ظلا صامتين وقبل ما يقولو ل اسما قرارهم النهائي رن جرس إنتهاء الحصة وخرجت المعلمة ورمقتهم بنظرة غضب وقالت :
_ تعالوا ورايا انتم التلاته
اتجها جميعًا الى مكتب الاخصائية الاجتماعية وبعد حديث طويل وتكرر الشكوي منهم أخبرتهم بالزامهم بحضور ولي أمرهم فى نهاية الاسبوع واعطت كلا منهم ظرف جواب أستدعاء ولي أمر ، أمسكت اسما الورقة بلامبالاه عكس فرح وأحلام التي بدأت البكاء ، حاولت أسما تهدئتها :
_ اهدي يا احلام فى ايه ، حبيببتي دا أستدعاء ولي أمر مش رفد زى ما حصل السنه اللى فاتت لو فاكره .
تحدثت فرح متهكمه:
_ انتى بتتكلمي ببساطة كده يعني مش عارفة صلاح وعمتو وابويا ، المره اللى فاتت كانوا هيقعدونا من المدرسة لولا تدخل ولاد الحلال وانذرونا انه لو اتكرر هيقعدونا بجد .
_ بجد انا مش عارفه اهلكم مكبرين الموضوع ليه ؟
_ انتى ليه مش فاهمة ولا مقدره الموقف بجد ، الاستدعاء دا يعني احنا مش مهتمين بالحصص ولا بالمدرسة ف هيفهموا اننا مش عاوزين نتعلم .
_ هو ايه اللى حصل مش فاهمة .
_ انتى بتتكلمي ببساطة لان مامتك مدرسة هنا فهتدعيلك زى ما بتعديلك كل حاجة ، انما إحنا فى مصيبة .
صمتت لحظة : طيب ولو عديتها لكم معايا ؟
_ ازاي ؟
_ هقول لماما تتكلم نيابه عن اهلكم بما اننا جيرة وعشره كده وتعدي الموضوع
_ ومامتك هترضي ؟
_ انا هخليها ترضي واعتبروا ان الموضوع انتهي ولا حصل .
_ والله يا اسما لو عملتيها لينا مش هننسهالك ابدًا
_ بس بشرط
تحدثت أحلام : اللى انتى عاوزاه المهم البيت ميعرفش حوار الاستدعا دا
تدخلت فرح : استني يا أحلام ، شرط ايه يا أسما
ابتسمت أسما نصف ابتسامة وتحدثت فرح :
_ لا يا اسما لا ..
وقفت احلام جاهله ما تعنيه اسما وفرح وتحدثت اسما صراحًا :
_ ماهو انا مش هعمل كده لوحدي
_ انتى كده ناويه ع موتنا مش رفدنا
_ مقابلة بسيطة خفيفة هتمر هوا ، وصدقوني مش هيحصل حاجة
تحدثت أحلام مرتعبه: ايه دا لا لا
_ استني يا احلام : اسما .. لو ملهوفة ع التجربة قابليهم انتي احنا لا .
_ مش عاوزة اروح لوحدي ، وبعدين هما 3 واحنا 3 واتكلموا علينا احنا التلاته ، واحنا مع بعض ع طول بطلوا غلاسة بقي ، وموضوع الاستدعا ء دا اعتبروه خلصان أكيد .
_ مش بالبساطة دى ولو هيحصل هيبقي ازاى وامتي وفين واحنا مبنكنش لوحدنا لا فى المدرسة ولا فى الدروس ؟
_ سبيها عليا انا هظبطها ، المهم كده اتفقنا تمام
تحدثت أحلام خائفة :
_ لا انا مش موافقة لا .. انا هروح اقولهم ع الاستدعاء وهحاول اشرحلهم اللى حصل .
وتحدثت فرح : وانا كمان هتكلم مع بابا وهفهمه .
تحدثت اسما بنبره ساخره : احلام انتى هتتكلمي وهتشرحي .. دا انتى مبتقوليش كلمتين ع بعض لمامتك وانتى يا فرح هتتكلمي مع باباكي وبمناسبة مرات باباكي هتفهميها ازاي وهى اصلًا بتتلككلك علشان تقعدي فى البيت علشان تثبت لابوكي انك فاشلة فى الدراسة .. عمومًا اللى انتم شايفينه اعملوه بس لو قعدتوا من المدرسة هيبقي بسبب غبائكم انتم .
فى منزل أحلام .. جلست أحلام مع فرح يحاولان ايجاد طريقة لتحدث مع أهليهما ، جلسا جميعًا وكانت أحلام وفرح يساعدا والده أحلام فى الخياطة ، احضرت أحلام صينيه الشاي وقدمتها ل خالها وتحدث :
_ عقبال شرباتك انتى وفرح يا أحلام
تحدثت والده أحلام:
_ يخلصوا العلام الاول ولا ايه يا بنات
_ اه صح يا عمتو ..
_ عاملين ايه فى المدرسة يا بنات صحيح ؟
تبادلا فرح وأحلام النظرات وأجابت فرح :
_ الحمدلله يا بابا
_ يلا شدو حيلكم داخلين على ثانوية عامة مش عاوزكم تشغل بالكم اى حاجة غير دراستكم فاهمين
تحدثت والده احلام :
_ ماهما معندهمش اختيار تاني ياابو فرح ، لو حصل عكس كده هما عارفين ايه هيحصل
تنبادلا فرح واحلام النظرات بخوف ، زاد الخوف لديهم لتلميح والده احلام ، وكانت الصدمة عندما تحدث والد فرح :
_ شوفتي يا أم صلاح اللى حصل لبنت فاروق
_ ايه حصل ؟
_ المدرسة بعتتله ولما راح المدرسين أشتكو منها وانها مبتنتبهش للشرح ودايما بتطرد من الحصص وبترد على الاساتذة وحاجة منتهي قلة الأدب .
_ وعمل ايه فاروق معاها قليلة الأدب دى ؟
_ قعدها من المدرسة ، قال ماهي مش عاوزة تتعلم تقعد فى البيت تتعلم شغل البيت لغاية ما يجي نصيبها وتوفر المصاريف لاخواتها
_ دى أخر سنه فى الثانوية العامة ؟
قالتها فرح بنبرة مليئة بالخوف ،ق اجابتها عمتها :
_ ماهو اللى متحترمش مدرسينها وتقعد محترمه فى الحصه وتستمع للشرح وتبقي مؤدبة ولا تحترم أهلها وتجيب ليهم الكلام يبقي تقعد فى البيت وتسيب مكانها لغيرها يستفيد .
_ طيب كان يستني تخلص الثانوي يا عمتو .
_ اللى متحترمش نفسها تستاهل قصف رقبتها ودا جزاء اى بنت تعمل كده خلي بالكم
_ احنا
قالها بخوف واجابتهم :
_ ايوه ، انا طالع عيني ع ماكينة الخياطة وابوكي طالع عينه فى شغله علشان نوفرلكم مصاريف تعليمكم وانتم تتعاملوا مع كده بلامبالاه يبقي تقعدوا اوفر ولا ايه ياابو فرح ؟
_ كل كلمة صح ياام صلاح
تبادلا النظرات وتمالكهم الخوف ، بعد ان كان يتشجعا ليتحدثا مع أهلهم ، عرفا رد الفعل المتوقع منهم وعدم السماح لهم بالتبرير والحديث والجزاء منعهم من الدراسة نهائي بلا راجعة ، فصمتا واستكملا ما يفعلاه من الخياطة .. فى اليوم التالي فى طريقهم الى المدرسة شاهدا 3 شباب يقفا امام مدرستهم ينظرو إليهم ب ابتسامة ، دخلا المدرسة وفى وقت البريك اجتمعا يتناولا طعامهم وظلا فى حاله صمت وتحدثت اسما :
_ بكره ميعاد استدعا ولي الامر ، ها هتعملوا ايه قولتي ل مامتك يا أحلام وانتى يا فرح قولتي لابوكي ؟
تبادلا النظرات وصمتا وعلمت اسما انهم لم يستطيعا التحدث وأخبراهم بالاستدعاء ، فتحدثت :
_ هى ضاعت منكم ولا ايه ؟
_ هى ايه دى؟
اجابتها فرح ف ردت عليها اسما :
_ حبايه الشجاعة اللى كنتم مجهزينها ، هنقولهم ونتكلم وهيفهموا .. انا عن نفسي روحت قولت لماما وقالتلي بسيطة هتقابل الاخصائية الاجتماعية بكرا .
_ لو سمحت يا أسما بلاش تريقة
_ شكل الموضوع اساسًا كان فى لحظتها وروحتو اتبخر
امسكت فرح يد احلام : يلا يا احلام هتستسلمنا تريقة واحنا ع اخيرنا
وقفت اسما ومنعتهم من الانصراف :
_ اقعدوا ، انتم هتقفشو مني ولا ايه هو احنا لسه هنعرف بعض منك ليها
قعدوا واستكملت اسما :
_ عشان تعرفوا انى اجدع منكم انا كلمت ماما عليكم ووافقت
تغيرت ملامحهم من الفرح، شعرا كظهور طوق نجاة امامهم لانقاذهم من الغريق ، واستكملت اسما :
_ وعازماكم ع ايس كريم يلا وعدو جمايل
تحدثت فرح : واحنا موافقين نروح معاكي
تفاجئت احلام: ايه ؟
تحدثت اسما :
_ لو مش عاوزين براحتكم انا اساسًا كنت عارفه انكم مش هتتكلمو معاهم هتخافو
_ لا هنروح معاكي بس مره واحده بس مش هنكررها تاني
قالتها فرح وهى تنظر ل احلام حتي تشعر بالاطمئنان ، تحدثت اسما :
_ متخافيش يا أحلام الموضوع بسيط جدًا ومحدش هيحس انه حصل ولا هيحصل حاجة
همست فرح ل احلام :
_ متخافيش انا معاكي ومش هسيبك
عادت النظر الى اسما :
_ ها يا عم المخطط ، هنقابلهم أزاي وفين بقي ؟
_ انا مش عاوزاكم تقلقو من حاجة ، انا مرتبه لكل حاجة وهقولكم هنقابلهم أزاي وفين ولا حد هيعرف ولا يحس بينا ، بكره يعدي وتتطمنوا وسيبو الباقي عليا اتفقنا
تبادلا النظرات : اتفقنا .
وضعت ذراعيها ع فرح واحلام :
_ ايوه كده الثلاثي دا مع بعض فى السراء والضراء ، يلا بينا ع الايس كريم .
فى اليوم التالي فى المدرسة بالفعل حضرت الاستاذة فوزية وقابلت الاخصائية بالاجتماعية نيابة عن والد فرح ووالدة أحلام ، تحدثت مع الاخصائية وانهت الموضوع وتعاهدت بعقابهم وعدم تكرار ما فعلاه مره اخري .. خرجت فوزية من غرفة الاخصائية وكانا احلام وفرح واسما ينتظرا خارج الغرفة ، التوتر يمتلك كلا من فرح واحلام ولكن اسما كانت تنظر اليهم وتضحك ، حينما خرجت فوزية وأخبرتهم ب انتهاء مشكلة الاستدعاء وان يعودا الى دراستهم ، اثناء سيرهم :
_ انا قولتلكم خليكم معايا وكل مشاكلكم هتتحل.
_ الحمدلله انا كان قلبي هيقف
وافقتا الحديث ب ايماله راسها احلام وضحكت اسما :
_ سلامة قلبك انتى وهي، طول ما أس موجوده متفكروش فى حاجة أبدًا
_ خلصنا من الاستدعاء .. هتعملي ايه فى حوار اللى هتعمليه ؟
_ متقلقوش خالص
_ لا عرفينا هتعملي ايه ؟
_ احنا عندنا يوم الاربع درس ايه ؟
_ الانجليزي
_ هو اليوم دا
_ ازاي ان شاء الله
_ لانها المادة الوحيدة اللى بناخدها فى بيت ميس عفاف، ف هو دا الفرصة الوحيدة اللى هنكون برا البيت من غير قيود لمده ساعتين ونص .
_ برضه مقولتيش ازاي ومامتك او صلاح اللى بيوصلونا وبيرجعونا .
- يومها هعرفكم .
يوم الاربعاء تتجهز أسما للذهاب الى درس اللغه الانجليزية ولاحظتها والدتها تتأنق فى ملابسها :
_ خير يا اسما انتى متشيكه كده ورايحه فين ؟
_ الدرس يا ماما هكون رايحه فين يعني .
_ بالاهتمام دا كله ؟
_ لا انزل واروح ببجامة البيت وشعري منكوش ووشي متغسلش
_ ايه اللى بتقوليه دا ؟
ضحكت والدتها وتحدثت اسما :
_ مش انتى بتقوليلي انى كبرت والمفروض اهتم بنفسي وكده ، اهو يا فوز بنحاول بس أظهر ربع جمالي ، انتى عارفه لو ظهرت جمالي كله بنات حوا هيقعدوا فى بيتهم .
_ لمضه مش هعرف اتكلم معاكي انا عارفه .
قبلتها ع خدها :
_ طيب هنزل انا علشان البنات
_ صلاح هيوصلكم صح ؟
_ ايوه طبعًا الحراسة
خرجت من شقتها واتجهت لشقة أحلام كانت تنتظرها ولاحظت ملامحها الخائفة همست لها :
_ احنا لو رايحين نقتل مش هتكوني كده فى ايه يا احلام هتشبهينا
اقترب صلاح :
_ يلا ولا فى عطلة
_ يلا .
نظر الى احلام :
_ مالك يا أحلام ؟
- لا مفيش ، تلاقيها مش حافظة كويس انهارده وقلقانه من الميس وكده
بنبره غاضبة:
_ وليه محفظتيش كويس ، انتى عارفه الحصه امك بتدفعلها كام ؟
حاولت اسما التدخل :
_ هى احلام كده بيبان انها خايفة تيجي قدام الميس مبتفصلش وتغلبني انا وفرح مش كده يا احلام .
نظرت لها بخوف فسحبتها من يدها :
- يلا طيب علشان اللى مستنيانا فى بيتهم ولسه هنعدي عليها دى
ذهبا اسما واحلام برفقة صلاح، مرا ع منزل فرح واصتحباها برفقتهم واتجها الى منزل معلمة اللغه الانجليزية، وقف صلاح امام العماره ينظر اليهم وهما يستقلا الاسانسير وذهب واخبرهم لعودته بعد انتهائه ليصتحبهم ، فى الاسانسير :
_ يا بروفيسوره اسما .. ايه الخطة احنا طالعين الدرس
_ استني عليا لما ندخل ونقعد اصبري .
_ يعني هنحضر الدرس هى دى الخطة ؟
_ انتى متغدتيش ولا ايه ؟ مش جينا يبقي هنحضر احنا دفعنا الفلوس ليه ع الارض وبعدين ميس عفاف لو محضرناش هتبلغهم ف لازم نظهر فى الحصة
_ نعم .. ؟
_ 5 دقائق بس هنحضر ، هنسجل حضور وبعدها هنكون فى الشارع وهيكون معانا ساعتين نعمل فيهم اللى عاوزينه
_ ازاي بقي هننزل بعد ما ندخل ؟
_ اسمعو مني ونفذو كل كلمة بقولها لا زيادة ولا ااقل ومش عاوزة تجويد من اى واحده فيكم .
_ تمام
وصلا شقة المعلمة ودخلا وجلسا بجوار باقي الطالبات وبدا الدرس وبدأت المعلمة فى الشرح وفجاءه صاحت اسما متألمه وواضعه يدها ع معدتها :
_ اه مش قادرة اه
تفاجئت المعلمة والطالبات وفرح وأحلام :
_ مالك فى ايه يا اسما ؟
_ مش عارفه يا ميس معدتي بتوجعني ببشاعة حاسة عاوزة ارجع
_ طيب روحي الحمام حد يساعدها
نظرت الى فرح وأحلام: قومو امسكوني مش قادره
اتجها الى الحمام وبعد ان تأكدت اسما لم يراهم أحد ، ضحكت أسما :
_ هموت لكن من الضحك ايه رأكشنات وشكم دا اتخضوا عدل انا المفروض بموت
_ الله يسامحك يا اسما خضتيني انا صدقت
بملامح خوف ظلت احلام صامته:
_ متخافيش يا احلام انا كويسة ، المهم دلواقتي انا هخرج وهكمل تمثيل انى تعبانه اكتر علشان نمشي تمام
خرجت اسما و احلام وفرح يسندها من الجانبين واقتربت المعلمة :
_ لسه تعبانه يا اسما
- جدًا يا ميس
_ ههتصل بمامتك تيجي تاخدك
بنبرة تعب:
_ ماما مش فى البيت راحت عزا
_ طيب هتعملي ايه ؟
_ أستأذن حضرتك احلام وفرح يروحو معايا لاني لوحدي لغاية ما ماما ترجع .
_ طيب يا بنات خليكم معاها وابقي اعيد الحصة دى لكم مره تانية ، ولو تقدرو تمرو على صيداليه تاخدو منها اى علاج
_ اكيد ..
تحركا واستمرت اسما فى تمثيلها المرض حتى غادرا شقة المعلمة واتجها الى الاسانسير ووصلا لمدخل العمارة تركتهم اسما ووقفت ب إستقامة:
_ افراج
_ انتى بجد ممثلة جبارة احنا صدقنا
_ ايه رايك ابقي ااقدم فى معهد تمثيل هنجح هوا
_ انجحي فى الثانوية الاول وبعدين فكري فى اللى بعدها
كانت أحلام صامته وملامحها مرتعبه مليئة بالخوف وكانت تنظر فى الانحاء برعب :
_ احلام يا حبيببتي فى ايه اطمني كله تمام
_ صلاح ممكن يكون هنا او هنا ويشوفنا
_ صلاح اخوكي ما بيصدق يوصلنا علشان يروح القهوة وهيرجع بعد ساعتين وبعد ساعتين هيلاقينا هنا مستنينه متقلقيش بقي .
تدخلت فرح : طيب الساعتين هيخلصوا واحنا واقفين ولا ايه ؟
بنبرة ثقة : بصو هناك كدا ؟
نظرا اتجاه كافيه وبالتركيز وجدا ال 3 شباب ينتظراهم ع احدي الطاولات
تحدثت فرح مصدومة :
_ انتى متخلفة، اتفقتي معاهم نقابلهم عند الدرس ؟
_ وفيها ايه .. علشان ننجز الوقت هنلف حولين بعض ، وبعدين الساعتين عدى منهم نص ساعة ولو كان لسه هنلف وهنروح مكان تاني كنا هنتقفش رسمي لاننا هنتأخر وصلاح هيطلع للميس عفاف وكان هيعرف اننا نزلنا وهيرجع البيت مش هيلاقي حد فينا وحوار
تحدثت فرح: بس بس التخيل نفسه مرعب
_ ف هنا هننجز ساعة وكل واحد فى حاله بعدها
_ طيب
_ وقبل ما اتحرك الاسمراني دا يخصني علشان منقطعش ع بعض بس
اتجهوا الى الكافيه وجلسا برفقة الشباب ن كان الوضع طبيعي ل اسما تتحدث ب اريحية وتضحك عكس فرح وأحلام ظلا صامتين والرد ع اد الكلمة ، وكانت أحلام خائفة طوال الوقت ماسكة يد فرح وتنظر فى الانحاء خوفًا لمصادفه صلاح اخيها ... مرت المقابله وذهب الشباب وتقابلا مع صلاح عند مدخل العماره وعادا للمنزل ، وعادت فرح الى منزلها وكان والدها يشاهد التلفاز برفقة زوجته :
_ السلام عليكم
_ وعليكم السلام ، كان عندك درس ايه ؟
_ انجليزي
_ يلا شدى حيلك بقي
تحدثت زوجة ابيها :
_ او مشدتش اهو كده كده البنت اخيرها البيت لجوزها وعيالها
تحدثت فرح :
_ ان شاء الله هدخل جامعة وهشتغل
_ وماله يا حبيببتي وماله الاحلام ببلاش
تحدثت زوجة ابيها ساخرة من كلام فرح ، تدخل والدها :
_ اعميلي كوباية شاي يا فرح يا حبيببتي
_ حاضر يا بابا من عنيا
_ عاوزة تعملك كوباية شاي معايا
قالها والدها محدثًا زوجته:
_ اكل الاول ممكن تحضرلي العشا
_ حضرلينا العشا بالمره يا فرح
_ حاضر يا بابا
توجهت للمطبخ وهى تتنهد وتترحم ع والدتها .. فى منزل أحلام دخل الشقة بصحبه أخيها صلاح، كانت والدتها تعمل ع ماكينة الخياطة وتجلس بجانبها أحدي الزبائن :
_ جيتوا بالسلامة
تأفف صلاح :
- ايوه يا ماما ،، امتي نخلص بقي من الدروس دى مشوار متعب
_ ربنا يخليك ليها يا حبيبي انت اخوها وراجلها ومينفعش تنزل لوحدها الشارع
_ وهو لازم المدرسة دى ما نشوف مدرسة تانية ما كل الدروس عند اسما
_ السنادى تعدي وبعدها مفيش دروس برا تاني
_ عاوزة حاجة مني يا ست الكل
_ تسلم يا حبيبي ، انت عاوز تاكل ولا تشرب حاجة قول لاختك
_ لا انا هريح شويا جوه
_ وانا كمان داخله اغير هدومي
_ طيب بسرعة علشان تيجي تساعديني نخلص الشغل دا .
دخلت احلامها غرفتها ومن الخوف بدأت البكاء لشعورها بفعل شئ خاطئ ، وفى الجانب الاخر أسما عادت الى منزلها الفارغ لم تجد والدتها كالعادة، دخلت تنظر فى الانحاء والهدوء السائد فى المنزل ، جلست ع احدي الكراسي ونظرت فى السقف وحدثت نفسها :
_ انا جيت يا شقة
فى اليوم التالي واثناء طريقهم الى المدرسة لاحظا وقوف الشباب امام مدرستهم ينظروا اليهم مبتسمين ، ف ابتسمت لهم أسما والقت بغمزة ل أحدهم وتجاهلا كلا من فرح وأحلام وجودهم واستكملا طريقهم لداخل المدرسة برفقة والده اسما المعلمة فوزية .. فى البريك جلسا سويًا يتحدثًا :
_ ايه رايكم فى خروجة امبارح يا بنات
_ الحمدلله عدت ع خير
_ ايه رأيكم نيجي نكررها تاني ؟
سريعًا أجابت أحلام: لا لا .. انا مش هعملها تاني لا لا
ووافقتها فرح :
_ ولا انا ، انتى قولتي هنجرب واهو جربنا ومعجبناش، عجبك انتي ييلا الله معكي
_ انتم ليه جبناء كده هما اكلوكم دول قعدوا ب أحترام وكانت القعدة كلام فى كلام بس .
_ وبعد الكلام ايه الله اعلم
_ فرح وسعت منك ..مين هيسمح ب بعد الكلام
_ واحنا ايه عرفنا نوايا اللى قدامنا ، بصي يا اسما انتى عملتي خدمة وكان بشرط اننا منسبكيش لوحدك ونروح معاكي وحصل ف خلاص كده
_ انتى فى حاجة ضايقتك امبارح او ضايقت احلام
_ ايوه كان هيتمسك ايدي امبارح لولا اخدت بالي ومنعته
ضحكت اسما وقالت مازحة:
_ كنتي سيبهاله يا فوزية
_ مش هزار دا يا أسما ، الموضوع كان مرفوض بالنسبالنا وعملناه علشانك وبعدين انتى مش متخيله فعلًا لو حد شافنا كان هيحصلنا ايه .. انتى غيرنا يا اسما
نظرت اليهم ب استعجاب :
_ يعني ايه غيركم مش فاهمة ؟
_ يعني تربيتك وبيتك غير تربيتنا وبيتنا ، اللى بيتعدي عندك مبيتعداش عندنا
صممت اسما واستكملت فرح حديثها :
_ متزعليش مني انا مقصدش حاجة ، احنا فى بيوتنا بيالككولنا سواء عمتي او مرات ابويا ، مبيفهموش ولا بيسمعوا عكسك، انتى مامتك بتسمع وبتفهم وبتعذر ، مامتك بتحاول ع اد ما تقدر متحسسكيش ان باباكي مش موجود ف متقربه ليكي وبتسمع منك مصاحباكي
_ طيب ما انتم زى ابو احلام متوفي ومامتك متوفيه
_ التفكير يا اسما ، اهلنا تفكيرهم غير تفكير اهلك ، احنا الغلطة بفوره .. انتي فى نعمة إن مفيش حد بيقفلك ع الواحده روحتي ولا جيتي ، مفيش حد خانقك
إبتسمت اسما نصف ابتسامة :
_ تصدقي يا فرح انتى واحلام، كتير بنكون فى نعم مش حاسين بيها وبنقول على غيرنا انه فى نعيم رغم متعرفيش غيرك دا عايش ايه ، عمومًا ع راحتكم مش هضغط عليكم ، بس انا لو بصمم علشان انتم عارفين انا معنديش اخوات ولا اصحاب غيركم من وقت ما جيت كفر الشيح من 8 سنين ف بحب اعمل كل حاجة معاكم ومع بعض .
مسكت فرح ايد اسما : واحنا معاكي هنروح من بعض فين ، بس فى دي كل واحد حر
_ تمام
أقتربت فرح وضمت اسما بين أحضانها :
- رغم انك لاسعه واللى بيطق فى دماغك بتعمليه ودا عكس شخصياتنا بس احنا بنحبك وهنفضل نحبك وخليكي عارفه دا كويس
ابتسمت اسما وضمت احلام وجمعهم حضن ثلاثي ملئ بالحب .
ذهبت والدة اسما ميس فوزية الى الادارة التعليمية وبالصدفة صادفت ميس عفاف معلمة اللغه الانجليزية ، بعد التحيه والسلام سألتها لاطمئنان ع اسما :
_ هى دلواقتي احسن
_ هى كويسه ليه فى حاجة ؟
_ الحصة اللى فاتت تعبت فجاءه ونزلت هى وفرح واحلام معاها البيت
_ يعني محضروش الحصة ؟
_ لا وعمومًا انا عملت نسخ ليهم هياخدوها الحصة الجايه
_ تمام
عادت فوزية الى المنزل وجدت أسما مستلقيه على السرير، إقتربت إليها وبدأت تتحسس شعرها ب اناملها :
_ اسما انتى كويسة ؟
_ ايوه يا ماما زالفل
_ يعني مش محتاجة دكتور ؟
ضحكت اسما: هتمرضيني عافيه، انا كويسة بخير
_ مقولتليش انك تعبتي يوم درس الانجليزي
صممت للحظة : ها
_ انا قابلت ميس صفاء فى الاداره وقالتلي ، وبتقولك انتى وفرح واحلام ان نسختكم من الدرس موجوده هتاخدوها الحصة الجايه .
_ ها ..
_ ها انتى ؟
- اصل الحكاية احنا حضرنا حتى اسالي صلاح وصلنا وطبعت وفجاء بطني وجعتني
_ وبعدين ؟
_ وبعدين نزلنا روحنا مستوصف جنب بيت ميس عفاف كشفت وعلقتلي محلول خلصته وع ميعاد الحصة ما خلصت رجعنا كان صلاح جيه ياخدنا
_ انتى مقولتيش لصلاح ؟
_ لا طبعًا كان هيقلب الدنيا علشان احلام وفرح والاتنين كتر خيرهم محبوش يسيبوني لوحدى
_ وبس كده هو دا اللى حصل ؟
_ ايوه
_ يعني مبتكدبيش عليا ؟
_ هكدب ليه يعني مثلًا خرجنا مع شباب وخايفة اقولك هقولك يا ماما
_ ماشي يا أسما ، بس اتمني بعد كده لما حاجة تحصلك تعرفيني مش اعرفها من برا
_ حاضر .
خرجت فوزية من الغرفة واغلقت الباب خلفها وتنهدت اسما :
_ الحمدلله عدت، لانها لو معدتش وعند احلام وفرح عرفو هيبقي خراب عليهم ، ان شاء الله تصدقني ومتنزلش تسألهم ، ابعت لفرح اقولها تكلم احلام وتعرفها ، حاولت الاتصال بفرح تليفون البيت مرفوع من الخدمة ، بدلت ملابسها واتجهت لمنزل فرح مكنتش فى البيت ، توجهت فوزية الى منزل ام احلام الست ام صلاح ، دائما تعمل على ماكينه الخياطة ، دخلت وجلست :
_ هخلص دا وابقي معاكي يا فوزية
_ خدى وقتك ، هى احلام فين صحيح ؟
_ جوه فى اوضتها
_ طيب انا داخلالها
_ فى حاجة ولا ايه ؟
_ لا كنت هسألها ع حاجة واشوفها
_ وهتقوميلها ليه هى اتكسحت هى تجيلك
لسه هتتحرك تدخل ل احلام الغرفه ندهت عليها والدتها :
_ احلام تعالي طنط فوزية هنا عاوزاكي
خرجت احلام من الغرفة ورحبت ب فوزية :
_ طنط فوزية كانت عاوزاكي
_ خير يا طنط
_ كنت عاوزة اسالك سؤال وانا عارفه انك مش هتكدبي عليا
_ تكدب استحاله احلام مبتكدبش ابدًا
_ صح يا احلام
_ ايه السؤال يا طنط
_ كنت عاوزة اسالك ع حصه الانجليزي يوم الاربع اللى فات، انتم روحتو صح ؟
يتبع ...
أنت تقرأ
حلاوة الدنيا
Romanceياتري ايه هى حلاوة الدنيا ؟ وهل معناها واحد عند الكل ولا عند البعض معناها مختلف ؟ هنشوف مع بعض مع حكايتنا الجديده "حلاوة الدنيا "