14- حضن اول

421 42 5
                                        

استيقظت بسرعة من مفعول سحر كلماته . لكن صدق مشاعره ظلت تدوي في زوايا فكرها. نظرت الى يده الممسكة بمعصمها يمنعها من الذهاب بمفردها . لكنها كانت قبضة مؤلمة. اقتربت تمشي باتجاهه فقط لتخفف من شدة قبضته . ارتبك بذلك فادي وقد اصبحت تقف على بعد قدم واحد منه فأفلت يدها وهي بدورها دلكت مكان قبضته بخفة ثم نظرت اليه بابتسامه اجتماعية .

كانت قد استعادت توازنها العاطفي واخذت الموضوع كعادتها وكأنه شيء ليس ذو قيمة . رأى فادي ذلك في عينيها. ودفعه احباطه ان امسك بمعصمها مجددا فقط ليضع يدها على صدره .
فادي " ألا يمكنكِ تصديق هذا. قلوبنا لا تستطيع الكذب"
ابتسمت رنيم ابتسامة واسعة وقالت مستخفة بالامر " لقد جريت لتوك فطبيعي ان تزداد نبضات.."
قاطعها بأن سرق قبلة من على خدها بسرعة خاطفة . اتسعت عينا رنيم وصفعته بقوة ثم ولت مغادرة وفادي لا يزال مصدوما . لحسن حظها ان جاءت سيارة اجرة في تلك اللحظات فذهبت اليها. ابتعدت بضعة امتار لكنها كانت لا تزال غاضبة فعادت وركلته في ساقه بقوة مؤلمة تأوه منها فادي . وقبل ان يقول شيء كانت تصرخ في وجهه
" لا اعلم ما الذي تحاول اثباته بعملك السخيف هذا.. لكني لا احتاج حبا هشا كالذي تحاول ان تريني اياه ."
ابتعدت مجددا ودخلت سيارة الاجرة وولت مغادرة.

••••••••••••••••••••••••

ليلتها اخذت رنيم بقلق تحاكم قلبها . وبخت نفسها لانها للحظة ارادت ان تتخيل مستقبلا مع فادي ،الرجل الذي لا يزال غارقا في مشكلات يحتاج المساعدة وليس المزيد من التشتيت. كانت قد استسلمت منذ ان بدأت تتعاطف معه بشكل شخصي من ان تكون مرشدته النفسية وعلمت انه يحتاج المساعدة النفسية جراء كل الصدمات التي عاشها واخرها استهداف احدهم لامه . فكيف يعقل لسائق دراجة نارية ان يصعد الى رصيف المشاة فقط ليدوس عليها ثم يلوذ بالفرار دون تردد بعد رؤيته لها غارقة في دماءها . لولا كاميرا مراقبة للمحل المجاور فلم يكن ليوجد اية شهود على تلك الجريمة.

قاطع تفكيرها سمر التي عادت للبيت الساعة الثانية فجراً . نهضت رنيم تطمئن على قريبتها. وكانت سمر تبدو في حال لا يسر. اجلستها وطلبت منها ان تحكي لها ماكان يحدث.
نظرت بخوف الى رنيم وقالت " حسان طلب مني الزواج"
رنيم وهي تشعر بالتشوش " تقصدين رامي !"
هي " يالكِ من صديقة يا قريبتي العزيزة!. لقد انفصلت عن رامي منذ الشهر لانه كان شكاكا ومتملكا بطريقة خانقة. ولاننا لم نملك الوقت لاطلعكِ بالامر سأحكي لكِ مختصر ما حدث . وهو اني بعد ثلاثة ايام فقط من تركي لرامي جاء لحياتي حسان الذي يشبه اميرا من القصص الخيالية."
نظرت اليها رنيم بنظرة لا تصديق تتهمها بالجنون او العته. لكن سمر تابعت محاولة اقناعها " رنيم.. انه ثري ووسيم ويملك جسما رياضيا ويفهمني ويهتم بي بحيث لم استطع مقاومته لم املك فرصة للتهرب وهانذا اليوم تقدم لي وانا اشعر انني في مأزق"

قاتلي و حبيبي ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن