رحمه بقهر: انت اللي قتلتها! قتـلت بنتك.
عبد الله بغضب: اكتمي ي بت، أقسم بالله لو فتحـتي بوقك لأدفنك معاها.
صدمـت بشـده ممـا رأيت، كـانت علي الأرض و الدمـاء تغطيهـا، أقتـربت منهـا و حـاولت بكـل جهدي إفـاقتهـا ولكـن بدون فـائده.
توقف نبضـها و أنفـاسها أيضا لم أشعـر بهـم، لقـد ماتت، بـل قُتلت!
قتلهـا أبيهـا بكـل دم بـارد، نظـرت لهـا بحسـرة، لقد تحطم قلبي معهـا و أصبحت أنفـاسي ثقيـلة أنا أيضـا، حتي لم أتمكـن من الصـراخ!!أقتـرب منهـا وحمـلها، نظـرت لها بقهـر، لتلك الضربـة التي تنزف علي رأسهـا و العلامات الزرقـاء التي تمـلأ جسدهـا، كتلك التي تمـلأ جسدي.
رحمه ببكاء: هتعمل اي؟ ابعد عنها، سيبها.
عبد الله بضيق: اسكتي بقي صدعتيني، هروح أتـاويها في اي حته لتلبسنا مصيبه.
رحمه بكـره: ابعد عن اختي، اوعي تلمسها وانت شارب وسكران، ابعد عنها.
أقتـرب مني و صفعني بـقوه علي وجـهي، صفعـه جعلتني أتـراجع لخطـوات، أمسك بشعـري و دفعني تجـاه الحـائط فأصدم راسي به و اصبت بجـرح جديد.
عبد الله: الأحسن تروحي ي روح امك دلوقتي تبيعي المناديل وترجعيلي اخر اليوم بالفلوس اللي قولت عليها وتركزي في شغلك احسنلك، ولا عاوزه تحصليها!!
رحمه ببكـاء:حرام عليك، ما انا بشتغل، لي بتعمل كده!! كنت سيبها تكمل تعليمها ده كان طلبي الوحيد منك!!
عبد الله:وانا قولت لا، و دي نتيجه اللي يعصي أوامري، وابعدي بقي عني.
وضع عليهـا غطـاء و دثـر جسدهـا الصغيـر به، يُسمي "أبي"، لا أعلم لم تزوجـته أمي! ولما لم تنفصـل عنه عندمـا رأت منه اسوأ ما يكـون بأحد، تركـها لتتسـول و تمد يدهـا، تسأل النـاس الشفقة علي حـالهـا، وهو يعمـل يوم و يجـلس بقيـة الشهر عاطـلا و يدعي الفقر!
دائمـا ما كنت أتسأل، لماذا! ما الذي يجبـرها علي التحمـل! لا عشـرة حسنه و لا حـب!!
ولا حـتي مال ينفقـه لأجـل راحتنـا، لكـن كانت الإجـابه هي سقف! سقف نحتمي تحـته وإلا كنا لننام علي الطرقـات و تغطينا السمـاء.تركتنـي، وهي تعطـي الحيـاة لأختي، والآن حتي تلك الصغيـرة تركتنـي و ماتت، لما لم يتركهـا تعيش بسـلام! كانت صغيـرة وبريئـه كل ما تريده هو الذهـاب لمدرستهـا مع أصدقائها!!
والآن لا أعرف أين سيـذهب بهـا، لم يُكـرمها وهي علي قيد الحيـاة و لا حتي وهي متوفيه.لا لا لا.. هعمل اي.. هستني هناا.. هتكون نهاايتي موته زي دي.. علي ايديه.. هفضل لي.. كنت قاعده علشاان اختي يكون ليهااا مأوي.. بس خلاص.. انا مش فارق معاايا انام تحت الرصيف.. ولا اموت من البرد.. ولا اني افضل تحت رحمته... معرفش الدنيا هتوديني فين بس لازم امشي.. بنت عمرهاا مجابش ١٤ سنه.. الدنيا تعمل في اي.. الله أعلم...
أنت تقرأ
أسيره الليث
Mystery / Thrillerرومانسيه هل ينشأ الحب بقلبها مره أخري... ولكن بمن تقع في الحب.. ب زعيم عصابات..