بارت ٦١

5.9K 297 25
                                    

لا تتحدي الصقر ج٢
بارت٣٤
#أسماء_عبد_الهادي

قد يسلب الخوف منا أعمارنا ومن نحب، يبقينا في دوامة التراجع والتخاذل، يجعل من يسيطر عليه بدون أدنى إرادة، ينفذ ما يُطلب منه رُغما عنه، يجعله يعيش متقوقعا على نفسه لا يستطيع أن يفعل ما يريد ولا يعبر عما يتطلع إليه، فيبقى طوال عمره سجين مقيد بمخاوفه .

لم تستطع أن تخسر أكثر من هذا، يكفي أنها أضاعت بخوفها ابنها، قضت سنوات من حياتها بدون نبض قلبها، دون أن تقاوم، دون أن تعافر باذلة أقصى ما تستطيع حتى تستعيده، قيدها خوفها من أبيها فبدت عاجزة مسلوبة الإرادة ... لكن هل ستسمح لما يحدث معها يستمر أكثر... هل ستنتظر أن تخسر ذلك الصغير أيضا... هل تقف هكذا مكتوفة الأيدي تشاهده يعاني .. دون أن تحاول .. فلتحاول لن تخسر أصعب مما خسرته
____
نهضت من فراشها وكفكفت دموعها وبدأت تفكر بجدية في أي حل تسعف به يحيى وخاصة أنها باتت تعرف أين يخبئه أبيها .. عصرت رأسها لتخرج أي حل قد يفيد وخاصة أن أبيها يضيق الخناق عليها كثيرا فلا سبيل للخروج من البيت .

وفجأة واتتها فكرة قد تفلح في انقاذ الصغير ... تذكرت أن الخادمة معها هاتف جلبته خلسة دون أن يعلم رشاد بذلك، وذلك لتطمئن على ابنتها بعد أن منعها من زيارتها والاطمئنان عليها.. كانت مودة تعلم بأمر الهاتف ولم تُظهر لها ذلك فهي تشفق عليها كثيرا فأبيها يمنعها من الخروج ولا يسمح لها الا بساعة واحدة كل اسبوع بزيارة أهلها ومعها الحارس ومن ثم تعود... فكرت في أن تذهب وتطلب منها الهاتف لكنها خشيت أن تنكر الخادمة الهاتف أو تخفيه او بالأحرى قد تشي بها إلى والدها لذا أخذت تفكر في حيلة تأخذ به هاتف الخادمة والتي تخفيه بعناية بين طيات ملابسها في غرفتها.

إلى أن استطاعت أن تتوصل لخطة ما وتمنت أن تفلح .. إدعت أنها مريضة وأن بطنها تؤلمها كثيرا ولا تستطيع تحمل الألم .. لتأتي الخادمة وتحاول المساعدة وأقترحت عليها عمل كوبا ساخنا من اليانسون.
لكن مودة أخبرتها أن الألم شديد ولن يفلح معه أي سائل ساخنة وطلبت منها أن تحضر دواءا من الصيدلية دونت اسمه في ورقة وطوتها وطلبت منها إحضاره .. أخبرتها أن تطلب من الصيدلي أن يجلب ما بداخل الورقة وحسب... في حقيقة الأمر كان ما دونته مودة عبارة عن دواء منوم وليس مسكن للآلام .. كان خوفها من أن تطلب الخادمة دواء مسكن فتكتشف ما كتب في الورقة وقد تخبر رشاد.. وضعت مودة يدها على قلبها في انتظار عودة الخادمة دون أن يكتشف أحد حيلتها تلك

راقبتها من خلف نافذة غرفتها وهي تخرج من البيت ليوقفها الحراس على البوابة

_رايحة فين .. ممنوع الخروج
_الست مودة تعبانة ولازمها حاجة من الصيدلية ضروري يا خويا هروح أچيبه ومش هعوق
_ماشي بس متتأخريش.

أحضرت الخادمة ما كتب في الورقة وعادت مرة اخرى إلى البيت .. عندما شاهدتها مودة تعود تنهدت براحة .. لكنها استمعت لوالدها ينادي على الخادمة فعلمت مودة أنها هالكة لا محالة .
_كنتي فين يا بجمة إنتي.؟

لا تتحدى الصقرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن