البارت التاسع عشر

21.2K 463 113
                                    

البارت التاسع عشر

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
                                          ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الرض يألفه الفتى
                                               وحنينه أبدا لأول منزل
‐-------------------------------------
عند مازن وملك
ظل يقترب منها ببطء وهي تعود للخلف.. ذلك الخوف اللعين الذي يسيري بين أوردتها متخفيًا بين الدماء لم تكتسحه شجاعتها حتى الان !!!
اصبح امامها تمامًا.. خطوة واحدة ما تفصله عن الموقع الذي وقعت عيناه عليه !
مد يده ببطئ يملس على وجنتها الناعمة هامسًا بخفوت :
-هششش.. اهدي
حدقت فيه بذهول.. اي هدوء ذاك الذي يطلبه ؟!
ثم... ثم هل هو مُصاب بالشيزوفرينيا ام ماذا !!؟
ظلت تهز رأسها وهي تهمس له في المقابل :
-لالا أنت مش طبيعي، أنت استحالة تكون انسان طبيعي
ابتسم ببطء مُخيف، ثم تشدق مستنكرًا :
-الله !! الظاهر إنك عايزانى بقى أطلع كل جنانى عليكى يا دكتورة وأنا معنديش مانع
قال ذلك ويديه تتسلل من وجنتيها إلى ذراعيها هبوطا بمنحنى عنقها
لا يعلم لما اقترب منها وهو يدفن وجه بعنقها الأبيض وهو يطبع تلك القبلة على ذلك الشريان النابض الذى يثيره بشدة

غصة عميقة استقرت بين غصون حلقها بقسوة.. حاولت جاهدة منع الدموع من التحرر.. حاولت كبتها بقوة كما اعتادت امامه... حاولت وحاولت !
ولكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح عندما سمعت نبرته المتحشرجة لأول مرة قائلا:هيقتلوها يا ملك زى معملو فى أمى زمان

حسنا هى الأن غير مدركة لما يحدث ولكن من سيقتل من حاولت الإبتعاد عنه حتى يتثنى لها الفرصة لمعرفة ما يحدث ولكن هيهات فهو متمسك بها بشدة

تحدث مرة أخرى بصعوبة قائلا:هيقتلو أختى يا ملك

لا تعلم لما كرهت نبؤة الحزن التى فى صوته ربما لأنها إعتادت على غموضه وغضبه

تحدثت بهدوء وهى تبتعد عنه قائلة :أنا مش فاهمة حاجة وليه أصلا يقتلوها ومين دم أصلا

تنهد بإشتياق لشقيقته وهو يتجه للفراش ويجلس عليه واضعا رأسه بين راحتى يديه قائلا:نهى أختى متعرفش انى عايش محدش يعرف انى عايش غير بابا الله يرحمه ورحيم المحمدى

نظرت له باستفهام لا تفقه شئ ولكن زاد فضولها لمعرفة ما يحدث حيث حاولت الحديث مرة أخرى ولكن هب واقفا وهو يهتف بغموض وقد عاد لجموده قائلا:لازم أنقذها وأعرفهم مين هو مازن الأسيوطى

اتجه للخارج دون أن يعير تلك التى تقف خلفه ولكن لم تعلم ما جعلها تتحدث قبل خروجه قائلة:مازن إنت هترجع صح

توقف مكانه واستدار لها تلك المرة قائلا:إنتى عايزانى أرجع

حسنا حسمت قرارها وهى تؤمئ له برأسها علامة على الموافقة مما جعل تلك الإبتسامة الصغيرة التى تشق ثغره وهو يهتف :أوعدك هرجع يا ملك

سيدى المتملك  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن