٢٢- هوس

227 21 0
                                    

تكلم زاهر وقد بدى كمن لم يسمعها " انتِ لا تعلمين حقيقة مشاعركِ. انا وانتِ نليق ببعضنا نحن نفهم بعضنا بشكل لا يستطيع احد مجاراته . ألستِ من قلتِ بأنكِ لم تجدي رجلا تشعرين معه بالراحة مثلي؟ انتِ الان مشوشةلذلك لا تقولي المزيد "
نظرت اليه رنيم وقد ادركت ان لا جدوى من اقناعه بشيء اخر . كانت ترى فيه شخصا جديدا لم تعرفه من قبل .فقد ظنت طوال ذلك الوقت انه كان يريها نفسه دون اخفاء او تجميل مثلما كانت تفعل فظنت انها تعرفه لكن برؤية الجانب الاخر منه ادركت انها كانت مخطئة وان زاهر الواقف امامها في تلك اللحظة قد يكون على الارجح الشخص الذي خبأه عنها طوال الوقت بكل ذكاء حتى صدقت انه كان المتوازن نفسيا المتحكم بنفسه فلا ينفعل. الحكيم بحيث انه يرى العالم من عدسة النظرة الكلية والسلام والرحمة الوجودي . كل ذلك كان قناعا تردى امامها لترى فيه شخصا رغم ثقافته وفطنته الا انه كان يعلم ماذا كان يفعل معها.
لقد اخفى دوافعه وراء ستار من الوضوح الذي افترضته رنيم . وكم كان دائما ما ترتكب نفس الخطأ ، فهي تفترض ان من تحادث يملك قلبا واخلاقاونوايا بريئة احست بأنها مخدوعة وان لا جدوى بالتمسك بزاهر الرجل الدي جعلها ترسمه بخيالها وتصدقه طول تلك الفترة  فلم يكن موجودا .
غادرت بعد ان اخبرته ان لايتكلم معها مجددا.
في طريقها للمنزل وككل ليلة رافقها فادي ماشيا ورائها وبذلك شعرت ببعض المواساة . كم كانت بائسة عندما استيقظت لترى الواقع وهو ان من اعتبرته اخا وصديقا وأئتمنته على مكنونات فؤادها لم يكن يهتم بها كأنسان بل كان يرى فيها فرصة كونها امرأة، رغم انها طلبت اليه منذ البداية الا يفعل . شعرت بالخذلان . ثم تساءلت هل هنالك حقا من صداقة بين رجل وامرأة صداقة لا يكون فيها الانجذاب العاطفي موجودا؟ ثم ألتفتت الى فادي الذي لم يتوقع حركتها ناهيك عن الكلام معه وهي التي تجاهلت وجوده اياما طويلة.
هي "اخبرني رأيك. الا توجد في هذه الدنيا صداقة لا غير بين رجل وامرأة؟!"
هو بسعادة " الموضوع طويل ويحتاج نقاشا، فلمَ لا نذهب لهذا المقهى " اشار باصبعه على مقهى في الزاوية " لمَ لا نتناقش هناك على كوب قهوة ؟"
هي وقد علمت مبتغاه " انس الامر "
وعاودت المشي وتابع المشي وراءها وتكلم " تختلف اراء الناس وخبراتهم وتكثر الاقاويل في الامر الا انني اعتقد شخصيا ان لا صداقة حقا موجودة بين رجل وامرأة "

لو انه كان في ظروف اخرى لاعتزمت ان تجادل الا انها كانت اتعب من ان تفعل .
تابعا المشي بهدوء ككل امسية. فكرت كم انها ستفتقد مرافقته لها ما ان يدرك انها لن تعطيه الفرصة وان هذا كان شيئا نهائي. لكنها تكلمت في نفسها " فلاستمتع بالربيع طالما الربيع موجوداً"
••••••••••••••••••••••••

في اليوم التالي كانت النظرات اليها في المدرسة مريبة وكما لو ان التهامس زاد. اخبرتها احدى المدرسات ان تتزوج بزاهر في اسرع وقت لانهما كانا يضعان مثالا سيئا امام الصغار . وعندما سألتها عما كانت تقصده اخبرتها ان تفتح مجموعة المدرسة بالهاتف المحمول وترى بنفسها وعندما فعلت شعرت بالصدمة فقد كانت صورتها مع زاهر وهو ممسك بيدها ومكتوب في التعليق كلاما عن الحب والانتظار الذي لا بد ان ينتهي بالعناق وغيرها من الاوصاف التي لا تقال.
لم يزعجها الامر بقدرما ازعجها زاوية التصوير في الصورة فقد كان جهاز الهاتف يسجل بلا شك على طاولة المعلم نفسه اي ان زاهر هو مصدر هذه الاشاعات كلها .
طغى عليها شعور بالخيانة والصدمة من اخر شخص توقعت منه ان يؤذيها بهذا الشكل فقط ليحصل عليها .

قاتلي و حبيبي ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن