بقلب اصبح ثقيلا اكثر مما يمكن لشخص ان يحمله . تنهد فادي . نظر الى قوتها وثباته وتصميمها وتذكر وعده بأن يتبع خطتها. لكن كيف يثنيها عن قرار الفراق .
تكلم فادي مساوما " الا تستطيعين المجيء معي عند سفري للدراسة ؟ سأوفر لك كل ما تحتاجينة، حتى انني سأفتح لك مركزا للاستشارات هناك وسأحقق لكِ اي امنية لكِ دون شروط"رنيم وقد رأت في كلماته يأسه " لا استطيع . انا لا اراك بهذه الطريقة "
هو بغضب " لا زلت في عينيكِ رجلا هشاً تافها ضعيفا لا تريدين اخذي على محمل الجدية اليس كذلك؟!!"كان ما قصدته هو انها لا تراه كمصباح علاء الدين وان لا رغبة لها في استغلاله بأي شكل او صورة.
شعرت بالخيبة عندما اخذ يتهمها بأنها لا تراه ..وهي التي شعرت بقلبها ينتزع منها وهي تنطق بحكم الافتراق. لكنها اضطرت لئلا تظهر مشاعرها في تلك اللحظة وامسكت بلجام قلبها ثم كلمته بثقة هشة مقنعة بالقوة " نعم . الوحيد الذي استطيع ان احب هو ذلك الذي استطيع الاعتماد عليه. حكيما قويا متحكما بمشاعره وممسكا بزمام حياته. يعرف تماما ما يريد ويقوم به دون تردد "
كانت قد كتمت كل ما في قلبها ولبست قناعا جامدا ، لكن في جملته الاخيرة كان قلبها هو من يترجاه ليتمسك بها مهما هي قالت له الا يفعل , ليته فهم.كان لا يزال غير واثقا بنفسه و قد تحتم عليها جرحه ليصبح اقوى، قوي بما يكفي ليظل واقفا في الزوبعة التي كان على وشك خلقها. شخصا عظيما تعلم انه سيكونه حتى وان لم يكن لها .
هو وقد عجز عن اخفاء عينيه اللتين تجمعت فيهما الدموع "رنيم.. خلال هذه الفترة التي كنا بها معاً. هل انا وحدي من كنت اشعر بذلك الشيء المميز بيننا؟"
شعرت رنيم بقلبها يعتصر ألما حرفيا. حاولت بصعوبة ابتلاع ريقها ولم تستطع لغصة خنفتها نطقت على عجل " اسفة . سامحني"
ثم أنطلقت هاربة من المكان فادي يظن انها تفر من مشاعره المفروضة عليها بينما هي في الحقيقة كانت تهرب من نفسها التي دون شك كانت ستتراجع ان بقت هناك دقيقة اخرى . كانت لتستسلم امام عينيه الساحرتين وتنطق بكل ما في قلبها . كم كان ذلك ليدمر كل شيء بنته لاجله.
كانت رنيم قررت ان فادي لن يستطيع ان يتغير بالحياة الا عندمايصدم . يصدم بطريقة تجعله يستميت ليبعد عنه كل طباعه السيئة التي استولت عليه وقيدته اليها . بمعرفتها النفسية ومعرفتها الشخصية بفادي كانت قد ادركت ان لا حل اخر له سوى ما فعلته . وهي تعلم انها قد تكون مخطئة ومن منا لا يخطئ لكنها ان كانت مصيبة فسيكون ماساعدته عزاء لها لفراقه.
•••••••••••••••••••••••••
انقضت بعدها ليال طوال أليمة على رنيم . لم تكن تدرك ان فادي كان قد تعمق حبه في داخلها الى تلك الدرجة الا عندما افترقا ،الا عندما اضاعت فرصة ان يكونا معاً. كانت لاعوام طويلة قد اكتفت باليقين ان الحب وزمانه قد ولى وان قلبها لن ينبض مجدداً ابداً بنفس الطريقة.
ولصدمتها انها كانت مخطئة .. هي التي درست بشغف علم النفس لم تكن تعرف ماينمو ويكبر في نفسها ..فعلمت سبب ترددها الدائم وايقانها انها لا تستطيع علاجه لان بينهما علاقة شخصية كانت تلك هي العلاقة الشخصية التي انكرتها بالحاح واعطتها مسميات اخرى بينما لم يكن سوى الحب.
احست رنيم بكون من الوحدة الذي لم يستطع شيئ تخفيف برودته فبمجرد غياب فادي انطفأت الشمس في عالمها .
كان مادفعها لمساعدته وحمايته هي تلك المشاعر الدافئة الجميلة التي كبرت تجاه فادي الشاب القاسي ظاهريا الهش اللطيف في الداخل الرجل الضخم بقلب طفل ..الطفل ذو الجروح الدامية.. لكن من منا لا يملك جروحا او ندوبا؟ .. لامت نفسها كم انها كانت غبية وكم كان امامها مائة طريقة لتخبره او ترسل اليه تلميحاً بأنها رغم ما قالته من كلمات قاسية كانت تحبه ،لكن الاوان كان قد فات.
![](https://img.wattpad.com/cover/280009798-288-k991019.jpg)
أنت تقرأ
قاتلي و حبيبي ( مكتملة)
Romanceامرأة بماضٍ أليم تلتقي برجل مجرم ، هي كمعالجة نفسية تستطيع ان ترى خلاله ، تتدخل في حياته و تكاد تفقد حياتها لتسحب ذاك الرجل من ان ينحدر ليصبح قاتلاً.