١٠

40 3 6
                                    

صعدت لينا السلالم سريعاً في غضب تعجبت هي منه ، و ما أن أقفلت يد الباب حتى سمعت صوته خلفها يقول لها باستعجاب :مالك ؟!، ذهلت كثيراً للحاقه بها بهذه السرعة و لم ترد لبضع لحظات ، فمل هو سماع الاجابة ، فتركها تحملق في باب الجناح وذهب لأخذِ حمامٍ بارد سريع ، أفاقت من شرودها و حدثت نفسها قائلةً : ماله ده ! ، ثم أخذت نفساً عميقاً وذهبت لتحضر له ملابسه ، فتحت خزانة الملابس لتجد الألوان الغامقة تطغى على أغلب ملابسه لم تهتم ، وأخرجت قميصاً قطنياً أسوداً و بنطالاً يماثله في اللون و تركتهم على السرير مع زجاجة عطره ، وهمت باستكشاف باقي الجناح علّها تعتاد المكان أكثر  ، ذهبت يميناً فوجدت غرفةً فارغة إلا من بعض الأكياس ، أغلقت الباب مجدداً ثم ذهبت، لتكمل جولتها الفضولية في أنحاء المكان ، خرج ليث من الحمام فوجد ملابسه و عطره المفضل كذلك تعجب قليلاً و ارتدى الملابس سريعا. لكنه ثار بشكل مبالغٍ فيه و بدأ بأخذ خطواتٍ كبيرةٍ واسعة نحو الخارج قائلاً بحدة : انتيي مين قالك تمدي ايدك على لبسي ؟! ، نظرت بدهشةٍ نحوه قائلةً ببراءة: آسفة مكنتش اقصد، بس افتكرت انك هتحتاج لبس بعد ما تخلص ، رد عليها سريعاً : متلمسيهمش تاني اول و آخر مرة ، فاهمة  ! ، تملك الضيق من صدر لينا ، و راحت تفكر بصفع هذا الوقح الجميل على وجهه ، خجلت من وصفها الأخير له ، و قررت عدم السكوت على إهانته قائلة : انا ممسكتش هدومك من فراغ ، و لو مكانش عاجبك اللي عملته لبستهم ليه ؟! ، صمت محدقاً فيها بغضب ، ثم تركها و ذهب ، هزت رأسها يمنةً و يسرةً قائلةً بصوتٍ شبه منخفض : مجنون ! .
..................................................................
في الدور الأرضي من المنزل ، رحب مالك هذه العائلة بحفاوةٍ ببناته اللتان جاءتا سريعاً فورعلمهما بالزواج  لتعّينا فرد أسرتهم الجديد و عروس اخيهما صاحبة الجمال و الأخلاق كما وصفتها " فايزة " ، و بالمرَّة يلقيان التحية على والدهم العزيز و ليروا إذا كان سيقوم بعرسٍ ثانٍ لليث أم لا ؟
الجد عوني : أهلا أهلاً أهلاً ببناتي الغاليات
هدى: اهلاً بيك يا بابا اخبار ليث و العروسة
الجد عوني : شوف الندالة، جايين للعروسة و لا كأن ليكم أب تسألوا عليه ، يا خسارة التربيه
ليلى ضاحكة : لا يابابا احنا جايين عشان نشوفك طبعاً و بالمرة نشوف العروسة اللي فايزة بتحكي عنها و مبطلتش  من ساعة ما شافتها .
قهقه الجد عوني قائلاً : هي فايزة كده من يومها ، قولولي سامح و علاء عاملين ايه
ليلى و هدى : الحمد لله يا بابا
وقفت ليلى بشكلٍ سريع و التمعت عيناها ببعض الفضول قائلةً : هروح اكلم  دادا نور تعملنا قهوة
حاول الجد عوني كتم ضحكاته قائلاً بصوتٍ عالٍ تتخلله بعض الحدة : ليلى ، اقعدي هنا انا قولتلهم
ليلى و هي يتآكلها الفضول : يا بابا هروح أأكد عليهم تاني
نظر لها بحدة ، فرضخت لنظراته و جلست من جديد
ابتسم الجد عوني و عاودوا النقاش من جديد
ما هي إلا ثوانٍ حتى سمعوا صرخةً مكتومة يرافقها صوتٌ أشبه بتحطم الأطباق الخزفية
هرعوا بعد فزعهم نحو السلالم ليجدوا...

دِفْءُ الْخَريفِ الْبارِدِ 🍂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن