الاخير ج٢

7.3K 331 67
                                    

لا تتحدي الصقر ج٢
بارت٣٩
الأخير ج٢
#أسماء_عبد_الهادي
_____
لم تستطع البقاء بعيدة عنه ...ترمقه بحسرة وتلهف ..يكفي بعدا عنه إلى هذا الحد ..ذهبت إلى الباب الذي يفصلها عنه وفي عينيها عزيمة أن تبقى لجواره لن تفارقه ... حاولت الممرضات معنها لكنها بدأت تصرخ وتصيح لكي يسمحوا لها بالدخول لن تقبل بغير أن تكون جواره ... لن تسمح أن تكون بعيدة عنه بعد الآن... تقدم بلال رأفة بحالها وطلب من الممرضة السماح لها لأن تكون جوار زوجها

فسمحت الممرضات على مضض وقمن بتعقيمها وجعلها ترتدي الزي المناسب...التفت مودة برأسها لبلال
_خد بالك من شاهين يا بلال من فضلك.. أنا مش هقدر أسيب صقر لوحده بيعاني بعد النهاردة

أقترب منها مشفقا
_وجودك معاه مش هيفيد إلا بتعب ليكي إنتي يا مودة ...صقر دلوقتي مش حاسس بحاجة

أغرورقت الدموع في عيني مودة وحركت رأسها ترفض ما يقوله
_لا بردو مش هسيبه.. ارجوك خد بالك من شاهين.. خايفة يحاول إنه يمشي.

أشار لها بعينيه بأنه سيفعل ..لتلج هي للداخل ...لتبصر الصقر على حالته المنهكة ..تحيطه الأجهزة من كل مكان

إحساس بالضعف والخور تملكان منها، كأنما أصبحت أطرافها لينة لا عظام فيها، خانتها قدماها فلم تستطع الوقوف..انحنت ساقيها لتسقط على الأرض جوار فراشه ...إحساس بأنها ربما تفقده ..يصيبها بالجنون.. ينهش كل إنش في جسدها ...ظلت تبكي لمدة طويلة حتى ..أفرغت كل مخزونها وتعبت من البكاء...مدت يدها نحو الفراش تستند عليه لتنهض من جديد ... جلست على الكرسي قبالته ..وأعينها تجوب كل تفاصيل وجهه باشتياق وتوق رغم جهاز التنفس الذي يخفي معظم وجهه .. هبطت ببصرها نحو صدره تحديدا نحو الحرج الذي خلفته رصاصة أبيها..لينقبض قلبها فجاءة وكأنما وخزت هي برصاصة مفآجئة لتشعر بنفس الألم الذي يمر به
أمسكت أطراف أصابعه الباردة بيدها برقة شديدة حتى لا تؤلمه وهتفت بصبابة وتوسل
_اتحمل ياصقر علشان خاطري أنا... قاوم علشان حبيبتك يا روح قلبي...عارفة إنك شوفت كتير أوي.. بس معلش ..عارفة إنك قدها ... إنت وعدتني إنك هتفضل جنبي ومش هتسيبني... إوعى تخلف وعدك يا صقر ها... أرجوك ارجعلي ياصقر... يارب يارب .

انكفت بوجهها قرب يده لتبكي بقلة حيلة منتظرة أن يحدث الله معجزة فيعيده إليها
استمر بها الحال معه في العناية ليومين كاملين .. تحادثه ترجوه أن يفيق أن يعود لها لكنه لا يشعر بها أبدا .. راقدا لا يتحرك.

____
استغرب عادل أن صقر لم يهاتفه كما يفعل كل مرة
_غريبة ..أستاذ صقر متصلش زي عوايده ...لما اتصل بيه كنت بلاقيه بعدها بيكلمني .

هتفت والدته
_أكيد مشغول... ربنا معاه ويعينه على حاله.

أمنت أميرة وعادل على دعاء أمهما
_آمين يارب.

في هذه الأثناء... رن هاتف أميرة ..لترفعه لحتى ترى المتصل ...فتبتسم عندما تعرف من يكون وتهم بالصعود لأعلى بعد أن تضع حجابا على رأسها وتقول على عجل
_أنا طالعة لسلمى

لا تتحدى الصقرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن