بارت٥٣

6.3K 297 73
                                    

لا تتحدي الصقر
ج2
بارت26
#أسماء_عبد_الهادي
أحست ان أبيها يضيق الحصار عليها وربما اكتشف هو ما فعلته.. فازداد توترها وتصببت عرقا, ووقفت محلها تزدري ريقها في خوف مما قد يفعله والدها بها .
أعاد كلماته على مسامعها محتفظا بتلك النظرة المظلمة القاسية والتي تدب الرعب في أوصالها- جلتلك وريهالي.
تقدمت تجر قدميها نحو غرفتها ببطىء تفكر كيف ستخرج من هذه الورطة, تعرف انها هالكة لا محالة, فوالدها لن يرحمها هي تعرف هذا.
تقدمت إلى أحد الادراج التي تضع بها أشياءها الخاصة وبدأت في رحلة البحث المزيفة؛ فهي قررت ان تدعي انها فقدتها ولا تعرف أين هي .
وقبل ان تقول شيئا وجدت أبيها يقف لها أمام باب غرفتها ويقول بصوت متهكم- ملجيهاش ولا إيه؟
عضت على شفتيها بخوف فهي في موقف تُحسد عليه وهتفت دون ان تنظر لأبيها خوفا من ردة فعله متظاهرة بانها مازالت تبحث- لا.. مش عارفة راحت فين .. كانت موجودة هنا
سمعت خطوات نعاله تقترب منها, حتى باتت خلفها مباشرة , لتنتفض هي اكثر في مكانها, وتسمعه يقول بهمس اشبه بالفحيح- عارفة لو طلع اللي في دماغي صوح يا مودة وعصيتي كلامي ,هيبجى وجعتك هباب.
أغمضت أعينها في خوف ولم تستطع النطق ببنت شفة, ووقفت محلها دون حراك... حتى سمعت خطواته تبتعد مغادرة لغرفتها.. فتنفست الصعداء ..ووضعت يدها على وجهها تهدأ من روعها...فقلبها كاد يخرج من مكانه من فرط خوفها الذي سببه لها والدها...فما كان منها الا انها هوت على فراشها تبكي ..تضع يدها موضع سوارها وتقول بحرقة- تعالى بقى يا صقر مبقتش قادرة اتحمل أكتر من كده.
---------------------------
خرج الى حيث يجلس شاهين وقال بلهجته الآمرة التي اعتاد عليها شاهين- شاهين مفيش خروج الأيام دي من البيت الا بإذني ... وانا اللي هحدد تروح فين وتاجي منين ..مفهوم؟
أصيب شاهين بخيبة أمل فهو كان يود الخروج واللعب مع مودي لكنه لم يستطع ان يفصح عن ذلك لجده فأجاب بقلة حيلة- ماشي ياجدي... بس انا هفضل كده في البيت طول اليوم؟
أشار رشاد إلى تلك الدراجة بالخارج في الحديقة الصغيرة الملحقة بالبيت- عندك العجلة أهي العب بيها لحد ما أعاود العصر أخدك معاي
زفر شاهين بضيق-طيب.
-----------------------------------
ذهب مع ابنته الى حيث الشجرة الكبيرة في ارض والده ينتظران مجيء شاهين.. انتظراه طويلا لكنه لم يفعل.
انحنى صقر بجذعه ليسأل ابنته- مودي.. انتي مش بتقولي انك بتلعبي مع شاهين كل يوم هنا؟
حرك رأسها بإيجاب- يس بابي.. شاهين بيجي هنا كل يوم ونلعب مع بعض
مسح صقر على شعره بعدم صبر- طب هوا فين ..الساعة بقت اتنين وملوش أثر
مودي بحزن فهي كانت تريد ان تلعب معاه اليوم - مش عارفة ...أول مرة ميجيش ..انا كنت عايزة ألعب معاه.
ضم صقر قبضته بقوة ونظر لبلال- وبعدين يا بلال.. الولد مجاش ليه؟.. الحل ايه دلوقتي؟
-اهدى يا صقر هنستنى شوية ولو مجاش , هنيجي ننتظره بكرة يمكن يجي.
اتجه صقر نحو سيارته - لا انا مش هقدر اتحمل .. انا رايح ادور عليه في كل مكان.. خد مودي روحها البيت.
قرب بلال مودي يضمها اليه وهو ينظر للغبار الذي خلّفه صقر بسيارته نتيجة سرعته العالية- ربنا يريح بالك يا صاحبي وتطلع مودة فعلا عايشة.
----------------------------
في المساء
عاد صقر مرهقا تعبا بعد بحثه طيلة اليوم ولا فائدة ،لا أثر لشاهين في أي مكان... كان صقر في اشد حالات غضبه وتيهه ايضا لدرجة انه لا يستمع لمن يحدثه ففكره وعقله منشغل كليتا بزوجته وابنه.
أشفقت عليه ياسمينا كثيرا وودت لو استطاعت مساعدته ..لكنها تجهل كيف ذلك.
جلس بلال جواره ليخبره بأن فريق الرجال الذين ارسلوهم لمراقبة جمال وبدير قد فقدوا اثرهم ثانية ...انتبه صقر لما يقوله بلال... فنظر له نظرة عميقة مظلمة بتحدٍ واضح فعلى ما يبدو انه يفكر في شىء ما - هو رشاد مفيش غيره .. لو وصلتله هقدر اوصل لمودة وشاهين .
------------------------------------
في احد المطاعم التي اعتاد ايمن ان يكون فيها برفقة زميلته قمر ...فوجدته حزينا على غير عادته ويبدو شاردا
تحدثت بلهفتها المصطنعة دائما فهي عادة ما تتصنع الاهتمام لأمره- في ايه مالك يا ايمن .. شكلك بيقول متضايق من حاجة .
تنهد ايمن دون ان يُجيب وادعى انه منشغل بالقهوة في يده يرتشف منها .
فكررت قمر سؤالها- ايمن انا بكلمك.. انت اتخانقت كالعادة مع هنا ؟.. انا عارفة انها هتفضل طول عمرها منكدة عليك كده ..انت لازم تشوفلك حل في الموضوع ده يا ايمن ..انت متستحقش منها كده ابدا.. مش عارفة هيه متفرعنة عليك على ايه؟
نظر اليها ايمن نظرة مطولة وعلى ما يبدو انه يفكر في كلامها على محمل الجد- صحيح انا لازم اعمل حاجة انا زهقت من تصرفاتها الطايشة دي.
فرحت قمر بكلامه وعلمت انها اخيرا استطاعت ان تربح خطوة ايجابية لصالحها فها هو بدأ ينزعج من تصرفات زوجته, وربما يفكر في تطليقها او يفكر في الزواج بأخرى وستكون هي بلا ادنى شك
فابتسمت له ببسمة حالمة فها هي ما تفكر فيه منذ سنوات سيتحقق اخيرا فلقد تعبت كثيرا للوصول لهذه المرحلة, فهي كثيرا ما لمّحت له لكنه كان يدعي الغباء, فقالت بفرحة فشلت في اخفاءها- صح كده اخيرا هتاخد خطوة ايجابية ... ها قولي هتعمل ايه؟
اجابها وهو ينظر لصورة ابنته في شاشة هاتفه باشتياق بالغ لها ولأمها- هروحلها اتكلم معاها يا قمر ...لازم نحط النقط على الحروف
اندهشت هي من كلامه لم يكن هذا ما تنتظره من رد لكنها ادعت الضجر من ترك هنا للمنزل .. رغم انها سعيدة بهذا الخبر جدا - هيه بردو سابتلك البيت كالعادة زي كل مرة ... طيب ليه مقلتليش يا ايمن ... طيب بتاكل فين ... ومين بيعملك اللي تحتاجه .. لا انت غلطان .. من بكرة هعملك بنفسي الاكل اللي بتحبه .

لا تتحدى الصقرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن