5- زائر غير مرحب به

501 51 4
                                        

ارتعدت رنيم خوفا و هي تحاول التفكير بطريقة للفرار من ذلك الوضع الخطير ، لقد كان يخبرها برغبته في خطفها كما لو كان شيئا يقوم به كل يوم.
انتهى الصمت بضحك فادي الذي كان مستمتعاً بردة فعلها " هل ظننتِ حقاً انني سأقوم بذلك؟! حتى انكِ لستِ جذابة لتلك الدرجة "
نظرت اليه باستياء بينما هو اخذ يراقب وجهها بتمعن و ابتسامة لا تزال تتعلق على وجهه .
بعد ان فهمت الامر رنيم ، قررت تجاهل وجوده و متابعة سيرها.
لكن تلك كانت فكرة غبية حيث انها ما ان فعلت ذلك حتى امسكت بها يده و سحبها اليه بلحظة خاطفة لتجد نفسها تصطدم بجسده المفتول القوي الذي جعلها تشعر كما لو كانت مخلوقا ضعيفا تحت رحمة حيوان ضارِ .

ارادت ان تدفعه بعيدا لكنه لم يسمح لها بذلك و قال لها هامسا متوترا " اياكِ ان تتجاهليني مرة اخرى ، و الا ..."
لم ينهِ وعيده ، و ترك رنيم التي كانت لا تزال مصدومة من الموقف و غادر ببساطة!

بعد لحظات تنفست رنيم و قد عادت اليها الحياة و هرولت مسرعة الى شقتها و هي تمسك بقلبها ، الذي كان ينبض بسرعة. هل كان خوفاً ام شيئاً اخر .. هي نفسها لم تدرِ.

في اليوم التالي مساء و بينما كانت هي تقوم بعملها في المقهى. جالسة في زاويتها المعهودة ، كانت قد انتهت لتوها من جلسة مع سيدتين كانا كلاهما يشكيان زوجيهما. كان يوماً عادياً يكاد يكون مملاً، حتى قرر فادي ان يعكر صفوه.

كانت رنيم تقرأ رواية في يدها عندما سمعت صوته يخترق سلام الموسيقى التي كانت في الخلفية " هأنذا جئت كما اقترحتِ عليّ"
قالت تحت انفاسها و هي تغلق عينيها بندم " تباً"
علق فادي " لقد سمعت ذلك!.. لماذا ؟ لا تحبين الخلط بين العمل و حياتكِ العاطفية ؟"
كانت الطريقة التي يعبر فيها بزهو عن نفسه تستفز رنيم و لكنها كمختصة في علم النفس كان عليها ان تحافظ دائما على هدوئها و ان تتحكم بردود افعالها .
قالت و قد قررت ان تعامله كأي زبون " تفضل بالجلوس!" مسحت الابتسامة الزائفة التي اعطته لثانيتين و اخذت تتكلم معه " اذن , هل هنالك شيء استطيع ان اساعدك به ؟"
هو " نعم . اريد قتل شخص محدد"
نظرت اليه بخوف مغطى بنظرة لا مبالية ، لكنها في سرها كانت تدعو الله انها ليست ذلك الشخص الذي يريد قتله . ثم علقت " و لماذا تريد فعل ذلك؟"
هو ببساطة " لانها تستحق ذلك"
رنيم " نحن كبشر لا نملك الحق في تقرير من يستحق او لا يستحق العيش ، لكن اخبرني من هو هذا الشخص ؟ و مالذي فعله ليجعلك تفكر بفعل شيء شنيع كذلك ؟"

هو " انا مندهش! انتِ تبدين كشخص اخر ! كمعالجة نفسية!"
قالت بنفاذ صبر " ربما لانني كذلك.. هل تمانع ان نعود الى موضوعنا ؟"
هو " لا اريد .. انه موضوع ممل . اريدكِ ان تخبرينني ، لماذا انفصلتِ عن زوجكِ؟"

ادركت انه قد جمع معلومات عنها و ربما اراد بسؤاله ان يشعرها بالخوف ، لكنها بهدوء قالت " لا ارى ان جوابي سيفيدكِ بأي شيء . اخبرني انت، لمٓ اتيت؟"

قاتلي و حبيبي ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن