١١

52 3 6
                                    

فصل إضافي ^^ ، شكراً على الدعم المستمر🤍🤍
......................................................................................
هرعوا بعد فزعهم نحو السلالم ليجدوا فتاةً جميلةً بحجابها ملقاةً على الأرض و حولها حطام أطباقٍ بيضاء اللون ، و ليث يزفر أنفاسه الغاضبة في الهواء محاولاً تهدئةَ أعصابه المشتعلة ، اندفع الجد عوني نحو ابنه سريعاً حتى يلقنه درساً قاسياً ففيما يبدو أنه مد يداه على تلك المستضعفة ، وقفت لينا حائلاً بينه و بين والده لتقول بصوتٍ لاهث : لا لا ، أرجوك يا بابا أنا اللي وقعت ووقعت معايا الأطباق ، نظر لها الجد عوني غاضباً فكيف لها أن تدافع عن ابنه الوغد الذي حاول ترويعها في أول يوم من زيجتهما ، و لكنه صمت محاولاً تهدئتها فربت على كتفها قائلاً : انتي بخير أهم جاجة ؟! ، أومأت له مبتسمة رغم تحشرج صوتها و هي تقول بخير ، هروح أشيل القطع اللي اتكسرت ،
أمسك ساعدها قائلاً : سيبك منهم حد من العاملات هييجي يشيلهم ، ابتسمت له من جديد و أحبت وصفه لمدبرات المنزل بهذا الاسم؛ فعلى الأغلب الناس في طبقتهم لن تهتم بحقوق عمالهم بل و أيضاً يجرحون كرامتهم بندائهم بألقابٍ تثقل جرحهم هذا بل و تدميه ، تابع حديثه معها قائلاً : تعالي تحت اشربي معايا قهوة و اتعرفي على اخوات ليث البنات ، أومأت له وذهبت معهم و كل هذا وقع تحت أنظار ليث الذي غرق في تفكيره منذ قامت لتدافع عنه ، لقد شتمها و غضب منها وثار عليها لانها قالت له ببراءة مزيفة في نظره : "تحب تاكل ؟ استنيتك عشان ناكل سوا و كنت حابة أتكلم معاك ، بس أعتقد الأكل برد هكلمهم يسخنوه" ، نزل على السلالم سريعاً منادياً على "نور" المربية بصوتٍ عالٍ
جاءته مهرولةً : أيوا يا حبيبي محتاج حاجة ؟
أعطاها بطاقته الائتمانية و كلمة السر قائلاً لها ببعض الحرج : بعد إذنك روحي مع البنت اللي فوق هاتيلها لبس و خرجيها شويه
الدادة نور ببعض الحزن : ليه بتقول على مراتك البنت اللي فوق يا ليث ، قولي هي مضايقاك في حاجة
ليث و هو تزداد روحه توقاً للخروج من المنزل : ها .. لالا ولا حاجة ، سلام
دعت له نور بصوتٍ مرتفع أن يحفظ الله طريقه و يهدئ سره مع عروسه التي لم تكمل يوماً بعد في ذلك المنزل ...
..................................................................
نزلت لينا السلالم برفق متزامنة مع خطوات والد زوجها حتى لا تسبقه أو تتأخر عنه ، أمعنت النظر في الطابق الأرضي الذي لم ترى منه غير لونه في المرة السابقة، وجدت الجو القديم و روح الزمن الماضي هي ما تطغى على شكل هذا الطابق ، و كأنها رأت مشهداً من فيلم قديم بالتمام و الكمال غير أن الفرق الوحيد هو تلون الأثاث بألوانٍ ذهبية و نحاسية مع مسحةٍ من اللون الأزرق السماوي ، نظر الجد عوني إلى تأملاتها المعجبة قائلاً : عجبك ذوق سكينة مراتي ، ردت لينا بإعجابٍ واضح : ما شاء الله حبيته جداً كأنه مشهد من فيلم قديم ، قهقه قائلاً رداً عليها : ايوا ، حتى هي الله يرحمها كانت بتقول كده و إنه بيعجبها التصميم ده ، اختفت لمعة الاعجاب من وجه لينا و حلت محلها علامات من شفقةٍ مقترنة ببعض الحزن و قالت : الله يرحمها و يصبرك يا بابا ، ابتسم لها و ربت على يدها قائلاً مشيت و سابتلي بنتين زي القمر شبهها في الشكل جداً حتى شوفي اللي هناك دول بناتنا : هدى و ليلى ، هدى اكبر من ليلى بحوالي خمس ست سنين .
ابتسمت لينا لهما وو قفت تحييهما فوقفت ليلى سريعاً لتضمها قائلةً : أهلاً بيكِ يا حبيبتي البيت نور بوجودك
ردت عليها لينا مبتسمة : منور بأهله تسلمي ، بينما اكتفت هدى بسلامٍ بارد كعادتها مع الجميع فرغم وراثتها لجمال والدتها سكينة رحمها الله-تعالى- المتمثل في عيونٍ سوداء واسعة و بشرةٍ حنطيةٍ و شفاه مائلة الى اللون النبيذي ،إلا أنها لم ترث دفء شخصيتها بل اتسمت شخصيتها بالبرود المطلق، و سوء الظن في الكثير من الأحيان ، و على العكس ورثت ليلى ملامح أمها الجميلة و لكن دفء الشخصية رافق تلك الجينات بنجاحٍ تام ، وامتازت ليلى بالعفوية المطلقة ،و لم تعرف كيف تتحكم بما تريد قوله أبداً .

جائت نور المربية حاملةً معها القهوة و الفناجيل ، وضعتها أمامهم و صبت القهوة و تابعت السلام على ليلى و هدى اللتان لم تراهما منذ فتره ، ثم وجهت حديثها نحو لينا قائلة بابتسامة صافيه : بقولك ايه يا بنتي ليث قالي انزل أنا و انتي نشتري شوية حجات كده ، لما تخلصي اللمة الجميلة دي ابقي نادي عليا، فهمت لينا كون ليث يراضيها بالأموال ، فهمت أن ترفض و لكن قاطعها الجد عوني قائلاً. : طيب كويس ان ليث عمل كده حتى بالمرة تبقوا تاخدو هدى و ليلى و تتعشوا برا
ردت هدى سريعاً و ببعض الاستعلاء : لا لا انا مشغوله
و تابعت ليلى قائلةً : لا انا المفروض ارجع اذاكر لمحمد و لوجي عشان عندهم امتحانات بكرا ، بس والله كان نفسي اروح معاكم
قالت لها الدادة نور : ولا يهمكم تتعوض مرة تانيه
نظرت لينا الى الجد قائلةً : مش هتحضر معانا ليه يا بابا
نظر لها بابتسامة قائلاً : لا انا مبحبش المولات و الأماكن دي ثم تابع قائلاً أنا هنا هعيش حياتي مع القهوة ، روحي انتي انبسطي مع نور ، ردت ببعض الارتباك : ب..بس ، رد عليها سريعاً :من غير بس و هاتي كل اللي نفسك فيه .
تابعوا الحديث حتى رحل كل من ليلى و هدى و قامت نور المربية لترتدي ملابسها و ذهبت لينا لتصلي المغرب ...

دِفْءُ الْخَريفِ الْبارِدِ 🍂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن