_ فرح فى ايه ؟حاولي اقفي ولا مش قادره ؟
حاولت الوقوف وهي تتألم تسند عليه وانتبهت لاتصاقها بجسده ف انتضفت ف ابتعدت وكانت ستسقط مره اخري فحملها سريعًا وسط ذهول من فرح وأميره .
بنبره مليئه من الارتباك :
_ايه اللى عملته دا نزلي بسرعة نزلني
تمسك بها جيدًا وبنبره حادة:
_ ممكن متتكلميش لغايه ما نشوف ايه حصل
سريعًا اتجه الى مستشفي برفقة اميره وكان لوي بسيط :
_ انا قولتلكم بسيطة يا جماعة
_ لامش بسيطة يافرح
قالها مروان بحده واقتربت اميره ممسكه يد فرح :
_ قلقتينا عليكي يا فرح ، عمومًا ارتاحي انتى كل حاجة تمام
_ لا لا مش مستاهله يا اميره انا كويسة حتى شوفي
وقفت ع رجلها وتحركت : اطمنو انا كويسة يلا يا اميره علشان الميكب ارتست وانت مروان يلا علشان تجهز يا جماعة انهارده خطوبتكم .
تحركا وعادا الى الفندق وكانت فرح برفقة اميره فى غرفتها تتجهز وكان مروان يراسل فرح كل ساعة يطمئن عليها مما اربكها وقامت بحظره لانه شتت تركيزها ، ف هاتف اميره وسأل عن فرح :
_ كنت عاوز اسالها ع حاجة هى فين
_ فرح كلمي مروان عاوزك
امسكت الهاتف وتحدثت بعيد وبنبره حادة تحدث معها :
_ عملتيلي حظر ليه يا فرح
_ مستر مروان انهارده خطوبة حضرتك ومينفعش تشتت نفسك ب اى حاجة تانيه ، تركيزك يكون ع اميرة عروستك واى حاجة تحتاجها عماد موجود معاك هيعملهالك انا مع اميره
_ عاوز اطمن عليكي
_ انا بخير .. عن اذنك
اغلقت الهاتف وسط ارتباك وتحدثت ل اميره وعادت وقفت تتابع تجهيزات اميره وجاء مروان الى غرفتها ليصتحبها للتصوير ، حينما دخل الغرفة نظراته كانت تبحث عن فرح ولم يعطى اميره الرأيكشن المتوقع :
_ ايه رأيك يا مارو
_ جميل
_ الصور هتطلع تحفه
_ اها اكيد .
_ يلا بينا فرح سبقتنا لموقع السيشن
اصتحبها للخارج واتجها لمكان التصوير وكان غير سعيد ويشعر بأنقباض فى صدره تملكته مشاعر معاكسة لما يجب ان يشعر بها فى ذلك اليوم ، شعر بخطأ ما ، كلما ينظر الى اميره لم يشعر براحه وبفرحة كما كان المتوقع انتهوا من التصوير وعادوا الى غرفتهم فى الفندق حتي يتجهزا لحفله ،كان يجلس فى صمت اقتربت منه والدته :
_ مالك يا مروان يا حبييبي فى عريس يوم خطوبته وشه مقلوب كده
_ ماما انا عاوز اقولك حاجة
_ قول يا حبيبي فى حاجة مضايقاك ؟
بدون تفكير : انا مش عاوز اكمل الخطوبة
تفاجئت والدته : بتقول ايه ، بتهزر .. مفيش هزار فى الحاجات دى يا مروان ؟
- مش هزار يا ماما .. زى ما سمعتي مش عاوز اكمل الخطوبة دى
_ انت مستوعب كلامك، مروان انهارده خطوبتك، انت لابس بدلة الخطوبة واميره بفستانها والمعازيم فى القاعة مستنينكم ، انت مستوعب الموقف علشان تتكلم بلامبالاه كده ؟
- انا مش مرتاح ومش قادر اكمل
امسكت يداه وبنبره هادئه محاولة لتهدئته :
- حبيبي دى رهبه الخطوة ، حياه جديدة داخلها بمسئولية كبيرة جديده عليك فطبيعي تتخض وتخاف وتبقي عاوز تهرب ، احساس طبيعي تحسه بعد حياه العزوبية الصح تتجاهله وتركز ان يومك يكون احلي يوم وذكري لك ولعروستك ولما هتفتكربعدين هتضحك صدقني، اهدى كل حاجة هتبقي تمام .
_ انا لو كملت هظلم أميرة معايا ، ازاى اكمل مع واحدة مبحبهاش ، معرفتش احبها .
_ مروان ايه كلامك دا ؟
_ انتى اللى اختارتيها يا ماما مش انا
_ وانت وافقت
_ وافقت لانك مكنتيش بتسكتي ، قولتيلي اديها فرصة لانك عاوزة تفرحي بيا وتشوفيني مستقر دا حقك لكن كتر الضغط وافقت وقولت زى ما قولتيلي العشرة والحياه هتقربنا لبعض ، من وقت ما قابلت اميره وحاسس بفجوة كبيره بينا ومع الوقت الفجوه بتكبر ، انا محبتهاش ومبرتحش معاها ، احنا الاتنين مختلفين جدًا ، ازاى اتجوز واحده مفيش مشاعر اتجاهها ، دى حياتي انا يا ماما اللى هعيشها ومش حاسس انى عاوز اعيشها مع اميره .
بنبره عصبية : مروان
فى دخله اميرة الغرفة واقتربها ل مروان ووالدته ووجدت الاجواء غير صافيه وملامح مروان ووالدته متغيره :
_ فى حاجة ولا ايه ؟
اقتربت منها والده مروان مبتسمة :
_ عروستنا القمر ، مفيش حاجة يا حبيببتي بس ايه الجمال دا
_ بجد يا طنط الفستان والميكب حلووين
_ احلي عروسة اشوفها عروسة ابني
كان مروان ينظرمن النافذة يحاول ان يستنشق هواء ليهدأ اقتربت اليه اميره :
_ مارو .. فى حاجة . مالك ؟
_ اميره فى حاجة عاوز اقولهالك واتمني تتفهميني
_ سمعاك فى ايه ، فى حاجة حصلت ، انا رتبت كل حاجة ان اليوم يعدي كويس
_ اليوم هيعدى كويس والحفله هتتم لكن ..
_ لكن ايه ؟
اقتربت والدته وجذبتها :
_ اميره يا حبيببتي مش وقت رغي بينكم قدامكم العمر الطويل .
_ ماله مروان يا طنط ؟
_ مروان متوتر يعني توتر الخطوبة عريس بقي
_ اه والله يا طنط داانا هموت من التوتر
_ حبيببتي يومكم هيبقي احلي يوم
التفتت الى مروان :
_ كنت عاوز تقول ايه يا مارو ..
_ انا ..
حاولت والدته تمنعه يتحدث ورن هاتفها من دبي واجابت وجلست ع الكرسي وانهارت بالبكاء ، علم مروان ان جدتها توفت ، وكان وفاه جدتها كطوق نجاه لمروان انقذ الموقف واتلغت حفله الخطوبة وسافرت اميره الى دبي برفقة اخيها ومروان وعادت فرح الى القاهره ولم تتحدث مع احد عما حدث فى الجونه .
فى سانت كاترين جلست "اسما" بجوار حمزه حتي استيقظ ووجدها بجانبه :
_ اس ..
خبطته فىدراعه: لو مكنتش صحيت انهارده كنت خبطتك ب اى حاجه اصحيك
ضحكك: مجنونه وتعمليها ..
_ ايه اللى عملته دا يا حمزه ، انت عارف انك بتتعب من ابسط نزله برد ايه اللى عملته دا ,,
_ ماهو لو مكنتش عملت كده كنت انتى سافرتي فوق ,,
_ كنت تسيبني ياعم ,,
_ وحمزاوي يعيش ازاى من غير اسما ,,
ابتسمت :و اسما متقدرش تعيش من غير حمزاوي اوعدني مش هتكررها تاني ..
_ مقدرش ..
_ ليه بقي ..؟
_ طول ما الجنان عندك شغال ,الجنان عندي هيشتغل .. الريموت فى ايدك ,,
ضحكت "اسما": يبقي يا نعيش عيشه فل يا نطير احنا الكل ..
_ بالظبط ..
- الف سلامه عليك يا حمزاوي ..
ضحكا وتحدثا قليلا وعادت لغرفتها تتجهز للخروج غدا ، حاول ان يتحدث معها "مراد" ولكن الممرضه اخبرته انها نائمه، وفى الصباح الباكر استقلت طائره الى القاهره هى وحمزه وعادا الى المنزل ،اخذت اسما اجازه من العمل وحاول مراد يتواصل معها بالهاتف كانت تجيب مره وتتجنبه مرات وحينما عادت الى العمل قابلها فى موقع تصوير : :
- اس
- ايوه
- عامله ايه
- بخير ..
- انا جيت اطمن عليكي لو محتاجه حاجه
صمتت لحظات : مراد .. انت عاوز ايه ؟
- انتى عارفه
- وجودك طول الوقت دا مش هيوصلك لحاجه لأنك بتضغط عليا وانا مبحبش الضغط
- انتى عاوزه ايه ؟
- اديني مساحتي ممكن .. افكر بدون ضغط؟
ابتسم : وعد هتفكري
- ايوه ..
- وانا هسيبك براحتك وهستني رد
_ ياريت
- هتسافري امتي ؟
- بكره الصبح
- اجي معاكي
- مراد
- تمام .. تمام .. عموما مبروك ع التكريم
- شكرا
ذهب مراد وعادت اسما الى التصوير مره أخري.. فى اليوم التالي اتجهت الى المطار وسافرت إلى الولايات المتحدة مقر الشركه وكان تكريم لها ل اختيار صورها احسن صور فى الفتره الاخيره، احتفلت فى الشركه ورودها اتصال :
- الو
- اس
- القبطان .. كنت بفكر فيك عاوزه اوريك الجايزه
- مش جديد عليكي دايما ناجحه فى شغلك
- شكرا .. شكرا ..
- انتى فين ؟
- فى الشركه عاملين حفله بس مزعجه وكلها ناس رخمه
- ينفع تيجي اليخت فى نفس المكان
- انت هنا .. جايلك طبعا ونحتفل مع بعض
- تعالي الاول ..
استغربت اسما من طريقه القبطان وشعرت بوجود شئ .. توجهت إلى الميناه وصعدت ع اليخت وبعد التحيه جلست :
- شوفت الجايزه و السالاري بقي اكبر يومًا ما هشتري يخت زيك ونبقي نسكروز مع بعض فى البحور والمحيطات
ابتسم نصف ابتسامه : مبروك
- مالك يا قبطان .. فى حاجه ؟
- بصراحه عاوز ابلغك حاجه ..
- تبلغني ايه .. انت كويس ؟
- انا تمام ..
- فى ايه؟
أقترب إليها وضم كفوف يدها بيديه :
_اسما .. والدك اتوفي الصبح فى المستشفي ..
سكتت من الصدمه ، ف بلجلجه تحدثت :
- بابا تقصد .. امبارح انا..انا سالت عليه قالوا انه كويس
- اتوفي الصبح ..
- مات..
لاحظ شردوها وامسك يداها تركته ووقفت تنظر إلى البحر واقترب إليها:
- اسما دا قدر ربنا..
صمتت وهى تنظر الى البحر مما أشعر القبطان بالقلق جذبها تقف امامه وقفت فى حالة من الصمت والذهول :
- متسكتيش ابكي لو عاوزه تبكي
نظرت إليه مردده : مات .. بابا مات
ضممها إلى احضانه : ابكي ..متكتميش جواكي ابكي ..
وكأن حضن القبطان مكان ليتلقي دموع اسما وانهيارها لفراق والدها، فى تلك اللحظه ظهر حمزه ووقف يشاهد اسما وهي تبكي فى حضن القبطان ...!
كان القبطان يحضر حفله صغيره لاحتفال ب "اسما" لحصولها ع جائزه افضل صوره وعيد ميلادها سويا ، وكان يعلم بوجود حمزه فى كاليفورنيا كالعادة ، فبما ان اسما مفتقره لاصدقاء حقيقين ف اخبر حمزة ليشاركها الاحتفال برفقته .. وأثناء تجهيزه الحفل علم بخبر وفاه والد اسما ، اخبر حمزة واخبره بضروره عدم التأخير لينضما اليه حين يخبر أسما ولكنه تأخر ف اخبرها وعند لحظه وصول "حمزه" لليخت وجد "اسما" فى احضان القبطان وهى تبكي , وقف بعض الوقت ينظر اليهما ثم شعر بانه تأخر ووجوده لا معني له وبدون ان يدرك احد بوجوده ذهب وأرسل رسالة للقبطان بوجود مشكلة سببت فى تأخيره وتركهم بمفردهم ... مشاعر غضب سيطرت عليه لانه كان يريد ان يكون اول شخص يكون بجوارها فى ذلك الموقف ولكن دائما يسبقه القبطان ، جلس فى مقهي وارسل القبطان رساله ب انهم فى انتظاره ثم اتجه الى اليخت وجد "اسما" جالسه عند حافه اليخت تنظر الى المياه وقف ينظر اليها واقترب اليه القبطان : :
_ مشيت ليه يا حمزه ..
_ مشيت منين انا لسه واصل و ..
_ انت جيت ومشيت ,, هو دا وقت انك تاخد موقف ..
_ مش فاهم ,,
امسك يداه وتحركا بعيد حتي لا تسمعهم اسما وتحدث بصوت خافض :
|_ "اسما" منكرش انها اهم حد فى حياتي حاليًا لانها بنتي يا "حمزه" مش اكتر , من أول مره قابلتها وانا شايفها بنتي عوض عن اللى فقدته رجعتلي إحساسي اللي مات مع موت بنتي.. متسمحش لمشاعر تانيه غير حبك ل "اسما" تسيطرعليك .
تفاجئ حمزة بمعرفة سر مشاعره ل اسما :
_ انت عرفت ازاي ؟
_ انا سافرت كتير واتعاملت مع ناس اكتر مما تتخيل ، بقدر اعرف المشاعر الصادقة عن المشاعر المزيفة، انت مشاعرك صادقة لكن محتاجة تكون أقوي وهيحصل .. ان انت بتحبها ، واضح جدًا يا حمزة ، الكل يلاحظه الا اسما للاسف ، لكن التوقيت دلواقتي غير مناسب نتكلم فى مشاعرنا ، اسما محتاجلنا .. محتاجاك جنبها زى ما بتكون دايما وانت الشخص الوحيد اللى لما بتكون معاك بطمن عليها يا حمزه .
تركه القبطان واطلق تنهيده واتجه الى اسما وجلس بجوارها وهى شارده ودموعها تتساقط ، لم يتحدث وتركها حتي تخرج ما بداخلها ، ظلا جالسين لاكثر من 6 ساعات فى حاله من الصمت بدون حديث دون ملل ولا كلل ينتظرها تتحدث والقبطان يجلس من مقربه منهم يراقبهما عن بعد .. فجاءه اطلقت تنهيده وتحدثت :
_ بابا مات يا حمزه
_ الله يرحمه
_ مات .. مات قبل ما اقوله انا مسمحاك ، مات قبل ما ياخدني فى حضنه ، فرصتي راحت ضاعت خلاص يا حمزه ، الامل اللى كنت متمسكه به اتبخر خلاص .
نظر اليها :
_ اسما كتير قولتلك روحيله مره واتنين وتلاته، بيبقي بينكم المسافه ااقل من مترين وبتهربي قولتلك مش كفايه تسألي وتعرفي اخباره من بعيد لازم تاخدي خطوة .
اجابت ودموعها تتساقط بدون توقف :
_ كنت خايفه .. خايفه ميعرفنيش ومياخدنيش فى حضنه اللى محتاجاه عارف انا كنت بتخيل اد ايه واخدني فى حضنه خوفت الواقع يكون حاجة تانيه واتصدم ، كنت مكتفيه ب احساس ان بابا موجود وعايش رغم انه بعيد كان مطمني شويا ، كان عندي امل فى يوم هلقيه مكلمني يقولي وحشتيني عاوز اشوفك ، عارف لو دا حصل مهما كنت فين كنت هروحه ,, ماما لما كلمته عني كان بيبعتلي فلوس .. فلوس ايه اللى كان بيبعتها عوض عنه وعن حضنه ، عوض ايه وهو ملوش عوض .
_ الله يرحمه
_ عارف ايه اكتر حاجة تعباني ؟! ان انا كنت بأجل مقابلتي ومقولتش اللى عاوزه اقوله ، المرادي اخدت القرار وقولت هاخد الجايزة واروحه اقوله بص انا شاطره ازاى علشان يفتخر بيا ، عرفت انه فى المستشفي وقولت لما يخرج كنت هستناه لما يخرج اروحله اترمي فى حضنه اللى مفتقداه واقوله حاجة واحده بس .. انا بحبك ومسامحاك ..لكن ضاعت فرصتي ضاعت خلاص وسابني نهائي
نظر اليها وامسك يدها :
_ قومي معايا يلا
_ فين ؟
_ كل حاجة عاوزه تقوليها هتقوليها ، هتقوليها دلواقتي قبل بكره مينفعش تعيشي باقي عمرك والكلام دا جواكي ، فرصتك انك تتكلمي وهو يسمعك مرحتش زى ما انتى فاكره يلا .
قامت وجذبها بشده واتجها الى المشفي وتحدث حمزه مع مدير المشفي واخبرهم بقرابتها ل المتوفي ورغبتها ان تراه قبل الدفنه ، وافق المدير واتجها الى غرفه بجانب المشرحه وضعا فيه جثمان والدها مغطاه ووقفت اسما امام الباب وبجانبها حمزه :
_ الفرصه اهي متضيعهاش يا اسما ، ادخلي وقولي اللى انتى عاوزاه هو سامعك اتكلمي
تركها وابتعد خطوات عنها وذهبت لداخل الغرفه بخطوات ضعيفه ودموعها تتساقط , حاولت ان تلمس القماش ولكنها تراجعت فى المره الاولي , وفى المره الثانيه ازاحت القماش عن وجهه ونظرت اليه وهو مغمض العين ,, :
_ بابا ,, انا عاوزاك تعرف انا استنيتك كتير , كنت مستنيه تاخد خطوه وتجيلي , كنت عاوزاك تاخدني فى حضنك زى ما بتاخد بنتك , متعرفش انا اتخيلت اد ايه انا فى حضنك ,, حلمت بحضنك لدرجه كنت مش عاوزه اقوم من الحلم، لو كنت فاكر انا مكنتش محتجاك لاني كبرت ومسؤله عن نفسي احب اقولك مهما كبرت ومهما كنت فانا محتجالك انت ، عشت عمري كله محتجالك ، كل مره اشوف اب حاضن بنته او ابنه بحس بغيره , عشت فى خوف ووحده من غيرك , مكنتش طالبه غير انك تاخدني فى حضنك مره واحده , كنت مستنيه تكلمني ,تقولي اسف ان انا سيبتك لوحدك , اسف ان انا مكنتش بسأل عليكي ،اسف ان انا مكنتش موجود فى حياتك وانتى كنتي محتجاني ، لكن عارف رغم كل دا مكرهتكش , مكرهتكش ,وحبيتك وبحبك لان انت بابا , بابا (بكت) بابا عاوزاك تعرف انا مسمحاك وبحبك ,, مسمحاك واتمني يوم ما اقابلك تاخدني فى حضنك ، انا هستني اللحظة دى مع السلامه يا بابا .
وضعت قبله ع جبهته واعادت القماشه ع وجه وقرات بعض آيات القرآن ثم خرجت من الغرفه نظرت إلى حمزه وعلم من نظراتها ب انها افرغتت كل ما بداخلها امسك يداها وخرجا من المشفي ، عادا الى القبطان وجلسا سويا حتي الصباح فى صمت تنظر اسما الى السماء والبحر وحمزه بجانبها ينظر إليها والقبطان ينظر إليهم من بعيد .. فى اليوم التالي ذهبت هي وحمزه والقبطان الى الدفنه وحضرتها ثم قضت يومين برفقه حمزه والقبطان ثم عادت إلى القاهره برفقه حمزه ,, اتجهت من المطار ع المنزل كان فى انتظارها كلا من والدتها وخالها عبد الحميد واحلام وفرح وابنتها نور وحسن ,, دخلت من باب الشقه بملامحها الطبيعيه كانوا فى انتظارها جميعا :
_ اسما ,,حمد الله ع السلامه ,,
_ الله يسلمكم ..
تحدثت والدتها : انتى كويسه يا اسما ي ..
نظرت اليها والى الجميع :
_ انا كويسه يا جماعه مالكم لبسين اسود ليه كده ؟ مغمقنها ع نفسكم ليه ، علشان بابا اتوفي ما كلنا هنموت مش حاجه جديده ,,
اقتربت فرح ومسكت يد اسما : اسما ..
ربتت اسما ع يديها ونظرت اليهم ب ابتسامه :
- متقلقوش عليا انا كويسه وكويسه جدا، انا داخله هنام .. تصبحوا ع خير .
دخلت غرفتها وتحدث "حمزه" مع الجميع :
اطمنوا عليها هى كويسه واحسن , اتعاملوا عادي ويومكم عادي زى ما كان هى نفسها هترجع شغلها ولحياتها , متحسسوهاش ان فى حاجه ، "اسما" مبتحبش االتطيب وانها تصعب ع حد , هى قوية ويومين وهترجع ل اس اللى نعرفها , ومتقلقوش انا مش هسيبها ,,
- مكنتش اتخيل ان رغم فراقها عنه العمر دا انها تتأثر كده
تحدثت والدتها : انك تعيش فى حاله من الأنتظار ملوش اخر وفجاءة تحس ان إللى كنت منتظره اتبخر بلا راجعه وإن إنتظارك كان بلا فائدة إحساس يوجع .. اسما عاشت عمرها مستنياه ، الله يرحمه برحمته
- الله يرحمه ..
مر شهر وأكثر و عاد "عبدالله" من دبي وتحدث مع "فرح" واخبارها ب اعاده فتح العيادة مره اخري , فى اليوم التالي من المكالمه ذهبت الى العيادة باكرا وكانت فى انتظارها عاملة النظافه لتنظف العياده , حاولت مساعدتها "فرح" قبل حضور دكتور "عبدالله" ,, جاء اتصال ل المساعده واخبرت فرح بضروره ذهابها لان والدتها مريضه ف تركتها فرح تذهب ودخلت الى غرفه الدكتور عبد الله لتنظيفها ,, عاد "مروان" من دبي مع عبدالله واتجه الى العياده لرؤيه فرح ، اتجه الى العياده وكان الباب موارب قليلًا , دخل ولم يجد احد ثم سمع صوت دوشه فى غرفه عبد الله ف اتجه الى الغرفه وجدها تنظف النافذه من الخارج :
تحنحنح :
_ احم احم ..
تفاجئت : مروان ,,
_ انتى بتحاولي تنتحري ولا ايه ..؟
_ انا لا طبعا ..
_ اللى كنتي عاملاها دا كان إنتحار ,, غلطه بسيطه ممكن تقعي ..
_ لا ماهو انا واخده بالي ,,متعوده ع تنضيف شبابيك
_ لا طبعا مينفعش ,, وبعدين مش فى حد مسئول عن النظافه هنا ..؟
_ ايوه لكن عندها ظروف ومشيت والناس لبعضيها وبعدين مينفعش اسيب العياده كده دكتور عبدالله هيضايق ,,
_ وهتقدري تخلصي العياده لوحدك عبدالله كمان ساعتين هيكون هنا ..
_ ايوه ان شاء الله هنجز بسرعه .. اتفضل انت فى الاستراحة انا مخلصاها وقهوتك هتكون عندك ، صحيح حمدلله على سلامتك
تحرك للخارج وقررت فرح ان تتناسي ما حدث وشعرت به فى الجونه وتتعامل طبيعي ولكنها لم تستطيع اخفاء سعادتها لرؤيته مجددًا ، ابتسمت واتجهت للمطبخ وصنعت القهوة وعادت وضعتها له وعادت الى ما تفعله من تنظيف ، بعد 5 دقائق شعرت بوجود مروان بجوارها يجذب من يدها قطعة القماش وبدء مشاركتها فى التنظيف رغم محاولاتها لمنعه ولكنه اصر بشده واستسلمت لرغبته ، انهيا التنظيف فى اقل من ساعة وسط احاديثهم وضحكاتهم واحضرت فرح قهوة اخري بديلًا للسابقة وبرفقتها قطعة كيك :
_اتفضل ..
_ وكيك كمان
- مش جاهزه انا عاملاها فى البيت من نصيبك تاكل منها
ابتسم مروان : انا نصيبي حلو اوي
- واعتبراها مكافاءه ع تعبك معايا ..
- طول ماانا معاكي مفيش تعب ..
ارتبكت من كلماته وطريقة حديثه وصمتت :
- شكرا ع الكيكه القهوه ..
_ ها .. انا عارفه ان التنصنيف متعب و تعبتك بس انت اللى صممت
_ انا متعود ع كده فى دبي انا اوقات كتير بنضف البيت مش حاجة جديدة عليا ، بس ايه رايك انفع ..
ضحكت "فرح": بصراحه جدا ,, يابخت اميره بك
_ ليه ..؟
_ اى واحده بتكون محظوظه لما شريك حياتها يكون مساعد خصوصا فى البيت ميبقاش الحمل عليها لوحدها وواضح انك من النوع دا ,, شغلك ولا الست نضيفه القطنه مبتكدبش ..
ضحكك "مروان" ع حديثها : دا طبيعي ان الراجل يساعد مراته فى البيت لانه بيته هو كمان ,, زى ماهي بتشتغل علشان تساعد ، هما الاتنين بداوا حياه مع بعض يساعدوا بعض فيها فى كل حاجه بيت وشغل لو هى بتشتغل واطفال ، الحياه مشاركه فعل مش كلام ..
_ يااااه .. ياريت الرجاله تسمع كلامك دا ويعرفوا انه مش عيب ان الراجل يساعد فى شغل البيت ..
_ هو جوزك مكنش بيساعدك ..؟
_ لا بالعكس كان لما بيكون موجود كان بيعمل اللى يقدر عليه لكن انا طول الوقت كنت فاضيه فمكنش في حاجات كتير يعني ,,
_ اهاا ,,
_ اميره عامله ايه جت معاكم ..؟
صمت "مروان" : كويسه هى فى دبي ,,
_ اها ..
وضع فنجان القهوه ع الطاوله امامه :
- انا همشي دلواقتي محتاجه حاجه
- دكتور عبد الله ع وصول ..
_ انا جيت ليكي انتي لانك وحشتييني
نظرت اليه وصمتت لحظات : انا
_ هو انا موحشتكيش يا "فرح" ..؟
صمتت للحظات وشعرت بالارتباك : بيرن.. التليفون بيرن برا عن اذنك ..
خرجت للخارج وشعرت بدقات قلبها حاولت ان تتمالك وخرج خلفها "مروان ":
_ انا همشي دلواقتي
_ تمام وهبلغ دكتور عبد الله انك جيت
_ لا متقوليش لعبد الله، لانى جيت مش علشانه
_ نعم ..
_ جيت علشانك ,, كنت محتاج اشوفك ,,
صمتت "فرح" وشعرت بالارتباك ابتسم مروان وخرج للخارج وجلست "فرح" تحاول ان تستوعب ما حدث سعدت برؤيه مروان لكنها تذكرت اميره وعادت الى رشدها ,, !
فى منزل مروان جلس ع مائده الطعام مع والدته يتناولا العشاء :
_ كلمت اميره انهارده ؟
_ لا ..
_ انا كلمتها وهى بخير وبتقولك رد عليها ياريت ,,
صمت للحظات : الله يسلمها
_ يومين كده يكون عبد الله ارتاح اقعد معاه وحدد ميعاد كتب الكتاب
نظر اليها ب استعجاب : كتب كتاب مين ؟
_ انت واميره ؟ ملهاش لازمه الخطوبه ف تكتبوا وبعدها نحدد الفرح مر اكتر من شهر ع وفاه جدتها وانا اتكلمت معاها وهى معندهاش مانع
_ ماما ,,
_ اتمني مترجعش تقول الكلام اللى قولته يوم خطوبتك ,,
نظر اليها : انا فعلا مش عاوز اكمل مع اميره ,
_ انا قولت ,,
قاطعها: انا مش هكمل مع اميره ,,
_ ليه ايه اسبابك، مش اميره دى كنت فرحان بيها ووافقت نتقدم
_ لان وقتها مكنتش حبيت ,
تفاجئت والدته : حبيت ؟ حبيت مين وامتي وفين ؟
_ انسانه جميله جدا ،معاها بكون سعيد بجد، انسانه فاهمه الحياه وفاهمه يعني ايه مسؤؤليات , اخلاقها ممتازه , تعتمد عليها , بحس براحه فى وجودها ، هتحبيها لما تعرفيها صدقيني لانها تتحب ..
_ مين دى ان شاء الله ؟
_ انتي عارفاها شوفتيها
- شوفتها فين ؟
- يوم الخطوبه
_ مين ؟
تردد للحظات : فرح ..
_ فرح مين ( صمتت للحظات وتذكرت وتغيرت ملامحها ) فرح اللى شغاله عند اميره
_ الشغل مش عيب وهى كانت بمعني اصح بتساعدها ,,
بعصبيه : بتساعدها تبعدها عنك وتعلقك بيها صح ؟
_ ماما ارجوكي , هى معملتش حاجه انا اللى انجذبت ليها مشاعري من غير ما احس كانت اتجاهها , انا بحبها وعاوز اكمل معاها حياتي ,,
_ واميره ..؟
_ ربنا هيرزقها بحد تحبه ويحبها ,, مينفعش ارتبط بواحده وانا كل حاجه فيا مشغوله بواحده تانيه حرام اظلمها ،
- نعم .. ووافقت ع اميره ليه مدام انت عاوز تحب وتتحب؟
- انا وافقت ع اميره لاني وقتها اخدت الموضوع مسلم به جوازه كويسه من بنت كويسه لكن لما عرفت فرح عرفت ان لازم يكون فى مشاعر بين الطرفين علشان دا اللى هيربطهم ببعض دا إللى هيخليهم يكملوا مع بعض .
بنبره حاده : مروان ,, عاوز تسيب بنت الحسب والنسب والتعليم العالي وتروح تتجوز واحده منعرفش عنها حاجه لا وايه كمان ياريت كده بس دى كانت متجوزه قبلك ومعاها بنت كمان .. مستحيل اوافق حتي لو متجوزتش اميره استحاله اوافق ع فرح استحاله
_ يعني ايه كانت متجوزه ومخلفه , هى اختارت كده دا نصيب ما كان ممكن اتجوز اميره وننفصل
_ الراجل غير الست ,,
|_ مفيش حاجه اسمها كده كلنا بشر , وبعدين صدقيني لو عرفتيها هتحبيها
بنبره غضب : انت ابني وحيدي مطلعتش بغيرك من الدنيا ، مش دى الحياه إللى مستنياها لك ، لو فضلت مصمم ف انا مش موافقه ومش هوافق اخر كلام
تركته ع طاوله الطعام وهي غاضبه ودخلت غرفتها فى غضب وصمت مروان .
فى اليوم التالي اتجه مروان الى عياده دكتور عبد الله وانتظر فرح فى موعد انصرفها امام مدخل العماره ,, خرجت ورن هاتفها كان مروان : :
_ الو ..
_ مروحه ,,
_ ايوه ,,فى حاجه
_ فى موضوع عاوز اتكلم معاكي فيه يا فرح ممكن
تفاجئت "فرح" واستكمل حديثه : انا هستناكي فى الكافيه اللى ع اول الشارع مستنيكي ..
ترددت فرح للحظات ثم اتجهت الى المقهي وجدت "مروان ينتظرها واتجهت اليه وجلست :
_ خير يا مروان فى حاجه
_ مالك متوتره كده ليه متقلقيش
_ لا قلقت بصراحه ..
_ تشربي ايه الاول ..
_ اى حاجه
استدعي الجرسون وطلب عصير واحضر العصير :
_ هتفضل باصصلي كده و ساكت كتير ولا ايه ؟
ابتسم : وحشتيني ..
ارتبكت "فرح ": ياريت تقولي ايه الموضوع علشان هتأخر كده ..
_ من غير لف ودوران انا معجب بيكي
صمتت للحظه ثم ضحكت : شكرا ايه الموضوع بقي ؟
_ انا بحبك يا فرح وعاوز اتقدملك ..؟
سقطت كوب العصير من يداها من صدمتها وجاء الجرسون نظف الطاوله وسط ذهول "فرح " :
_ ايه اللى قولته دا ؟
_ انا مش هلف وادور عليكي , انا بحبك
_ واضح انك ناسي حاجه مهمه , انت خاطب اميره وهتتجوزوا قريب ومينفعش إللى بتقوله دا ..
_ موضوع اميره اتقفل خلاص من يوم الخطوبه ، ربنا يرزقها بشخص تاني يحبها زى ما انا بحبك
_ تاني بيقول بحبك تاني , مروان
قاطعها : انا عارف انه مفاجي وغير مرتب بس انا صريح فى مشاعري وبحبك يا فرح , ومتقبلك بكل حاجه ظروفك ونور كل حاجه , مع بعض هنبدء حياه تانيه ,,
_ بس بس بس , انت بتتكلم ع اساس ان المشاعر متبادله
_ ايوه ,,
_ ايوه ايه ؟
_ حتي لو مقولتيش انا قلبي بيقولي ان انتى حاسه ب اللى انا حسيته لما كنا فى الجونه
صمتت للحظات وتمالكت : انت بتقول ايه فى الجونه كنا بنرتب لخطوبتك انت واميره
_ ولا لحظه شفت اميره , طول الوقت شايفك انتى لدرجه انى حسيت اننا هنجهز لحياتنا مع بعض و تخيلت حياتنا مع بعض , انا بحبك
_ مروان ..
_ اسمعيني ..
قاطعته : بص انت , انت بتتكلم ومحسسني انك لوحدك القرار قرارك , انت بالنسبالي صديق مقرب ايوه بحترمك وبعزك وخطيب اميره اللى اتعاملت معايا اننا اصحاب , استحاله ابصلك ولا افكر زى ماانت فكرت كده , انا همشي وهعتبر نفسي مسمعتش حاجه ولا قعدنا القاعده دي ,مروان فوق كده انت حياتك مع اميره مش انا عن اذنك ..
تركته وسط مشاعر مضطربه وارتباك مما سمعته استوقف سياره اجره وتحركت وسط دقات قلبها المتسارعه وعدم استيعابها لما حدث :
_ لا لا لا مستحيل مستحيل ,,عادت "اسما" لعملها وحياتها كالعاده , وفى موقع عملها قابلها مراد وطلب ان يتحدث معها وجلسا فى مقهي قريب :
_ عامله ايه يا اس
_ الحمد الله ,,
_ انا كنت عاوز افاتحك فى الموضوع بتاعنا لكن اللى حصل
_ اللى حصل دا قدر وكلنا هنموت الله يرحم اموتنا جميعا
_ كنت عاوز اعرف فكرتي فى موضوعنا ..؟
ايوه
_ وقرارك ايه ؟
يتبع ...

أنت تقرأ
حلاوة الدنيا
Любовные романыياتري ايه هى حلاوة الدنيا ؟ وهل معناها واحد عند الكل ولا عند البعض معناها مختلف ؟ هنشوف مع بعض مع حكايتنا الجديده "حلاوة الدنيا "