية كده.. طب كنت صحتني و انا اديهملك بدل ما تدخل أوضتي تقلبها فوقاني تحتاني كده
الوالد:- من غير رغي كتير و فلسفة فارغة، اومي اتفضلي هاتيهم.
لتنهض أنيكا من فراشها و تحضر حقيبة يديها و تخرج منها مبلغ من المال و تعطيه لوالدها
لينظر لها و يأخذ ما فب يديها
الوالد:- هما دول بس اللي جمعتيهم!! هو انت إن شاء الله هتخرجيلي كل يوم من صباحية ربنا عشان ترجعيلي بشوية الفكة و الملاليم دول!!! هوانت محدش يستفيد منك أبدًا؟؟
لتحاول أنيكا السيطرة علي دموعها قبل هطولها و إظهار ضعفها لوالدها
أنيكا:- طيب أنا أعمل إيه!!! أديك قلتها بعضمة لسانك بخرج من صباحية ربنا أشتغل و أجيب فلوس و كل اللي بجمعه بديهولك اعمله ايه اكتر من كده!!!
و تتابع أنيكا وسط بكائها و شهقاتها
أنيكا:- أنا بخرج كل يوم من الساعة ٧ الصبح أعد برة لحد ٣ و ٤ الفجر أشتغل عشان اجمع الفلوس اللي انت عاوزها، حتي معنديش وقت أشرب كوباية مياه و لا احط لقمة في بوؤي أسند بيها طولي عشان أعرف أواصل يا دوب برجع أنام ساعتين بس عشان اصحي تاني يوم أبدأ روتيني اليومي، ده حتي يوم الأجازة بتخليني أنزل أدور علي شغل تاني اشتغله و يوم مرجع بدري بساعد مرات حضرتك في شغل البيت. كل ده مش عامل حسابه و لا عامله قيمة و دلوقتي بتعاقبني إن الفلوس قليلة!!! أعمل ايه اكتر من كده اسرق!!
كان والدها يستمع إلي كلامها و هو يعلم أن كل ما قالته صحيح و لا يمكن إنكاره و لكنه لم يرف له جفن و لم يجعله يشعر بالندم فحبه للمال قد اعماه و جعله غير قابل لرؤية الحقيقة ليرد دون تغيير نبرة صوته
الوالد:- أومال أنا كنت بربيكي ليه طول السنين ديه! مش كفاية اللي صرفته عليكي في تعليمك لحد مكبرتي و اتخرجتي، جاية دلوقتي تحاسبيني و تنكري اللي عملته عشانك!!!!
لتأتي زوجة والدها مضيفة
صحيح، ناس تاكل و تنكر. تلاقيها مخبية قرشين هنا ولا هنا، شايلة لنفسها الجنيهات و الألوفات و بيتديك أنت القروش و الملاليم.
لتنظر لهما أنيكا نظرة تحمل الكثير من المعاني كأنما ترد عليهم بتلك النظرات، فهي تتوقع ذلك من زوجة والدها لأنها تعلم أنها لم و لن تحبها كما أنها ليست والدتها الحقيقية التي انجبتها أو ربتها و لكن ما لم تستطيع استيعابه حقاً هو ما يفعله والدها معها، فكيف له أن يصبح بهذا القدر من الأنانية. فالوالد الحقيقي لديه كامل الإستعداد للتضحية بذاته من أجل أبناءه و لا يسمح لهم أن يُهانوا أو يُذلوا من قِبل أحد، فالأب لا يمانع أن يُرهَق طوال حياته في سبيل راحة عائلته و تحقيق رفاهيتهم ، فالأب هو رب الأسرة الذي يمنحها الأمان و الراحة و المحبة مادام حيًا. اما بالنسبة لانيكا فها هو والدها بكامل صحته يقف أمامها و لكنها طوال حياتها معه لم تشعر بهذا الشعور الذي يشعر به الاخرون مع والديهم، فوالدها الذي يُفتَرض أنه مصدر سعادتها هو ذاته مصدر إرهاقها و هلاكها في حياتها. فهي تتذكر المرة الأخيرة التي أخرج بها مال من جيبه لينفقه عليها مثلما يقول، فقد كانت في المرحلة الإبتدائية حتي جاء يوم أخبرها بعدم استطاعته الإنفاق عليها و أراد إخراجها من مدرستها و منعها من استكمال تعليمها بحجة قلة المال. لذلك قررت أنيكا منذ ذلك اليوم الاعتماد علي ذاتها و العمل لجني المال لتمكنها من استكمال تعليمها.
ظلت أنيكا علي هذا الوضع حتي أنهت تعليمها الجامعي. كانت تعمل ليلًا و نهارًا، عملت كممرضة في المراكز الطبية، كبائعة في المراكز التجارية و ها هي الآن تعمل كنادلة في مطاعم تابعة لأكبر فنادق الدولة، أبلت أنيكا بلاءً حسنًا في تلك الأعمال و عندما كانت تتركها كان ذلك بأمر من والدها حيث كان الراتب الذي تأخذه لا يسد حاجة والدها لذلك كانت تترك عملها و تبحث عن عمل أخر ذات راتب أعلي بناءً علي رغبة والدها
كانت تلك الحقيقة التي تعلمها أنيكا و والدها و لكنه كان يرفض المصارحة و الإعتراف بخطؤه لذلك رأت إليزابيت أنه لا فائدة من الحديث معهم، مسحت دموعها و قالت لهم
أنيكا:- ممكن كفاية كلام كده و استأذنكم بس أنا عاوزة أغير هدومي عشان الحق شغلي
الوالد:- انا هخرج دلوقتي بس حطي في اعتبارك اني مش هقبل منك شوية الملاليم اللي بتديهملي و تقوليلي فلوس و ده اللي جمعته و الكلام الفارغ ده مش هيدخل دماغي. سامعة!!!! و دي أخر فرصة ليكي بعد كده متلومينيش علي أي تصرف هعمله و لا أي قرار هاخده
غادر والد أنيكا و زوجته الغرفة، فجلست أنيكا علي الأرض تبكي بحسرة من جديد لعلها تستريح من العبء الذي حمله عليها والدها منذ صغرها، كانت تبكي و هي تسترجع جميع ما فعله والدها معها و بكاؤها يزداد.
استمرت كذلك لبضع دقأئق ثم قامت و اغتسلت و ارتدت ملابسها ثم غادرت غرفتها لتخرج من ممزلها دون أن تتفوه بكلمة و دون النظر لوالدها
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
أنت تقرأ
ماذا يخبئ القدر؟
Romanceهل يمكن للمال أن يدمر حياة الأشخاص؟ هل يمكن لشخص فقد حبه لعائلته و أصبح لا يعرف معني الحب أن يقع في حب فتاة يومًا ما؟ هل سيأتي اليوم الذي يجد فيه الشخص راحته بعد الظلم الذي تعرض له ؟الجميع يسعي خلف المال فهم يعتقدون أن المال هو المتعة الحقيقية في ه...