١٢

48 4 10
                                    

فضلاً ادعموني بالتصويت، شكراً 💫🤍
.............................................................................

أنهت لينا صلاتها و ذهبت لتغير ملابسها نحو أخرى و حدثت نفسها قائلةً بتعب : انا تعبت طول اليوم مغيرتش و حصل حجات كتيره عاوزه أي سرير اترمي عليه ولو كنبة حتى ، بس الكنبات هنا اغلبها مش مصمم للنوم ، انهت حديثها بتنهيده،  ثم ارتدت ملابس لم تكن جديدة أو غالية الثمن و لكنها امتازت بالترتيب و هدوء ألوانها و بالطبع الاحتشام لأنها تؤمن أن الحجاب ليس قطعة قماش تغطي الرأس فقط ، لاح في بالها طيف صديقتها صفاء و كم اشتاقت لعناقها ، تعرف أنه لم يمضي سوى نصف يوم تقريباً منذ ودعتها و لكنها أسرتها الوحيدة ، فتذكرت فجأة الحقيبة الصغيرة التي أعطتها لها و ذهب لتفتحها ببعض الفضول ، أزالت الشريط من عليها لتجد منامةً بلونٍ فيروزي هادئ تتوسطها كلمة نوم باللغة الانجليزية ، و معها زجاجة عطر صغيرة
ابتسمت بامتنان رافق غرق عينيها ببعض الدموع قائلةً بصوتٍ دافئ منخفض شكراً ، لم تنتظر منها شيئاً فهي هديتها في هذه الدنيا ، لكن صديقتها صفاء تعلم انها لا تمتلك الا القليل من الملابس و لم يسمح الوغد سعيد لها يوماً باقتناء المزيد لذا اغلب ملابسها كانت من خياطتها هي و كانت تحصّل القماش من بقايا محل الخياطة الذي عملت فيه قليلاً حتى توفر أجرة الدروس ، ثم ضحكت بتهكم قائلة مدرسة انسي ، حدثها ضميرها الداخلي قائلاً : لا لا متيأسيش لسة مكلمناش ليث و لو موافقش كلمي باباه هو طيب جداً و شكله بيحبك .
سمعت طرقاً خفيفاً على باب الجناح جعلها توقف تسلسل أفكارها ، فذهبت لتفتح الباب بسرعة متوسطةٍ لتجد المربية نور تنتظرها قائلةً بابتسامة على محياها : خلصتي يا حبيبتي
ابتسمت لها قائلةً : اه
نَزلتا على السلالم ، فوجدتا الجد عوني يجلس أمام أزهار الياسمين كعادته بنظرةٍ يشوبها القليل من الحزن ، فوكزتها نور بخفةٍ قائلةً بصوت منخفض : روحي سلمي عليه
أومأت لها لينا و ذهبت سريعاً قائلةً بصوت يملؤه البهجة : بابا
التفت لها و اختفت من عيناه شوائب الحزن قائلاً بصوتٍ مرتفع  : أهلاً أهلاً أهلاً
قهقهت لينا بصوت منخفض لتكراره لكلمة أهلاً بتلك الطريقة
فاردف هو مبتسماً : ها رايحين
أجابته بنفس الابتسامه : آه يا بابا محتاج حاجة نجيبها و احنا راجعين
رد عليها : لا يا بنتي تسلمي ، انبسطي و هاتي كل اللي تحتاجيه و متتكسفيش تمام
ابتسمت له قائلة: تمام
ثم مد يده في جيبه ليخرج بطاقته البنكية فاسرعت تمسك يده عندما لاحظت فعلته قائلة : لا لا يا بابا تسلم ليث وصى الدادة نور
أومأ لها قائلاً بمزاح انتي الخسرانه
ابتسمت و ودعته قائلةً خلي بالك من نفسك
اومأ لها موافقاً بابتسامة دافئة، ثم نظر نحو شجيرات الياسمين قائلاً ، فيها من طيبتك و رضاكِ بالقليل يا سكينة ، فيها من ملامحك الهادية يا حبيبتي
انا كدة مطمن على ليث بإذن الله
...............................................................
في الطريق ، و في المقاعد الخلفية أمسكت نور يد لينا الشاردة في الطريق و قالت لها  بصوتٍ منخفض حتى لا يسمعهما سائق العائلة : بصي يا بنتي ، انا عارفه إنه ليث صعب شوية ، بس هو مكانش كده لما نوصل إن شاء الله هحكيلك على كل حاجة
أومأت لها لينا ، و ازداد فضولها طوال الطريق المجهول الوجهة بالنسبة لها ......

دِفْءُ الْخَريفِ الْبارِدِ 🍂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن