البارت 17

15.2K 1.1K 117
                                    

نبدأ

أشرقت شمس اليوم التالي..
أخذت تفتح جفنيها ببطئ حتى طلت على أرض الواقع الذي غابت عنه منذو الامس.. اغمضت عينيها بقوه لعلها تستعيد بعضً من الثبات.. فهي أصبحت كالراغوا ..
لم تكن تتوقع أبدا بأن وجهها الحقيقي سينكشف الان و أمام من.. أمام ذلك الذي تدور حوله تلك الحلقة المعقدة التي أصبحت توقن أنه مازال هناك الكثير من الأسرار الذي لم تنكشف بعد

و لكن حل تلك العقد يكمن في تلك الأسرار و أيضا ذلك الشهر الذي اختفى به..
فكيف له أن يعرف بحقيقتها هكذا بكل سهولة و أيضا الكثير من التفاصيل لابد من أن هناك الكثير و الكثير حدث في هذا الشهر..
أخذت نفس طويل و مازالت مغمضه العينين..ثم أقسمت بداخلها بأن تذيقه ويلات العذاب الذي ذاقتها هي و كل شعبها منذو اليوم الأول لهم في هذه الحياة .. إذا كان له يد فيما حدث .....

في الأسفل.. مازال يجلس أمام حوض السباحة و لم يغفا له جفن طوال الليل..

الكثير من الذكريات و الأفكار تهاجمة بشراهه لا يعلم من أين له أن يبدأ و كيف له أن يبدأ..

فهو الان وُضع بين شقى الراحة..و أمامة معركة ليست بالهينه فخصمه الذي يجب عليه تدميره ليس إلا والدته و أخاه..
فمهما فعلت والدته لا يستطيع أن يشهر السلاح في وجهها ولكن بالتأكيد سوف يسلمها للسلطات حتى تنال جزاء ما إقترفته في حق الكثير

.. أم بالنسبة لأخاه فهو ليس إلا ضحية لتلك الام منزوعة الإنسانيه.. ومجرد عروس بخيوط كانت تلك الافعي تحركها كما تشاء..
ولكن تلك العروس قد غزتها الحياة و أصبحت تنبض بالشر و الاجرام.. و أصبح أخطر من قبل بكثير.. فأصبح مثل القنبلة الموقوته التي على وشك الانفجار...
فلابد  له من ردع تلك النيران التي تستقضي على الأخضر و اليابس...
فاق من شروده على صوت سيف وهو يجلس بجانبه مردفا بتعجب
: إنت بايت هنا ولا اي؟

اوما له بهدؤ.. ثم أخذ نفس طويل لعله يهدء تلك النيران المشتعله داخله..

رمقه سيف بنظره طويلة إستمرت لدقيقة ثم تحدث بخفوت
: مخبي أي عليا يا صاحبي..
إلتفت له الاخر مصوب عليه مقلتيه بتركيز شديد ثم تفوه وهو يدعي عدم الفهم
: اي يا سيف

إبتسم الاخر بسخرية فهو بالطبع فهم مراوغة صديقه ثم تمتم بعتاب
: أول مره تخبي عليا وجعك.. أنا ساكت من يوم مارجعت ومرضتش ألح عليك وأعرف كنت مختفي فين.. بس فيه حاجات غريبه حاسس بيها حاسس ان القصر ده كله أسرار حتى أنت اللي كنت كتاب مفتوح قدامي بقا فيه صفحات كتير مبغمة قدامي ومش فاهمها

أطلق إلياس ضحكة خافته ثم تفوه بمرح مصطنع
: أي أسلوب الفلاسفة اللي بتتكلم بيه ده

إبتسم سيف بخفه ولكن مازالت ملامحه متحفزه لمعرفة ما يخبئه عنه صديقه

زفر إلياس ثم أردف بتعب : فيه حاجات كتير الأحسن لينا منعرفهاش.. بس طالب منك طلب تخلي بالك من العيلة ووتين تخليك جنبها علطول..

رواية أرواح مشتته  ( من عالم آخر) إبنة فلسطين (جاري تعديل السرد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن