اخذت رنيم تبحث عن هاتفه فقد يكون يتحدث الى احدهم بالهاتف ..لم يكن هناك اية مكالمة. ( لايعقل انه يتحدث اليٌ) بينما هي تخبر نفسها ألتفت إليها .
كانت عينيه تملكان بريقا لم تره من قبل . لقد كان ينظر اليها وكأنها الشيء الوحيد الموجود هناك وقد كان بلا شك يقصدها هي. بادراكها ذلك شعرت بشيء من المواساة الا انها علمت انه على الارجح لا يعني ذلك . فكم هي مشاعرنا هشة وقابلة للاختلاط علينا عندما نكون منكسرين.
ابتسمت بتوتر بينما هو ظل يقرأ ملامح وجهها دون ان يرمش .
تكلمت رنيم بحذر لتخفف من عاطفية اللحظة " هذا شيء جميل .. لكنك لا تقصد ذلك حقاً"
ارتفع حاجبيّ فادي " لا اقصده؟!!"
كان متعجبا من ردة فعلها ، هو لم يستطع ولو لمرة توقع ردود افعالها ، هكذا كان يراها مختلفة عن بقية نساء العالم.بررت رنيم " لا تشغل بالك بالامر، ستفهم هذا لاحقا اعدك"
فادي و قد شعر بشيء من خيبة الامل "لا يمكنكِ التغاضِ عن الامر بهذه البساطة! لقد اعترفت لك بحبي للتو! "رنيم بابتسامة عذبة وهي تنظر الى عينيه وبهدوء قالت " انت لم تفعل ."
اثار ردها حنقه " مالذي تقصدينه ؟ لقد اخبرتكِ للتو-"
قاطعت بلطف شارحة " اعتقد بأني احبكِ.. هذا ما قلته . لكن انت مخطئ على الارجح فإن كان حبا حقا فلن يكون في الامر شك حتى تقول بإنك تعتقد "نظر اليها في حالة من اللاتصديق لكنه كان يفكر محتارا بما قالته .
نكزته رنيم مازحة وقد غيرت الجو بمرح صوتها " دعنا من هذا اخبرني اين سنذهب اليوم؟"نظر اليها " ايفترض بنا الذهاب الى مكان ما؟"
هي " بالطبع !.. لقد ربحت رحلة الى هذا المكان بفضلك! وأقل ما يمكن لخاطفي فعله هو ان يأخذني في جولة في هذه الجزيرة الجميلة"
هز رأسه فادي معلقاً " لا يصدق!"
بهذا انهت رنيم الحوار ،بعدها مشى الاثنين في صمت على طول الساحل كل يهيم في مداره. ومع ذلك ظل هنالك خيط خفي يصلهما ببعض ، لم يره احد ولم يكونا قد ادركا بعد وجوده.
••••••••••بعد تجولهما معاً طوال اليوم ، انتهى بهما الحال على مقهى صغير يكاد يكون مهجورا لقدمه وقلة اهتمامه بمواكبة تحديثات العصر. امتلكه رجل عجوز ودود، نسيه الزمن كما نسي مقهاه. لكن الجو الذي احاط بالمكان لم يكن يقاوم ،فجلسا رنيم ومعها فادي في احدى الزوايا . وسألته رنيم " ألست مرهقاً و تريد ان ترتمي في مكان ما "
فادي " ها انتِ تفترضين مجدداً شيئاً وتصدقينه!"رنيم " لم اصدقه لذلك سألت. ثم ماذا تعني بمجددا؟"
فادي " لقد افترضتِ واقتنعتِ انني لم اعنِ ما قلته لكِ صباحاً "
هي " اريد ان اشرح لكِ عن كل الاسباب التي جعلتني اقتنع، لكني متعبة وسأكتفي بقول واحد لك الان ."
أنت تقرأ
قاتلي و حبيبي ( مكتملة)
Roman d'amourامرأة بماضٍ أليم تلتقي برجل مجرم ، هي كمعالجة نفسية تستطيع ان ترى خلاله ، تتدخل في حياته و تكاد تفقد حياتها لتسحب ذاك الرجل من ان ينحدر ليصبح قاتلاً.