( 4 )

1K 41 12
                                    



_ رقم مين دا يا احلام وانتى كنتي واقفة مع مين ؟
بتههتهه : انا .. انا ..
جذبها بعنف فى الشارع للمنزل وشاهدتها فرح من بعيد تجمدت مكانها من هول الصدمة ، بقوة دفع صلاح أخته أحلام لداخل الشقة سقطت على الارض امام والدتها وهى تعمل على ماكينة الخياطة وهى منهارة من البكاء ، تفاجئت والدتها :
_ فى ايه يا صلاح ؟
بنبرة غاضبة : بنتك المحترمة المتربية يا ام صلاح بتكلم شباب وبتاخد أرقام تليفوناتهم
تغيرت ملامحها ورمقت أحلام بغضب :
_ ايه اللى اخوكي بيقوله دا يا أحلام
اخرج الورقة من جيب بنطاله ودفعها فى وجه أحلام وهى تبكي ، التقطت والدتها الورقة المدون بها الرقم وتحدث صلاح:
_ انا روحت علشان اجيبها هى وفرح من الدرس ، لقيتها واقفه مع واحد وبتتكلم ومسك ايديها ولما قربت لقيته بيحط الورقة دى فى شنطتها
_ ايه اللى بسمعه دا يا احلام .. انتى ؟
حاولت أحلام تتحدث : ممسكش ايدي والله ما مسك ايدي انا ..انا
قبل ان تكمل كلامها وانهالت والدتها بالضرب عليها وشاركها صلاح ، وصرخاتها وبكائها لم ينجيها من بين ايديهم .

فى المنزل اسما تنتظر عودة اصدقائها ولاحظت تأخر الوقت، حاولت ان تصل الى الهاتف وحهاتفت فرح ومن نبره صوت فرح علمت بحدوث كارثة، وبالفعل روت لها ما حدث ل أحلام ، أغلقت الهاتف وحدقت ب باب الشقه فى أنتظار دخول والدة أحلام او صلاح وتشابك معها ، مر يومان ولم تظهر أحلام ولم تسمع أسما اى خبر ، كانت تتحدث مع فرح من خلال الهاتف :
_ ايه يا فرح هو انا لازم اكلمك الاول ؟
_ كنت هكلمك والله
_ ايه اخبار احلام ؟
_ مش عارفه اقولك ايه ، احلام لبست حوار مش حوارها يا اسما
_ انا عارفه والله ومكنتش متخيله دا هيحصل كده
_ كاميرتك معايا
_ انا بقولك أحلام ايه اخبارها ، ماما سألت عليها امها بتقول عندها برد ونايمة ومش عارفه اوصلها وانتى اكيد تعرفي ايه اللى بيحصل
_ وياريتني ما عرفت
_ ليه ايه حصل ؟
_ عمتو وصلاح قررو انها هتكمل مدرسة من منازلهم ودا بعد ما بابا اتدخل لانهم كانوا عاوزين يقعدوها خالص
_ يالهوي ، طيب هنشوفها فى الدروس
_ لا عقاب ليها مفيش دروس وتذاكر لوحدها ،
_ وهى ماشاء الله عليها عبقرية هتفهم لوحدها من غير شرح مدرسين
_ ف انا قولت هحضر واجيب ليها الورق واذاكرلها وربنا يستر
_ يعني انتى هتعرفي تذاكرلها
_ هحاول
_ جاموسة راحت تذاكر لجاموسة يعني
_ ما تلمي نفسك ، اللى احنا فيه دا بسببك ع فكره
_ ماهو انا مش مستوعبه اللى بيعملوه دا الموقف مش مستاهل
_ بالنسبالك ، كذا مره اقولك بيوتنا مختلفة يا اسما
_ احلام اللى اتفرمت فى الحوار دا ، ماانتى كنتي موجوده ليه معملوش معاكي كده ؟
_ هوانا عديت اخدت قلمين محترمين علشان سيبتها لوحدها
_ دا انتم عيلة عاوزة علاج
_ احلام عايشة ايام ملهاش ملامح
_ انا مش عارفه انزلها بسبب الجبس دا
_ لا متنزليش الفتره دى خالص انا هبقي اطمنك عليها
_ بنبره حزن : فرح ..
_ ايوه يا اسما
_ انا اسفة .. بجد مكنتش اتوقع يحصل كل دا ل احلام
- نصيبها ..

كانت ام احلام منعتها لمقابله اسما وكانت فرح هى من تنقل اخبارها ل اسما ، بعد مرور 20 يوم فكت اسما الجبس ، وقررت الذهاب الى احلام ولكنها وجدت والدتها تنتظرها :
_ ماما يلا نروح ل احلام
_ تعالي عاوزاكي فى حاجة قبل ما نروح
_ خير يا ماما
_ انا اتنقلت
_ مدرسة تانية .. طيب مبروك
_ ايوه بس مش هنا .. القاهرة
تفاجئت أسما: القاهرة ؟
- نقل وترقيه موجه أول لمادة الفيزياء ، مالك مش فرحانه ولا ايه ؟
_ لا طبعا فرحانه ليكي جدًا .. مبروك يا ماما
_ حبيببتي يا اس ، بس مالك حساكي زعلانه
_ ماهو دا معناه هننقل للقاهرة صح؟
_ ايوه ..بعد امتحاناتك وهنقلك لمدرسة معايا طبعًا .
بملامح حزن : يعني هسسيب فرح واحلام وهنا
ضمت يدها وربتت عليها : هنيجي أجازات
توجها لمنزل احلام وكانت معاملة والدة احلام غير لطيفة ل اسما ، معاملتها حادة ولاحظت اسما ذلك ووالدتها ولكن اسما تجاهلت معاملتها حتي تبقي ع اتصال مع احلام ، اخبرت اسما فرح واحلام ع مغادرتها كفر الشيخ وجلسا فى حالة من الحزن ، وليلة السفر تفاجئت اسما بوجود احلام وفرح لتوديعها و جلسا سويًا وكانت ليلة مليئة بالبكاء لفراقهم والتقطت اسما بعض الصور لاحتفاظ بها وكانت أخر ليلة يجتمعا سويًا .

باك ...
حدقت اسما للكاميرا صاحبه المشكلة واخرجت بعض الصور الاخيرة التي تجمعهم سويًا وتنهدت :
_ ياريت الايام دى كانت دايما ، ياتري انتم فين دلوقتي وبتعملوا ايه
سمعت نقر ع الباب :
_ اس
_ تعالي يا ماما
- هتنامي
_ هبص ع الايميلات
نظرت الى الحقيبة امامها :
_ ايميلات ولا ذكريات
ابتسمت اسما : مين يصدق ان الحاجات دى بقالها 16 سنه .
_ كنتى مرتبطة بيهم جدًا، الغريب من بعدهم مصاحبتيش حد مطولتيش فى صداقتك مع حد
_ يمكن لاني ملقتش زيهم وبجد غلطتي انى قطعت التواصل
_ مااحنا سافرنا السعودية وانتى كنتي مركزه ع التصوير
_ مهما كان عشرة زمان متتعوضش ، عارفة يا ماما ، اكتر حاجة نفسي اعرفها دلواقتي هما بيعملوا ايه ، اعتقد اتجوزو وخلفو صح، فرح اساسًا مرات ابوها مش هتسكت وتسيبها واحلام اكيد هجت من البيت ،، متخيلاهم بقي ماميز ومعاهم بيبيز وكده
_ وانتى بقي هتبقي ماميز امتى ؟
اغلقت الحقيبة وتنهدت: هنفتح الموضوع الدايم ، يلا انا هنام يا فوز
_ طيب انا جيتلك علشان اقولك شريف كلمني
_ شريف مين ؟
_ لحقتي تنسيه ، دا خطوبتكم كانت من اسبوعين
_ قصدك فشكلة الخطوبة مش خطوبتنا وبعدين الخطيب السابق مكملش معايا 5 شهور واسبوع
_ يعني فاكراه اهو
_ مش دا انسان اتعاملت معاه ولا تيسيرت اشتريته فى التخفيضات ، اكيد فاكراه اتخطبت لشخص ومحصلش نصيب بس كده
_ بقولك كلمني ؟
_ ما يكلمك هو حر انا همسك بوقه
_ بطلي لماضه بقي ، مش عاوزة تعرفي كلمني ليه ؟
_ لا شكرًا
_ اسما ، احترمي اننا بنتكلم
_ ماما هنتكلم فى ايه حاجة خلصت خلاص نوفر البنزين بقي لحاجات جايه
_ اسما ..
قالتها بطريقة حادة :
_ ايوه يا ماما كلمك ليه الاستاذ شريف ؟
_ اعتذرلي وعاوز يرجعلك ووعدني ان اللى انتى عاوزاه هيحصل
_ ها وبعدين ؟ قولتوا باى فى الاخر ولا فصل شحن
_ مبهزرش يا اسما ، شريف انسان محترم وابن ناس وشاريكي وبعدين مش انتى اللى جبتيه ووافقتي عليه تتخطبي
_ ايوه وافقت وبعدين حسيت انى اتسرعت ف فشكلت بسيطة
_اديله فرصة تانية
_ فوز، كل انسان فى حياتي حصيلة الفرص هى فرصة واحدة ، فرصة مش بسيطة وهو اخدها وضيعها ، مشكلته مش مشكلتي ، ومعنديش اعادة للاسف .
_ وهتفضلي كده لامتي انا عمري بيكبر وعاوزة افرح بيكي قبل ..
قاطعتها : متخافيش مش هتموتي قبل ما تشوفيني عروسة وعد .
_ وهو انتى عارفه هموت امتي ؟
_ لا طبعًا بس انا حاسه هفرحك قريب صدقيني
_ كل مره بتقوليلي كده علشان اسكت ، انتى عارفه عندك كام سنه واللى قدك عايشين ازاي ؟
_ هو انا كام مش فاكره مبقتش اعد من بعد ال30
_ 33 سنه عمرك يا اسما
_ يعني لسه صغيرة
_ لو صغيرة مكنتيش تسافري لوحدك ولا اسيبك تسافري وتروحي وتيجي
_ فى ايه يا فوز هو انا عندى مدة صلاحية، طيب قوليلي انتى شايفة السن المناسب كام علشان اعمل حسابي
_ بتهزري
_ لا بتكلم بجد .
_ انا عاوزة تتخطبي وتكملي خطوبة وتتجوزي واشوف عيالك يا اسما ، انتى كل ما تتخطبي بتفركشي لاسباب مجهولة ، اكتر واحد قعد خطوبه هو شريف قولت يبقي هو دا المناسب انه ممستحمل الشخصية دى ، ورغم كده بتقولي لا .
_ الخطوبة لتعارف يا فوز مش يلا اجبار نكمل ودا اللى بيحصل منتوفقش
بملامح حزن صمتت فوزية وتحدثت اسما :
_ انا عارفة انك سبتيني اعيش حياتي زى ماانا عاوزة ، مقولتليش ع حاجة لا ، ساعدتيني اجرب حاجات كتير واحقق حاجات كتير فى فتره قصيره ، اللى انا وصلتله دا من تشجعيك ليا ، وعد مني ليكي عيد ميلادي 35 هيبقي بين ايديكي عقد جوازي ايه رايك ؟
_ ليه 35 ؟
_ علشان بصراحة الفتره دى فى بروجكت جديد كبير من الشركة وانا هبقي مشغولة وكل تركيزي فيه ، يخلص واخد اجازة ونشوف ابن الحلال بقي ونفرح كلنا
_ ماشي يا اسما هنشوف .
_ انتى كنتى عاوزة حاجة ولا داخله علشان عاصم
_ عاصم مين .. شريف .. شريف
_ اهو كلهم اسامي
_ كنت جايه اقولك ان حسن راجع كمان اسبوع هتكوني موجوده ولا مسافره ، ماهو انتى ملكيش وقت ولا عارفينلك توقيت ؟
_ لا متقلقيش هكون موجوده هو كلمني وقالي هكون موجوده ان شاء الله ، والله وحشني جدًا
غمزت والدتها لها : عارفه انه هيقعد فتره هنا معانا ؟
ردت الغمزة لها : ايوه عارفه
ابتسمت: حسن يا بختها اللى حسن من نصيبها دكتور وشاب زى العسل وعارفينه وعارفنا
_ ايوه وايه كمان يا فوز
_ ربنا يطمنا عليكم يارب
ضحكت اسما : يارب يا ماما يارب
خرجت فوزية من غرفة اسما، واعادت اسما حقيبة الذكريات كما كانت وعادت لواقعها وحياتها وعملها .

بعد يومين واسما فى لوكيشن عملها واقفه بصحبه زملائها تتحدث وسمعت صوت من خلفها مردد اسمها :
_اسما
التفتت لمصدر الصوت وكان شريف امامها يحمل بين يديه باقة من الورود ، نظرت أسما حولها وأقتربت اليه وبنبرة استعجاب :
_ بتعمل ايه هنا يا شريف ؟
قدم لها باقة الورود وامسكتها :
_ خير .
ممكن 10 دقائق من وقتك
_ مشغولة بجد
_ 5 دقائق بس بعد أذنك .. بعد أذنك
من أصراره وافقت اسما ، توجها الى مقهي قريب وجلسا :
_ ها .. خير يا شريف ؟
_ عاملة ايه
_ الحمدلله
_ اخبارك
_ الحمدلله ( نظرت الى الساعة ) ال 5 دقائق خلصوا فى ازيك عامله ايه وانا عندي شغل .
_ اسما ، انا جيت اشوفك عشان اقولك انا أسف ، واسمحيلي بفرصه تانيه وصدقيني اللى انتي عاوزاه هيتعمل .
ظلت صامته تحدق اليه حتى ينهي حديثه :
_ خلاص .
_ ايوه .. موافقة ؟
_ انا قولتلك راي قبل كده يا شريف ، مش هينفع موضوعنا خلص خلاص اسفه
_ ليه يا اسما .. ع الفرح حددي وقته انتي .
_ مش فكرة فرح هو انا دماغي بالتفاهه دي
_ طيب ليه مش عاوزة نرجع ؟
_ لأني قفلت الصفحة ، والصفحة اللى بقفلها مبرجعش ليها تاني ، إحنا كانت علاقتنا لطيفة وعرضت عليا الارتباط ووافقت وتم ولكن بعدها طلعنا غير مناسبين لبعض ودا طبيعي بيحصل فى اى إرتباط .
_ انا كنت عاوز اكمل وانتي اللى صممتي على الانفصال
_ وانت وافقت وتم الانفصال بهدوء ميرسي لذوقك .. ايه جد تاني ؟
_ انا بحبك يا اسما
_ انت حبتني ليه يا شريف ، ايه اللى شوفته وقولت هي دي ؟
_ انتى انسانة جميلة ومثقفة و ..
_ شريف متقولش حاجة انا عارفاها كويس ،مش محتاجة اسمعها ، انا عارفه ان انا جميلة بسمعها من الكل ، انا محتاجة أسمع حاجة انت بس اللى شايفها فيا عن غيرك، قولي حاجة أميزك بيها عن غيرك ، وقتها هتأكد انك مختلف عن اى حد مر بحياتي ، وقتها هقول انا أختارت صح .
صمت للحظة يستوعب كلماتها : انا ..
_ انا لو كنت حسيت للحظة ان انا اقدر اكمل كنت كملت ، لكن للاسف اللى بدور عليه ملقتهوش معاك ، يمكن انت لاقيت فيا اللى عاوزه ودا مش سبب نرجع لبعض ونرتبط ، انت عاوز لكن انا مش عاوزة .. انا كنت صريحة معاك يا شريف .
_ نحاول تاني انتى يمكن معرفتنيش كويس اعرفيني واعرفك اكتر .
_ فى حاجات مينفعش فيها المحاولة اكتر من مره، هي بتحصل من أول مره بس ، غير كده بيبقي تضيع وقت ومجهود وعمر فى الهوا .. اتمني بجد تستوعب كلامي لاخر مره نتكلم فيه مع بعض او توسط حد يتكلم معايا فيه ، احنا مش صغيرين احنا كبار كفاية نقدر نقرر ونختار عاوزين ايه .. انا اخدت قراري ونهائي وقولتلك احنا اصحاب وقت ما تحتاج صديق هكون موجوده غير كده لا يا شريف .
_ انا مش قادر انساكي .
_ مشكلتك مش مشكلتي .. انا عندي مشاكل كفاية عندي اشغل نفسي بيها .
نظرت الى الساعه : ال 5 دقائق خلصو واكتر .. انساني يا شريف واستني تقابل اللى تكونو مناسبين لبعض تختارو بعض .. عن إذنك

تركته فى المقهي وتركت باقة الورود امامه وعادت الى موقع التصوير حملت عدستها وبدأت التقاط الصور .

مر أسبوع ، فى مطار القاهرة فى صاله الوصول رقم 1 كانت اسما واقفه ماسكه بانر مكتوب فيه ( مرحبًا بعودتك ايها الوغد) كانت فى إنتظار وصول ابن خالها دكتور حسن ، حسن الابن الاكبر ل عبد الحميد والدته امريكية الجنسية يبلغ من العمر 39 عام ، استاذ دكتور مخ وأعصاب ، درس وعاش حياته فى الخارج .. أسما واقفه منتظره ظهوره ، ظهر امامها شاب متوسط القامه واضع نظاره سوداء على وجهه مرتدي بنطال جينز وقميص أبيض ويحمل فى يديه حقيبة صغيرة ، وقف ونظر اتجاه اسما وهى تلوح بالبانر وتنظر اليه ضاحكة :
_ مجنونه والله
اقترب إليها ضاحكًا ووقف أمامها :
_ حمدلله على السلامة يا وغد
_ الله يسلمك يا وغده
تبتادلا التحية واتجها بحقائبه الى السياره واتجها للمنزل ، فى الطريق تحدثا:
_ كاتبالي وغد وفرحانه ، دكتور جراحة مخ واعصاب اد الدينا يتقاله يا وغد
_ اومال عاوز ايه ؟
_ فين الورد .. فين الشوكولاته
_ 4 سنين مفكرتش تنزل فيهم زيارة واحده ومقضيها ماسنجر ، هو النت ببلاش عندكم ولا ايه
_ وانتى يا وغده لما كنتي فى روما ومكلمتنيش دا اسمه ايه ؟
_ انت ليه مش مصدقني ، ملحقتش بقولك يوم ورجعت ع فرنسا وبعدها رجعت مصر مكنش فى وقت .
_ وصور الانستجرام حفله روما كان باين اوي انك مكنتيش فاضية ولا قولتيلي تعالي
_ خطر يا دكتره عليك ، البنات مش هتسيبك وانا بغير
- وحشتيني يا اس اوي
_ وانت اكتر يا ابو علي ، طمني قاعد حبه حلوين ولا هتطير قريب
_ لا هقعد مده مش راجع دلواقتي
_ ايوه بقي .. اخيرًا مش هبقي لوحدي
_ كنتى مستنياني
_ ابن خالي حلالي

استكملا حديثهم فى طريق عودتهم للمنزل ، كان فى انتظارهم عبد الحميد وفوزية ، بعد تبادل السللام والاحضان جهز عبد الحميد مائدة طعام مليئة بجميع الاصناف المحببه ل حسن ، انهو طعامهم وجلسا ليشربا الشاي :
_ انا اكلت اكل يكفيني سنه
_ عارف يا ابو على انت حارم نفسم من نعمه ، انا مهما سافرت ببقي مشتاقه ارجع علشان اكل عبده وصواني عبده
_ ماهو انا قاعد بقي تعويض
بملامح سعادة : بجد يا حسن ولا يتقول كده ؟
_ انا هرجع لكن مش دلواقتي متقلقش يا بابا هقعد لغايه ما تزهق
_
..
استكملا ضحكاتهم وحديثهم حتي وصلا الى المنزل وكان فى انتظارهم "عبد الحميد" واخته " فوزية " ,, وبعد السلام والتحيه اتجها للطعام وكانت مائدة مليئه بكل ما لذ وطاب ,, انهوا طعامهم وجلسا يتناولا الشاي ..:
_ انا اكلت اكل يكفيني سنه ..
_ انت كنت حارم نفسك من نعمه يا "حسن" انا ذات نفسي لما بسافر اسبوع برجع ع حلل وصواني عبد الحميد ,, مش عارفه ازاى تقدر تبعد كل دا
_ لا ماانا قاعدلكم تعويض
_ نورت بيتك يا حسن
_ تسلمي يا عمتو ,, عارفين اكتر حاجة قلقان منها ايه ؟
_ ايه ؟
_ الوغدة اللى هناك دى ومصايبها
_ انا .. انا .. دول مبيحسوش بيا اسالهم
_ عشان يا نايمة يا فى الشغل يا مسافره
_ اكل الفينو يا جماعة
جلسا سويًا بعض الوقت وثم عاد كل منهم الى غرفته ، فى الليل خرجت اسما الى الصاله متجه الى المطبخ لاحضار الايس كريم من الثلاجة ، اثناء عودتها رأت حسن يجلس شارد فى البلكونه ، اقتربت منه وهو يدخن
_ هروح اقول لابوك
ضحك حسن : انتى ايه مصحيكي
_ بفنش شويا شغل علشان عاوزة ادخل فى نومه اهل الكهف براحتي ، انت ليه صاحي
_ معرفتش انام
_ علشان مقولتش لك تصبح ع خير صح
_ ايوه طبعا سبتيني ودخلتي ع اوضتك ع طول
_ سوري يا بيبي
_ بيبي فى عينك
ضحكت اسما: الاكل طابق ع نفسك ولا ايه
_ ايوه فعلًا
_ معذور يا ابني واحد زيك متعود ع الكروسو والباتيه والاسبريسو لازم تحس بكده، اسبوه ومعدتك هتتعود متقلقش وهتكتسب مناعه
_ من الاكل ؟
_ من الفول ، عبد الحميد الصبح هيجهزلك قنابل خلي بالك
_ ربنا يستر
_ بس قهوة وسجاير كده مفيش نوم
_ لا متقلقيش هنام ، بس انتى لسه حوار الايس كريم دا مش هتتفطمي
_ عارف انت التش اللى بتعملها الايس كريم بتطبطب ع قلبي وجراحه وتطفي لهيب اشواقه
_ انتى بصالي كده ليه ؟
_ دكتور وفاقد الاحساس ، لكن انا لن استسلم
ضحكا واستكملت اما حديثها :
_ فاكر زمان لما فتنت عليك انك بتدخن وابوك علقك يومها
_ ودا يوم يتنسي، كنت بكرهك وقتها اوي ، شايفاني بنضرب واقفه تتفرجي راكشن وشك كان غريب ومستفز ، بجد ليه فتنتي عليا وقتها نظراتك كانت غريبة كل ما اسالك انسي؟
_ مش هتفهمني
_ هحاول قولي ليه بجد ؟
_ كنت عاوزة اعرف احساس ضرب الاب دا ايه ؟
_ وعرفتي وقتها ؟
_ لا للاسف ( قالتها متنهده)
_ مجنونه من يومك بجد
- لو تفتكر يومها سألتك عن إحساسك، هل الضرب وجعك ولا عادي لكن انت اتعصبت عليا
_ لا كنت اجيب اتنين ليمون ونقعد نحكي وانا مفروم ضرب غلطان اسف
_ صدقني انا فعلًا كنت عاوزة اعرف احساسك ايه ، انك تغلط وابوك يعاقبك دا بيبقي عامل ازاي ؟
- كنتى تنضربي مكاني وكنتى هتعرفي
_ ممكن لو كنت مكانك فعلًا كنت عرفت ، لكن لا مكانك مكاني ولا هينفع اكون مكانك
_ اسما هو بابكي ؟
_ قاطعته : علشان خاطري بلاش السيره دي ممكن
_ تمام ..
_ قولي بعد حوار طلاقك دا مفكرتش تخوض التجربة مره تانية ؟
_ هو اللى بيتجوز مره بيكررها تاني ؟
_ ايوه ابوك عملها مرتين عادي
_ لا انا خلاص تركيزي بقي لمستقبلي وبس
_ اتعقدت زى ابوك،
ضحك: لا خالص ، بس ممكن تقولي انا استعجلت واستسهلت لكن كان غلط
_ هو انتم اتطلقتوا ليه صحيح ؟
_ غيره ، روحت فين وهتقابل مين وتفتيش حياة غير مستقره
_ ماهى معذوره دكتور زى القمر كده لازم تغير عليه
_ واهو حياتنا اتقلبت وانفصلنا
_ المفروض كنت تتعظ من أبوك اتجوز امك 5 سنين بعد قصة حب كبيرة ومع ذلك انفصلوا والسبب تافه ، اتجوزت ابوك وعارفه انه فتره وراجع يجي بعد ماجهز الورق تقوله سوري عبده واخدتك عنصر ضغط كمان
- هى خافت تعيش فى بلد متعرفهاش
_ بس هتكون مع انسان بيحبها
_ الخوف تأثيره قوي فى القرارات المصيريه
_ علشان كده ابوك راح اتجوز تاني وخلف حمزة ونفس التجربة بتفاصيلها
_ نصيبنا
_ ادى جزاء اللى بيبص لبرا ومبيركزش جوه
_ المهم اللى بتتكلم دى خطوباتها اكتر من احتفالات البلد ، فكريني كده كام مره
_ مبعدش بس المره الاخيره بقوا 16
_ دا غير كتب الكتاب اللى تم
_ اهو دا معرفش عملته ازاي ، اكيد شربني حاجة وقتها أكيد ، عمومًا غلطة ومش هتتكرر
_ يعني اتعلمتي من غلطاتك ؟
_ انا مبفتكرش غلطاتي بنساها علشان اوسع مكان للغلطه الجديدة وهكذا
_ ايه النصاحة دى ،بس ولا شخص كويس ؟
_ لا كلهم كويسين لكن مش مناسبين ودا الفرق
_ ازاي ؟
_ ممكن تقول مشفتش فيهم الشخص اللى اقدر كل يوم اصحي واشوفه نايم جنبي ، كلهم اكتفوا باللى عرفوه عني محدش حاول يعرف اكتر ، محدش حببني للخطوة الجاية الجواز ، محدش كان مناسب ل اسما وشخصيتها ودماغها
_ طيب مدام غير مناسبين اتخطبتي ليه ؟
- عمتك وابوك والناس ، مينفعش اخرج مع حد وتربطني علاقه به غير رسمية غير الشغل ، لاف لافه يبقي رسمي وقدام الناس عشان محدش يقول كلمة ، محدش يقول فوزية مش عارفه تلم بنتها الوحيدة ، ف اى حد يتكلم بقوله اتفضل ع الصالون وبيتفضل بصراحه
_ من امتي بتهمك الناس ؟
_ ولا بيهموني لكن بيني وبينك قولت يمكن مره اصيب فى النصيب وكده
- يعني عاوزة تتجوزي ولا لا ؟
_ مش عاوزة اتجوز بس لازم اتجوز ؟
_ الترجمة؟
_ اللى هتجوزة هكون انا مختاراه مش هو بس اللى مختارني
_ بس كتر الخطوبات دا مش صح
_ ماهو دا اللى عاوزة اوصله ان مش معني حد دخل وقعد فى الصالون يبقي كده دا النصيب ، سهل يقعد فى الصالون ويقرا فاتحه ويخطب الصعب انه يكون حقيقي
_ بس انتى كده بتشتتي نفسك من كتر التجارب دى مش هتعرفي تختاري ؟
_ لا بالعكس بتعلم ازاي اختار ، كل شخص بصفات ومواصفات وطباع مختلفه فبشوف ايه اللى ممكن اتعامل معاه ومفيش تشتيت لاني مش داخلاها حب ف عقلي شغال طول الوقت وهحبه بعد الجواز بقي
_ غلط دا يا اسما
_ ومين قالك انه صح؟ من امتي انا فى حياتي بعمل حاجة صح غير شغلي ؟ انا مقولتش انه صح وعارفه انه غلط
_ وبتعمليه ؟
_ اللى حواليا اجبروني اعمل كده
_ مش عارف اقولك ايه غير انا موجود وانتى عارفه لو احتاجتي اى حاجة
_ اتمني بقي تركز كده جوه زى ما ركزت برا
_ تقصد ايه ؟
غمزت : يعني بعد ما جربت الكافيار مش هتجرب بقي المخلل البلدي هيعجبك
_ انصرفي
_ليه كده ، مش يمكن دى لعبه القدر يا ابو على فكر فيها : انت اتجوزت وفشلت وانا عملت ماجستير فى الخطوبات وفشلت وماما وابوك امنيتهم نتجوز ، واحنا دلواقتي بعد اللف دا كله مع بعض اهو ، القدر يا دكتور حسن
تفاجئ حسن من كلام اسما :
_ شكلي عاوزة تنامي يلا يادوب تلحقي
_ طيب فكر كده ، فكر
_ اسما مالك فى ايه ؟
_ هو خلاص اتكتب لكن انت مش مصمم تشوف
_ انا مش هرتبط تاني خلاص يا اسما
- انحنا بشر متغيرين ف بالتالي قراراتنا متغيره
_ انا قراراتي مبتتغيرش
_ انت رجعت وهنشوف
- نعم
_ يلا تصبح ع خير يا ابو على
القت غمزة وقبله فى الهوا واثناء عودتها لغرفتها كانت تتحرك بدلال وتلتفت وتنظر اليه حتي دخلت غرفتها وتركته فى حاله ارتباك وسط استغراب من تصرفتها الغير متوقعه .

يتبع ...

حلاوة الدنياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن