البارت 25

13.7K 1K 210
                                    


نبدأ

في إحدى الشقق..
كانا يجلسا ويتناولا الإفطار..
: بجد مش مصدق انك صومت النهرده كمان اينعم مقضي النهار نوم بس صومت الحمد لله.. عقبال كدا لما أشوفك بتصلي..

رمقه الاخر بنظره جامده.. جعلته يتوقف عن الحديث..
فإبتلع سيف الطعام ثم أردف بغيظ : خلاص سكت..
لحظات مرت.. حتى أردف بتذكر
: صحيح عاوز أروح بعد صلاة التروايح ل بيت عامر عشان وتين..

توقف الاخر عن الطعام ثم أردف بهدؤ يخفى أسفله نيران غيرته
: وعاوز وتين ليه؟

إبتسم سيف بإستمتاع فهو يعلم صديقة تمام المعرفه
: عادي يعني وحشتني من امبارح..

احتدت ملامح الاخر مردفا بهدؤ يشوبه التهديد
: سيف.. اخلص عاوزها ليه..؟

تنهد الاخر بإشتياق : زمردة وحشتني أوي نفسي أطمن عليها و وتين هي اللي عرفه مكانها ..

إبتسم إلياس ثم أردف بتفكير
: سيف أنت واثق من اللي بتعمله ده..

سلط الاخر نظراته عليه بعدم فهم.. ثم سرعان ما إبتسم حينما وصل له مقصد صديقه فأردف بثقة
: بحبها يا إلياس وأول ما أوصلها هتقدم ليها..

: فكر كويس.. واتأكد من حبك ليها.. و إن حبك قوي وكفايا أنه يقدر يواجه أي حاجة تعرفها عنها.. ومفيش اي شئ يأثر عليه

أردف إلياس بتلك الكلمات بغموض شديد.. مما زرع الشك بقلب الاخر..

زفر سيف بضيق.. ثم أردف بقلق
: إلياس أي الكلام ده وتقصد بأي حاجة اعرفها عنها بعدين دي..

زفر الاخر بتعب : سيف اظن يعني من الشهرين اللي زمردة عاشتهم معانا ملحقتش تعرف عنها كل حاجة.. زمردة بنت كويسه جدا و أتمنى فعلا تتجوزها.. بس عاوز حبك يكون قوي مش مجرد إعجاب من أول مشكلة يروح و تسيبها..

إبتسم الاخر بإطمئنان : لا ياعم متخافش انا بحبها و بحب كل حاجة فيها ومفيش حاجة تانيه تهمني عنها..

إبتسم إلياس برضاء.. سرعان ما إختفت تلك الابتسامة.. حينما رأي ما يعرض على شاشة التلفاز.. القصف الذي حدث بجانب الأقصى و موت الكثير من المدنيين..

خيم الحزن على سيف ثم أردف بخفوت : ربنا ينتقم منهم..

بينما الاخر نهض بملامح جامده.. لاتدل على أي شئ..
أخذ يتحرك للخارج دون أن يلقى بالاً ل نداء سيف و صياحه بإسمه..

أخذ يسير في الشوارع.. وعينيه مرتكزه على السماء التي ملئتها الادخنه السوداء وحال لونها من الغروب لعتمة حالكة السودا في منظر يدمي القلوب ..

و أصوات الماره في الشوارع تصيح بغضب وصراخ.. و البعض يدعي على هؤلا الخنازير و البعض الاخر يحاول أن يتواصلوا مع عائلتهم و الاطمئنان عليهم..
وأيضا أصوات الكثير من السيارت تتسابق للوصول لمكان الانفجارات حتى تساعد المصابين..
والأطفال ترتجف برعب.. خوفا من وقوع أحد الصواريخ عليهم..
و النساء تبكي و تولول و تجمعن صغارهن حولهن بخوف..
إصتدم بإحدى الفتيات التي ترقد وهي تبكي بعنف.. وتصرخ بإسم والدها.. يبدو أنه كان في مكان القصف.. واصابه شئ..

رواية أرواح مشتته  ( من عالم آخر) إبنة فلسطين (جاري تعديل السرد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن