البارت 15

13.9K 1.1K 127
                                    

نبدأ
جحظت عينيه.. تجمد جسده و شعر برجفه عنفيه في قلبه.. تليها تمرده  و أصبح يدق بعنف حتى كادا يكسر أضلعه.. و الكثير من الذكريات تهاجمة بشراهه..
.. لا يصدق حقا ما تراه عينيه.. أهذا شقيقه تؤمه.. نصفه الاخر الذي فقده باكرا.. أهذا الذي لم يرى السعادة من بعد ذهابه.. هذا الذي رحل عنه باكرا و اخذ معه طفولته و فرحته و سعادته و امانه و تحولت طفولته البريئه الي وحدة و قسوه و خوف.. هذا الذي رحل و رحلت معه أشعة الشمس الدافئة.. و حل محلها تلك الغيوم المبلده السوداء الذي كانت تنذر دائما بهبوب العواصف الهوجاء و التي قد أتت على كل الأخضر و الألوان في حياته...
لحظات.. لحظات
حتى استطاع إيجاد صوته.. الذي خرج مرتعشا خوفا من أن يكون كل هذا سراب
: أريان

ثم تكونت غشاوه رقيقه من الدمع في سماء عينيه..
تليها سقوط قطرات المياه
و صوته أيضا الملتهفه لنصفه الثاني..
: اريان اريان.. انت انت عايش

حاول النهوض ولكن.. ذلك الحبل اللعين يقيده و يمنعه من الذهاب ل تؤمه..
فأردف بدموع و نبرة ملتعاه مشتاقه لنصفه الاخر
: اخويا انت فعلا قدامي و عايش..

لا يعلم هذا ذو القلب القاسي عذرا هذا الذي لا يمتلك قلباً من الأساس..
شعر بمشاعر تغزو كيانه.. مشاعر صادقه نابعه من قلب طفل صغير فقد برائته و امانه منذو الصغر و تحول من طفل نقئ و برئ الي وحش كاسر يلتهم الأخضر و اليابس.. كبر على سفك الدماء و هدم البلاد و اغتصاب الأرواح..
تلك النظره و تلك النبره المشتاقه له من شقيقه شقيقه الذي يسعى فقط لكي يدمره و يقضي عليه.. يجلس أمامه و دموع سعادته تسيل على خديه فرحا برؤياه يكاد يتوقف قلبه من كثره الدق من فرط إشتياقه له..
وهو فقط يريد القضاء عليه... كم شعر بسوط ينزل على قلبه بلا رحمة حينما إستمع لإسمه من تؤمه و نصفه الاخر هو فقط يريد أن يزيقه من الويلات كأسات بدون شفقه.. لماذا؟ .. وماذا فعل له حتى يحقد عليه كل هذا الحقد؟ .. وعند هذه النقطه تمرد شيطانه و ألقى بكل سمومه داخل رأسه...
فتحول سريعا لهيئته الشيطانيه التي اكتسبها في اليوم الذي ترك به بلده و عائلته و قلبه أيضا.. فأصبح شخص بدون ضمير عديم الإنسانيه و الرحمة..

نهض سريعا من على كرسيه و قد عاد مره أخرى الي إيثان...
و رمقه بنظره كاره ثم أردف بنبره تملئها الحقد و الشر
: لا أريان مات في الحادث إنما اللي قدامك دلوقتي إيثان...

تراخت أطراف إلياس.. وعقله يحاول أن يحلل تلك الكلمات.. ولم يخفى على قلبه تلك النظره و تلك النبره المليئه بالكره و الحقد.. فكم شعر بخنجر يطعن في منتصف قلبه بلا رحمه.. فهذا الذي لم يمر يوم و إلا كان يتمنى وجوده.. و انه هو الذي قد زهقت روحه في تلك الحادث و يكون شقيقه بخير..

لم تخفي أيضا على إيثان تلك النظره التي احتلت ملقتيه شقيقه.. نظرة الخذلان و الألم..

فنفضها سريعا و أردف بمشاعر جليدية وكأن الذي يجلس أمامه ليس إلا عدوه اللدود
: انا جايبك هنا.. عشان أوجعك و أخليك تشرب المرار اللي انا شربته و هخليك تدور على الموت ومتلقهوش.. عشان تترحم من اللي هعمله فيك...

رواية أرواح مشتته  ( من عالم آخر) إبنة فلسطين (جاري تعديل السرد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن