_ تسمحيلي اقولك وحشتيني ,,
بسعاده : القبطااان ,,
- وحشتيني ..
بسعاده :انت اكتر اكتر ..,,
_ مشغوله ولا ايه ؟
- كنت .. هو انت هنا ؟
_ ايوه ..
وقفت وكانت مليئه بالسعادة : بجد ,, فى نفس المكان
- ايوه ..
- جيالك حالا ..
- وانا مستنيكي
أغلقت " اسما " الهاتف وهى سعيده واتجهت سريعا الى يخت القبطان متناسيه موعدها مع "حمزه" ,, "
، كان فى إنتظارها القبطان ب إبتسامة مبهجه ,, القبطان "عصام" يبلغ من العمر 60 عاما ,, يعمل فى مجال الابحار منذ زمن طويل حتي اصبح حرا فى رحلاته و لقبه الشائع "القبطان"، لم يستقر فى مكان واحد ودائم الترحال والسفر ؛ يجمعه ب اسما علاقه خاصه ومقربه دامت 6 سنوات وذلك بعد عده مواقف ، ويعتبر الصندوق الأسود لجميع أسرار وحكايات اسما وهي اقرب شخص إليه ، والمكان الل تشعر فيه " اسما " بالأمان بوجوده .. استقبلها القبطان وكانت فى منتهي السعاده ، توجهت "اسما" لداخل اليخت وارتمت فى أحضان القبطان :
_ وحشتني اوي اوي اوي ..
_ وانتى اكتر ..
نظرت اليه فى عتاب : 5 شهور مختفي ولا رساله ولا مكالمه ..
- يا كدابه انا كلمتك ..
- مرتين ..مرتين بس وبعدها اتبخرت ..كنت بتعمل ايه من ورايا ..؟
ضحك القبطان: هعمل ايه فى البحر زى ماانتى عارفه ,,
_ 5 شهور ,, ومفيش تواصل تطمني عليك او تطمن عليا ..
_ اولا انا بكون فى اماكن كتير بيبقي مفيش ارسال وثانيا والاهم انا مطمن عليكي مهما غيبت عارف بتعملي ايه متقلقيش ..
- بس انت وحشتني اوي وافتقدتك جداا ,,
احكيلي عن رحلاتك يلا وعملت ايه بالتفصيل
_ لا استني نأكل الاول لاني مستنيكي وهعرفك كل حاجه ..
جلسا امام الطعام وانهوا طعامهم واحضر صندوق مثلجات :
_ انا عارف انك لا ليكي فى الشوكيلت ولا الهدايا بتاعه البنات الايس كريم بيكفي عندك
_ اوووه ,, ومن بلجيكا من المحل اللى انا بحبه كمان
_ علشان تعرفي انا مش ناسيكي
_ يخليك ليا يا احلي قبطان فى الدنيا ..
وللحظه تغيرت ملامحها : كنت فى بلجيكا كتير ؟
نظر إليها وعلم ما تلمح إليه:
- ٣ ايام ..
_ شوفته
_ ايوه
هو كويس ..؟
- كان فى المستشفي فتره
تفاجئت: ايه ؟
- اطمني دلواقتي هو احسن انا بنفسي اطمنت عليه ..
- وبنته ومراته كانوا معاه ؟
- قصدك اختك ..؟
- المهم انه بخير ..
- بخير .. تحبي تكلميه؟
- لا .. اقصد مش دلواقتي يعني ..
- اس ..
- ممكن نغير الموضوع ..
- اوكيه ..؟
يلا قوليلي عملتي مصايب ايه فى غيابي ..؟
_ ولا اى حاجه الطبيعي شغل سفر شغل سفر ، لالا استني مش قابلتهم واتجمعنا مش قولتلك انا حاسه انى هقابلهم تاني
_ اصحابك اللى دايما بتتكلمي عنهم
بسعاده : ايوه وايه كمان عايشين معايا فى نفس العماره كمان
_ لا احكيلي تفاصيل ..
روت "اسما" ما حدث وكيفيه مقابلتها مع اصدقائها وتجمعهم مره اخري ..
_ بجد مبسوط ليكي اخيرا حاجه حصلت تفرحك ..
_ رغم أننا تحسنا البؤساء التلاته بس بجد وجودهم فرق جدا معايا ,,
_ كويس جدا .. مفيش حاجه تاني حصلت
_ لا مفيش ..العادي يعني زى ماقولتلك شغل وسفر وشغل وسفر كده يعني ..
- يعني يا أس مفيش حاجه تاني حصلت ؟
- لا خالص
_ و"مراد" ..؟
_ مراد ..؟
- ايوه .. مقولتليش ان مراد شوفتيه ؟!
تغيرت ملامحها : مين مراد انا معرفش حد ب الاسم دا ..؟
ضحك بنبره عاليه : مشكلتك يا "اس" انك مبتعرفيش تكدبي ..؟
تنهدت : عاوزني اقولك شوفته ايوه شوفته وواضح هشوفه كتير اغلب الوقت لانه نزل مصر لفتره ,,
_ مضايقيك انك شوفتيه ..؟
_ ولا اي حاجه ..
_ اس ..
اطلقت تنهيده : ايوه مضايقه ومضايقه جداا ,, ليه ينزل مصر، هو استقر حياته وكل حاجه فى مدريد ليه يظهر تاني . ,,
- وانتى مضايقه ليه مش خلاص قفلنا الصفحه دى ..؟
_ انا فعلا قفلتها خلاص ,, لكن إحساس غير مريح حسيته لما قابلته حسيت بنغزه قعدت سنين اداويها ..لما شوفته حسيتها تاني وانا كنت فاكره انها خلاص اختفت ..
_ لو عاوزاني اتكلم مع الشركه ويرجع مدريد ..
_ لالالا مش مستاهله هو موجود لمده البروجكت هنا الوضع دلواقتي اختلف انا اتغيرت ,,وبعدين قولنا كفايه توصيات عليا انا شغلي اللى هيثبت مكانتي ,, والحمد الله ماشيه كويس جدا .. وبصراحه ترشيحك ليا ليهم عمل فرق كبير فى حياتي وخططي ..!
- بصراحه بيوصلي عنك كلام ممتاز ..
- اهو .. انا هتعامل عادي ,, متقلقش عليا ..
- المهم متضغطيش نفسك ، لأنك لما بتضغطي بتتصرفي تصرفات بعيده عن العقل ودا غير مقبول فاهمه
- متقلقش كله تحت السيطره ..
صمتا قليلا :
ضحك : عارفه يا "اس" " مراد " كان السبب اني قابلتك فاكره ..؟
_ طبعا دا يوم من أيام منستهاش فى حياتي ، ولو كان حد تاني غيرك ظهر فى اليوم دا كان ممكن مبقاش "اس" اللى قدامك دى,,
فلاش باك
فى فرنسا كانت "اسما" تدرس وفى احدي الايام كانت تتجول فى احدي الحدائق وجدت رجل مسن عليه ملامح الارهاق ويجلس وحيدًا ، اقتربت اليه وقامت بمساعدته للذهاب الى المشفي واطمئنت ع وضعه وذهبت واستمرت بزيارته حتي استفاق وسافرت الى ايطاليا وعلم بامرها ولكن لم يستطيع الوصول إليها؛ بعد فتره فى احدي الكازينهات فى كاليفورنيا ,, فى الساعات المتاخره كان يوجد مجموعه من الشباب يتناولون المشروبات الكحوليه ب استماته وكانت بينهم فتاه تتناول المشروبات بشراهه و تتعامل بطريقه لا عقلانيه ,, كان "عصام" القبطان جالس مع مجموعه من اصدقائه ولفتت انتباهه تصرفاتها ورقصها العشوائي ,, واقتربت اليهم وحركاتها المثيره اليهم لجذب انتباهم ,, تذكرها فى تلك اللحظه انها تلك الفتاه التي نقلته الي المشفي من ٤ سنوات ولكنها غير واعيه من شرب الكحول,, جلست معهم :
- مساء الخير ولا صباح الخير
ابتسما الجالسون ونظرا إليها:
- انا اس وممكن حد منكم يعزمني ع درينك ايه رأيكم ..
لاحظت تهافت الجميع عليها بتقديم المشروبات كانت كفريسه سهله المنال فتاه صغيره فى العمر جميله مليئه بالشباب والدلال متاحه لفعل اى شئ معها فرصة للجميع , تهافت الجميع اليها ولكن اوقفهم "عصام"
- ممكن تيجي معايا ..
نظرت إليه وهى فى حاله من عدم الاتزان :
- فين ؟
- اليخت بتاعي ..
- قامت بملامسه وجهه : وانا موافقه ..
ذهبت معه إلى اليخت حتي استيقظت من نومها فى اليوم التالي ، نظرت حولها كانت لم تتذكر ما حدث من كثر المشروبات الكحوليه التي تناولتها ، قامت من الغرفة وخرجت تنظر فى الأنحاء واستقلت السلم وتوجهت اعلي اليخت ، وجدت طاوله مليئه بالطعام والفواكه ورجل كبير يقف ينظر إليها:
- صباح الخير
لاحظت يتحدث مصري: صباح الخير .. هو انا فين ؟
نظرت فى الأنحاء وجدت اليخت فى وسط البحر :
- يلا تعالي افطري واللى عاوزه تعرفيه هتعرفيه ..
جلست ممسكه برأسها :
- حاسه بصداع ؟
- هيفرتك دماغي ..
_ نتيجه طبيعيه ع كميه الشرب من امبارح .. اشربي دا وافطري كويس وهتبقي تمام ..
- انا ..
- اسمعي الكلام ..
تناولت الافطار وأحضر لها عصير :
- ممكن تقولي انت مين وانا هنا بعمل ايه وايه حصل ؟
- عصام ممكن تقوليلي القبطان ..
_ وانا هنا بعمل ايه ؟
_ قولتلك امبارح تيجي معايا اليخت وانتى وافقتي ,,
نظرت لملابسها : ايه ..؟
ابتسم : متقلقيش نمتي كده ..
_ ها .. تمام ..عموما شكرا ع الفطار ,,
حاولت الوقوف جلست مره اخري :
_ بتعرفي تعومي ..؟
_ ها ..
_ بتعرفي تعومي ..؟
_ لا ..
_ يبقي لو مش عاوزه تغرقي اقعدي متتحركيش غير لما تكوني فايقه وفى كامل واعيك ..
_ طيب انا عاوزه ارجع البيت
- لما تتحسني هنرجع..
-، انا بس علشان معطلكش ..
_ معنديش حاجه ..
تنهدت: ولا انا ..
- واضح ان فى حكايه كبيره ، انا بنتي فى عمرك تقريبا ، وأوقات لما كانت بتحب تتكلم كان بتقعد قدام البحر وتتكلم بترتاح ، ف لو تحبي تتكلمي انا هسمعك واعتبري كلامك كله فى البحر ..
صممت اسما للحظات : اقول ايه ؟
- تقولي ايه حصل، الحاله إللى كنتي فيها امبارح ، انتي كنتي بتنتحري بالبطئ ، ايه فى الدنيا يخلي بنت جميله قدامها عمر ومستقبل تضيع نفسها ببساطه كده ..
لاحظ انهمار دموعها :
- ابكي .. ابكي متمنعيش دموعك .. ووقت ما تحبي تتكلمي انا معاكي مش هسيبك ..
بدأت " أسما " تتحدث والقبطان يستمع لها ، جلست "اسما" طوال اليوم بصحبه القبطان تتحدث ويتحدث معها حتي اصبحت بخير وتحركت وطلب منها ان تتناول الافطار معه فى اليوم التالي وتوجهت اليه فى الموعد وبدأت علاقتهم من تلك اللحظة ولمده 8 سنوات كلما يتواجدا فى نفس المكان لا يفترقان . ..
"الان"
_ رغم انك كنتي ناسيه مقابلتنا الاولي فى فرنسا ,,
_ مكنتش اعرف ان بنتك اتوفت وقتها علشان كده كنت بالحالة دى
_ يوم الكازينو كنتي فى لحظه انهيار كنتى هتدمري نفسك من غير ما تحسي
تنهدت "اسما" : واحده الكل اتخلي عنها ولما اتحطت فى اختيار محدش اختارها عاوزها تشوف الدنيا ازاى ,,
_ زى ماانتي شايفها دلواقتي بعينك وبنفسك
_متنكرش وانت معايا وجودك فرق
_ كل اللى حوالينا بيفرقوا معانا سواء بالإيجاب أو السلب ، يمكن انا اللى كنت موجود فى الوقت دا لكن الشخص اللى عدي كل دا انتى، انتى لو مكنتيش عاوزه تعدي كل دا كنتي فضلتي فى اللحظه اللى كنتى فيها فى الكازينو.. دلواقتي احسن بكتير صح ..؟
تنهدت: انا كويسه وتمام لكن ..
- لكن ايه ..؟!
- انا بعد إللى مر عليا قررت مشغلش نفسي باي حاجه فاتت ، شغلت نفسي لدرجه ان مكنش فى وقت ابص ورايا ، قررت ابص لقدام علشان مقعش تاني ، مستقبلي هو إللى شغلني ، شغلت نفسي اتقدم لقدام ، كنت قوية لدرجه الكل كان بيستغرب قوتي ع الاستمرارية مهما حصل ، لكن اغلب الوقت بحس ان فى حاجه خنقاني وتعباني مش مرتاحه ، فى حاجه غلط ، مش عارفه ايه هي ؟
- لأنك مقفلتيش باب الماضي ، انتى وربتيه ع امل ، ايوه كملتي حياتك واستمريتي إتجاه مستقبلك ونجحتي لكن كان طرف عينك بيبص ع الماضي .. الماضي إللى انتي مقفلتهوش وللاسف لوقتنا مش قادره تقفليه . ..
صممت " اسما "و فى الاتجاه الاخر كان " حمزة " منتظرها ، فى المطعم كان حجز طاوله ع البحر وصنع أجواء ليسعد " اسما " جلس ع طاوله واقترب الجرسون:
- كله تمام
- ايوه .. هى بس تيجي وكل حاجه هتبقي تمام .. مش اوصيك الآيس كريم ..
- متقلقش حضرتك كل حاجه جاهزه
- تمام ..
كان حمزه ينتظرها ,, وهي تتحدث مع القبطان حتي لاحظت موابيلها رن :
- يانهاري .. حمزاوي
- هو هنا ..؟
نظرت إليه بملامح مفاجئه : نسيته .. كان المفروض نتعشي سوا وكان مستنيني ..
- طيب كلميه قوليله يجي ..
- لا لا ..انا هبعتله رساله ..
الساعه ١١ مساءا وحمزه شعربالضيق وجاءته رساله :
_ سوري يا حمزاوي ,, نسيت ابعتلك اعرفك انا مع القبطان سوري بجد يا حمزاوي هنبقي نعوضها تمام ..
اغلق "حمزه" الهاتف وتغيرت ملامحه و مرددا بتنهده : القبطان ,, القبطان ,,!
عملت " اسما " من القبطان انه مقيم فتره اقامتها فى الغردقه ، وعلم حمزه بذلك وأدرك أن فى وجود القبطان ، اسما غير متاحه لانها دائما مع القبطان ف سافر وتركها بصحبه القبطان ، عادت "اسما" الى القاهره بعد فتره عملها ,, وذهبت وجلست مع البنات "احلام" و"فرح" وتبادلا الاخبار ثم تركتهم واتجهت الى شقتها ,, وجدت "عبدالحميد" جالس وبرفقته "حسن" ووالدتها :
_ بقيتي اول ما بتجي بتقعد مع البنات تحت يا "اس"
_ نم بنات بقي يا ماما وبعدين دول امانه لازم اعرف اخبارهم وكله يبقي تحت السيطره
_ يا مسيطره انتى اتعشيتي ..
_ طلبنا اكل واكلنا الحمد الله ,,تسلملي يا عبده ,,
_ وانا اللى كنت مستنيكي نشرب شاي مع بعض ,,
نظرت الى يد "حسن" ممسك بمج النسكافيه :
_ هاخد بوق من دا لان عيني فيه
سريعا امسكت المج وتناولت رشفه وسط استعجاب "حسن ":
_ يا رخمه ما تعملي لنفسك ,,
_ ايه يا سونه مش عاوز تجري ورايا ولا ايه
__ ايه دا ,, ابتديتي انا داخل البلكونه ..
_ وهتسيب قلبي فى حيره ياقاسي يا غدار
ضحكا الجميع :
_ بهزر يا ابو علي اخوووات اخووات وهما عارفين عارفين ولا لا
نظرت الى والدتها وخالها وضحكا :
_ خلاص ناقص ميكرفون وتنزل تقول فى الشارع انا وحسن اخوات ..
_ تصدقي فكره يا ماما ,, من بكره
قاطعها "حسن" بس يا مصيبه ,,
_ متخفش ابو علي ,, لا مش هعمل كده عارف ليه لانك جدع وانا بقف مع الجدعان
_ لا بجد ..
_ لما مكنتش موجود يا عبده راح هو مع "احلام" تشتري حاجات الخياطه اللى محتاجاها ومسبهاش + عيشته تجربه كان بيتفرج عليها بس
ضحك "حسن": اه فعلا مكنتش اعرف انا شاطر كده ..
_ طالع ل ابوك يا ولد
_ مين يشهد للعروسه يا عبده ,,
تحدث بجديه : بس قوليلي يا "اس" هى فعلا "احلام" كده لخمه ومتعرفش تروح لوحدها مكان
_ اممم حكايه احلام حكايه ،من صغرها مبترحش مكان لوحدها مامتها معاها وبعدها فرح ودلواقتي انا وفرح او عبده ,, مبتعرفش تروح مكان لوحدها حتي لو وصفتهولها ممكن تقول بتخاف تتوه كده يعني ..
_ وهو فى بنت دلواقتي بتخاف دا البنات كلها منطلقه فى الشارع فى كل مكان
_ اهو البنات كلهم انطلقوا الا "احلام" اتحبست حياتها الخياطه لا ليها فى الخروج ولا التجمعات اللى مش عارفاها ، انطوائيه شويا مع حبه تحفظ يعني حياتها ضيقه الله يسامح بقي اللى كانوا السبب ,,
_ مين ..؟
_ امها واخوها ,, بس اهو بحاول معاها ومعايا فرح وعبده ننزل ونحاول نحركها كده تتعامل مع المجتمع والناس ,,
_ يعني هى كده ,, قله كلامها ,,
_ هى مبتتكلمش كتير لكن لو هتتكلم معاها تسمعك جدااا سبحان الله ترتاح كده معاها ,,
_ غريبه ,,
_ ماغريب الا الشيطان يا دكتور ,, انا هدخل انام صحيح "حمزه" سافر ..؟
_ ايوه الصبح ..
_ من غير ما يستناني الرخم مش كفايه سابني فى الغردقه .. لما اشوفه ,,
اتجهت لغرفتها وارتمت ع السرير بملابسها واغمضت عيناها واستسلمت للنوم ..!
فى اليوم التالي ذهبت " فرح" للعياده واثناء انتظارها للزبائن ظهر امامها "مروان" وضع امامها كوب من عصير الفرواله وتفاجئت :
_ استاذ مروان ..
ب ابتسامه: مساء الخير يا فرح ..
_ مساء الخير يا مستر "مروان" ..
_ ممكن تقبلي مني العصير دا بدل اللى وقعتهولك ,,
_ وقعتهولي ,, (تذكرت) لا مفيش داعي انا اللى خبطتك ..
_ انا اللى كنت باصص فى الموبيل ومش مركز انا الغلطان ..
_ لا انا اللى غلطانه .. لو كنت ببص قدامي ,,
_ احنا الاتنين غلطانين
صمتت للحظه : ها ,,
_ ممكن تطلبيلي قهوه مظبوطه ويبقي كده متعادلين ..
حرك كوب الفراوله امامها ,, ابتسمت : حاضر ..اتفضل فى مكتب دكتور عبد الله وهتكون عند حضرتك
_ تمام ..
بعد قليل احضرت "فرح" القهوه ووضعتها امام "مراون" :
_ قهوه حضرتك المظبوطه
_ شكرا ..
_ اى حاجه تاني انا برا ممكن ترن الجرس دا اجي ..
_ تمام ..
_ عن اذنك ..
_ فرح .. "اميره" حكتلي عليكي كتير بتعزك جداا ساعدتيها جدا وخصوصا ان ملهاش اصحاب هنا
_ انسه اميره انسانه طيبه جدا ويابخت حضرتك بيها ..
_ يعني انا مش طيب
تلجلجت : لالا مقصدش طبعا حضرتك اطيب خلق الله ..
ضحك: اطيب خلق الله دى دعوه ولا ايه
_ حضرتك وانسه "اميره" تستاهلوا كل خير ومبروك ع الخطوبه ,,
_ الله يبارك فيكي ( نظر الى يدياها وجدها بدن خاتم زواج ) عقبالك ..
دخلت فى تلك اللحظه "اميره" و"عبدالله" ثم تحركا وجلسا فى مقهي :
- كنت بتقول لمين عقبالك؟
_ كنت بقول ل فرح عقبالها تتخطب زينا
_ ايه اللى بتقوله دا ,, فرح ارمله وام لبنت عندها ٨ سنين
تفاجئ "مروان": بجد ,, شكلها صغير ..
_ ماهما من العائلات اللى عادي يجوزوا بناتهم صغيرين واتجوزت صغيره ويا حرام جوزها اتوفي بعد ولادة بنتها ع طول ودلواقتي هى متحمله مسؤلية بنتها لوحدها وبتشتغل واتنقلت من كفر الشيخ ل هنا علشان تحسن من دخلها ,,
_ .. مش باين عليها انها بتمر بكل دا ..
_ مش شرط كل اللى حاسين به بنظهره ,, يعني مثلا انت وحشتني جدا ومش عارفه اوصفلك ازاى
امسك يداها ووضع قبله : وانتى جدا ..
_ اعمل حسابك هنتعشي مع بعض عبد الله عازمنا ,,
_ اكيد ..
مر اسبوع وكان "مراد" مختفي كان فى اجتماع شهري فى "مدريد" للمدراء وعاد من السفر ع مقر الشركه وجد "اسما" جالسه تتناول الايس كريم برفقه بعض اصدقائها فى العمل ,, اقترب اليهم :
_ صباح الخير ..
_ صباح الخير ..
لاحظ مراد عدم رد "اسما":
_ صباح الخير يا "اس "
_ صباح الخير ,, انا هشوفهم خلصوا اللى طلبته منهم علشان انزل .. عن اذنكم ..
اتجهه سريعا خلفها : اس ,, اس .. اسما
وقفت ونظرت بحده : خير يا مستر مراد ..
_ بتتجاهليني ,,
_ اطلاقا .. قولت صباح الخير رديت عليك ,, فى حاجه ..؟
_ كنت عاوز اتكلم معاكي شويا
بملامح حاده : خير حضرتك ..
_ واحنا واقفين كده تعالي مكتبي ..
_ عندي شغل فى سيشن تصوير كمان ساعه هتأخر ..
_ اخر صور بعتيها الاديت مكنش مظبوط ..
_ حاضر هراجع عليها ,, حاجه تاني ..
_ لا ..
_ عن اذنك ..
اتجهت الى الخارج ,, استمرت "اسما" فى تجاهل "مراد" كلما تقرب اليها ومعاملته معامله حاده ,, فى احدي الايام ذهب اليها فى موقع التصوير وتفاجئت بوجوده ,, اقترب اليها وفى يداه علبه ايس كريم المفضله اليها :
_ اس ..
_ مستر مراد ..
_ ايه اخبار ..
_ هو مش المفروض مكانك فى الشركة مش مواقع الشغل
_ انا بحب اتابع الشغل بنفسي دا مسؤلية ، هل دا بيضايقك
_ وهيضايقني ليه ، نص ساعه وهنخلص السيشن وبكره الصور هتكون فى المكتب ..
_ تمام .. اتفضلي
_ ايه دا ..؟
_ ايس كريم اللى بتحبيه نسيتي ولا ايه ..
نظرت الى الايس كريم وتذكرت فى الماضي كان يحضر لها "مراد" دائما" نفس نوع الايس كريم وكانت تسعد به جدا ، نظرت للحظات الى الايس كريم ونظرت اليه ب ابتسامه :
_ سوري مش هقدر اخده ..
_ ليه ..؟
_ مبقتش بحبه ,, عن اذنك ..
شعر بالاحراج اوقفها :
_ هتفضلي كده كتير تتجاهليني ولا اكني موجود ..
_ بتكلمني انا ..
وضع الايس كريم جانبا واقترب فى هدوء بنبره هادئه : اعتقد مفيش حد واقف هنا غيرنا ..
_ سوري مااخدتش بالي ..
_ احنا محتاجين نتكلم ممكن بعد اذنك ..
_ عندي شغل و..
_ يتأجل وانا مديرك متحمل اى مسئوليه لو حد كلمك ..
وقفت للحظات وكانت تتمني ان تختفي فى تلك اللحظه لم تستطيع الهروب حتي ظهر خلفها "حمزه" وسمعت صوته مرؤددا اسمها :
_ اس " ..
شعرت وجوده كطوق نجاه لها نظرت اليه وابتسمت :
_ حمزاوى ..
اقترب اليهم ونظر بحده الى مراد :
_ ازيك يا مستر مراد ..
_ اهلا حمزه عامل ايه ؟؟
_ كله تمام .. "اس" خلصتي ..؟
_ ها ..
_ ميعادنا اللى اتفقنا عليه نستيه ولا ايه ..؟
_ ها .. لا خالص دا انا حتي كنت بستأذن مستر مراد ,,
اظهر علبه الايس كريم : اتفضلي ..
_ الله .. حبيبي يا حمزاوي كان نفسي فى ايس كريم اوي ..
لاحظ "مراد" التشابه المطابق بين انواع الايس كريم وتعجب من رد فعلها :
_ عن اذنك يا مستر ..
_ اتفضلي يا اس ..
خرجا الى الخارج واستنشقت الهوا :
_ ياااه انت جتلي من السما يا حمزاوي ..يبقي فى مواقف مبعرفش اتصرف فيها لوحدي و لما بحتاج ايد فيها ايدك بتكون هي اللى ممدوده ,,
- انتي عارفه ان حمزاوي موجود طول الوقت ل اس
- حبيبي يا حمزاوي ..
_ صحيح كان عاوز ايه مراد ..؟
_ ولا اعرف ولا عاوزه اعرف ,, هو فى شغله وانا فى شغلي وخلاص ..
_ المهم انتى كويسه
تتناول الايس كريم : جدا جدا ,,
_ ودا الاهم ..
_ كده فى الغردقه اكلم الفندق القيك سافرت من غير ما تقولي ينفع كده ..
_ ماهو انا عارف القبطان لما بيظهر مبتشوفيش غيره ولا بتفكري فى غيره ..
_ بصراحه ايوه ,, معاه بنسي نفسي وببقي مش عاوزه الوقت يخلص وما بصدق اشوفه ,,
_علشان كده سيبتلك الساحه براحتك وبعدين هنروح من بعض فين ..
_ صح ,, قولي اخبار "يالا " ايه ..
_ تالا يا "اس"
_ يالا ..
_ تالا ..
_ يالا يا يالا يا عرباوي ,, بدلعها ياعم .. اخبارها ايه ومش هتنزل مصر قريب ..
صمت لحظات : ان شاء الله .. يلا ناكل ..
_ يلا ..
عادت " اسما " من الخارج إلي شقتها وجدت " نور " ابنه فرح جالسه أمامها بعض الواجبات اقتربت إليها ذ:
- أشطر كتكوت عامل ايه ؟
نظرت إليها نظره حزن :
- مالك يا نور فى ايه ؟
- فى المدرسه طلبوا مننا نكتب موضوع عن الام والاب والعيله ..
- طيب كويس فى ايه بقي ؟
- اكتب ايه عن الأب.. انا مش عارفه .. تعرفي يا اس ؟
صممت اسما للحظات وابتسمت ابتسامه صغيره :
- اممم الأب اكتر حاجه حلوه فى الدنيا، الأب يعني الأمان والاستقرار ، الأب يعني الحنان والطيبه ، حضن الأب احلي حضن فى الدنيا ، الأب ملوش بديل ولا له عوض ، السند والضهر الحماية من اى حاجه وحشه ممكن تحصلك ، الدلع والحب إللى مش هتلاقيه مع حد غيره ، الأب فى وجوده مفيش خوف من بكره تعيشي وانتى مطمنه ، لما بيختفي حاجه كبيره فى حياتك بتختفي معاه لان زى ما قولت للأسف ملوش بديل..!
- هو بابا كان شخص كويس يا اس ؟
- جداااا .. كان طيب وبيحب مامتك وبيحبك اوي اوي اووووي ..
- كنت عاوزه اشوفه ، فى المدرسه البنات بتتكلم عن اباهتهم وانا بكون ساكته مش عارفه اقول ايه ؟
- قولي انه كان حد جميل جدااا وبيحبني جدااااا جدااااا ..
- مش هشوفه يا اس صح ..؟
- لا هتشوفيه .. فى الحلم هتشوفيه .. وعاوزه اقولك حاجه احنا فى رحلة ومنعرفش هتنتهي امتي ، لما هتتنتهي هنقابل كل إللى بنحبهم وبيحبونا .. دلواقتي احنا ندعي ليهم بالرحمه ..
انهمرت دموع نور وازاحتها اسما :
- وطول ما انتى شاطره اعرفي انه فرحانه بيكي جدا وبيحبك جدا جدااا
- انا بحبك يا اس
- انا بموت فيكي يا قلب اس ..
ضمتها اسما فى أحضانها: بقولك ايه ؟
- ها ..
-، تخلصي home work بسرعه كده وننزل انا وانتى ننطلق فى السوبر ماركت
- هتجبيلي شوكليت
- وايس كريم وشيبسي وكل إللى نفسنا فيه ..
- هييييه
- يلا بسرعه بقي قبل حد ما يقفشنا
- اوكيه
وعادت نور بحماس تنهي واجباتها وجلست بجانبها تحفزها اسما ، ومن مقربه كان يقف كلا من فوزيه وعبد الحميد استمعا لحديث اسما عن الأب مما أشعرهم بالحزن :
- اعمل ايه يا عبد الحميد اكتر من الل عملته معاها علشان اعوضها غيابه ؟؟
- للأسف يا فوزية مفيش حاجه تعوض غياب الام والأب ، و اسما فقدت أبوها رغم أنه عايش ..
- والحل ايه ؟
- عند ربنا الحل ..واحنا معاها مش هنسيبها ..فى منزل احلام اتجهت الى سطح العماره ولروي النباتات وجدت " حسن" جالس ، ترددت للحظات وارادت ان تعود لكن لابد من روي النباتات وقلقت من انشغالها قد تفوت وقت الري ,, اقتربت فى تردد :
_ احم .. احم ..
نظر اليها "حسن" ب ابتسامه : ازيك يا احلام ..
_ الحمد الله .. اسفه لو هزعجك لكن لازم اسقى الزرع دلواقتي و..
ضحك "حسن" هو انتى هتبرريلي المكان بتاعك انتى و"عبد الحميد" انا اللى اتطفلت عليكم اسف ..
_ لا ابدا ..
_ تعالي .. تحبي امشي علشان تبقي براحتك ..
_ ها .. لا لا خليك ع راحتك ..
بدأت احلام روي النباتات وشاهدها "حسن" متوتره ، فطلب منها ان يشاركها وسمحت له مما اعطاها مساحتها وجلسوا :
_ عبد الحميد دا عليه حركات، المكان هنا سحر كده النباتات بعد ما بتتروي فى ريحه حلوه
_ ايوه الطين مع روائح النباتات والورد بيعملوا مكس حلو مريح ..
_ بالظبط .. عرفت انا بقي ليه بتقعدي هنا .. انتى خبيثه
تفاجئت : انا .. لا ابدا ..
ضحكك"حسن": بهزر معاكي يا احلام ،بس بجد القعده هنا مريحه تسمحيلي ابقي اطلع اقعد هنا
_ طبعا المكان مكانك ,,
_ شكرا ..
_ عن اذنك .
_ اتفضلي .
مع أستمرار تجنب "اسما" لمراد ,, استمر "مراد" لتقرب لها والتحدث ولكن محاولاته فاشلة لتعمدها تجاهله وتصديه ,, لاحظ "مراد" تغيير "اسما" وهروبها الدائم من تواجدها معه فى مكان واحد ,, فى احدي المواقع كانت "اسما" تتجهز لعملها , امسكت كاميرتها الخاصه وفى انتظارهم حتي تلتقط الصور ,, وبعد ان ذهبت وكانت فى انتظار العارضات علمت بتأخر التصوير لاصابه احدي العارضات وذهابها الى المشفي ,, اتجهت الى مقهي مجاور لموقع التصوير لتناول الايس كريم ,, وهى مندمجه بهاتفها سمعت صوت امامها مرددا :
_ ممكن اقعد ..
نظرت اليه متفاجئه : مستر " مراد" .. بتعمل ايه هنا ..؟
نظر اليها ضاحكا : هو انا جيتلك أوضتك ؟ دا مكان عام ..؟
_ اهاا ,, طيب بما انه مكان عام اتفضل
ازاح كرسي وجدها وقفت : استمتع بالمكان العام عن اذنك ,,
_ والايس كريم هتسبيه كده ولا معلقه ..؟
_ اتفضله حضرتك ,, عن اذنك
_ لدرجه دى مش قادره تقاومي مشاعرك ,,
التفتت اليه : اقاوم مشاعري ..؟
_ من وقت ما جيت مبتقدريش تقفي معايا 5 دقائق ولا لوحدنا ,, خايفه ..؟
_ اخاف من ايه ..؟
_ عينكي تقولك اللى انتى هربانه منه دايما ..
ضحكت : وايه اللى هربانه منه ..؟
_ انك لسه بتحبيني ومقدرتيش تتخطيني ( هلم بالوقوف واقترب اليها ) زى ماانا بالظبط لا نسيتك ولا قدرت اتخطاكي ,,
تفاجئت " اسما" من كلماته وصمتت :
_ انا مش طالب كتير 10 دقائق تسمعيني فيهم ممكن ..
_ مشغوله و ..
_ مفيش تصوير هيتم غير لما اكلمهم ,,
_ يعني مفيش حد فى المستشفي وتعبان ..
امال براسه قليلا مع ابتسامه صغيره :
_ اهاا ,, تمام يا مستر مراد نقعد واسمعك اتفضل ..
جلس امامها ينظر اليها مبتسم وهى فى انتظار ان يتحدث :
_ هنفضل كده كتير ..
_ وحشتيني ,, وحشتيني اكتر مما تتخيلي ,,
_ شكرا وبعدين ..
_ انا عارف انتى بتتعاملي معايا ليه كده ,, انا اسف ومستعد اعوضك عن ..
تعالت ضحكاتها ونظر حوله : "اسما" فى ايه الناس بتبص عليكي ..؟
اصل انت قولت نكته هموت منها من الضحك ..
تفاجي : نكته ..
تحولت ملامحها : اسف ,, بعد 6 سنين جى دلواقتي تقول اسف ,,
_ انا ..
_ انا هفكرك لان واضح انك نسيت ايه حصل اخر مره ..يتبع ...،

أنت تقرأ
حلاوة الدنيا
Romanceياتري ايه هى حلاوة الدنيا ؟ وهل معناها واحد عند الكل ولا عند البعض معناها مختلف ؟ هنشوف مع بعض مع حكايتنا الجديده "حلاوة الدنيا "