فتحت عيناها الرمادية ذات لمعة الزمرد بتثاقل لتجد حولها ضباباً خفيفاً و سرعان ما انتشلها عبق المكان المريح و المنعش وراحت ترنيمات بعض الطيور تأخذ مسمعها راسمةً ابتسامةً واسعةً على ثغرها ، نظرت نحو مقعد السائق لتصدم لثوانٍ فليث لم يكن موجوداً ، اخذت تتلفت يمنةً و يسرة بلا فائدة ، قررت أن تخرج رأسها من زجاج السيارة ، فلمحته واقفاً على بعد عدة أمتار ، ما لبث أن لمح تعابيرها المرعوبة لثوانٍ و تمعن في علامات الارتياح على وجهها فور رؤيته ، و لاحظت إمعانه فيها لثوانٍ و ما أن وصلت عنده ،فحدثته :وصلنا ؟ ، ابتسم رغماً عنه ناظراً لعلامات النعس الواضحة على وجهها
و أردف قائلاً : اه وصلنا ، بصي وراكِ
نظرت لتأسر عيانها مساحات خضراء شاسعة من الأرز يتوسطها العديد من الشجر الأخضر ، على يمينها قطعة ارض عشبية يحيطها سياج بني اللون فيما يبدو بأنه حلبة للخيول ، التفتت اليه سريعاً و عيناها تلمع من الانبهار و السعادة ، هنعيش هنا ؟؟ هكذا صاحت بفرحة طفولية ، فابتسم موجهاً حديثه اليها محاولاً كتم ضحكاته : لأ ،ضحك حتى بانت نواجذه عندما رأى تحول ملامحها الى أخرى محملة بخيبة أمل كبيرة
بينما طالعته بغيظ مصطنع و قالت : طيب فين ؟!
ابتسمت فور أن لمحت ذلك البيت الأبيض متوسط الحجم الذي يشير اليه ليث باصبعه و اللذي يبعد عنهم مسافة ليست بالبعيدة و لا القريبة ، نظر اليها ليلمح علامات السعادة على وجهها تعود من جديد
فتبسم و قال : يلا اركبي عشان هركن العربية.
............................................................................
يماما كفاية سندويتشات ، انا رايحة اشتغل مش هعمل فيديو عن تحدي اخلص سبع سندويتشات ،هكذا صاحت صفاء حانقةً لانها ستتاخر عن عملها الجديد بقى كدة بقى كدة يعني ادي جزاتي عشان خايفة عليكِ لتجوعي اردفت والدتها بينما تزداد العقدة بين حاجبيها
خرج الاب مقهقهاً من مناوشات زوجته و ابنته التي لا تنتهي
، تسلم ايدك يا ست الكل ، سيبيها براحتها عشان ترجع جعانة و تخلص غداها كله.
انا تعبت منك ، يا آخر صبري يانا ، هكذا هتفت الام بينما تتجه نحو تلفاز بيتهم لتشغِّله .
ابتسم الأب موجهاً حديثه بهمس نحو ابنته : سامحيني يا صفا يا حبيبتي المفروض أصلاً تقعدي في بيتك معززة مكرمة بس الظروف .
ابتسمت صفا بينما تحتضنه بلطف : عارف يا بابا ، لو كنا اغنى ناس في العالم كنت هحب انزل و أشتغل برضو ، دا انت حتى بتقولنا دايماً الحركة بركة
يلا سلام عشان هتأخر
ودعتهم سريعاً ، فربتت الأم على كتف زوجها برفق ، مما دفعه للابتسام بعيونٍ حزينة .........................................................................
على " قهوة بلدي " جلست تنتظره على أحرَّ من الجمر ، متاففة من تأخره عليها
لم تمر بضع ثوانٍ حتى وصل شاب في أواخر العشرينيات من عمره
يا أهلاً يا أهلاً بناس لندن ، هكذا صاح صابر ناظراً نحوها
ايه بقالي ساعة مستنياكِ
معلش بقى يا آنسة .... ثم نظر نحو يدها فوجد خاتماً فقال مازحاً بخبث الله ده انتي بقيتي مدام تاني اهو .
ابتسمت باتساع قائلة ، طبعاً يا ابني انتي ناسي انا مين و لا ايه
قهقه بخفة ثم حثها على الحديث قائلاً : في مصلحة جديدة ؟
صمتت قليلاً سامحةً ببعض الفضول يتسلل الى تعابير وجهه فيغيرها ببطء
ابتسمت هي فور ان لاحظت حماسه البادي على محياه
و قالت بعد أن أخرجت سيجارتها المليئة بالتبغ المسموم ،آه و تخص البيه اللي قلبناه من كام سنة
صمتت منتظرةً إياه أن ينهي إخراج اعواد الثقاب من جيب بنطاله ، و تابعت بعد أن أشعل سيجارتها
بس الأول عايزاك تعرفلي عنه أي جديد ......................................................................
ادعو لكم ببداياتٍ لطيفةٍ يليها استمرار في السعي و النجاح 🤍☁️.
أنت تقرأ
دِفْءُ الْخَريفِ الْبارِدِ 🍂
Romanceللقدر منعطفات غريبةٌ جداً في حياتنا قد يدور بنا في دوائر الحزن و بعدها يرسى بنا على شواطئ السعاده و وحده من يتحمل ألم الحزن يحصل على الكثير من السعاده ... فصل الخريف البارد ، كثيراً ما نرى الوحدةَ فيه، ولكن بطلتنا لها رأيٌ آخر فدفءُ قلبها قد يردع ك...