٦

55 4 11
                                    

شكر خاص ل@Alihamad24567 على التعليق الذي شجعني أن أستمر ✨
............................................
ما أن وصل ليث إلى شركته حتى استقبله حارس الشركة سيد سريعاً قائلاً : أهلاً و سهلاً يا ليث بيه الشركة نورت ، وحمد الله كثيراً في سره كونه حضر اليوم في ميعاد عمله ، و الواضح من هيئة السيد ليث أنه إن رأى مقصراً واحداً فقط فلن يرحم جميع العاملين في الشركة ، صعد ليث السلالم سريعاً ودفع باب المكتب و جلس يزفر بصوت عالي واضعاً يده على جبينه محركاً إياها ذهاباً و إياباً كما جرت عادته عند الغضب و التفكير العميق ، دخل عليه مساعده خالد و مساعدته منال ،و هما زوجين شابين يبلغان من العمر ستة وعشرون عاماً ، توظفا لدى ليث منذ بداية افتتاحه الشركة و شهدا معه تطورها و يكنان الكثير من الاحترام لليث و يعرفان القليل من المعلومات عن زوجته الأولى و حالياً طليقته و التي لم يرتاحا لها و لا لتعاملها معهما ، نظرت منال بقلق لخالد و لكنه طمأنها بابتسامة و أومأ لها أنه من سيقوم بالتحدث أولا ضحكت منال في سرها لعلمها من رجفة يد خالد أنه خائف هو الآخر، فعلى الرغم من أن ليث يحسن التعامل معهما للغاية إلا أن غضبه لا يحمد عقباه أبداً ، و لم يرَوه غاضباً هكذا إلا منذ آخر مرة تكاسل فيها الموظفين و خسروا صفقة عملاقه لصالح شركة أخرى ، تحدث ليث قائلاً بحدة خفيفة : كلمهم يعملولي قهوة و هاتلي حباية للصداع يا خالد و انتي يا مدام منال هاتيلي كل الشغل المتراكم و شغل الشهرالجاي كله ، تحرك خالد و تبعته منال بسرعة البرق تجنباً لثورة غضب ليث .....
...................................................
صلت لينا صلاة الظهر و جلست تقرأ بعضاً من القرآن علّ قلبها الخائف من المستقبل يهدأ قليلاً ، و بعد أن انتهت همت بأن تتصل على صديقتها صفاء حتى تودعها و تخبرها عن موعد ذهابها إلى ... ثم توقفت عن التفكير محدثةً نفسها : الله عليكِ بجد متعرفيش هتكملي باقي حياتك فين ، جلست تبحث عن هاتفها نحو الخمسة دقائق ثم ما لبثت أن تذكرت أن عمها المختل قد أخذه منها حتى لا تستطيع أن تحدث أياً كان ، ردد لسانها الحوقلة و بدأت تجهز في حقيبة السفر ملابسها ...
...........................................................
جلست فايزة تردد الأذكار بعد الصلاةِ فدخل عليها صغيرها أحمد الذي لم يعد إلا ظهر هذا اليوم من حفلة مع أصدقائه ، استغفرت الله في سرها و قالت بصوتٍ عالٍ نسبياً : أهلاً و سهلاً باللي تاعب قلبي
انتيه خالد إن والدته ليست في غرفتها كما كان يظن وزفر بصوتٍ عالٍ قائلاً : أهلاً يا ماما
"كنت فين"هكذا قالت فايزة ، رد أحمد محاولاً تبرير موقفه : كنت بايت عند جدي ابقي اسأليه
فايزه بقليلٍ من الحزن: مش هسأله انا واثقه فيك ، روح ربنا يهديك يا بني
ذهب أحمد مع ضيقٍ شديد في خلده لكرهه لتلك الدعوة ففي ظنه أن والدته تدعو له بها اعتقاداً منها أنه مجنون ، مع أن في الحقيقة أن الهداية مِنَّةٌ عظيمةٌ من الرحمن .
اتصل الجد عوني على فايزة مبتدأً الحديث : السلام عليكم يا بنتي ، عامله إيه
ردت فايزه سريعاً و بفرحه : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته يا بابا ، انا الحمد لله و انت اخبارك ؟
الجد عوني : الحمد لله
كنت عاوز أفاتحك كده في موضوع و عاوزك تكوني هادية و تعرفي إني همي مصلحة العيلة في الأول و الآخر
فايزه : طبعاً يا بابا طبعاً ، اتفضل قول
الجد عوني : صلي على النبي
فايزه : عليه الصلاة و السلام
الجد عوني : بصي يا بنتي أنا شايف إن بنت الناس اللي جايه مش هتنفع لأحمد ، انتي فهماني أحمد لسه صغير و مش بتاع جواز و هيتعب بنت الناس معاه
فايزه بشيء من الضيق : تمام يا بابا ، بس انت عارف اني عاوزه  أجوزه عشان يعقل و يتلم و هو راح معايا للعروسه من كام يوم وقال الفرح بعد اسبوع و ده يبين إنه موافق و مستعجل كمان
الجد عوني : أيوا يا بنتي ، بس لما كلمته امبارح مكانش موافق و حاسس انه قلقان و لو الجواز هيعقل كل طايش فذنبها ايه بنت الناس تستحمل همه لحد ما يعقل ،يعقل هو الأول بعدين نجوزه
فايزه : طيب هنعمل إيه يا بابا فلنفرض إنه أنا موافقه ، بس الناس اللي اديناهم كلمه دول هنعمل معاهم ايه
الجد عوني : مهو ده الجزء المهم احنا هنجوز البنت لليث
صاحت فايزه قائلةً إيه يا بابا اللى بتقوله ده ، فرغم حبها لأبو زوجها رحمه الله، ولأخوه ليث أيضاً، إلا أن حلمها كان أن ترى أحفادها سريعاً
الجد عوني: بصي يا بنتي انتي عارفه إن أنا اللي وصيت بالعروسه صح ولا لا
فايزه: صح
ووصيت بيها لمين اردف الجد
ردت فايزه :لأحمد ابني
الجد عوني : يبقى ازاي هغير كلامي على سبيل المثال و اخليها لليث تعرفي عني إني برجع في كلامي ولا بغَيَّره  ،و رغم إني عارف إنك واعية و طيبه كان هيبقى ليا شغل تاني معاكِ ، دا أنا كنت بقول إنك أعقل من بناتي
فايزه و قد هدأت نسبياً : خلاص يا بابا اللي تشوفه و عمرك مارجعت في كلامك أبداً أنا مقدرش اقول حاجة زي دي ، ربنا يخليك لينا .
رغم اقتناع فايزه بكلام جد أحمد لأنها هي من أجبرت أحمد على طلب الزواج بكثرة ضغطها عليه ليتزوج و لكنها امتلكت أملاً بأنه سيتغير على يد عروسه فصدق الذي قال أن الزواج مسؤلية .
...........................................................
في صباح اليوم التالي عند الساعة التاسعة صباحاً : نزلت لينا السلالم تحمل حقيبتها فمن المفترض أنه ميعاد وصول "زوجها " ثم ضحكت بتهكم على هذا اللقب ،و ابتسمت بعدها ابتسامة واسعه متوكلة على الله و مرددة داخل خلدها: لعله خير ...
سلمت على فايزه و سمعت منها التهاني والمباركات فردت عليها وابتسمت لها وعانقتها فقد جائت لتأخذها بنفسها ، دمعت فايزه فقد كانت تتمنى مثل هذه العروس اللطيفة لأحمد و لكنه خير فليسعدها الله تعالى برفقة ليث
سلمت لينا على صفاء مع استمرارها بمسح دمعات صفاء مقنعةً إياها أنها ستعود قريباً ، ووسط ذلك فزعت حينما قام السائق بضرب بوق السيارة حتى يتحركوا فقالت في خلدها : سواق عديم الذوق
توقفت السيارة عند .......

دِفْءُ الْخَريفِ الْبارِدِ 🍂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن