3-العجلة الثالثة

507 38 10
                                    

توقف فجأة صوت الجرس " ماما ،لاتفتحي الباب" سمعت رنيم صوت ابنتها يحذرها، كانت تعلم انه صوت لا وجود له الا في رأسها و مع ذلك كانت لا تفتئ تنصت اليه بإمعان كما لو انه كان حقاً صوت ابنتها التي ماتت قبل ان تقول حرفاً او يسمع لها صوت.
كانت بحكم مهنتها تعلم انه نوع من الهلوسات التي ابتكرها عقلها وقت الصدمة كنوع من المواساة لها ، و انها لن تكون حقا بخير حتى تتوقف عن سماعه و مع ذلك كانت تشعر بالسعادة ان تفكر ان روح ابنتها لا تزال حولها و تتواصل معها، و خصوصاً في تلك اللحظة التي كانت فيها مذعورة.
بعد ان سمعت صدى صوت ابنتها المتوفاة ، قامت و نفضت عنها خوف الطفولة، و قررت التواصل مع امن المبنى.

اتصلت بحارس المبنى الذي اجاب على تساؤلها " نعم سيدتي لقد اخبرني بأنه زميلك في العمل و انكِ اضعتِ هاتفك و هو وجده و اراد ان يعيده لكِ. لقد غادر لتوه سيدتي "
تدافعت التساؤلات عن كيف ولماذا كان يقف ذلك الرجل امام بابها. كانت رنيم ترتعش دون شعور ، بالرغم من ان صوت الجرس قد هدأ.
"
كان كل ما اخبره للامن كذب و احتيال ، لكنها لم تستطع لوم الحارس لتصديقه كل ذلك الكذب، و كيف كان بإمكانه معرفة انه كان يتعقب رنيم و انه كان لا يقول الحقيقة عندما اختلق عذراً ليذهب الى شقتها. لكنها حرصت ان تخبره بأن لا يدع ذلك الشخص يدخل المبنى مرة اخرى تحت اي عذر كان.
ذهبت لتجلس على الاريكة ، غير قادرة على الشعور بالامان . لا تملك ادنى فكرة لماذا جاء اليها و عمّ كان يريد قوله.. او فعله.

•••••••••••••

في صباح اليوم التالي افاقت رنيم بعد ليلة صعبة لم تتمكن فيها من النوم حتى ساعات الفجر ، افاقت على نفس الهاجس الذي نامت عليه و هو فادي عوض.
بعد اخذ بعض القسط من الراحة والنوم ، تمكنت من ان تبت في الامر بأن قررت انها لن تفسر في الامر كثيراً ، و عدى انها يجب ان تحاول تجنبه في المستقبل ، لم ترى انها احتاجت اجراء اخر لتتخذه بشأن ذلك الرجل .
عندما شاركت جزءا من قصتها مع سمر كان ان تعرفت سمر على اسمه واخبرتها انه الابن الاصغر لمالك شركة اللحوم المشهورة والمعروفة باصحابها فاحشي الثراء. جلب ذلك مزيدا من الهم لرنيم ، فرجل بميول اجرامية وبامكانيات مادية يمكن ان يقوم بأي شيء دون مانع او صعوبة.

مر يوم و اثنين ثم ثلاثة وخمسة ، كانت لا تزال تراقب من نافذتها مجيء فادي و لا تكف تسأل نيرمين كل يوم عنه و تؤكد عليها بإنها يجب ان تخبرها فور مجيئه.
ثم و في اخر يوم في الاسبوع عندما كانت رنيم تساعد قريبتها في اغلاق المحل اذا بسيارة مستوردة باهظة الثمن تجذب انتباه سمر بعد ان توقف امام البار المقابل .
سمر " بقي لدي حلم ان امتلك سيارة جميلة كهذه لاشعر انني -"
رنيم مقاطعة " لا تقولي سعيدة. اذا بقيتِ على هذا الحال تربطين سعادتكِ بما يمكنكِ ولا يمكنكِ شراؤه ، فلن تنتهي قائمة ماتريدين شرائه ولن تسعدي ..." تعلقت كلماتها في الهواء دون ان تنهيها لانها صدمت لرؤية فادي عوض يخرج من السيارة الفارهة ليفتح الباب لأمرأة شابة جميلة. تلك الشابة لم تكن سوى نيرمين التي صعدت على سيارة الرجل الذي ظلت تحذرها منه طوال الوقت دون اية مخاوف .
شعرت بوجهها يحتقن غضباً صرخت بوجه سمر ان تسرع و ما ان وصلت مستغربة امر انفعال رنيم حتى امرتها بنبرة لا تفاوض فيها ان تقود بسرعة و تلحق بالسيارة الحمراء التي كانت قد بدأت تتحرك.
نفذت سمر امر رنيم و هي تتذمر من ان رنيم تتصرف بغرابة مؤخراً. ثم اخذت تسأل رنيم عن السبب ، لكن الاخرى لم تكن تستمع حتى لكلامها ، فقد ركزت جهدها في ان لاتبعد نظرها عن السيارة كما لو انها تخاف ان تختفي من امامها و يتمكن فادي من فعل شيء سيء بنيرمين الحمقاء المسكينة.
استمرت الملاحقة لربع ساعة تقريباً ، ثم اخذت سيارة فادي تبطئ لتدخل احد الاحياء المزدحمة القديمة ، كان ذلك مالم يدر في بال رنيم كأحتمالية.

قاتلي و حبيبي ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن