توقفت السيارة عند عمارة بيضاء راقية رأت لينا مثلها على التلفاز ... ولاحظت يافطةً بيضاء خط عليها بخطٍ كبير مكتب المأذون : .........
أحست لينا بنظرات ذلك السائق الوقح تتفحص وجهها فجعلت أمواج بحرها تلاقي جذوع غاباته البنية و كأن خيطاً رقيقاً تشكل آن ذاك حتى قطعته فايزة بقولها موجهة حديثها لذلك السائق الوقح على رأي لينا : مبروك يا ليث مبروك الف مبروك .
ابتسم لها ليث بهدوء و رد عليها : الله يبارك فيكِ . صدمةٌ قويةٌ اعتلت ملامح تلك المُسَيَّرةِ رغم إرادتها لتنطق أخيراً قائلة : نعم !
لتلتفت لها فايزة بسرعه وتقول ببعض الارتباكِ المختلط مع الحزن: آه يا حبيبتي مهو ده ده ل.. وقبل أن تكمل كلامها قاطعها ليث قائلاً بحدة : انزلوا ...
...........................................................
مرت مراسم عقد القرانِ سريعاً على لينا كأن كل شيءٍ كالعادة يسير عكس إرادتها أو كأنها دميةٌ موصلة ببعض الخيوط يحركونها كيفما أرادوا . اختنقت بعبراتها ليس بسبب تلك الأحداث و لكن لأنها تكوه ضعفها الذي يعاكس صبرها القوي و شخصيتها المصرةُ على الحق ، تكره عدم مقدرتها على الهرب ، تكره ألسنة الناس التي لن ترحمها اذا جائتهم غريبة تطلب العون وحدها ، و تكره أيدي المتحرشين التي كانت تطالها ، تكره حديث الناس عنها بالسوء رغم ان دعواتها لهم بالخير كانت خاتمة كل صلواتها ...
............................................................
وصلوا عند منزل العائلة الفخم كما تراءى في أعين لينا و لكنها لم تبدي اهتماماً كبيراً بفخامة المكان ؛ فبسبب حبها الشديد للقراءة أيقنت لينا أن عزة الانسان في كرامته التي ما أن يتهاون فيها حتى يستحق أن يعامل معاملة تليق بقدر تهاونه في كنزه الثمين ، نزلت من السيارة بهدوء شديد تحاول فيه تجمعة أنفاسها و التفكير في الخطوة القادمة ... رأت فايزة تسبقهم للداخل وحارس البوابة يحييها بترحاب كبير ، و التفتت بعدها الى ليث الذي كانت نظرات عينه تحتقرها بشدة ، تفهمت نظراته قائلةً في خلدها : بالتأكيد يظنني هذا الرجل كلبةً ما من كِلباتِ الأموال فمن ستتزوج بشخصٍ لم تقابله قط في حياتها ؟!!
نطق ليث أخيراً و قال لها بصوتٍ بارد : اهلاً نورتٍ يا عروستي ..
أعادت لها تلك الكلمة بالتحديد كونها دميةٌ معلقةٌ متحَكَمٌ بها ، ردت بهدوء : النور نور أهل البيت
تعجب في داخله ليث من هدوءها فغيرها إما يثور و يغضب أو يتعجبُ و يسيل لعابة من مقدار ثراءهم ...
ولكنه قال بالتأكيد ستكشف عن مخالبها السامة يوماً ما و حينها سيطردها طردةً لا تنساها هي ولا أي أنثى تحاول الاقتراب منه مجدداً ، و سيبتعد والده عن الالحاح عليه بالزواج مجداداً ...
جاء الحارس سريعاً ليحمل حقائبها المهترئة قليلاً .فنظر لها ليث نظرة متعاليةً أكثر و لكنها رفعت رأسها وتابعت الوقوف بثقة لينصدم هو ولكنه لم يبدي أي ردةِ فعل واضحة ، أمسك يدها و سارع في المشي و هي خلفه تشعر بالخجل الشديد من فعلته الصادمة فهوأول من يمسك يدها بتلك القوة التي و لسبب ما شعرت بأمان غريب ينتشر من يده حتى باقي أوصال جسدها، وقف رئيس العائلةِ خالد عوني ليحيي فرد عائلتهم الجديد فاقترب منهم قائلاً بعد احتضانهما بسعادةٍ بالغة : الف مبرووك يا حبايبي الف مبروك ، ليث حطها في عنيك ، وانتي يا بنتي نورتي بيتك وغمز لها و قال مازحاً عارفة لو زعلك في حاجة هاتهولي بس وانا هخلية يلف حوالين نفسه ...
ابتسمت له لينا في امتنان و قالت : شكراً لحضرتك و البيت منور بوجودكم ، نظر لها مبتسماً بدفء و أردف : بابا يا بنتي ناديني بابا
ابتسمت مع ترقرق دمعةٍ من عينها : حاضر يا بابا
رد عليها بتربيتةٍ على كتفها الأيمن
و قال : يلا يا ليث خد مراتك و اطلعوا ارتاحوا شوية
......................................................................مواعيد تنزيل الأجزاء الجديدة: يوم الخميس من كل أسبوع ✨
شكراً على المتابعة و الدعم المستمر آيات 💜
أنت تقرأ
دِفْءُ الْخَريفِ الْبارِدِ 🍂
Romanceللقدر منعطفات غريبةٌ جداً في حياتنا قد يدور بنا في دوائر الحزن و بعدها يرسى بنا على شواطئ السعاده و وحده من يتحمل ألم الحزن يحصل على الكثير من السعاده ... فصل الخريف البارد ، كثيراً ما نرى الوحدةَ فيه، ولكن بطلتنا لها رأيٌ آخر فدفءُ قلبها قد يردع ك...