: انتي ازاي يا قليلة التربية تعملي كده !!
لينا بصوتٍ واثق و هدوء : عملت ايه ، مع إني معرفش بس لو ضايقتك فأنا آسفة ، هدى بحدةٍ و صوت أعلى : لو ، بتقولي لو ! ، انتي كمان متعرفيش ! ، اندفعت " فايزة" لتهدئ الأجواء ، لتجفل من والد زوجها و هو يضرب عكازه الخشبي على الأرض محدثاً صوتاً عالياً يطغى على أصواتهن جميعاً ، فقال : والله عال ! ، و لا كأن في احترام ليا ، جفلت لينا و أحست بالخوف فهي كسيرة وسط هذه العائلة ، حتى والد زوجها أصبحت تخاف أن يريها وجهاً آخراً و هي التي لم تعتد غير لطفه ، فقالت سريعاً : آسفة يا بابا مقصدش ، ليربت على ظهرها مجلساً إياها بجانبه بينما جلست هدى باستقامة على كرسيّها من جديد ناظرةً نحو مكان آخر ، ليقول خالد عوني بصوتٍ جهوري يتخلله بعض الغضب : ها يا هدى ، اللي مش غلطانه اعتذرت ! ، لتنظر بصدمةٍ لوالدها بينما تقول : مش غلطانه ازاي يا بابا ، ازاي تقدم الشاي للكل و تخليني أنا آخر واحدة ، دي جاهلة بالسلوك الصحيح معرفش ازاي ناسبتوها نسب يعر ! ، استغفرت لينا الله في سرها و همت بأن ترد لتجد والد زوجها يقول بصوتٍ جهوري تملكه الغضب بالكامل : قسماً عظماً بالله ، لو ما اعتذرتيش دلوقتي لا انتي بنتي و لا انا اعرفك ، شلت الصدمة ملامح هدى؛ فكيف لتلك الحية أن تكسِب رضى والدها هي بذالك القدر ؟! ، لتنظر لها هدى قائلةً بينما تضع قدماً على الأخرى : بعتذر منك ، لترد لينا بعدما كتمت دمعاتها : حصل خير ، لا محصلش قاطع الجد عوني كلام لينا ناظراً لها : هيحصل لو انتي بجد راضيه و مفيش في خاطرك حاجة ، و أنا ليا حساب مع بنتي الكبيرة بعدين ، ها يا بنتي مرضية : نزلت منها دمعة وحيدة تبعتها دمعاتٌ كثر بينما تهز رأسها بمعنى الموافقه ليقول الجد عوني باستعجاب بتعيطي ليه بس مدام مرضية ، لتقول لينا بين شهقاتها : الحمد لله ربنا رزقني بأب ، شكراً يا بابا شكراً بجد ، ليربت لها على كتفها و يأمرإحدى العاملات بإحضار مناديل ورقية ، وجائت فايزة و ليلى يعانقنها أيضاً ، كل ذلك تحت أنظار هدى التي تشتعل روحها غيظاً الآن ، فقالت ببرود :هستأذن يا بابا دلوقتي سامح اتصل عليا ، لو احتجتني كلمني ، لينظر لها بحدةٍ قائلاً : عدي عليا بكرا الصبح .
........................................................................
لا حول و لا قوة إلا بالله ، أنا معرفش مالها على البنت السكر دي ، دي مصدرش منها أي غلط من ساعة ما جت البيت ، هكذا تحدثت فايزة
لترد المربية نور : اه والله ، ده حتى البنت مكملتش يومين ، هتلاقي مدام هدى عاوزة تكسر عينها في الأول بس ، ربنا يعينها يارب ، الحمد لله إن الأستاذ عوني عارف شخصية هدى كويس .
لتقاطع حديثهم ليلى بحماسٍ قائلة تفتكروا بيقولها ايه في المكتب ؟
ليضحك كلٌ من فايزة ونور على شخصية ليلى الفريدة و ترد فايزة : مالك انتي ياربي عليكي ، هتلاقيه اكيد بيراضيها ، لازم تعرف إنها من أهل البيت و إن كرامتها محفوظة .
...........................................................................
: لينا يا بنتي ، متزعليش من هدى ، أنا عارف إنها غلطانه ، و لو لسة مش مرضية قوليلي و أنا أعملك اللي انتي عاوزاه ، كرامتك من كرامة ليث و هو ابني و انتي بنتي ، لتبتسم لينا بدفء بينما تجفف ما تبقى من آثار دموعها وتقول : مش زعلانة يا بابا ، ربنا يخليك ليا ، دي مشاكل و بتحصل عادي
ليقول بمرح : الله ، مش زعلانه و مطرتي عياط برا ؟ ، لتضحك بصوتها الرقيق و تقول : لا لا انت فاهم غلط دي دموع الفرحة ، قهقهة على قولها هو الآخر : اوعديني يا لينا أي حاجة تحصلك او سمعتيها بس و ضايقتك ، احكيلي و انا هتصرف ..
لتهز رأسها بالموافقه بينما تبتسم باتساع و تقول : انا يمكن كنت عاوزة اعيط لما كانت بتقلل من قيمة أهلي الله يرحمهم ، بس لما حضرتك دافعت عني قدامهم كلهم و الأبلة فايزة و الأبلة ليلى جم حضنوني حسيت ان ليا ضهر و سند فبجد كانت دموع فرحة مش حاجة تانية ، ابتسم لها بدفءٍ كبير بينما قام ليعانقها بأبوةٍ كانت هي في أمس الحاجة إليها ...
.............................................................................
ها يا صفاء جيتي بدري ليه ، مش كان عندك شغل زيادة ؟!
هكذا صاحت والدة صفاء بينما كانت صفاء تدخل من باب منزلهم البسيط الخشبي ، صفاء بشيٍ من الضيق : سبت الشغل يا ماما ، لتضرب والدتها بيدها على صدرها بقوةٍ في حركةٍ مبالغٍ فيها و تقول : يا مصيبتي ليه ! ، لتقول صفاء بينما تنزع حذائها ناس انعدمت من عندهم الأخلاق و الدين، قال ايه ! عاوزيني ابيع خمرا ، ليدخل من الخارج والدها و أشقاؤها الاثنين عائدون من صلاةِ المغرب ، فتصيح والدتها الحق يا حج صفاء سابت الشغل ، ليصيح الاخ الأصغر : ليه يا صفاء! ، ده كان بيجيبلك فلوس كويسة ، لترد بملل : كانوعاوزني أبيع خمرا و أنا بابا مربيني مكسبش حاجة بالحرام ، لينظر لها والدها بفخر ، صح يا بنتي ، الله يعوض عليكي بالخير ،ليقاطع أخيها الصغير الحديث : غبيه ،كنتي اشتغلي هناك و هاتيلي ويسكي ، نفسي اشربه بشوفه في الافلام الاجنب..آه ، ليسمع فقط ضحكات أفراد المنزل فور ضرب والده له على رأسه و قوله : ويسكي مين يا ابن سحر ! ، لينظر نحوه بينما يمسك بمؤخرة رأسه : ها لا يا حج دا انا بهزر بس ..
ليعلو صوت الأم قائلةً بمزاح : مالها سحر يا أحمد ؟
ليجفل الأب قائلاً بتراجع : ها .. زي الفل حتى خلفتها تفرح ما شاء
ليكمل الأبناء الضحك متخذين طريقهم نحو غرفهم ، تاركين أبويهم يتمازحون بلطف ...
.............................................................................
أدعو الله أن تقضوا أسبوعاً مشرقاً 🤍✨
أنت تقرأ
دِفْءُ الْخَريفِ الْبارِدِ 🍂
Romanceللقدر منعطفات غريبةٌ جداً في حياتنا قد يدور بنا في دوائر الحزن و بعدها يرسى بنا على شواطئ السعاده و وحده من يتحمل ألم الحزن يحصل على الكثير من السعاده ... فصل الخريف البارد ، كثيراً ما نرى الوحدةَ فيه، ولكن بطلتنا لها رأيٌ آخر فدفءُ قلبها قد يردع ك...