( ١ )

2.5K 52 1
                                    




ياتري ايه هى حلاوة الدنيا ؟ وهل معناها واحد عند الكل ولا عند البعض معناها بيختلف معناها ؟ هنشوف مع بعض مع حكايتنا الجديده _حلاوة الدنيا _ وقصص ابطالها الثلاثه ( أسما _ أحلام_ فرح ) "

فى تمام الساعة 7 صباحًا فى حي الزمالك بالقاهرة، أمام المدرسة التجربية الثانوية بنات متجمهر بعض الاشخاص برفقتهم بعض المعدات وكاميرات التصوير وكام بنت مرتديات زى مدرسي لمرحلة الثانوية فى إنتظار المصور الفوتوغرافي لألتقاط بعض الصور .. بنبرة مرتفعة تحدث المخرج :
_ منير
أقترب إليه مسرعًا:
_ أيوه يا أستاذ
_ ايه يا منير هنستني كتير ولا ايه ، هي فين ؟
ينظر فى الإنحاء : كانت هنا من شويا يا أستاذ والله
زادت نبرتة الغاضبة:
_ طيب شوفها بسرعة وبلغ الفنانة إننا جاهزين .. الشوت هيروح بالتأخير دا
_ حاضر ..
ردد منير مخاطبًا نفسه: كنتي هنا روحتي فين يا أس ؟
أسما أو أس كما يلقبونها ذات 33 عامًا ، من أفضل وأمهر المصوريين الفوتغرافي فى الوقت الحالي .. بخطوات سريعة منير ينظر باحثًا فى الانحاء عنها ،وقف مكانه وتذكر المكان الوحيد اللى مدورش عليها فيه( السوبر ماركت ) بخطواته السريعة اتجه الى السوبر الماركت خلف المدرسة ، توقف امام ثلاجة الايس كريم متنهدًا :
_ اس ..
كانت تجلس بجوار ثلاجة الايس كريم فتاة ذات شعركيرلي طويل مرتديه بنطال جينز وتيشيرت وجاكت باللون الاسود كلون شعرها ، أقترب إليها وكانت تلتهم الايس كريم بروقان منعزله عن العالم وهى تستمع الى الموسيقي وتتمايل معها ، خاطبها :
_ أس والله حرام عليكي ، لفيت عليكي فى كل مكان وانتى هنا .
نظرت إليه : لا هناك .
_ هناك فين ؟
_ فى ايه يا منير ؟
_ انتى بتعملي ايه هنا ؟
- اصل سمعت ان الأرض دى اللى هيجي بدري هياخدها ، فقولت فرصة مضيعهاش واخدها وضع يد ..ايه رايك تشاركني ؟
_ ايه اللى بتقوليه دا ع الصبح
_ قول لنفسك يا منير ، شايفني بعمل ايه بفطر بلاش أفطر
نظر إليها بتعجب : أيس كريم ؟!
أجابته بنبره حادة : وأنت مالك
_ الأستاذ بيزعق كلنا جاهزين وهنتأخر عن الشوت و
_ فصلتوني وانا بعمل ميديتشين يساعدني اتعامل معاكم
_ بالايس كريم
_ بتحب تسمعها كتير ، أسمعهالك وأنت مالك
- أنا
_ منير اسبقني وانا جايه وراك يلا يا بابا يلا
_ الاستاذ قالي رجلي ع رجلك علشان نلحق
_ منير أنا هلملكم الليله دى فى أقل من نص ساعة فمتكدرونيش بقي ع الصبح ف يلا اسبقني بدل ما أضربلكم اليوم كله وامشي
_ لا خلاص هسبقك، متتأخريش .
تركها منير وبعد لحظات ظهرت أس فى موقع التصوير وكانت خطواتها هادئة ثابته حملت كاميراتها وأشارت الى الجميع :
_ جاهزين يا شباب
أقترب إليها المخرج وبنبره حادة : كنتي فين يا أس ؟
أجابته بمنتهي الهدوء : صباح الخير
_ صباح الخير ، ينفع التأخير دا هو دا إتفاقنا
أجابته بمنتهي الهدوء : حضرتك أكيد عارف انا أول الحاضرين والتأخير كان بسبب مدير التصوير ومعداته اللى معملش شيك عليها قبل ما يشغلها ، هقف مربعه اعمل ايه روحت أفطر
_ وهو خلص بسرعة وانتي أختفيتي
_ بقول لحضرتك كنت بفطر
_ كنت تنتظري لما تخلصي وانا كنت هعزمك ع الفطار اللى عاوزاه
_ هو الناس بتفطر أمتي أول ما تصحي وتبدء أى حاجة صح ولا بعدها ، يعني حضرتك أول ما جيت طلبت الفطار 2 طعمية وواحد فول وواحد مسقعه مع شاي بنعناع 5 معالق سكر ،، ألف هنا ومحدش أتكلم
_ أس
_ انا رايحه أشوف شغلي عن أذنك
تحركت وبنبره عاليه : يلا شوت
شخصية أسما حادة وردودها لاذعة صعب التقرب والتودد إليها فكان الجميع يتجنبها كثير من الأوقات ، حملت كاميرتها وبدأت التقاط الصور لطالبات بمنتهي السرعة والاحترافيه ، أكثر ما يميز أسما فى خلال فترة زمنية قصيرة أصبحت من أفضل المصوريين الفوتوغرافر فى مصر وهى بعمر 25 ، فلم تكتفي بذلك وسافرت للخارج 3 أعوام دراسة وعمل فى مجال التصوير السينمائي والفوتوغرافي ، ومنذ ذلك الحين كانت أعمالها تتحدث عن مدي تميزها لاتقانها لعملها ليس مجرد هواية ولكنه شغف وحب من نوع أخر تعمقت فيه ، جميع لقطاتها لها طابع خاص بها لا يمكن تقليدها ، إجتهادها وتميز لقطاتها بالخارج جعلها جزء مهم فى أحدي الشركات العالمية المتخصصه بالدعاية والاعلان فى اغلب دول العالم ، ومما جعل جميع مخرجين الافلام والاعلانات يبحثون عنها ويتواصلوا للعمل معها ويتحملولاذعة لسانها وأسلوبها الحاد مقابل أعمالها المتميزة .. فى أقل من نص ساعة أنهت بالفعل التقاط الصور بدون خطأ أو إعادة لصورة واحدة
، وجهت كلماتها الى منير مساعد المخرج :
_ إنهاردة بليل الصور هتكون عندك ابقي بص ع الميل تمام
_ تمام ولو فيها حاجة
رمقته بنظرة حادة وقبل أن تضع نظارتها السوداء ع وجهها :
_ بسيطة هاتوا مصور تاني
تفاجئ منير من كلماتها ثم ضحكت اسما :
_ ايه يا منير مالك فى ايه ، هى اول مره ابعتلي واتساب ع رقم الشغل بس رسالة منجزة مش تسجيل لام كلثوم .
_ انفصام الشخصية اللى عندك دا عاملي ارباك انتى بتضحكي ولا بتتكلمي جد
_ دلواقتي
- ايوه ؟
_ عاوزة اروح البيت انام ,, سلام
_ أشوفك فى سيشن تاني قريب
_ دا لو لسه عندك طاقة لتعامل معايا ،، سلام

ضحكت اسما وجمعت حقيبتها وودعت الجميع وعادت الى منزلها ، دخلت الشقة رأت والدتها جالسة ع مائدة الطعام برفقة خالها عبد الحميد يتناولا الافطار ، أستاذة فوزية والده أسما من أشطر المعلمين فى مادة الفيزياء وساعدها إجتهادها لتساق السلم الوظيفي من معلمة درجة أولي الي مديرة مدرسة ثانوية بنات ، أخيها عبد الحميد شيف سابق لدري أكبر المطاعم فى أوروبا وتقاعد بسبب مرضه ، إقتربت اليهم :
_ صباح الفل ع الحلوين
- صباح الورد ، تعالي أفطري معانا يلا
قالتها والدتها ، ف أجابتها أسما :
- لا يا ماما أنا فطرت خلاص يادوب ارمي نفسي ع السرير وانام كام ساعة علشان اصحي اخلص شغل إنهارده
_ طيب ارتاحي
_ لا يا فوز لا نؤخر عمل اليوم الى بعد ساعة لانه كده مش هيتعمل ( نظرت الى مائدة الطعام ) الف هنا على قلوبكم الفطار الملوكي دا تسلم الايادي يا عبد الحميد
قامت والدتها بتوجيه ضربة خفيفة ع كتفها : احترمي خالك ايه عبد الحميد دا
_ مالك يا فوز هو موافق صح يا عبده ؟
_ عبده كمان
ضحك عبد الحميد: اسما تقول اللى عاوزاه براحتها
اسرعت اليه ووضعت قبله ع خديه : حبيبي يا خالو
_ ماانتى قولتيها اهو خالو
_ أقولها بمزاجي محدش يقولي أقول ايه ، يلا اشوفكم ع الغدا
تحدث عبد الحميد: هعملك طاجن المكرونه اللى بتحبيه
_ حبيبي يا عبده ، انت خلص وانا فى أنتظاره فى الحلم
توجهت الى غرفتها وتحدثت فوزية مع أخيها عبد الحميد :
_ كفاية دلع فيها يا عبد الحميد مبقتش صغيرة هي
_ بالعكس يا فوزية طول مااحنا عايشين تدلع براحتها وهنفضل شايفنها صغيرة مبتكبرش أبدًا
- لكن هي بتكبر فعلًا يا عبدالحميد وبيكبر قلقي عليها ، انا او انت مش معمرين وأسما معندهاش حد غيرنا ، عاوزة أطمن عليها إنها مع شخص ابن حلال ، خايفة من نشفان دماغها دا النتيجة هتعيش لوحدها .
_ فوزية الغيب فى علم الغيب ، احنا فى دلواقتي .. وجودنا حواليها ومعاها دا المطلوب مننا انها متحسش بالوحدة دلواقتي ، ومتقلقيش اسما عارفة بتعمل ايه كويس ، بنتك واضحة وصريحة وهتفرحي بيها وتتطمني عليها فى الوقت المناسب
_ امتي دا انت شايف بنفسك هي بتعمل ايه ؟
_ مبتعملش حاجة يا فوزية، انتى مكبره الحكاية سيبيها مع الوقت وهنفرح كلنا
_ امتي ؟
_ قريب أن شاء الله
_ يارب يا عبد الحميد يارب

فى الغرفة تركت أسما حقيبتها ع مكتبها وتوجهت للحمام للشاور وخرجت امام المرايا جمعت شعرها برباط الشعر وأتجهت لسرير واغلقت عينيها ، بدون محاولات أستسلمت للنوم سريعًا .. مر 4 ساعات وسمعت أسما نقرات خفيفة ع باب غرفتها ورائحة تتوغل أنفها :
_ اس .. الغدا جاهز .. طاجن المكرونة فى انتظارك
أجابته بحماس :
_ جايلك يا عبده انت ومكرونتك اللى ريحتها اقتحمتلي أحلامي
خرجت من الغرفة مباشرة لطاولة الطعام وعيونها النائمة جلست وبدأت تتناول الطعام ، رمقتها والدتها نظرة إستغراب :
_ قومي أغسلي وشك
_ ليه هو الاكل بيتغسله ايد ولا وش يا ماما
_ بطلي لماضه وقومي اغسلي وشك وفوقي كده
_ ليه مش فاهمة هو كده وحش والله انا زى القمر ولا ايه يا عبده ؟
_ زى القمر طبعًا يا قلب عبده ، يلا كلي
تذوقت المكرونه واستمتعت :
_ عارف يا عبده ، وجودك فى حياتي من الاساسيات اللى مقدرش أستغني عنها، أكلك دا بيقويني وبيبقي حافز وسبب أرجع البيت عشانه ، حقيقي مهما أكلت برا مش هأكل زى أكلك دا
_ قال يعني قبل ما خالك يستقر معانا مكنتيش بتاكلي أكلي
_ يا فوز فى فرق سرعات ، هتقارني اكلك ب أكل شيف الشيفات
_ دلواقتي أكلي بقي ميتقارنش ومش حلو . شكرًا يا ست أسما
تمتمت فى سرها : واضح انى عكيت الدنيا
بنبرة عالية : بس مهما عملت يا عبده مش هتعرف تعمل رز معمر زى فوز ولا صينية البطاطس بالفراخ يالهوي حكااايه يا عبده حكايه
ضحك عبد الحميد: انتى هتقوليلي فوزية نفس نفس جدتك
تحدثت والدتها ب ابتسامة: اهو الرز المعمر دا طريقة ماما الله يرحمها حبيببتي .
امالت ع خالها وهمست : كده لحقت الدنيا
- شاطوره يا اس لحقتي الموقف فى ااقل من ثانية
_ ملعبي يا عبده
اعادت وتحدثت بنبره عاليه : المره الجايه فوز تعمله بقي علشان وحشني اوي
_ من عنيا يا حبيبه قلب فوز
ضحكا الجميع وتحدث عبد الحميد :
_ هتنامي تاني
_ لا هاخد دش ع السريع ودبل اسبريسو واخلص شغل انهارده
- يعني اعمل حساب سهرايه واجهز الحاجات والقاعدة
_ طبعًا والفيلم انا مجهزاه ، اخلص وللصبح مع بعض
_ اتفقنا

عادا لتناول الطعام وسط ضحكاتهم وأحاديثهم.. انهت اسما طعامها وعادت لغرفتها ومعاها الاسبريسو بعد الدش الدافئ وجلست امام اللابتوب وبدأت تفريع الصور ونقلها من الكاميرا الى اللاب توب وبدأت تعمل على التعديلات النهائية للصور ، أثناء عملها ع الصور استوقفتها صورة تجمع 3 طالبات بالزي المدرسي ، ركزت بالصورة للحظات وارتسمت إبتسامة ع وجهها مردده :
_ يااه يا زمن .
تنهدت وعادت للعمل ع الصور وارسلتهم الى منير وخرجت من الغرفة واتجهت الى الثلاجة واحضرت علبه الايس كريم وجلست برفقة عبد الحميد ووالدتها يشاهدان فيلم ويسهران معًا .. انهت السهرة متوجهين الى غرفهم وقفت اسما متحدثه لوالدتها :
_ ماما فين شنطة مدرستي اللى كانت معايا في أولي ثانوي .
_ ايه فكرك بيها دلواقتي ؟
_ عادي يعني انا بس مش فاكره هى فين قولت أكيد انتى تعرفي .
_ ليه عاوزاها ؟
_ يااه ع الاسئلة ، شنطتي يا ماما وانتى اللى شيلتيها ولا تحبي اقلبلك الشقه اذا كان كده عادي وانتى عارفه
_ لا ارجوكي لسه الست اللى بتساعدني مخلصين تنضيف الشقه امبارح
_ طيب فين الشنطة ؟
_ فى أوضتك فوق الدولاب فى شنطة السفر السودا فيها كل حاجاتك القديمة
- اووكيه ( قبلتها ع خدها ) تصبحي ع خير يا فوز

عادت الى غرفتها وبحثت عن الحقيبة أعلي الدولاب ونزلتها على الارض وفتحتها وبدأت تبحث عن الصور القديمة وكانت لحظة إستحضار ذكريات قديمة لديها مر عليها سنين ولكنها تاركه أثر فى قلبها ، أحيانا يمر ع المرء أشياء بسيطة تكون قادرة على أن تستعيد لنا ذكريات الماضي .. صورة او مكان او أغنية أو كلمة قادرة فى أقل من ثانية تجعله يستشعر لحظات من الماضي وكأنها حاضره .. كان يرافق كل قطعة تلمسها ذكري من ذكرياتها مما دفعها تتلهف لاخراج الاخري ، كانت مبتسمة وهى بين يديها مجلد صور قديم التقاطته بكاميرتها القديمة وهى فى المرحلة الثانوية ، أمسكت صورة تجمعها مع أقرب صديقتين لها فى ذلك الوقت فرح وأحلام وتذكرت تلك الايام ...

فلاش باك من 16 سنه

محافظة كفر الشيخ الساعة 7 ونصف صباحًا ، فى أحدي الشقق السكنيه تعلو صوت فتاه بعمر 16 عامًا تتحدث مع والدتها :
_ يلا يا ماما ولا لسه بدري ؟
_ خلاص يا أسما بجهز أهو
_ طيب انا هسبقك وهنزل للبنات
_ متنسيش سندوتشاتك
_ لا نسيتهم انا هأكل معاهم ..

خرجت من شقتها الى الشقه المقابلة لها وترن الجرس ، فتحت الباب فتاه فى مثل عمرها :
_ أحلام.. انتى لسه مجهزتيش ..أتاخرنا .
_ كنت بحضر الفطار لماما والعلاج
_ طيب يلا علشان فرح هتكون مستنيانا ع الناصية الشارع لوحدها
_ حاضر .. حاضر
دخلت أحلام وبنبره عاليه : يلا يا أحلام هنتأخر، هخاف ع مستقبلكم انا ولا ايه ؟
خرجت والدة أحلام بعد سماعها صوت أسما :
_ صباح الخير يا أسما
ارتعبت أسما وبنبره هادئة: صباح الخير يا طنط
_ دايما صوتك عالي كده، فى بنت صوتها يسمع الجيران كده فى ناس نايمة
_ انا اسفة يا طنط
_ هى مامتك فين ؟
_ جايه ورايا ، انا قولت استعجل احلام علشان منتأخرش
خرجت أحلام وبرفقتها حقيبتها :
_ انا جاهزة
استوقفتها والدتها :
_ انتم هتروحو لوحدكم ؟
صمتت أحلام ونظرت الى اسما :
_ ماهو مش لوحدنا يا طنط ماما معانا احنا هنستناها تحت
_ وهو فى بنات محترمة تقف فى الشارع
_ اصل كنت هجيب حاجة من السوبر ماركت
_ استني مامتك تكون معاكي ، مينفعش بنت تقف لوحدها فى الشارع
_ حاضر يا طنط، طيب انا هستعجل ماما
استدارت وصدمت بوالدتها : ايه يا ماما كل دا
_ صباح الخير ياام صلاح
_ صباح الخير يا فوزية
_ يلا يا بنات
قبل أن تنتهي فوزية من كلامها سحبت اسما يد أحلام وتحركا :
_ مامتك مخيفة اوي يا احلام انتى عايشة معاها أزاي يا بنتي ؟
صمتت أحلام وسريعًا انتبهت أسما لكلماتها :
_ اسفه من قصدي بس مامتك جد كده
اقتربت منهم فوزية : يلا يابنات
_ يلا يا ميس فوزية
_ يلا يا لمضه

قربوا لناصية الشارع كانت فى تنتظرهم :
_ لسه بدري يا حبيببتي انتى وهي
_ ماليش ذنب ، بنت عمتك هي اللى أخرتنا انا جاهزة من بدري
_ يا سلام
اقتربت اسما من فرح وغمزت لها :
_ قوليلي اتعاكستي كام مره اعترفي
_ ولا مرة بابا كان معايا ولما شافكم قربتوا مشي
_ تتعوض متقلقيش
أحلام كانت بتنظر ليهم ب استعجاب ولحظتها فرح :
_ ايه يا أحلام بنهزر بنهزر
_ ايوه بنهزر فكي بقي .. يلا بقي هنتأخر
تحركا :
_ ايه الحماس دا يا اسما صحيان بدري وعاوزة تحضري الطابور وحصه الاولي خير .
_ ثانوية عامة المرحلة دى اللى هتحدد المصير
ضحكت فرح : مصير .. بعدين انتى هبله احنا فى 2 ثانوي ،المصير دا فى 3 ان شاء الله نوصلها ع خير .
_ لا فى مصير تاني مهم
_ خير .
- المستقبل ، مدرسة الثانوي البنين اللى قدام مدرستنا ، لمحت كام ولد حلويات كده
_ انتى رايحه علشان الولاد ؟
_ لا رايحه علشان الثانوية
تغيرت ملامح احلام من كلمات اسما :
_ احلام.. اتخضيتي كده ليه
تحدثت أسما : دا لو ولد ظهر قدامها هتقع مننا .. مين اللى جنبك دا يا احلام
ارتعبت أحلام وبتبص وضحكت أسما وفرح :
_ بطلي يا اسما مترخميش عليها ، انتى عارفه البيت عندها عمتو وصلاح
_ الله يكون فى عونها بصراحه داانا 5 دقائق من الخوف كنت بقول ياارض اتشقي ،
_ اسما ..
- انا بقول هعزمكم ع ايس كريم أحسن يلا
توجهت للسوبر الماركت وقامت بشراء الايس كريم وتناولها اثناء طريقهم للمدرسة ، تدخلت فوزية فى بداية العام وجمعتهم سويًا فى فصل واحد ، كانوا دائما التواجد سويًا فى المنزل وفى المدرسة وفى الدروس الخارجية.. فى يوم شعرت فوزية ببعض التعب وذهبوا البنات سويًا بمفردهم للمدرسة ، توجها للمدرسة وهما يتناولا الايس كريم ويتحدثًا ويضحكًا أقترب منهم 3 شباب من المدرسة الثانوي بنين المقابل لمدرستهم ، رمقتهم اسما بحده وبنبره حاده :
_ خير
اقترب الشاب : احنا مش قاصدين نزعجكم
_ عاوزين ايه ؟
اخرج ورقة ووضعها فى يدها :
_ هتعرفي لما تقري اللى مكتوب هنا وهستني الرد بكره
تركها الشاب وأصدقائة ونظرت أسما للورقة ووضعتها فى حقيبتها ودخلا المدرسة وسط تهجم فرح وأحلام على وقوف اسما لتحدث مع الشاب ، كانوا فى حصة والمدرسة بتشرح فضول أسما عاوزة تعرف ايه مضمون الورقة ومش قادرة تنتظر البريك وطلبت من فرح التستر عليها لتقرأ الورقة وكان مكتوب ( احنا معجبين بيكم وعاوزين نتعرف ب أحترام ونكون أصدقاء ..أيه رأيكم ) ابتسمت اسما ولان شخصيتها عكس شخصية فرح وأحلام فهي ترحب بجميع طرق التعارف ، همست للبنات :
_ عاوزين يتعرفو علينا
تفاجئت أحلام وكان رد فعلها بصوت عالي : يانهار اسود ايه ؟
لاحظت المعلمة ما يحدث بينهم ف اخبرتهم بالخروج من الفصل كعقاب لهم تم حرمناهم من الحصة وتحدثوا بالخارج :
_ ايه رايكم ، انا عادي بالنسبالي مفيش مشاكل
تحدثت فرح : انتى بتتكلمي بجد .. موافقة ؟
_ ايوه موافقة، يا بنتي احنا كبار دلواقتي فى 2 ثانوي والعين هتكون علينا ، ف اننا نتعرف ونعرف مفيهاش حاجة بالعكس دى حاجة مفيدة .
_ ومفيدة فى ايه يا خبرة ؟
_ نعرف الجنس الاخر بيفكرأزاي وعاوز ايه ، علشان لما ندخل الجامعه منبقاش غشم كده ويضحك علينا .
_ لا والله
_ فى ايه يا فرح الحكاية بسيطة دى تعارف
_ أحلام انتى رايك ايه هل الموضوع بسيط زى البروفيسوره اسما شايفه ؟
بملامح ونبره خوف : انتوا بتقولوا ايه وبتتكلموا كده ازاي ، انا ماما او صلاح سمعوا كلمة واحده هيموتوني .
_ فى ايه يا احلام ايه الرعب دا وبعدين هيعرفوا منين ، محدش يعرف غيرنا هنروح نقولهم احنا ، وبعدين دا كلام كلام زى ما بنتكلم كدا ومش هنخسر حاجة بالعكس هنكسب
_ فين المكسب بقي علشان الجامعة ؟
_ ايوه نكتسب خبره علشان لما نقابل زوجنا المستقبلي
ضحكت فرح: زوجنا المستقبلي مره واحده، انتى بتتكلمي فى ايه احنا فى 2 ثانوي لسه قدامنا كتير .
_ كتير ايه يا فرح ، دا ابوكي لو طايل يجوزك من اعدادي كان عملها لولا عمتك انتى ناسيه العريس اللى اتقدم وكان موافق وكنا فى امتحانات اعدادية .
_ اسما انتى عاوزة ايه الخلاصة ؟
_ نجرب .. من باب التجربة عجبنا نكمل معجبناش يلا معالسلامة
تحدثت احلام بخوف : لا لا لا .. انا مش هعمل كده
- احلام انتى بالشخصية دى هتضحكي علينا العالم فى الجامعة
تدخلت فرح: الجامعة فين واحنا فين ومتقارنيش اللى هنقابلهم هناك باللىباعتين ورقة .
_ الاتنين من جنس واحد أدم، رجاله متعقدهاش بقي انتى وهي
صمتا فرح واحلام وتحدثت اسما :
_ ها .. هتعملوا ايه ، معايا موافقين ..؟

يتبع ...


حلاوة الدنياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن