(5)
فى صباح اليوم التالي أستيقظ حسن وقبل خروجه من الغرفة سمع خبط ع باب غرفته :
_ ايوه يابابا انا صاحي تعالي
فتح باب الغرفة وكانت أسما :
- سونه يا سنسن انا جيتلك اهو ، جيت ملهفوفة لكن مكسوفة ونبي حتي ما اتغديت
_ اسما
_ صباح الفل يا دكتور حسن
قالتها بدلال غير مسبوق منها :
_ صباح الخير يا اس
بدلال : احلي اس اسمعها فى حياتي
_ فى حاجة يا اسما ؟
بنبرة صوت ناعمه : الفطار جاهز برا .. يلا علشان نفطر
_ تمام جاي .
تحركت خطوتين ونظرت اليه وغمزت:
- متتأخرش بقي مش هأكل الا لما تيجي
_ ها .
_ متتاخرش بقي يا سونه
خرجت اسما من الغرفه وتجمد حسن فى مكانه يحاول يستوعب طريقة اسما الغير معتاده ، استدار راسه يمين ويسار ليتأكد من أستيقاظه وان ما تفعله اسما مجرد مقلب ، بعد لحظات خرج من غرفته وراي اسما تساعد والده عبدالحميد فى تجهيز المائدة :
_ صباح الخير
اجابه والده: صباح الخير يا حبيبي
لمح اسما قادمة من المطبخ وتحمل كوبايه النسكافيه ووضعته امامه وهمست:
_ احلي نسكافيه لاحلي سونه
_ ايه دا يا اسما
_ النسكافيه ، مش أنت أول ما بتصحي بتشرب نسكافيه معلقه واحده لبن قليل (غمزت)
تحدث عبد الحميد خلفها:
_ دا معجزة ان اس هى اللى عملتلك وجهزت معايا الفطار كمان
نظر إليها حسن وجدها تنظر إليه مبتسمه :
_ انهارده يوم مش عادي يا عبده ، دكتور حسن هيفطر معانا
امال اتجاهها وتحدث :
اسما
_ نعم
_ انتى كويسه
_ انا مكنتش كويسه كدا قبل كدا خالص ، يلا اقعد
_ هروح اغسل ايدي ووشي
حملت كوباية النسكافيه : انت روح اغسل ايدك ووشك وانا همسك المج لغايه ما تيجي
اتجه للحمام وكانت تنظر اليه اسما مبتسمة ، خرج من الحمام وجلس ووضعت امامه كوباية النسكافيه وظلت واقفه بجواره :
_ اسما
_ ايوه
_ اقعدي
جلست بجواره وبدأت تضع امامه من الاطباق ب اهتمام ، وسط ابتسامة تعلو وجهه عبد الحميد وفوزية ، عكس حسن اللى مستغرب تصرفاتها :
_ ايه رايك فى الفطار يا حسن
_ جميل يا بابا يسلم ايدك
_ اسما عملت معايا كل حاجة عارف كان فى حاجات كتير ناقصه نزلت بنفسها السوبر ماركت قالت علشان حسن
_ وهو انا عندي اغلي من حسن يا عبده
امال اليها وهمس : فى ايه يا اسما
_ الفطار مش عاجبك .. تحب اعملك غيره ثواني
مسكها من ايدها قعدها : اهدي فى ايه
تحدث عبد الحميد : انت نازل انهارده فى مكان ؟
_ ايوه عندي مقابله فى المستشفي اللى هشتغل فيها الفتره اللى هكون هنا
_ هتتغدا معانا صح ؟
_مش عارف
تغيرت ملامح اسما لحزن ولاحظ عبد الحميد :
_ لا لازم تيجي تتغدا ، اسما انهارده اجازة مخصوص عشانك وقالت نقضي اليوم مع بعض
نظر إليها : اسما
تحدثت فوزية : خلص مشوارك وتعالي ع الغدا نقضي اليوم مع بعض نشغل فيلم ونسهر مع بعض
_ هشوف يا عمتو
_ لا مش هتشوف يا حسن هنستناك الشغل مش هيطير
_ حاضر يا بابا .. يلا انا نازل
اتجهه للباب اسرعت خلفه اسما :
_ حسن
_ ايوه
غمزت ( هتوحشني ) تركته ودخلت غرفتها ووقف حسن يستوعب تصرفاتها الغير طبيعيه ، حتى انتبيه وغادر الشقه ,, كان عبد الحميد وفوزية يرقبان اسما وحسن :
_ ياه يا فوزية لو حصل اللى فى بالي
_ ياريت يا عبد الحميد انا بجد مش هطمن ع اسما غير مع حسن
_ ان شاء الله يحصل ، انا قلبي حاسس اننا هنفرح قريب
_ يارب
عاد حسن على الغدا وتجمعا كعائلة واحده ، جلسا وتحدثا وضحكا وشاهدا فيلم كما كان المتفق ، ولاحظ حسن تصرفات واهتمام اسما به.. استمرت اسما بتصرفاتها الغير متوقعة ل حسن من اهتمام وملاصقته طوال الوقت ، كانت تنتظره فى المنزل حين عودته وتنتظر تتناول الطعام برفقته ، يكون بالخارج ترسل له رسائل نصية تخبره ع مدي اشتياقها له مما ادي الى ارباك حسن مما دفعه لتجنبها ولاحظت اسما من تغيير معاملته معها .. فى يوم اسما راحت لحسن المستشفي اللى شغال فيها ، وانتظرته فى غرفته لغايه ما رجع ولما شافها اتفاجئ :
_ اسما ، فى حاجة ؟
_ وحشتني قولت اشوفك
تجنب النظر اليها وتحدث بحده:انا عندي شغل كتير يا اسما
اقتربت إليه : مش هعطلك سؤال واحد وهمشي
نظر لها : اتفضلي
_ انا ضايقتك فى حاجة ؟
_ لا ليه
_ نزلت انهارده من غير فطار وامبارح نمت من غير تتعشا معانا ، بعتلك رسائل مبتردش رغم انك كنت اونلاين ماسنجر وانستجرام وواتساب .. انت بتتجنبني ليه يا حسن ؟
عاود النظر الى اللاب توب امامه: لا طبعا هتجنبك ليه
_ طيب ايه اللى سمعته دا انت هتسكن لوحدك برا ، هتسيبنا وتعيش لوحدك
اغلق اللابتوب ونظر اليها : ايوه يا اسما
_ ليه ايه حصل خلاك تفكر فى كده ؟
تحرك من مكانه وجلس امامها : بما إنك هنا فى موضوع كنت عاوز اتكلم معاكي فيه ؟
_ اتفضل سمعاك
_ انتى عارفه انك غاليه عندي صح ؟
_ طبعا عارفه
_ وعارفه انك اختي .. اختي اكتر من بنت عمتي ، صاحبتي اللى عارفه كل حاجة عني وبحب اتكلم معاها براحتي ، اختي
_ اختك ؟
_ ايوه ،، دا الموضوع اللى عاوز اتكلم معاكي فيه بصراحة انا مشاعري اتجاهك اخوه مش اكتر ومش هينفع يكون فى حاجة اكبر من كده ، مش هينفع بجد مش هينفع .
من ملامحها الحزينة وعيونها الباكية ضحكت ضحكة عاليًا ومدت يداها امامه :
وحياه العشره دول .. مد ايدك هات ( مد كف يداه) والعشره دول انا قولتلهم كدا ، قولتلهم مش هينفع متحاولوش علاقتي انا وحسن اخوات مش هينفع تتحول لحاجة تانية ، انا وحسن وحمزة اخوات .
تفاجئ حسن : فى ايه ؟
ضحكت : اولًا سوري يا حسن اللى عيشتهولك الشهريين اللى فاتوا ، بس ربنا ما يوريك الضغط اللى عشته فى البيت من فوزية وعبد الحميد، معرفش اقنعو بعض ازاي ان انا وانت ممكن نتجوز ، قولتلهم مش هينفع قالولي ادي للموضوع فرصه وفاكريني بهرب وزن زن زن زن فقولتلهم ماشي وعلشان كده كنت زى ما أنت شوفت رغم ان انا مش بحب كدا خالص
_ ومكالماتك ورسائلك وحشتني وبلا بلا بلا
_ ايوه ال بلا بلا بلا دا كان تحت اشرافهم وبتتبعت تحت تهديد كمان
ضحك حسن: يا ولاد اللذينه ، اهو تخطيطهم دا اللى خلاني افكر اخرج من البيت
_ ماهو انا قولت الحقك بقي وافهمك .
_ الوضع كان غير مريح واكتر شخص برتاح معاه حسيته غريب عني الله يسامحك
_ دكتور وحليوه اسيبك ازاي انا
_ انا صدقتك بجد
_ يا عظمتي ، انا قولت هتفهم لوحدك ان دا تمثيل من الاوفر اللى بعمله لان دى مش طبيعتي
_ فى الاول لكن بعد كده لا لما طولتي وبقي اوفر ، شهرين متواصلين شهرين
_ كانت معاك الكاميرا الخفية تحب تذيع ولا منذعش
ضحك حسن : ذيعي
_ وبعدين ما تفكر يا حسن مش يمكن
_ اس ... تاني
ضحكت : تعيش وتاخد غيرها يا دكتور
خبط باب المكتب : دكتور حسن ، دكتور عبد الرحيم عاوز حضرتك
_ تمام جاي
- يلا اسيبك تشوف شغلك يا دكتور
_ اتغديتي صحيح
_ لا لسه
_ طيب استنيني نص ساعة اخلص ونتغدا سوا احتفالا بعودة العلاقات الصحيحة
_ وانا موافقة يا ابو على هستناك تحت متتاخرش يا سونه بقي
ضحك حسن : تمام يافقر
تركته وسط ضحكات ، تجولت فى المسشفي بعدستها والتقطت عدد من الصور ، وكان اكثر الصور أهتمامًا لقسم الاطفال ، وقفت عند الاستعلامات تستفسر كيفيه اقامة حدث تصوير لقسم الاطفال لاسعادهم وادخال البهجة فى قلوبهم وهى متبرعة بالتكاليف ، طلبت منها الموظفة الانتظار حتى تتواصل مع الموظف المختص .. اثناء أنتظارها اقتربت فتاة فى عمرها محجبه ملامحها مألوفة :
_ لو سمحت ،كان فى ميعاد مع دكتور عبد الرحيم عوض
_ اسم حضرتك مين ؟
_ فرح .. فرح جاد الله ، انا جايله من مستشفي العام فى كفر الشيخ
_ لحظة ابلغه
_ تمام
سمعت اسما الاسم وتمالكتها القشعريرة فى جسدها ب اكمله ، تجمعت دموع فى عيناها وظلت تنظر الى الفتاه بجوارها ، اقتربتاليها اكثر وحدقت بها عن قرب ، تغيرت ملامح فرح ولكنها احتفظت ببعض الملامح ، فقررت ان تتحدث اليها :
_ لو سمحت
- ايوه
_ انتى من كفر الشيخ
- ايوه
_ منين فيها بالظبط
_ ميدان الساعة .. ليه ؟
بملامح فرحه : بجد ؟
_ ايوه فى حاجة
_ كنتي فى مدرسة ام المؤمنين الثانويى بنات
_ ايوه
_ كنتم 3 بنات بتروحو مع بعض وترجعو مع بعض فى كل مكان وفى تانيه ثانوي واحد منكم اتنقلت للقاهرة .
حاولت فرح تستجمع : انتى تعرفينا ؟
ضحكت اسما من مفاجاءه الصدفة ودموعها تتساقط : فرح .. انا اسما يافرح
تفاجئت فرح : اسما بنت الاستاذة فوزية ؟
_ ايوه
احتضنا بشوق ولهفه وفرحه وجلسا يتحدثًا :
_ اتغيرتي خالص يا اسما ، بس باين عليكي لسه مجنونه لبسك وشكلك وشعرك الكيرلي دايما بتكون مختلفة
_ شعري دا مش عاملاه انا بكسل اسرحه فبسيبه كده واهي موضه
ضحكت فرح : وفقرية زى ما انتى ؟
_ وانتى اتغيرتي يا فرح ، انا شبهت عليكي فى الأول لكن مكنتش اعرف انه انتي .
_ 16 سنه يا اسما زمن بحاله يغير اى حد وانتى اختفيتي فجاءه لما سافرتي السعودية
_ معاكي حق غلطتي ، قوليلي عاملين ايه واحلام والمنطقه والحياه عملت معاكم ايه ، اكيد اتجوزتوا ومعاكم عيال كتير صح معاكم كام ؟
_ انا معايا بنوته عمرها 8 سنين اسمها نور
_ ماشاء الله ، شبهك ولا شبه باباها ؟
اخرجت الهاتف واظهرت صورة ل نور ابنتها
_ ماشاء الله تبارك الرحمن ، ايه القمر دا ، متاكده انها بنتك يا فرح ؟
_ يعني هكون لاقياها فى بنك الحظ ، ايوه القمر دى بنتي ؟
_ ربنا يباركلك فيها يارب ، واحلام .. استني ، اعتقد احلام معاها 3 او 4 صح ؟
_ لا
_ 1 زيك .. فى كفر الشيخ حددتو النسل ولا ايه ؟
_احلام متجوزتش اصلًا
_ ليه ؟
فى تلك اللحظة رن هاتفها وكان حسن يبحث عنها ليخبرها بتأخره قليلًا، انتهزتها فرصة واستكملت الحديث مع فرح :
_ دكتور عبد الرحيم فى العمليات يعني قدامك ساعتين واكتر احكيلي بقي لما سبتكم ايه حصل لحياتكم للحظة دى .
_ يوم ما سافرتي من 16 سنه
بدأت فرح تروي ل اسما ما حدث لهم من 16 سنه وسط اندهاش وتعجب وصدمات شعرت بها مما سمعته :
_ يعني احلام مكملتش مدرسة اصلًا ؟
_ لا صلاح صمم انها تقعد وعمتي وافقت وبابا حاول لكن مفيش فايدة
_ ولا اتجوزت ؟
_ منين كانت هتتجهز يا اسما ، صلاح سافر وخلي عمتي تبيع الدهب الل حيلتها وقراطين الارض علشان يسافر وسافر ومحدش شاف وشه للحظة دي واحلام هى اللى شالت مسئولية امها ونفسها واتعلمت الخياطه بدالها لانها تعبت ومبقتش تقدر زى الاول .
_ وانتى علشان تهربي من مرات ابوكي اول عريس اتقدملك بعد المعهد روحتي اتجوزتيه وعيشتي فى نجع حمادي وجوزك مات وبنتك مشافتهوش واهل جوزك بهدلوكي واطردتي من بيتك .
تنهدت فرح: النصيب يا اسما ، المهم ان نور معايا وبخير
_ يعني انتى دلواقتي عايشه مع احلام وعمتك
_ ايوه
_ وشغاله
_ اومال هصرف ع بنتي منين بعد ما عمها اخد كل حاجة
_ ايه اللى عشتوه دا يا بنتي ، ايه اللى حصلكم دا ؟
_ النصيب .. دا نصيبنا من الدنيا اللى منقدرش نهرب منه
- منقدرش نهرب منه ايوه، لكن ممكن يتغير لما نحاول نغيره مش نستسلم
سمعت فرح اسمها من موظفه الاستعلامات وعلمت ان الطبيب فى انتظارها :
_ انا هروح بقي لاني محدده الموعد دا من شهريين يشوف اشاعات عمتي
_ احنا لسه مخلصناش كلام
_ اكيد..
_ هاتي تليفونك
تبادلا ارقام الهاتف : سلميلي ع احلام وبوسيلي نور وعمتك لغايه ما اشوفهم ، استنيني فى زياره قريب هجيلكم
_ هنستناكي .
ذهبت الى المنزل وهى سعيدة وجدت فوزيه تشاهد التلفاز ، وبسعادة اخبرتها اسما بمقابلتها ل فرح :
_ فرح
_ ايوه فرح يا ماما
_ يااه وايه اخبارهم
روت لها اسما عما سمعته من فرح عن اخبارهم ،
- هى تعبانه اوي ؟
_ قعيده يا ماما مبقتش تتحرك من مكانها
_ يا حبيببتي يا سنيه
_ ايه رايك نطلع رحله لكفر الشيخ نشوفهم ونسترجع احلي ذكريات لينا
_ يلا بينا ، شوفي مواعيدك وانا معاكي
_ تمام جدا
عادت الى غرفتها سعيدة بمقابلتها فرح، وفتحت حقيبة الذكريات وبدأت تستعيد ذكرياتهم سويًا بسعادة .
فى كفر الشيخ عادت "فرح" ليلا وكان فى انتظارها "احلام" وبرفقتها "نور " ,, عندما فتحت الباب "فرح" وسمعت صوتها ابنتها نور اندفعت من جوار "احلام" واحضتنت والدتها بشده:
_ وحشتيني يا نور عيني
_ فين الحاجة الحلوة بتاعه نور
- وانا اقدر انسي ( اخرجت بعض الحلويات) احلي حلويات لنور عيني
قبلتها وجلست بجوار احلام وظهر ع فرح ملامح الارهاق :
_ مشوار هد يا فرح معلش
_ ايه اللى بتقوليه كل مره دا يا احلام
_ مصدراكي للسفر وتروحي اماكن بعيده
_ احلام كفايه انتى شايله عمتي وبنتي والبيت وانا ، ع الاقل اعمل حاجة معاكي ، وبعدين احنا ملناش غير بعض يا احلام لازم نشيل مع بعض
_ تسلميلي ، اتغديتي ؟
_ اكلت سندوتشات وانا راجعه وشبعانه بس نفسي فى كوبايه شاي بنعناع
_ يا سلام، غيري هدومك وهتكون قدامك احلي كوبايه شاي بنعناع
بدلت فرح ملابسها واعدت احلام الشاي بالنعناع وجلسا :
- ها ايه الاخبار
_ والله يا احلام نفس الكلام ، مفيش حل غير العملية ، العلاج مش بيعمل حاجة غير انه بيسكن الالم بس ، العميله الحل
_ وماما مش هتوافق ع العملية
_ نحاول نقنعها طيب ؟
_ ماهو انتى عارفه رفضت علشان فلوس العملية مكلفه اوي
_كلمي صلاح وعرفيه يبعتلك الفلوس ، مش كل شويا يقولك ابعتلك ابعتلك ومبيبعتش
_صلاح بقاله 5 شهور مبعتش الشهرية اللى كان بيبعتها لانه ساب الشغل ونزل شغل جديد وظروفه معقدة
_ طيب والحل ، انا مش معايا غير 15 الف اللى فى البنك والعمليه محتاجه 300 الف
_ مش عارفه بجد ،انا حاولت ادبرها من الخياطه وع نفقه الدوله هتاخد شهور على ما تاخد دورها ، الحج عوض صاحب البيت عرض انه يدفعلي الفلوس واردهمله قسط لكن ماما مش موافقة
_ هتقسطي 300 الف ازاى انتى بتخيطي دهب يا احلام
_ سبيها ع الله هيحلها
_ ونعم بالله ، صحيح نسيت احكيلك عارفه قابلت مين انهارده ؟
_ مين
_ والله ما هتصدقي .. اسما الشعنونه
حاولت احلام تتذكر اسما وتغيرت ملامحها :
_ معقوله منستيش يا احلام
_ اللى حصل حصل خلاص وعيشته ، هي عامله ايه ؟
_ بقت مصوره فوتغرافي مشهوره بتسافر وبتلف الدنيا
_ متجوزتش
_ لا
_ ركزت فى دراستها ومستقبلها ماشاء الله، الوحيدة اللى فينا اللى فلحت ، لما هتشوفيها مش هتعرفيها
_ هشوفها فين ؟
_ قالت هتجيلنا
- اهلا بيها ، قومي شوفي بنتك اللى كنتي غايبه عنها طول النهار وانا هحضر العشا نتعشي كلنا
_ تمام
تواصلت اسما مع "فرح" وبعد مده قصيره رتبت للسفر برفقه والدتها الى كفر الشيخ لزيارتهم ,, احضرت بعض الألعاب والملابس ل "نور" ابنه "فرح" وبعض الحلويات والشوكولاتات واتجهت الى كفر الشيخ وكانت سعيده جدا بذهابها اليهم ,, وصلت للمنطقه ونظرت فى الانحاء بعض المحلات تغيرت والبعض بقي كما هو مثل الماضي ,, تذكرت بعض الذكريات مع "فرح" واحلام" وابتسمت واتجهت ل السوبر ماركت وقامت بشراء ايس كريم واتجهت الى العقار التي يقيموا فيه فرح واحلام ,, بخطوات سريعه اتجهت الى شقه "احلام" ورنت الجرس وفتحت لها فرح الباب :
ب ابتسامه: مساء الخير يا ام نور
ابتسمت فرح : مساء الخير يا اس
احضنتها ورحبت ب فوزية :
_ ايه كل الحاجات دى هو انتم ضيوف وكده
_ دى حاجات بسيطة ، فين بنوتك القمر اللى احلي منك ومن ابوها فين ؟
ندهت ع نور : سلمي ع طنط اسما يا نور
_ اس بس .. احنا هنكون اصحاب ولا ايه ؟
ابتسمت نور وبدأت اسما فتحت شنط الهدايا واخراج الالعاب ل نور ، وبعد قليل خرجت أحلام نظرت اليها اسما وجدتها نفس الملامح الهادئه الثابته وملابسها الفضفضاه نفس شخصية احلام القديمة ، :
_ ازيك يا اسما
احضنتها اسما : وحشتيني يا احلام
كانت استجابه احلام للحضن بفتور وشعرت بها اسما وتجاهلت احساسها ، وتحدثت فوزية:
_ متغيرتيش يا احلام زى القمر
_ لا اتغيرت يا طنط زى ما حضرتك واسما وفرح اتغيرو ، كلنا بنتغير مع الوقت واللى بنعيشه
_ بس بجد يا بنات متغيرتوش ، انا فاكره اخر مره قبل ما اسافر سلمت عليكم هنا فى الصاله دى
تحدثت اسما بسعاده: ونفس الصالة جمعتنا
ضحكا الجميع وابتسمت "احلام" ابتسامه بسيطه ,, سالت "فوزيه" ع "والده "احلام" واتجها لغرفه النوم كانت جالسه ع السرير لا تتحرك ,, فجعهم المنظر ,, وكانت صدمه ل "اسما" ان تري والده احلام هكذا ,, والده أحلام ذات الشخصية القوية التي كانت ترعبها من نظراتها و صوتها اللحظه وجدتها لا حول لها ولا قوه ؛ جلسا قليلا وخرجا من الغرفه تركوها تستريح لان اى مجهود قليل يرهقها ,, اتجهت "فوزيه" لمرور ع بعض الجيره عندما علمت بوجودهم وتركت "اسما" مع "احلام" وفرح " ,, تبادلا الضحكات فرح واسما وداعبت نور قليلا ولاحظت صمت "احلام :
- انا هقوم اجيبلكم عصير انا عملاه ودا من القلائل لما اعمل حاجى اسالي احلام
_ يعني نعمل حسابنا ع غسيل معده ولا ايه
قالتها اسما مازحه :
_ هتشربي وهنشوف الحوار دا
ابتعدت فرح وتركت اسما برفقه احلام ، استمر صمت احلام :
_ زى ما انتى يا احلام مبتتكلميش كتير متغيرتيش فعلًا
_ لا عادي انتم اللى بتتكلموا فى مواضيع متخصنيش
_ ازاي يعني متخصكييش
- يعني فرح بتنزل وتروح وتيجي وانتى بتسافري ففى حاجات تحكوها لكن حياتي هنا فى البيت دا هحكي ايه واتكلم في ايه ؟
_ انتى لسه زعلانه مني ، اللى حصل زمان ، انا مكنتش اتوقع ان الموضوع هيكبر كده يا احلام بسبب موقف تافهه
_ تافهه .. فعلٍا تافهه اللى حصل حصل
حاولت اسما ان تغير الموضوع :
_ عرفت من فرح انك بقيتي خياطه جامده تبقي تفصليلي بقي
_ كنت اتمني لكن انا بفصل مفارش وملايات وستاير زى ما اتعلمت ، ماهو دا الحاجة الووحيده اللى اتعلمته فى حياتي
شعرت اسما بالانزعاج بسبب ما حدث ومرت به احلام وصمتت معرفتش ترد تقولها ايه، اقتربت فرح بالعصير وندهت والده احلام عليها واتجهت سريعًا للغرفة ولاحظت ان احلام فقط من تردد اسمها :
- هى ليه مبتندهش عليكي ؟
_ لانها مش محتاجه حد غير احلام ، اعتمادها الكلي عليها ، علشان كده احلام مسئوله عن البيت واى حاجه برا البيت انا .
_ هى زعلانه من اللى حصل زمان احلام ؟
_ لا ابدا ، بس اللى عاشته وعايشاه مش سهل ف كلامها قليل
جلست "اسما" بعض الوقت ثم تركت "احلام" وفرح ع وعد تكرار الزياره مره اخري اليهم ,, عادت الى القاهره وهى سعيده لجمع الشمل مجددا ..!
جلست فى الصاله سعيده وأثناء مشاهدتها لتلفاز اتي حسن من الخارج:
_ ياه اس فى البيت وقاعده فى الصاله لوحدها ايه حصل ؟
- ياه ابو علي يرجع بدري البيت ايه حصل ؟
_ يا لماضتك .. قولت ارجع اريح شويا
_ وانت من اهل الخير
جلس بجوارها وجذب من بين يديها علبه الايس كريم
_ بيقول ايه دا
_ يا رخم
_ قوليلي رحلتكم كانت عامله ازاي ؟
شدت من ايده علبه الايس كريم : كان احلي يوم فى عمري ، يوم كنت بحلم به سنين يا حسن شد منها الايس كريم : قابلتي اصدقاء الطفولة .. متغيروش ؟
شدت منه الايس كريم : عارف لو شدتها تاني هلبسهالك، قوم هاتلك معلقه او علبه لنفسك وبطل رخامه ، الفريزر مليان انت متشلتش ع فكره
_ ايه التحول دا ، من اسبوع كنتى مبتاكليش غير لما اكل الاول
- مين دى .. مش انا
ذهب للمطبخ واحضر معلقه وعاد جلس بجوارها وبدأ يتناولا سويًا الايس كريم :
_ اتبسطتي يعني
_ جدا يا حسن ، احساس انك تقابل نفسك القديمة ، النسخه القديمة النقية الانضف اللى متلوثتش من العك اللى فى الدنيا ، نسخه بيور كده ملهاش وصف، روحي كانت عطشانه تتروي بذكرياتي القديمة
_ ايه المشاعر دى كلها
_ عمرك حنيت لمرحله فى حياتك ؟
_ مش فاكر
_ ايه اكتر وقت بتكون فيه مبسوط ؟
_ هنا ، معاكم لما بنتجمع كلنا هنا انا وانتى وحمزة وبابا وعمتو ، احساس العيله احساس عظيم ملوش وصف ، البيت
_ علشان كده قعدت 4 سنين متجيش
_ ظروفي بجد ، واول ما الفرصه سمحت قفشت فيها وجيت اقعد جنبك ناكل ايس كريم سوا ، عارفه يا اس انا مبسوط انك مبسوطة ، خليكي ع تواصل معاهم ، انتى مبيعيش ليكي اصحاب .
_ وانت وحمزاوي روحتو فين ؟
_ لا احنا القدر اللى مش هتقدري تهربي منه ولا احنا هنقدر ، قوليلي هنقضيها ايس كريم مفيش اكل ؟
_ عبد الحميد نايم وفوز كمان وانا مش قادره اقوم ف هكتفي بالايس كريم
_ لا حوار الايس كريم دا مش هينفع معايا ، هطلب اكل اطلبلك ؟
_ بطاطس كتير بقي
_ بسرعه كده طيب قولي شكرا ميرسي
_ فى حد يتعزم ويفكر لا طبعًا موافقة جدًا وبطاطس كتير
_ طيب تيجي نلعب لعبه زى زمان ؟
اعتدلت فى جلستها :
اخر معلقه فى العلبه يبقي كسبان والخسران يدفع الاوردر
- موافقة
بدء تناول الايس كريم بحماس فى تلك اللحظة خرجت فوزية من غرفتها ورأتهم جالسين بقرب بعض يتناولا الايس كريم وقفت ندهت ع حسن :
_ حسن
فى تلك اللحظة كان يتبقي معلقه واجاب حسن ف اخذتها اسما وتناولتها ووقفت معلنه مكسبها :
_ انتى غشاشه
_ فرصه وجاتلي وانت اللى بصيت ، يلا بقي بطاطس كتير
_ انتم كنتم بتلعبوا ؟
_ وميرسي يا فوز ظهورك كسبني
خبطها بالوساده : غشاشه
_ ايدك تقيله ( خبطته بالوساده )
_ هزار البوابين دا قولنا نخفه
_ مره كمان وليلتك هتكون سوده يا دكتره
_ سمكريه بتتكلم ، فين الرقه اللى كانت موجوده من فتره ، متتاخرش يا سونه ، سونه
_ هو دا الموجود دلواقتي لو عاجب
_ انا بقول ناكل وبعدين نكمل خناقه المخدات دى
_ صح طول عمرك صح يا سونه
خبطها بالوساده: سونه تاني طيب اهو
وعادا يتبادلان حدف المخدات وسط ضحكاتهم حتى انهكهم التعب وناما ع الارض ينظران لبعض ويضحكان .
يتبع ....
![](https://img.wattpad.com/cover/269348445-288-k670835.jpg)
أنت تقرأ
حلاوة الدنيا
Romanceياتري ايه هى حلاوة الدنيا ؟ وهل معناها واحد عند الكل ولا عند البعض معناها مختلف ؟ هنشوف مع بعض مع حكايتنا الجديده "حلاوة الدنيا "