٣

93 5 2
                                    


أحمد ٢٦ سنه عاطل عن العمل ، طويل ذو بشره سمراء و عيون سوداء حاده و حاجبان لونهما أحلك من لون عيونه و انف حاد كالسيف و شعر اسود ناعم .
احمد : هنتجوز الأسبوع الجاي ..
لحظات صامتة مرت كانت الصدمة بالفعل قد ألجمت عقل لينا خلالها
هو معتوه ولا معتوه ، ازاي واثق كده اني هوافق عليه !!
تنحنحت لينا علها تستعيد توازنها قليلاً وقالت موجهةً حديثها لذلك الغريب حقاً : لوسمحت
دخل سعيد حاملاً القهوة في يده و هو يضحك بصوت بغيض كالعاده و يقول : منورين يا جماعه و الله
وكأن الجميع يحركونها كالدميه فلا تستطيع ان تفتح فمها فآثرت الصمت مطرقةً رأسها علها تستيقظ من هذا الواقع قريباً !
ذهبت اذناها لصوت والدته التي ارتاحت لها حقاً وهي تقول موجهةً حديثها لأحمد : أكيد عاوز الفرح النهارده قبل بكرا مدام عروستنا قمر كده .
ضحك احمد بخفوت مجاملاً لوالدته ،وتحولت
وجنةُ لينا بالفعل الى اللون الاحمر الذي زادها جمالاً و حياءً خاصاً
فنظرت لها فايزه بنظرة اعجاب تستحقها لينا بالفعل
تنحنح احمد موجهاً حديثه لسعيد : طيب يا عمي نحب نعرف طلباتكم و احنا تحت امركم من الالف للياء،
فامتلأت نظرات سعيد بالطمع ،
و اخفت لينا وجهها بيديها من كثره الاحراج الذي ستتعرض له الآن
سعيد : احنا عاوزين ٢٠٠ الف جنيه مهر
احمد : اكيد ان شاء الله
ثم اكمل سعيد بجشع اكبر : و شبكه ٢٤ قراط يكون فيها سلسلتين و خاتمين و انسيالين
تعجبت فايزه من اهتمام سعيد بتفاصيل الذهب هكذا ، ولكنها تريد تزويج ابنها و رؤيه احفادها باسرع وقت فقالت : عينيا للقمر ربنا يحفظها
صمت قليلاً يفكر في ما سيطلبه تالياً فقال احمد طيب يا عمي انا عندي مشوار مهم جداً دلوقتي و اي حاجه تانيه انا تحت امركم الآنسه لينا تيجي بس بشنطة هدومها و ده كفايه جداً
نتقابل قريب ان شاء الله
السلام عليكم
وقفت لينا لتحيي السيده فايزه فعانقتها بحراره و دعت لها كثيراً و اخبرتها انها ستنتظر ان تراها عروسة ابنها على احر من الجمر ، ثم تعالت ضحكات سعيد و هو يودعهم مما جعل احمد يستعجل والدته حتى يغادروا فهو لم يرتح لهذا الرجل اطلاقاً .
صمت غرقت لينا فيه ، تحاول تجمعة الاحداث ان تربط الخيوط ان تجد المبررات ان تتعرف حتى على من ستتزوجه
ابتسمت بسخريةٍ و قالت فينك يا صفاء تشوفي الهبل الي حاصل ده كنت لسه امبارح بقولك شوفيلي عريس عشان اتجوز وارتاح من عمي سعيد ، و من حجات كتيره ...
ذهبت لينا وهي تقدم قدماً و تؤخر الأخرى علها بذلك التباطؤ ستفهم شيئاً
: عمو سعيد ، هما اتقدمولي ازاي ؟!
: عدي الجمايل بس دا دول يبقوا الناس الي حالتهم حلوه جداً الي شغال حداهم عمك حسن صاحبي الي بقعد معاه ع القهوه
: طيب انا محتاجه اقعد مع العريس تاني عشان أشوف هوافق و لا لأ بعد اذنك
قام سعيد فزعاً من مكانه و قال لها بصوتٍ يملؤه الغضب و الاستنكار : انتي يا بلايا الاسود مش ناويه تحلي عن دماغي ولا ايه ؟؟ ثم امسكها من حجابها بقوةٍ ودفعها بحدةٍ نحو الحائط الذي كان في نظر لينا بالفعل اقل قسوةً من قلب عمها سعيد ، ثانيتان مرت تجاوز فيها سعيد الرقم القياسي للسب ، فضمت فيهما لينا رأسها نحو ركبتيها ، و عانقت جسدها بيديها بقوةٍ تحاول جاهدةً ايقاف ارتاعشها المستحدث ، لم تكن تعي ما يحدث حولها كل ما تعرفه انها تخاف ذلك الموقف تخاف أن يصب شخص ما جامَ غضبه عليها ان يصرخ فيها بذلك الشكل ، تكره شعورها بالضعف الشديد تكره ان تعامل كالمخطئين رغم انها تطالب بابسط حقوقها ، يا رب خليه يقف يارب ، ظلت تردد تلك العباره بسرعه و بنفس متقطع و هي تضع يديها على اذنها مرةً ثم تعيدها على جسدها تستمد منها بعض الأمان ...
يبدو أن سعيد يتلذذ بذلك المنظر كثيراً ، فالأوغاد لا تشبع من القذاره و لن تشبع و على ذكر ذلك صاح سعيد : يا احقر من الجزمه الي انتي لابساها هتوافقي غصب عنك ...
لحظات صمت مرت سريعاً لتشل الصدمه اطراف لينا و هي ترفع عينها الى ما احضره سعيد
لينا : ابوس ايدك بلاش ، اتقي ربنا حرام عليك بلاش ايد الهون
اخر مره ايدي اتكسرت
بالله عليك بلاش ، بلااش هواف..ااااه
لم تكمل لينا عبارتها سوى بصرخةٍ مكتومةٍ بسبب تلك الضربة التي قصدت منتصف معدتها بشده ، بعد عشر دقائق من التلذذ السادي الذي يعشقه الوغد و الصرخات المكتومةِ من تلك الوحيده المستضعفه توقف سعيد لتقول لينا ببحةٍ ذبيحه هوافق والله هوافق بس بالله عليك كفايه .!
ابتسم سعيد بتشفي و سخريةٍ و اتْبَعَ ذلك بضحكته البغيضه و قال : مكان من الاول هو لازم تجيبي لروحك التهزيق .
ياااه بجد عدى عشر سنين و انا شايل قرفك اديني هخلص اهو ..
قامت لينا بصعوبةٍ تحاول جاهدةً الحركه و كتم المزيد من الدموع ذهبت الى دورة المياه علّ المياه الباردة تزيل عنها بعض الأوجاع
انتهت من الاستحمام ثم دخلت غرفتها سريعاً و هي تغلق الباب خلفها خوفاً من ذاك المدعو عمها ، لتستكين روحها في الصلاة ، فتشعر بخيوط الأمان تلفها بعنايةٍ فائقه و تنطق كل خليةٍ في جسدها الله أكبر ، و عند أول سجدةٍِ خارت حصونها و استرسل الحزن من قلبها حتى اوشكَ على النفاذ ، همست بذات البحه : سبحان ربي الأعلى ، سبحان ربي الأعلى ، سبحان ربي الأعلى صمتت لثوانٍ معدوده ثم عاودت الهمس مجدداً : ربي سبحانك أنت تعرف و أنا لا أعرف شيئاً ، الحمد ليك وحدك انا متأكده انه كله خير فيارب ارزقني الصبر و الرضا و عيني و قويني أنت القوي واغنني انت الغني و اعفو عني و اغفر لي ، احبك ربي كثيراً وسأصبر باذنك وحدك ، ثم استمرت في قول يارب بسرعة و بصوت منخفض للغايه و لا تدري ادموعها اسرع ام همساتها ؟!
انتهت من صلاتها كعادتها عند حزنها ثم انزوت مثل الجنين على الفراش تعانق غطائها الخفيف بقوةٍ علها تستمد الدفء منه و...هربت قليلاً من الواقع لعلَ الأحلام الوردية التي تزورها كالعادة تثلج قلبها الكسير ...

دِفْءُ الْخَريفِ الْبارِدِ 🍂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن