لا تتحدى الصقر

نوفيلا "فريسيا" بارت ١

قررت أنزل النوفيلا هنا علشان متابعين الصقر يشوفوها
اتمنى تعجبكم
البارت الأول
#فريسيا
#أسماء_عبد_الهادي
فريسيا

مقدمة
حين تجبرك الظروف عن التخلي عن حلمك...حين لم يكن لديك خيار آخر لتفعله ...حين تضطر لأن تكون شخصا آخر غير الذي تبدو عليه في الحقيقة
حيث تتخذ قرارا تندم عليه لاحقا.. قرارا سيغير حياتك رأسا على عقب
فريسيا
____
بارت واحد
في إحدى الحارات الشعبية التي تضج بالضوضاء والازدحام... الكثير من الاورقة والأزقة... المباني القديمة المتهالكة... والبنايات الآيلة للسقوط... جمع من الناس يملأون الشوارع...وجوههم تدل على مدى الشقاء الذي يعيشون فيه.. علامات البؤس والفقر تظهر جلية على جبينهم ..تشي ملابسهم بالكثير من المعاناة والعمل الشاق... تنظر الى أعينهم لا تجد سوى التعب والخوف من الأيام القادمة..الخوف من أن يبيت صغارهم جوعى في اليوم التالي
لذا تراهم يعملون بلا كلل ... قد يتكبدون تعب عمل ساعات النهار كاملا ولا يجنون بالأخير إلا ثلة قليلة من المال لا تكفي إلا لتلبية طلبات المنزل ليوم واحد..لكنهم مستمرون بالعمل فما لهم حيلة سواه.. يحاولون التبسم ومسايرة الحياة عسى الدنيا تتبسم لهم يوما.. علها تفتح لهم أذرعتها لتحيطهم ببعض الشفقة والجبران

تلك هي المنطقة الشعبية التي تعيش فيها زَهرة ...تلك الفتاة التي أجبرتها ظروف معيشتها أن تتخلى عن براءتها كأنثى وترتدي ثوب الحدة والشراسة بحكم عملها الذي فرضته عليها الظروف

في الصباح
توجهت إلى المكان الذي تعمل به تنظر إلى تلك اللافتة المعلقة أعلى الباب "مغسلة أبو زهرة"...لتفتح الباب على مصرعيه وهي تمتم بالبسلمة
_بسم الله .. توكلنا عليك يارب.

مدت يدها نحو ذلك الراديو الموضوع على الرف في الركن الداخلي للمغسلة، لتفتحه على القرآن الكريم..لتبدأ يومها بذكر الله فينشرح صدرها وتطمئن نفسها المضطربة

ومن ثم توجهت إلى آلة الكي الخاصة بكي الملابس بعد غسلها ..لتنهي ما بدأته بالأمس كي تُسَلِّم الملابس إلى أصحابها في الموعد المتفق عليه.

دلف ذلك الفتى الذي في عمر الصِبا، يفرك أعينه بيده ويفتح فمه على وسعه فهو مازال تحت تأثير النوم ويهتف بنعاس
_صباح الخير ياأبلة زهرة

لتبتسم زهرة على هيئته كالعادة كل صباح يأتي  للعمل ناعسا وهو يعمل معها كمساعد لها في توزيع الملابس لأصحابها
وتهتف مازحة
_صباح الخير يا حودة... ايه برضو كالعادة جاي نايم على نفسك

ليتثآئب حودة مرة أخرى وهيقول بضجر
_وكالعادة بلاقيكي جيتي من بدري وفتحي المغسلة قبلي

لتلقفه بحقيبة سوداء كبيرة، طلبية يتوجب عليه توصيلها
_طب يلا طس وشط بشوية ماية وروح ودي الهدوم دي للست ام ايهاب وانت راجع هاتلي كوباية شاي من عم حسني الأهوجي اللي على أول الشارع