اسما راجعه من جلسة تصوير تركت حقيبتها فى غرفتها وتوجهت الى المطبخ :
_ هموت ياعبده من الجوع احدفلي ورك فرخه تصبيره كده
_ استني هحضر العشا ونتعشي كلنا
_ وانا هحضر السفره
جلسا يتناولا الطعام ، انهت فوزية طعامها أولًا وتركت اسما وعبد الحميد وكان الوضع صامت غير المعتاد فتحدثت اسما :
_ صينية البطاطس بالفراخ تحفااه يا عبده يسلم ايدك
_ الف هنا
تاكدت ان به خطب ما :
_ هو انت زعلان مني يا عبده ولا ايه ؟
رمقها بنظره صغيرة وعاد النظر الى طعامه :
_ لا دا بجد ..
اقتربت اليه وجلست بجواره :
_ فى ايه يا عبده ، لا مقدرش انا ع زعلك ، انا عملت ايه خلاني حكمت ع نفسي بالجوع باقي عمري
_ بتهزري .
- لا بجد انا عملت ايه وزعلتك ؟
_ علشان انتى محافظتيش ع السر اللى بينا
_ سر ايه ؟
_ رايحه تقولي لحسن انا عاوز يتجوزك وطلبت منك تتقربليه
_ الله مش دا اللى حصل بجد ، قولتيلي نفسي اشوفك انتى وحسن مع بعض وقولتلك مش هينفع قولتلي افتحي بس الباب لحسن وفتحت قدامك لكن النتيجة انه كان هيخرج منه للابد وهيعيش لوحده ، ف كان لازم يعرف الحقيقة .
_ تروحي تقوليله صراحة كده .
_ يعني كان ينفع انه يكون فى مصر وعايش لوحده واحنا لوحدنا، انت تحب كده
_ لا طبعًا
_ حسن وحمزه يا عبده اخواتي ، واحنا كبار بالقدر الكافي اللى نقدر نحدد امتي نتجوز ، ايوه انتم عاوزين تفرحوا بينا احنا كمان عاوزين نفرح بجوازنا وبحياتنا وبالاشخاص اللى معانا ، وبعدين انتم سايبن لينا حرية الاختيار والحرية فى كل حاجة خاصه فى حياتنا وجايين فى اهم خطوة ومرحلة مسئوليتها بتكون مش سهله ببساطة انتم تحددوا مين يتجوز مين ، مش كده يا عبده .
_ يعني ملناش راي ؟
_ لا رأيكم مهم أكيد بس الخطوة الاولي تكون مننا ، نشوف اختيار وهل مناسب ولا لا وطبعًا بمشورتكم معانا مفيش حاجة هتكمل زى اى قرار فى حياتنا دعمكم ومساندتكم اللى بتخلينا نكمل ، وبعدين يعني ما انتم اختارتوا اللى اتجوزتوهم سيبونا احنا كمان نختار.
_ ماهو انتم شاطرين فى اختيارات كتير الا دا ، حسن جوازته فشلت وحمزه امه رابطاه بقريبتها جنبها علشان ميسيبهاش وانتى داخله جينيس بالخطوبات اللى فشكلتيها ، تسافري وترجعي بخطوبة وقبل ما تسافري تاني تكوني مفركش .
_ شوفت علشان بتستعجلوني ، سيبوني ع راحتي
_ يا سلام .
_ حمزه عايش مع مامته وحسن كان عايش مع امه ، وانا مقابلتش اللى اقدر اكمل معاه ، فكل واحد وتركيبه دماغه واللى بيريحه بيعمله يا عبده ، المهم انه فى النور كل اللى عملناه فى النور، فمتشغلوش دماغكم بقرارات مصيريه انتم هتتفاجئو صدقني هتتفاجئو .
_ حسن وحمزة رجاله مهما عملو رجاله لكن انتى ؟
_ انا ايه، انا بنت بمليون راجل وانت عارف يا عبده
_ عارف ومتأكد، بس الناس ونظراتهم امك اوقات مبتعرفش ترد عليهم تقول ايه
_ ترد وتخزق عيونهم اللى راشقه فى حياتنا ، انا سافرت واشتغلت وحققت كرير واحد فيهم يتمني ربعه ، انا بعيش حياتي بطريقتي ، بطريقتي اللى تبسطني ، اتجوز علشان يسكتوا عنهم ما سكتو ، وحتي لو اتجوزت هيسكتوا لا هيتكلموا مخلفتيش ليه ولو خلفت هيتكلموا ومهما عملت مش هيسكتوا ف ليه اشغل دماغي بالناس وهما مش مفيدين ليا ب 1% فى حياتي ، انا المهم عندي البيت دا اللى حواليا عارفين اسما والباقي طز .. بيج طز
ابتسم عبد الحميد :انتى صح .. بيج طز كمان من عندي
ضحكت اسما : ومتقلقش يا عبده الجواز دا رزق ربنا بيبعته فى الوقت المناسب اللى لا هنقدر نقول لا ولا نهرب منه .
_ ونعم بالله ، قوليلي هتقدري تنزل بالاكل ولا انزل انا
- لا هنزل .. جهز انت الاكل وانا هنزل
كان من طباع عبد الحميد اليومية هو تجهيز طعام لكلاب وقطط الشارع ، اتبع ذلك طوال الوقت وكانت تشاركه اسما بعض الاوقات ، احضر عبد الحميد الطعام فى صندوق وحملتهم اسما وتوجهت الى خلف منزلها حيث ارض خالية وضعت الطعام وكانوا ينتظرونها وجلست بمقربه منهم تشاهدهم وتداعب الصغار وتلتقط صور بهاتفها ، اقترب منها شاب متحدثًا :
_ انا قولت كده لو مش فى أوضتك ولا السوبر ماركت وشنطتك فى اوضتك ف اكيد هتكوني هنا
التفت للخلف وابتسمت : حمزاوي .. حمدلله ع السلامة .
جلس بجوارها : الله يسلمك ، وحشتك اكيد
_ اكيد طبعا جدًا خالص
_ بس بس يا كدابه
_ لا والله وحشتني جدًا
_ وانتى كمان ..
_ جيت امتي ؟
_ امبارح الصبح
_ يا ندل كنت فى مصر من امبارح وجيت انهارده ؟
_ نزلت ع الغردقه فى شغل هناك قولت اظبط الدنيا كده الاول
_ والست والوالده عامله ايه ؟
_ الحمدلله
_ والباستا والبيتزا والريفيولي اخبارهم ايه ؟
_ ايطاليا بكل مطاعمها وقاطنيها بيسلموا عليكي .
_ والله ليهم وحشه قريب هعملهم زيارة ، ويالا عامله ايه ؟
_ مين ؟
_ يالا .
_ تالا
_ يالا
_ تالا
_ يالا يا يالا يا عرباوي
ضحك حمزة : فصيلة ،، يالا .. اقصد تالا كويسة تخيلي بعتالك السلام ؟
- اووه شيت ، مين مات عندها خلاها تتغير كدا ؟
_ ع فكره هى بتحبك
- انا مبحبهاش ، مبحبش تناحتها .. تنحه اوي يا حمزاوي
- لا دى طيبة ، انتى اللى مديتلهاش فرصة
- واديلها فرصة ليه هو انا اللى هتجوزها ولا انت ، وقولي بقي قالتلك سلملي ع ابله اس ولا دعت عليا وانت فهمتها بتدعيلي ؟
- متقدرش طبعٍا تدعي عليكي ،، وايه ابله دى ؟
_ انا اكبر منكم ، اكبر منك انت شخصيًا ب 4 سنين ومنها ب 7 سنين ، انتم الاتنين تقولولي يا ايه .
_ ابله دى فى الفصل
_ ساعة العصر هاهاهاها
_ خفة دمك دى
_ متحاولش مش هتلقي زيها
اخرج من حقيبة الظهر التى برفقته علبه :
_ اتفضلي .. الحاجات اللى طلبتيها ، انا كنت هنام لكن لو عرفتي انى جيت كنتي هتعككني عليا نومتي وانا جيت ارتاح .
_ حمزاووي يا صديقي الصدوق
_ ع فكره تالا لفت معايا ودورت ، معالج الصور دا روحت الشركة الام بسببه
_ بجد كنت محتاجاه جدًا اللى عندي اتكسر وعندي شغل قريب وكنت محتاجة جدًا ، دايما بتنقذني فى المواقف الصعبه يا حمزاوي
_ عدي جمايل
_ بس يا بابا انت صدقت نفسك ولا ايه ما انا ياما ..
_ ياما ايه .
_ مش لما بتكون عاوز تتكلم مع حد بتتكلم معايا وبنخرج وبنعمل حاجات كتير مع بعض
_ ايوه
_ يبقي انا جمايلي عليك ولا لا
ضحك: انا عارف مش هاخد حق ولا باطل معاكي
_ قولي اجازتك اد ايه اسبوع زى كل مره ؟
_ لا مطول شويا فى بروجكت جديد الشركة استلمته (مول تجاري) فى الغردقة ، كان مهندس زميلي مستلمه لكن حصلت ظروف عنده وانا استلمت مكانه مسئول عن الديكور
_يعني هنتغردق ع حسك
_ وهو انتى فارق معاكي حسي ولا حس غيري ، اس انتى مبتستنيش حد
_ عيب عليك يا حمزاوي ، لما كنا فى لندن مين اللى استنتك ومتغدتش لغاية ما تيجي
_ لان الاكل كان معايا مش لسواد عيوني
_ كان ممكن اكل اى حاجة لكن كنت بستناك .
_ مش هخلص منك .. انتى صح .. قوليلي عملتي كام مصيبة فى غيابي ؟
_ مش كتير كله تحت السيطرة ، بس حصلتلي احلي صدفة فى حياتي
_ هتتجوزي خلاص
_ هو الكل مركز ع جوازي ، هو فى جايزه كبيره هتاخدوها من جوازي
_ ايه يافقر ..
_ فاكر اصحاب طفولتي اللى حكتلك عنهم ؟
_ احلام وفرح وكفر الشيخ وهروبك من الدروس وتقابلي شباب ورجلك لما اتكسرت وكاميرا اللى عملت مشكله كبيره لصاحبتك
_ ماشاء الله عليك داانت فاكر التفاصيل
- مفيش حاجة بتقوليها تتنسي
_حمزاوي انا بحبك اوي
ابتسم : ها احكيلي حصل ايه
روت له مقابلتها ل احلام وفرح والتغيرات التى حدثت فى حياتهم :
_ باين اد ايه فرحانه انك شوفتيهم ودا مش محتاج سؤال
- جدًا ، احلي ايام عمري كانت معاهم ، سافرت كتير واتعرفت ع كتير لكن معرفتش اعمل صداقه زى صداقتهم وحد ملي مكانهم فى حياتي
_ احم احم ..
_ طبعًا انت وابو على ليكم مكان تاني خالص محدش قدر يزحزحكم
_ شكرًا يا ابله
ضحكت ونغزته فى كتفه: فى عينك
_ دا شرف ليا والله
ضحكت واستكمل حديثه: مبسوط بجد ليكي انك رجعتي لاصحابك لان انتى مبيعمرش معاكي أصحاب لولايا انا وحسن .
_ صحيح بمناسبه حسن اسمع اللى حصل دا
حكت له ما دار بينها وبين حسن :
_ يا بنتي اتجوزي وريحيهم بقي
_ يا جدعان هتجوز والله هتجوز بس الصبر الصبر
_ انتي بق ع فكره وبتسكتيهم
_ لا هتجوز صدقني
_ فى المشمش
_ انت نسيت اتفقنا ولا ايه ؟ مش اتفقنا لو فقدت الامل واتزنق تتجوزني انت او حسن وانت وافقت تتطوع بالمهمة دى صح
_ وهو انا كنت اقدر اقول غير كده ، موافقة تحت التهديد
_ سيديهاتك كلها معايا
_ انا بقول نختصر الوقت والمجهود ونطلع ع اقرب مأذون ونكتب
_ ويالا ..
_ يالا مع السلامة
ضحكت اسما : والله كنت واحشني يا حمزاوي
- وانتى يا اس جدا .
فى كفر الشيخ فى منزل احلام تجلس فرح بعد استلامها راتبها الشهري من عملها كبائعة فى محل ملابس ، وضعت امامها كل المبلغ 1800 جنيه نظرت اليه فى شرود، اقتربت احلام :
_ مالك يافرح فى حاجة ولا ايه ؟
_ لا ابدا بملي عنيا بالمرتب قبل ما يطير
اخرجت 500 جنيه من الراتب واعطته الى احلام :
_ كذا مره اقولك انتى مش مجبره تديني فلوس يا فرح
_ احلام، احنا عايشين فى بيت واحد وكتر خيركم انكم فتحتو ليا بيتكم انا وبنتي وسترتونا ، دى حاجة بسيطة يا احلام، مصاريفك كتير ومنهم علاج عمتي والخياطة يا دوب بتجيب حق خامتها ، ف لو كنت اقدر ع اكتر كنت عملت .
_ يكفي ان انتو معانا مليين علينا البيت
تنهدت فرح: بس انا لازم اشوف شغل تاني ، اليوم طاير مني ومفيش اجازه غير الجمعة واى يوم ع حسابي وبيتخصم ودا اللى بيبتبقي
_ هتلفي وتدوري تاني
_ اعمل ايه ، الحمدلله ان نور بتكون معاكي ، وبعدين القرش الزياده يساعدنا شويا
نزلت احلام لصيدالية لشراء علاج والدتها واثناء عودتها للمنزل صادفت صاحب العقار ع السلم :
__ مساء الخير يا انسه احلام
_ مساء الخير يا حج
- الحاجة عاملة ايه ؟
_ الحمدلله بخير
_ ربنا يطول فى عمرها وتشوفك عروسة
_ تسلم.. عن إذنك
_ انسة احلام
_ ايوه يا حج .
_ لسه الحاجة معاندة ، متقنعيها يا انسة احلام دا خير ليا ولكم علشان عملية الحاجة
_ بصراحة يا حج ا ماما مش موافقة نسيب الشقة
_ ماهو انتم مش هتسيبوها ببلاش هتاخدو فلوس
_ مفيش حاجة ب ايدي يا حج الكلمة كلمة ماما عن اذنك
بعد مرور يومان رن جرس الشقه وكان الحج عوض وبرفقته ولده رجب ، فتحت احلام الباب وطلبوا مقابلة والدتها ، كانت والدتها فى الصالة جالسة ع الكنبه .. دخل الحج عوض وولده ووضعو الحلويات والفاكهه :
_ ازيك يا حاجة ام صلاح
_ بخير يا حج عوض .. اتفضلوا
جلسا ولاحظت احلام نظرات رجب لها ، رجب الابن الوحيد للحج عوض لم يخوض مراحل التعليم قط ، يبلغ من العمر 35 عام تزوج مرتين وطلق لديه 5 ابناء من زوجاته ، يقيم مع والده الحج عوض ووالدته ، سجن مرتين واحده مشاجره وتم حبسه 6 اشهر والمره الثانيه تعاطي مخدرات .. جلسا وبعد التحيات والسلام تحدث الحج عوض :
_ كده يا حاجة ام صلاح اطلب طلب وترديني
_ ماهو مش هينفع يا حج عوض ، البيت دا ساترنا ومعندناش غيره والشقق برا بمبالغ احنا مش قدها .
- لا فى شقة 4 مطارح مش ناقصها حاجة غيركم
_ مش فاهمة يا حج
_ ماهو انا جيت علشان اطلب منك ايد الانسة احلام ل عوض ابني ، شقته كامله من كله ناقص الانسة احلام تنورها وانتى معاها يا حاجة طبعًا ومدام فرح ونور بنتها ع راسنا ، يعني الحكاية هتمشو من هنا لشقه اكبر واوسع وهتاخدو فلوس كمان من هنا
_ يا حج ..
_ انا مش عاوز اسمع رأيكم دلواقتي بس عاوزك يا حاجة ام صلاح تفكري كويس ، احنا فاضلنا ايام ع الدنيا وهنمشي والمهم نطمن ع ولادنا فى بيوتهم ، ورجب ابني انتى عارفاه وشاري .. عن اذنك وانا متاكد انك هتفرحيني المرادي وهنشرب الشربات .
خرج الحاج عوض واثناء خروج رجب نظر ل أحلام ب ابتسامة وهو يلمس شاربه مما امتلكتها الاشمئزاز من تصرفه، عادت الى والدتها كانت جالسه فى صمت وطلبت منها مساعدتها لادخالها غرفتها .. عادت فرح من عملها واخبرتها احلام بما حدث :
_ هيبقي ليا اوضه لوحدي انا وبنتي بدل ما احنا الثلاثه مزنوقين فى اوضه واحده .. لا اغراء
_ بتضحكي يا فرح
_ عاوزاني اقوم ارقص وازغرط
_ هزري هزري
_ الراجل عاوز يخرجكم من هنا ب اى طريقة علشان بدل ما بيدخلو ملاليم يبني عماره تدخله ملايين ، وامك الوحيدة اللى موقفه البيعه فحب يخبط عصافير بحجر واحد تتجوزي رجب
_ وانتى شايفه دا صح
_ بصي يا احلام واقعيًا الجوازة دى فرصة واسمعيني قبل ما تزغريلي بعينك كده ، هتقعدي فى شقة تمليك فيها اوض كتير منهم اوضتي انا ونور ، وهتبطلي خياطة وسهر ووجع عين والاهم نقطتين هتاخدي فلوس وعملية عمتو هتتعمل
_ اوافق بقي
_ عمتو رايها ايه ؟
_ متكلمتش معايا زى العادة ومن ساعتها وهي فى الاوضة بتقرأ قرأن وتصلي
_ اكيد هتكلم صلاح مدام مردتش ع طول ، بصي نستني ونشوف ، انا هقوم اشوف نور
وبالفعل بعد يومان تحدثت والدتها مع صلاح وانصدمت احلام من رد صلاح :
_ وافقي ياام صلاح دا مفيهاش كلام
_ انت بتتكلم بجد بقولك اتحبس مرتين ومش متعلم وعنده 5 عيال
_مش راجل وقادر يفتح بيت ويصرف عليه ، هيقعدكم فى شقه تمليك مفروشة ومش عاوز غير احلام يعني مش هيدفعنا جنيه ،وياام صلاح فكري كويس احلام عدت التلاتين مين هيفكر يتقدملها ويوفرلها كل دا وهي لا معاها شهادة ولا حاجة تميزها ،ومش هتتكرر الفرصة دى تاني ليها
_ اصل ..
_ ام صلاح انا عندي شغل وقولتلك اللى عندي وافقي وافقي
اغلقت الهاتف وشعرت بخيبة الامل والحسرة على ابنها الوحيد وبالحزن على احلام لوجودها فى الحياة دون سند ، جلست فى غرفتها لا تتحدث مع احد ، ظلت فى حاله حزن وخوف على احلام فى حين وفاتها ، فى مره دخلت فرح بالطعام لها ورفضت فجلست تتحدث معها .
لاحظت دموعها : مالك يا عمتو
_ احلام يا فرح ، انا ظلمتها ، شيلتها الهم من صغرها وحرمتها من حاجات كتير ، لا عاشت سنها ولا شافت الدنيا زى باقي البنات ، فضلت عليها اخوها علشان يكون سندها فى الدنيا لكن للاسف مش شايف غير نفسه لا شايفها ولا شايفني ، كنت فاكره بربي راجل طلعت بربي اناني ، عمرها ضاع معايا محبوسه هنا ومع مرضي وكل ما عريس يجي ارفضه ، انا ظلمتها يارب تسامحني .
_ متقوليش كده يا عمتو، دا نصيب ماهو انا قدامك اهو اتجوزت وجوزي مات وبنتي مشافتهوش وعشت مع اخواته واللى عملوه معايا هل انا كنت عارفه ان دا هيحصل لا .. دا نصيب ومكتوب يا عمتو
_ احلام لوحدها يافرح مش معاها حد .
- ربنا يخليكي لينا يا عمتو حسك بالدنيا
_ عاوزه اطلب منك طلب يا فرح
_ عيوني يا عمتو
_ اتكلمي مع احلام توافق على رجب
تفاجئت: ايه ؟
_ انا فكرت وملقتش حل غير كده ، انتم هتبقو لوحدكم بعدي ع الاقل يكون فى حد معاكم
صمتت فرح .. كانت اسما تتحدث مع فرح يوميًا ولكن لم تخبرها عن رجب ولا العملية وذلك بناء ع طلب احلام ،، يوميًا تتفاجئ احلام ب هدايا من رجب ومقابل ذلك تتقبلها والدتها بترحاب مما اشعرها بالغرابه .. ذات يوم استوقفها رجب فى الشارع وحاولت تتجنبه ولم تستطيع :
_ مينفعش كده بعد اذنك .
_ ليه مش خطيبتي او هتبقي خطيبتي ومراتي قريب جدًا .
تملصت منه وعادت الى شقتها واغلقت الباب خلفها سريعًا وكانت تشعر بالانزعاج من الحديث الذى دار ، خطر على بالها ان تخبر والدتها لتضع حد للموضوع ، ذهبت ب دوائها واخبرت والدتها بالموقف وتفاجئت برد والدتها بموافقتها على زواجها :
_ بتقولي ايه يا ماما ؟
- بعد ما هموت هتبقي لوحدك يا احلام ، فرح معاها بنتها انت مش معاكي حد ، وعيوب رجب كلنا فينا عيوب وربك بيغير الحال والاحوال فى ااقل من لحظة ، رجب شاريكي وانا هبقي مطمنه عليكي .
اعطتها الدواء وخرجت وكانت فرح تسترق السمع عليهم :
_ اقول مبروك
- انتى بتقولي ايه
_ عمتي معاها حق يا احلام فكري فى نفسك وفى الاريح ليكي بصي ع ظروفنا والفرص المريحه مبتتكررش كتير
تركتها فرح وذهبت لنور وجلست احلام بمفردها قليلًا على ماكينه الخياطه فى شرود، خرجت للبلكونه كان رجب يجلس على المقهي يدخن الارجيله وينظر اليها ب ابتسامته المنفره وهو يتحسس شاربه ، عادت الى الداخل .. كانت فى حاله صمت وبناء ع رغبة والدتها كانت فرح تضغط عليها بالحديث لموافقة على رجب ، والسبب الاقوي لموافقة هو العملية :
_ فرح انا لا هتجوز رجب ولا غيره انا مش عاوزة اتجوز
_ والعملية يا احلام ؟
_ مدام مروه اللى فى المستشفي الحكومي كلمتني انهارده وبشرتي قريب ماما هتعملها ع كفاله الدولة يعني اتحلت
اثناء حديثهم سمعوا صوت سعيل والده احلام الحاد ، سريعًا توجهها لغرفتها وجدا على السرير بقع دماء وقئ ، اتصلت فرح بالاسعاف وذهبا للمشفي ودخلت العناية المشدده وعملت من الطبيب يجب اسراع اتمام العملية لان كلما تأخر الوقت قل نسبة نجاحها ..تواصلت مع جارتها لتتأكد من موعد عمليتها ولكنها اخبرتها لم يتم التأكيد بعد وتحتاج لوقت ، وضعت احلام فى ضغط وقله حيرة .. عادت للمنزل حاولت التواصل مع صلاح ولكنها فشلت بالتواصل معه ... فى المشفي جالسة احلام تنظر الى والدتها بحزن إقتربت اليها فرح :
_ مفيش جديد
_ زى ماهي
_ وصلاح مردش عليكي ؟
_ ولا اى حاجة
اقترب الطبيب ودخل لوالدتها وخرج ووقفت احلام وفرح لتحدث معه :
_ انسه احلام الوقت بيمر وحاله والدتك بتتأخر والعملية ضرورية
_ انا عارفه بس الفلوس و ..
_ القرار قرارك .
تركها الطبيب ودموعها تتساقط بغزاره لقله حيلتها :
_ انا بكره هسحبلك يا احلام ال15 الف من البنك وندفعهم مؤقت وربنا هيدبر الباقي
_ يارب يارب
ظلا جالسان وملامح الارهاق والتعب على احلام ، اقتربت اليها فرح وطلبت منها تذهب الى المنزل لتستريح بضع الوقت وتطمن ع ابنتها نور وستجلس برفقة والدتها ، بالفعل بعد اصرار فرح ذهبت احلام الى المنزل ، عادت الى المنزل والعجز والوحده يمتلكها ، اثناء دخولها مدخل العمارة لمحت رجب يجلس على المقهي المقابلة للمنزل ينظر اليها ، وقفت وشعرت انه السبيل الوحيد لانقاذ والدتها بعد نفاذ كل السبل امامها متوقف على كلمة تبوح بها بالموافقة .. اقترب اليها رجب :
_ الحاجة عامله ايه ؟
_ الحمدلله
_ حددتو العمليه ؟
_ لسه
_ قولي موافقة والصبح فلوس العملية واكتر هيكونو تحت رجليكي والعملية تتعمل ونطمن على الحاجة ، صمتت لحظات واتخذت قرارها :
_ رجب .. انا
رن هاتفها وكان صلاح وشعرت لوهله انه كطوق نجاه ، اجابته بلهفه وعلمت منه عدم استطاعته مساعدتها فى تدبير المبلغ واغلق الهاتف وتركها كما كانت وأسوء، شردت لحظات وانتبهت لرجب :
_ ايوه
_ كنتى هتقولي حاجة
_ ايوه صح.. انا ..
يتبع ...
أنت تقرأ
حلاوة الدنيا
Romanceياتري ايه هى حلاوة الدنيا ؟ وهل معناها واحد عند الكل ولا عند البعض معناها مختلف ؟ هنشوف مع بعض مع حكايتنا الجديده "حلاوة الدنيا "