١٢. الوجه الآخر

42 3 1
                                    



سار الثلاثة مقيدي الأيدي بحبالٍ خشنة ربطت في سرج الحصان الأشهب الذي يمتطيه الرجل ذو فراء الدب.. بينما سار بقية الرجال بأحصنتهم محيطين بهم من كل جانب وهم يقطعون جانباً من الغابة يبتعد بهم عن قلعة الغيلان وعن الجرف الصخري المطل على البحر.. توغلوا عميقاً في الغابة نحو وجهةٍ غير معلومة دون أن يتلطف أحد الرجال بإجابة أي أسئلة..

تلفتت يوتانا حولها مراقبةً وجوه الرجال.. قبل أن يغادر إيّان وشاسار جسدي الغولين، كان وجه الرجل ذو فراء الدب، والذي بدا أنه قائد هذه المجموعة، منشرحاً مبتسماً رغم مواجهة هذا العدد من الغيلان.. لكن بعد ما جرى، تبدّلت ملامحه وبدا العبوس ظاهراً على وجهه وانعقاد حاجبيه يدلّ على جدية الموقف الذي هم فيه.. سمعت إيّان يغمغم بعد فترةٍ من الصمت "شاسار.. ما الذي يجري هنا؟.. ألا يقصدون بذوي العيون العين الثالثة؟.. قطعاً إنهم يقصدون هذا الأمر بالتحديد.. فكيف عرفوا بأمرها؟.. وما سبب هذه المعاملة؟"

أجاب شاسار باقتضاب "لو كنت أعلم الجواب لأجبتك.."

لم يرضخ إيّان لهذه الإجابة، بل رفع صوته مخاطباً الرجل الذي يتقدمهم سائلاً "أنت... يا ذا الفراء.. ما الذي دعاكم لاقتيادنا بهذه الصورة دون أن نرتكب جرماً؟.. من أعطاكم الحق بذلك؟"

أجابه الرجل دون أن يلتفت إليه "ستعرف الجواب عندما نصل.. فما الداعي للعجلة؟"

قال إيّان مقطباً "ومن قال إننا سننتظر حتى نصل لموقعٍ نجهله ونحن لا نعلم ما تنتوونه لنا؟"

أدار الرجل جسده له ورفع الرمح الطويل حتى كاد رأسه الحاد يلامس صدر إيّان الذي يتقدم الثلاثة معلقاً "وهل تملك الخيار؟"

قال إيّان بلا خوف "كل ما أريده هو بعض الأجوبة.. فهل هذا كثير؟"

رمقه الرجل بنظرةٍ حادة، ثم عاد يلتفت للأمام مجيباً "لستُ أنا من يملك الجواب.. اصمت حتى نصل.."

تزايد استياء إيّان وإن أدرك أنهم لا يملكون من أمرهم شيئاً، فيما علقت يوتانا بخفوت "يبدو أن عزلة البشر في هذا الجانب من العالم جعلتهم يتسرعون لاعتقال أي شخصٍ يمر بهم حتى لو لم يكن غولاً.."

تساءل إيّان بهمس "هل ستحاول نقل عينك الثالثة إلى أحد الحيوانات وتخليصنا من هذا الأسر؟"

هز شاسار رأسه نفياً وقال "لا.. أريد أن أعرف كيف أدركوا وجودنا وهويتنا الحقيقية.. وبعدها سنهرب بأي وسيلة ولن يقدروا على ردعنا.."

قال إيّان بضيق "لا تكن متفائلاً.. الأفضل أن نتخلص منهم وهم قلة قبل أن نصل لمعسكرهم.. من يدري كم شخصاً يعيش فيه ولا هدفهم الحقيقي من اعتقالنا؟"

العين الثالثةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن