١٩

67 3 2
                                    

ها يا قلبي لقيتي شغل جديد ؟ ، حادثت لينا صفاء ممسكةً هاتفها الذكي الجديد و هي ترتب حقائب ليث
صفاء : لا لسة كعب رجلي ورم و لسة ملقيتش ، بس سيبك انتي مبرووك التلفون الجديد
ابتسمت لينا قائلةً بهدوء: الله يبارك فيكِ ، ثم سرحت في لطف المربية نور و دقة ملاحظتها التي جعلتها تقتني للينا هاتفاً ذكياً غير ذلك الهاتف القديم الذي كانت تملكه ، لتفيق على صوت صفاء التي تقول : خمسة كويس ؟
لتردف لينا بتساؤل : خمسة ايه؟ ، فتضحك صفاء بصوتٍ عالٍ و هي تقول : لا لا انتي مش هنا خالص ، يارب اتجوز و اكون مش هنا انا كمان ، ابتسمت لينا باتساعٍ مع شعورها ببعض الحرج و لكن صوتاً خافتاً داخلها نهرها قائلاً : محرجة من ايه ، ده بيعاملك كانك زي الكرسي في البيت ، لتختفي ابتسامتها تدريجياً وتلك العبارة تدور في ذهنها بلا توقف ، حتى قطع تلك الأفكار دخول ليث المفاجئ عليها ، لتجفل منه و يقع منها الهاتف وسط الحقيبة ، لينظر لها بغضبٍ شديد قائلاً بحدة : اتفزعتي كده ليه ؟ ، بتكلمي مين !!، نظرت إلى وجهه الغاضب بصدمة لثوانٍ ، ثم التقطت الهاتف سريعاً و ضغطت زر مكبر الصوت ليسمعا كلاهما صوت صفاء القلق التي تنادي بصوتٍ عالٍ نسبياً : لينا انتي كويسة ، يا بنتي ردي عليا ، فتغلق زر مكبر الصوت مجدداً و هي تطمئن صفاء بأنها بخير و أن لا تقلق عليها و لكنها ستغلق الآن و ستحدثها في وقتٍ لاحقٍ إن شاء الله ، وجه نظره نحوها فوجدها تنظر إليه بلومٍ و عتاب ، فأشاح بوجهه مجدداً ، فأسرع خطاه كي يغادر الغرفة من جديد بشكلٍ عاصفٍ كما دخلها و ادخل الذعر على قلبِ تلك المسكينة ، فما لبث أن وصل الى مقبض الباب حتى تذكر و عاد سريعاً يغمغم بفتور قائلاً لها : جهزي شنطك انتي كمان
.............................................................................
ها يا حسن فهمت قصدي في اللي قولتلك عليه ؟ ، هكذا صاح سعيد بينما يبتلع بنهمٍ ثالث كوب شاي منذ الصباح ، انفعل حسن قائلاً : بلا فهم بلا نيلة إنت عاوزني أعض الإيد اللي اتمدتلي ، انت متخلف ، بعدين دا انت تلاقيك طلعت من ورا جوازة لينا بشيء و شويات ، ياخي بطل طمع بقى
لينظر إليه سعيد باشمئزاز قائلاً : هتفضل طول عمرك رافص النعمة ، خلاص يا أخويا أنا غلطان عشان عاوز أعلي من حالك ، و تبقى بدل ما بيشحتولك اللبس انتَ اللي تنافسهم في الغنى و الفلوس و تقب على وش الدنيا
هدأ حسن نسبياً و سرح بعينيه يعقل ما قاله سعيد و لكنه استعاذ من الشيطان الرجيم و قام سريعاً قائلاً لسعيد : تعلي مني ايه ، مش عاوز منك حاجة ربنا اللي بيرزق
ليتمتم سعيد ناظراً إلى ظهر حسن الراحل بعيداً عنه : أما فقر صحيح
...........................................................................

قول تاني كدة ! ، هكذا تعجبت لينا من آخر كلمات رماها ليث على سمعها ، ليقول لها بوجهٍ جامد يحيطه هالة من العبوس و الضيق : أنا مبعيدش كلامي تاني ، ساعة و هكون مستنيكي تحت
أخذت لينا بضع ثوانٍ لتستوعب ما حدث بينما تراقف باب الحجرة الأسود ينغلق خلف ليث ، و سرعان ما أسرعت تفرغ الحقائب التي اشترتها برفقة نور داخل الحقائب السوداء الكبيرة الخاصة بالسفر و هي تشعر كأنها تحلم لأنها لم تلبث في مكان واحد طيلة اليومين السابقين ، استعاذت بالله و جلست تردد الأذكار بصوتٍخافت كعادتها عندما تتشتت
...........................................................................
في العاصمة الانجليزية " لندن " مدينة الضباب ، حل الليل على سماء المدينة المحجوبة عن النجوم ، تاركةً مصابيح الشوارع تضيء بلونها المائل للصفرة ، و في إحدى البيوت ذا الطابع المعاصر أمسكت سيدة في العقد الثالث من عمرها شعرها المصبوغ باللون النبيذي في يدها بينما تحاول ربطه بمشبكٍ أبيض أصلحت زينتها المتوسطة الكمية متوجهة نحو " توم " صديقها الجالس عند التلفاز قائلة بصوتٍ متوسط الحدة لا بالغليظ و لا الحاد ، توم ، حبيبي أفكر في النزول إلى مصر
اعتدل رجل أبيض البشرة من جلستة المرتخية أمام التلفاز ذا ذقنٍ خفيفة و شعرٍ مماثل لذقنه في الخفة و اللون الأشقرقائلاً : لماذا هذا القرار المفاجىء ؟ ! ، عانقته بلا حياء و بخفة سامحةً لبعض أجزاء جسدها بالتعري مغلفة بالاغراء المتعمد و قالت : هكذا فقط أشعر أنني اشتقت لمصر كثير ، ابتلع ريقه و تحدث قائلاً ببعض التوتر : لا أرتاح لقراراتك المفاجئة أيتها المثيرة ، ضحكت بمياعة سامحةً له بحملها نحو غرفة النوم في حياةٍ تملؤها المتع الكاذبة .
.........................................................................
أدعو الله أن تقضوا أسبوعاً مشرقاً 🤍✨

دِفْءُ الْخَريفِ الْبارِدِ 🍂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن