24

8.2K 430 88
                                    

-















• جونغ كوك •

أنا أتذكر كل شيء عن واقعي الآن .

أُدعى جيون جونغ كوك ، في السنة الأول بالجامعة و أبلغ التاسعة عشر .

وقعت في حب إثنان أحدهما في السنة الثالثة و الآخر في الرابعة ، في الحقيقة هما في علاقة و يحبان بعضهما بشدة ، أنا مجرد دخيل عليهما .

أنا شاب خجول ، سريع الحياء و كثير التحسس من أبسط الكلمات ، حين أخبرني شخص 'هما مرتبطان فلا تحاول' ، شعرت بالحرج الشديد و لم أقترب منهما ، هل بدوت هائماً لذلك الحد ؟

توقفت عن الإقتراب منهما أو الجلوس معهما و لم يمضي يوم واحد حتى حضرا لسحبي معهما رغماً عني ، أخبراني أنهما لا يستطيعان إمضاء يومهما بدوني ، كان ذلك دافئاً جدًا لقلبي .

كنت دوماً أخبرهم عن قصص المستذئبين و أني أحبهم و أتمنى لو كانوا حقيقيين ، بقدر أنهما لم يهتما بالأمر لكنهم لم يجرحاني أو يخبراني بالإستفاقة على واقعي كالبقية ، لقد تقبلاني فحسب و ذلك جعلني أُغرم بهما .

نظراتهما لبعضهما أضعفتني ، علمت أنهما لبعضهما فحسب ، كنت غبياً لبكائي حين وجدتهما يُقبلان بعضهما في مكان لقاءنا المعهود ، كنت و لا زلت غبياً جدًا لإمتلاكي مشاعر إتجاه إثنان غارقان في أعماق الحب ببعضهما .

ذات يوم قبلني جيمين ، صُدِمت بشدة و كنت ساذجاً جدًا فقد شعرت أنني السبب في خيانة جيمين لتايهيونغ ، لكني ضعفت ، ضعفت أمام صخب قلبي و مدى حُبي فإستسلمت لغزوه فمي .

بعد برهه دخل تايهيونغ ، كنت و كأن الدماء توقفت عن الجريان في عروقي و شحبت كثيرًا ، إنتظرت اللحظة التي سيضربني بها و يصرخ علي أني سرقت حبيبه منه ربما .

لكنه فقط منحني قُبلة بدوره و أخذني في حضنه ، بقيت منكمشاً خائفاً ، أتذكر ذلك الشعور المُريح و المُريع الذي شعرت به لكوني محصورًا بينهما و الخوف و الراحة يتملكانني في الآن ذاته .

" سيكون ذلك طلب غبي و غير منطقي البتة ، و لكن هل يمكنك مواعدتنا ؟ كلانا ؟ أنت فقط سلبتنا عقلنا و وعينا و إدراكنا ، كل ما نريده أنت جونغ كوك ، كُن صغيرنا أرجوك "

ذلك كان مُشوش و موّتر لي بسبب إعترافهما الذي صرح جيمين به و هما منحاني وقتي ، لم أكاد أصدق أن مشاعري لم تَكُن ذات طرف واحد و خلال طريقي لمنزلي فقط لم أكف عن الضحك بسذاجة لشدة فرحي .

أبي دوماً كان داعمي الأول و الوحيد حتى في ميولي الجنسي ، إلا أني حين أخبرته هو فقط قال حُب إثنان ليس حقيقياً ، حين يذبل حبكم أنت فقط من سيتألم و هما سيستمران سوياً .

شعرت أنني غفلت عن تلك النقطة ، غفلت عن أنهما يحبان بعضهما بالفعل و مهما حدث هما لبعضهما ، حتى أني بكيت بشدة لشعوري أن ما قاله أبي صحيح .

كُنت و سأبقى مُجرد دخيل بينهما ، لا يمكنهما أن يُحباني و هما يُحبان بعضهما حد الجنون .

كُنت مهووساً بالمستذئبين ، و في آخر قصة قرأتها كانت لثلاثة معاً ، إثنان من الآلفا أحبّا أوميغا ضعيف و عاشوا سوياً ، كُل ذلك فقط بدا ناعماً و مُرهفاً لقلبي .

" أتمنى لو كنا ثلاثتنا معاً ، في عالم آخر ، فقط نحن لأحبكما و تحبانني بلا موانع "

كانت تلك أمنيتي الأولى و الأخيرة ربما ، فقد بقيت أبكي طيلة الليل و عزمت على إخبارهما برفضي في اليوم التالي .

كنت أفكر و أفكر و أفكر ، حتى خلال غسلي لأسناني ، إفطاري ، تبديل ثيابي ، و أخيرًا سيري لموقف الحافلة .

التفكير أذهب كل إدراكي ، حتى أني لم أعي أن الحافلة كانت تدهسني لولا إصطدامها بي لكنها لم تدهسني .

لم تَكُن إصاباتي قوية ، و لكن منظر الدماء على يداي و لشخص يُعاني رهاباً منها ، هذا فقط كان كفيلاً بجعلي أغيب عن الوعي .

لأنشئ عالمي الخاص و أعيش فيه نصف عام تاركاً واقعي و إثنان مكثا قُربي ينتظرانني بينما أنا أتنعم بحبهما بعيدًا عن كل ما حولي .

في وهمي الخاص داخل غيبوبة الصدمة تلك .













-

مساء الخير ☕☁

رأيكم ؟

و بس كونوا بخير

مع خالص حبي 💕

وهم ∆ TKM +18 ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن