( 11 )

1K 37 7
                                    



_ انا هفكرك لان واضح انك نسيت ايه حصل اخر مره ..

من 6 سنوات
"فلاش باك "

كاليفورنيا
فى مقهي يجلس مراد بملامحه الحادة واسما ودموعها المنهمره بدون توقف :
_ هتفضلي ساكته كتير ، طلبتي بالحاح تقابيلني
_ موحشتكش .
قالتها وكانت تأمل رد يهدي من روعتها :
_ ممكن تقولي انتى كنتي واقفة قدام البيت ليه ؟
اجابها ب اسلوبه الحاد الغير متوقع ف اجابته:
_ حاولت اكلمك موبيلك مقفول ومبتروحش الشركة ، قلقت عليك ، ومش أول مره اروح البيت .
_ قلقتي عليا ، على اساس انا طفل صغير
_ لا مش طفل
قاطعها بنبرته الحاده : بعد 40 اتصال فى اليوم واكتر من رسائل ، اطمني انا بخير زى ماانتي شايفه قدامك، اطمنتي ؟
_ كنت ترد عليا برسالة ، زى ما دايما كنت بتعمل
_ انا شخص مسئول مش فاضي لاي حاجة غير مفيدة تضيع وقتي .
انصدمت من كلماته: غير مفيدة تضيع وقتك ؟!
_ دلواقتي بعد ما اطمنتي تقدري تمشي ، ومتزعجيش نفسك بالقلق عليا بعد كدا
صمتت من هول كلماته واستكمل حديثه:
_فى حاجة تاني عاوزة تقوليها
_ انت بتتكلم بجد .
_ ايه الهزار فى كلامي .
_ يعني انت تقصد اللى وصلي ، مش دا اللى مستنياه اسمعه منك .
_ كنتى مستنيه مني ايه، اقولك أسف ، او وحشتيني .. اكيد مش مستنيه الكلام دا لانه بيتقال لما يبقي حقيقي .
انهمرت دموعها : ليه بقيت كدا ، ايه حصل غيرك بالشكل دا معايا ؟ لما مبتردش ع رسائلي ولا مكالماتي بقدملك اعذار وانك مش قاصدها ..
_ كنت فاكر انك ذكية هتفهمي لوحدك
_ مراد .. هو انا بالنسبالك ايه ؟
أجابها سريعًا دون تردد : غلطة ، غلطة وعاوز امحيها من حياتي
صدمت من كلماته : غلطة ، مش ملاحظ انك قاسي فى كلامك ، انت مش كدا ؟
_ لا دا انا ، انا دايما كنت كدا وكنت بمثل انى حد تاني وانتى صدقتي دى مشكلتك مش مشكلتي .
حاولت تتمالك دموعها :
_ انا فهمت تمام ( ازاحت دموعها ) انا هخرج من حياتك وانسي انك قابلت واحده اسمها اسما ، دى اخر مره تشوفني فى حياتك .
_ بالتوفيق فى حياتك .
وقف مراد وتركها بمفردها فى المقهي وهى تنظر فى شرود ودموعها تنهمر مش قادره تستوعب الموقف .

باك .. الان ..
_ من بعدها اختفيت فعلا من حياتك ومن كاليفورنيا كلها لوقتنا دا حافظت ع كلامي لغايه ما ظهرت دلواقتي ,,
_ انا عارف انا كنت قاسي وقتها و ..
قاطعته: قاسي .. انت فعلا مش هتعرف انا مريت ب ايه
_ صدقيني انا وقتها اتحطيت فى ظروف و ,,
قاطعته بنبرة ثقه : " مراد" انا مش عاوزه اسمع تبرير لاني مش محتاجاه من الأساس
نظر اليها بنبره مليئه بالندم : انا بحبك يا "اسما" ولا لحظه نسيتك ,,
_ وانا حبيتك ، لكن انا محيتك من حياتي, ولو فاكر بعد السنين دى بكلمتين كل حاجه هتبقي زى الاول غلطان , لان انا مش بفكر اعيد تاني اللى حصلي ولا حتي افتكره ''
_ لو كنتي نستيه كنتي نسيتي اللى حكتيه دا ..
_ انا فعلا نسيت لكن مواقف الخذلان والتخلي مهما مر من سنين مبتتنسيش لانها بتعلم فى الروح والقلب ,,!
وضع يده علي يداها : اوعدك هعوضك ع كل اللى فات وعشتيه ..
ازاحت يداها : انتى مبتفهمش ، بقولك نسيت .. نسيتك , انت مش موجود فى حياتي والصفه الوحيده اللى انت موجود بيها حاليا مجرد مديري فى الشغل بس ,,
_ ولو كلامك صح ليه لغايه دلواقتي مرتبطيش واتجوزتي وكل ارتباطاتك مبتكملش ,,
_ انت بتراقبني ، وبعدين دى حياتي انا اتجوز متجوزش ميخصكش ,, ميخصكش ,,كمان مره ميخصكش
بهدوء يتحدث : انا مقدر اللى مريتي به وهستحمل مهما عملتي لان اللى عيشناه انا وانتى مش سهل يتمحي ، انا أسف ، اسما انا مش عاوز حد تاني غيرك فى حياتي ,,
نظرت له بتمعن : لا كده كتير ،كنت فاكره انك ذكي وبتفهم ..عن اذنك انا همشي وللو مفيش تصوير انا هروح البيت ياريت تخليهم يبلغوني او يشوفوا حد تاني لاني همشي ,, سلام .

تركته اسما وهى تشعر بالاختناق والضيق من مقابلته واضعه يدها على صدرها من الالم وجلس مراد يشعر بمدي الخطا الذي اقترفه لها وعلم انه فى معركة ليست بهينه لاستردادها مرة أخري .


فى عيادة دكتور "عبدالله" كانت "اميره" جالسه برفقه " فرح" يتحدثا فى انتظار "مروان " وصل ورن ع هاتفها وكان ينتظرها فى السياره وقبل ان يتحركا ، فتحت موابيلها : , :
- فرح قالتلي ان اللون الفستان دا احلي ايه رايك
- رايك انتى اهم دا فستانك ..
- فرح بتقولي لونه جميل وبصراحه عجبني ..
- تمام ..
- عارف فرح ..
قاطعها: اميره ..
- ايوه يا حبيبي
- مش ملاحظه ان كل ما بنكون مع بعض يا فرح معانا يا سيرتها .. انتى بتتكلمي عنها اكتر ما بتتكلمي عن نفسك ، احنا اتخطبنا علشان نعرف بعض مش علشان اعرف فرح . ..
- بجد .. سوري ..
- المهم احنا رايحين فين ؟
_هنتغدا وحاجة صغيرة كده هتعرفها لما نوصل المول .
توجها الى احدي المولات وجلسا فى احدي المطاعم ثم اصطحبت اميره مروان الى احدي المحلات وطلبت من مروان مساعدتها لشراء هدية لفرح ، تعبيرًا عن حبها ومساعدتها لها وقت احتياجها ، ولحيره اميره كالعادة اختار مروان الهدية ، اثناء خروجهم من المحل لمح مروان محل الالعاب لاطفال وقام بشراء هدايا ل نور ، ثم ذهبا الى العيادة وتفاجئت فرح بالهدايا ولاحظ مروان سعادتها بهدايا نور ف ابتسم فتحدث مروان :
_ انا قولت ان الهدية دى هتعجبك اكتر ..
_ جداا .. اى هديه ل نور بتفرحني لانها بتفرح بالهدايا
ابتسم "مروان" : يارب تعجبها فعلا
توجهت "اميره" الى مكتب "عبدالله" وجلس "مروان ينتظرها وطلب من فرح ان تعد له فنجان من القهوة ، كانت نظراته على فرح دون ان يشعر وابتسامتها الدائمة جعلته يبتسم تلقائي ، حتي أقتربت اليه بالقهوة :
_ تعرفي يا "فرح" انا مبقتش احب القهوه غير منك ..؟
_ الف هنا ,,
_ اوعي تكوني بتحطيلي حاجه فيها ,,
_ لا يا باشا احنا ملناش فى الحاجات دى ,,كله رباني رباني
ضحكك"مروان": لا بجد يسلم ايدك فنجان قهوه
قاطعته : فاخر من الاخر ,,
ضحك" مروان": ايوه فاخر من الاخر ,,
قوليلي انتى مرتاحه هنا ,,
_ جدااا ,, الحمد الله دكتور عبد الله واميره احسن ناس قابلتهم فى حياتي ,,
_ انتى مشتغلتيش قبل كده ..؟
_ - كتير لكن اول مره اشتغل فى مكان المعاملة فيه ادميه احترام متبادل يعني ..
_ شكلك مريتي بحاجات كتير مزعجه فى حياتك ..
ابتسمت "فرح" : وهى الحياه ايه غير شويه مواقف مزعجه لكن بتعدي بالصبر وربنا بيعوض زى ما عوضني بالشغل هنا ..
ابتسم مروان : انتى تستاهلي كل حاجه حلوه يا فرح ، من كلام اميره عنك كان عندي فضول اعرف مين فرح لكن فعلا طلعتي شخصيه تستحق كل الاحترام والتقدير ، واضح انك مريتي بكتير ومع ذلك ابتسامتك موجودة ، بجد يرفع لكي القبعه .
_ ايه الكلام الكبير دا ,, شكرا شكرا
ضحك "مروان": اتمني اللالعاب تعجب "نور" ,,
_ هتعجبها جدا ,, شكرا مستر "مروان" ,,
فى تلك اللحظه خرجت "اميره" :
_ يلا يا مارو ..
_ يلا ... شكرا ع القهوه يا فرح
ذهبًا وعادت "فرح" الى مكتبها وهى سعيده بالالعاب لانها تعلم فرحة نور بيهم عند رؤيتهم

عادت للمنزل وجدت "احلام" جالسه" امام ماكينه الخياطه و"نور" تلعب بالالعاب بجانبها :
_ السلام عليكم ..
_ وعليكم السلام ..
اتجهت الى "نور" : حبيبه قلب ماما نور قلب ماما ,,
اللى جاتلك انهاردة احتضنتها بشده : بصي الهدية الحلوه دى ..
_ من مين ؟
_ عمو "مروان" خطيب طنط "اميره" اشتراها ليكي وبيسلم عليكي جدا جدا
فتحت الشنط وسعدت جدا بالالعاب وتحدثت "فرح":
_ايه رايك يا احلام بصي اميره اشترتلي ايه ..
كانت احلام تضع يداها ع راسها :
_ مالك يا احلام .. الصداع ولا ايه ؟
_ عنيا وجعتني وعملالي صداع جامد
_ قاعدة من مده ؟
_ من 5 ساعات كده
_ ليه تعملي كده طيب مش قولنا مش هتضغطي ع نفسك علشان متتعبيش
_ ماهو مدام عفاف محتاجه فرش الصالون بتاعها بكره لان عريس بنتها جايلهم ولازم اخلصه ليها ..
_ طيب ايه اساعدك فى حاجه ..
_ ياريت يا "فرح" ,,
_ هى "اسما" فوق ..؟
فى تلك اللحظه رن جرس الباب واتجهت "نور" وفتحت الباب وكانت "اسما":
_ يا ناس يا عسل "اس" سكر البيت وصل ,,
_ ياريتني قولتلك يا احلام ع ربع جنيه احسن
سمعتها "اسما": ربع جنيه يا فقر ,, طيب قولي 5 جنيه نجيب فطيره ,,
_ شكلك جعانه مدام اتكلمتي ع الاكل ..
بملامح حزينه: اكلوني تكسبوا فى اختكم ثواب عبد الحميد مش فوق ولا ماما وحسن كلمته فى المستشفي ومش طالبه اسخن والجو دا ,, اكلوني وكلوا معايا ,,
_ ايه الرخامه دى طيب افرضي اننا اكلنا خلاص ..
_ لا ما اكلتوش عارفه ليه ,, انتى لسه راجعه و"احلام" مبتاكلش غير معاكي هاهاهاهاها انا مرقباكوا متفتكروش ان السكن هنا سبهلله كده انسوا ,,
ضحكت "احلام" و"فرح" :
_ ماشي هناكل بس تعملي حسابك مش هتطلعي غير لما نخلص مع "احلام" الشغل اللى معاها تمام ..
_ بتستغلوا احتياجي لرفيق اكل ,, فينك يا حمزاوي فينك يا سونه ..
_ خلاص يلا اطلعي كلي لوحدك فوق اطلعي ..
_ لا افهمي يا فرح انا بقول فينهم علشان ياكلوا معانا انا اقدر ..
ضحكت " فرح واحلام واسما : يلا اكلوني ولا اقولكم انا رايحه المطبخ انا شامه مسقعه هى مسقعه صح ..
اجابت "احلام": ايوه مسقعه هحمر البطاطس بس ..
_ لا سيبهالي انا دى
اجابت فرح: لا انا هحمر البطاطس استني ..
تدخلت "احلام": لا انتى ولا هي اقعدوا ركبوا الورد دا وانا هحمرها لاني لو سيبتكم تحمروها مش هنلاقيها غير فى بطنكم ، واحنا عاوزين ناكل ومعانا طفله عاوزه تاكل ,,
تحدثت "اسما": ظلماني يا لولو والله ..
_ اه صح الله يرحم بطاطس العشا لما طلعنا نستناكي ودخل عمو عبد الحميد لقاكي واكلها
_ اعمل ايه اعمل ايه بتغريني وبضعف ,, البطاطس تطلع من الطاسه واسمعها بتقولي يا اس كوليني وانا سخنه بسورعه يا اس انقذيني قبل ما ابرد يا اس ,, وانا قلبي ضعيف وصعبوا عليا ,,
_ يا حبيببتي ,, ماهو علشان فرح بتضعف زيك وانتم الاتنين طفسين انا اللى هحمرها ,, يلا اقعدوا اعملوا الورد دا وانا هحمر البطاطس وهحضر الاكل
_ تمام ,,
جلست "فرح" و"اسما" ولمحت "اسما" الحقيبه :
_ ايه دا يا فرح ,, انتى سرقتي دكتور عبد الله ولا ايه ..
_ ليه ..؟
_ الشنطه دى اصليه ,, انتى عارفه بكام دى
- ولا اعرف ولا عاوزة اعرف علشان متصدمش
_ انتى حد بعهالك ولا ايه ..؟
_ لا اميره جبتهالي هديه ..
_ والله عندها ذوق ,, متخليها تصاحبني
_ وهتروحي معاها مشاويرها وكده موافقه وتعملي كنترول ع خلقك اللى اضيق من خرم الابره رغم انك غير مضمون وهترميها تحت اول عربيه .
_ يا جماعه مش خلق ضيق انا بحب الانجاز
- يبقي خليكي لان اميرة معاملة خاصة، ترددها يعملو منه قنوات سبحان الله خطيبها غير كدا خالص ، فعلًا الحب بيعمل المستحيل
_ هما يحبو بعض وانتى استفيدى بالهدايا من هنا للصبح يا سمباطي

ضحكا وعاد الى استكمال ما طلبته احلام ، وتناولا الطعام جميعًا وسط احاديث بينهم وضحكات متتالية .

كالعادة احلام كل يوم لمده ساعتين تهتم بالمشتل فى السطح ، فكانت تروي النباتات وجدت حسن يدخن ، اقتربت منه بخطوات هادئه :
_ احم احم
نظر إليها : احلام ازيك
_ الحمدلله حضرتك عامل ايه ؟
- نقول الحمدلله .
وقفت متردده ولاحظ حسن انها عاوزة تقول حاجة :
_ عاوزة تقولي حاجة يا احلام ؟
_ انا .. بصراحة ..انا اسفة بجد
_ فى ايه ؟
_ ممكن تتدخن بعيد عن الزرع .
نظر الى سيجارته وشعر بالاحراج : انا اللى اسف مااخدتش بالي
_ علشان الزرع وكده واسفه لو ازعجتك .
تركته وعادت لروي النباتات وابتعد حسن لينهي سيجارته ، نظر الى السيجارة وشعر بالاحراج وطفاها ، ظل ينظر اليها وهى تهتم بالنباتات ، وتصرف تلقائي منه أقترب إليها :
_ محتاجة مساعدة
_ لا شكرًا ، انا خلاص خلصت اصلًا
_ ممكن أطلب منك طلب ؟
_ اتفضل
_ عبد الحميد ميعرفش الموقف دا علشان ميضايقش لانه نبهه عليا كذا مره تدخين هنا لا
- تمام مفيش مشاكل
_ ووعد مش هيتكرر تاني ،كنت مخنوق ومركزتش انا مش مدخن أصلًا .
- هى حرية شخصية لكن التدخين مش حاجة جميلة ، مش علشان الزرع لا علشانك انت
_ عارف بس أوقات لما انفخ فى السيجاره بروق من خنقتي .
_ انا بحس ان دا وهم المدخن بيقنع نفسه به ، هو بيبقي تعود وعلشان يبقي فى سبب بيقنع نفسه انها بتروق من خنقته لانه عارف انه مضر ومع ذلك يتمسك بيها ومستمر والاذي مش لوحده لا للى حواليه كمان ، رغم انه فى بدائل .
_ لو عندك بديل قوليلي لكن غير اللب واللبان معملوش معايا حاجة
صمتت لحظات وقالت :
_ فى طريقة انا كتير بعملها بتريحني ممكن تجربها .
_ اللى هى ايه ؟
_ هنا .
_ ازاي ( بيبص حواليه)
_ اقعد هنا وغمض عينيك واستنشق الهوا الموجود هيساعدك ع الاسترخاء ويطرد اى ضيقه جواك .
- بجد ولا كلام وخلاص ؟
_ التجربة خير دليل ، جرب واحكم بنفسك .
نظر اليها ثم نظر امامه واتبع تعليمات احلام واغمض عيناه واستشق الهوا شهيق .. زفير مرات ومرات لمده نصف ساعة حتى شعر بهدوء وراحة ، فتح عينيه متعجب :
_ ايه دا ، ايه اللى حصل دا ، سحر ولا ايه ؟
_ ايه رايك، الطبيعة دايما تأثيرها قوي علينا لما بنسمح لنفسنا نحس بيها .
_ فعلًا احساسي فرق ، اينعم مش خالص لكن حسيت بهدوء والهدوء هيساعدني افكر
ابتسمت احلام:
_ اهو حاجة بسيطة عملتها لا أذيت نفسك ولا اللى حواليك ، يا دكتور الحياة اللى عايشنها مش سهلة ومحتاجة قوة نقدر نكمل فيها ، فمهما كان مشاكلك ومهما كان اللى بيحصلك متخليهاش تكون سبب يخنقك ,حاول تهرب منها مؤقت لو معرفتش سيبها هتتحل لوحدها فى وقتها , انت مش ساحر اول ما تحصل المشكله هتحلها لأن وارد تتعقد، انت تحاول مفيش فايده يبقي مع الوقت هتتحل او ع الاقل مع الوقت هيتوجد حل يساعدك المهم تكون هادي علشان تقدر تكمل الخلاصه متستسلمش ل أزمه انها تضرك بالعكس استخدمها دافع .
ابتسم حسن من كلماتها ووقفت واستأذنت وعادت الى شقتها وجلس حسن بمفرده يفكر فى كلماتها والتجربة اللى جربها ، بص حواليه واتنهد ونزل رجع المستشفي .


اقترب موعد خطوبه "اميره" وانشغلت "فرح" معها فى التحضيرات ولسفر "عبدالله" لمده اسبوع اغلق العيادة ف كانت طوال اليوم برفقه "اميره" و"مروان"، فى مره أميره كلمت فرح طلبت منها تروح مكان تجيب هدية والده مروان لانها عندها موعد فى البيوتي سنتر ، وصلت المول كان مروان فى إنتظارها ، اتجها سويًا الى المحل لكن الهدية كانت مجهزتش ، بطريقتها المعتادة فى حل الامور اتعاملت مع الموقف وقالولها فى خلال ساعة هتكون جاهزة ، اعجب مروان بطريقتها فى التعامل ومحبه العاملين لها ، اتجها لمقهي حتى تتجهز الهدية :
_ ماشاء الله عليكي يا فرح عرفتي تتعاملي مع الموقف بسلاسة لا منك اتخانقتي ولا اتساهلتي
_ لا دا ابسط موقف ممكن اتعرضله .
_ ايه دا ثقة ولا غرور
_ لا امكانيات يا بشمهندس امكانيات، المهم متعرفش اميرة علشان متتوترش .
_ انا متخيلها مكانك كانت الدنيا اتقلبت .
_ الحمدلله ( موابيلها رن ) ابن الحلال فى ذكره يبان بتتصل بيا اهي
ردت عليها وكلمت مروان وطمنها ان الهدية زى ما طلبتها وقفل :
_ خلتيني أكدب
_ كدبة بيضا متضرش ومنعت بيها حوارات كتير ولا ايه ؟
_ صح .
_ الفترة دى اكتر فتره اى عروسة بتكون متوتره فيها ، تجهيزات وتحضيرات ، بتبقي عاوزة كل حاجة بريفكت ، ف احنا نشيل عنها شويا ضغط علشان تفرح .
_ وكلامك دا عن تجربه ولا فى العموم ؟
_ لا انا اتجوزت ع طول كان نفسي اعيش فترة خطوبة لكن النصيب فكلامي فى العموم .
_ ع كده بقي تعرفي تشتري هدايا رجالي ولا حريمي بس ؟
_ الهدايا هدايا ، قولي لمين وبيحب ايه والوانه المفضله وهنلاقي هديته
- ليا صديق من زمان هنا فى مصر اترقي فى شغله وحابب اهاديه ممكن تساعديني
_ اكيد .. يلا بينا
_ يلا بينا .
اتجها لمحل واستلما هدية والدة مروان ولاحظ دقه فرح واهتمامها بالتفاصيل ، تجولا فى المول ودخلا لمحل ساعات وقاما بشراء ساعة يد وقلم ومحفظة ، وبالفعل انجزا فى الوقت وكالعاده لم ينسي مروان شراء حقيبة الحلويات والكاندي ل نور، فى طريق عودتهم تعطلت السياره وكانت احدي الاطارات بها خطب ما وتفاجئ مروان من مساعده فرح له احترافيه :
_ فرح انا كل مره بتبهريني تغيير الكاوتش ولا انك كنتي مكانيكي
_ جوزي الله يرحمه كان عنده عربية وعلمني
_ ايه تاني تعرفي تعمليه او بمعني اصح متعرفيش تعمليه .
_ سبع صنايع والبخت بنحاول ندور عليه يا بشمهندس
ضحك مروان : بجد انا مبهور
- طيب وانت مبهور متنساش تغير الاستبن
ضحك مروان : حاضر يا اسطي
ضحكا ،، عاد مروان الى منزله ودخل غرفته وفتح درج المكتب واخرج علبه هدايا بها ساعة يد كانا اشتراها برفقة اميره هديه لصديقه ، وضعها بجانب علبه الساعة التي اشتراها برفقة فرح .. ظل ينظر الى العلبتين ليختار هدية صديقه ..وضع علبه اميره فى الدرج ووامسك علبه فرح مع ابتسامة وذهب لمقابله صديقه واعطائه الهدية .

اتكرر تواجد حسن ع السطح واحلام بتهتم بالنباتات لكن كلامهم كان قليل هي بتخلص وبتنزل بسرعة ، ففي يوم على مائدة الطعام يجلس كلا من عبد الحميد وبعد قليل انضم له حسن :
_ فين الناس يا عبده
_ عمتك نزلت مشوار واس خطفت سندوتش ع السريع عندها تصوير بدري وانا اهو نازل وانت افطر ودخل الاطباق المطبخ .
_ رايح فين ؟
_ نازل مع احلام عاوزة تشتري حاجات للخياطه
انتبه له : احلام
_ ايوه .. يلا متنساش تدخل الاطباق فاهم .
مسك ايده : فى ايه يا حسن ؟
_ لونك مخطوف ليه كده يا بابا انت تعبان
_ لا انا الحمدلله .
_ لا لا استنى اقيسلك الضغط والسكر استنى
بسرعة دخل الغرفة وعاد بجهاز الضغط والسكر :
_ ايه دا يا بابا ، ضغطك عالي ليه كده ؟
_ لا مش عالي انا كويس
_ هنكدب الجهاز يعني ، كذا مره اقولك خلي بالك ع نفسك
_ مش عارف يمكن علشان مأخدتش العلاج بس كنت هاخده قبل ما انزل وهبقي كويس
اتحرك ف جذبه : رايح فين يا بابا انا هجبلك الدوا ومينفعش تتحرك من مكانك
_ ليه بقولك انا كويس
_ وانا بقولك انه عالي انا دكتور يا عبده
_ والبنت اللى مستنياني دي مش هينفع اسيبها يا حسن
_ امري الى الله قبل ما اروح المستشفي هروح معاها ماهي مش اول مره
_ مش قولت هتتاخر ع المستشفي .
_ يعني هو انا الدكتور الوحيد هناك ، مش هتأخر مجتش ع ساعتين هوديها وارجعها واروح
_ بص يا حسن انت هتتعطل وانا معنديش حاجة انا هنزل
جذبه واجلسه ع الكرسي : اسمع الكلام يا عبده ارتاح وانا هنجز المشوار دا ، ومتخافش عليها انا روحت معاه مره ف انا عارف الطريق والمحلات .
قبل أن يتحدث عبد الحميد أخذ حسن مفتاح السياره و موبيله واتجه سريعا إلى الخارج ، تعجب عبد الحميد من تصرفاته ، خارج الشقه وقف حسن واخد نفس شهيق وزفير حتي يشعر بالهدوء ثم اتجه إلى شقه أحلام ورن الجرس :
- ايوه يا عمو جايه
فتحت باب الشقه وكان حسن :
- صباح الخير يا أحلام
- صباح الخير يا دكتور
- جاهزه يلا .. عبد الحميد مش هيقدر ينزل ضغطه عالي شويا فقولتله ارتاح وانا هروح معاكي
تفاجئت أحلام : ها ..
- يلا ولا مش عاوزه تنزلي معايا ؟
- لا ابدا .. هجيب مفاتيح الشقه
- وانا هستناكي فى العربيه تحت .

حلاوة الدنياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن