كان هو متعلقاً بالحياة لانه كان يحمل خاتم خطوبة يجب ان يعطيه لرنيم التي جعلته اخر من يعلم بانهما مخطوبين !
اراد فعل ذلك بشدة بحيث انه حتى وعندما شعر بكل قطعة من بدنه تسحق تحت وطأة سيارة غاشمة صاحبها يتعمد الاذى ،حتى وعندما بدى الموت طيبا مريحا يدعوه بود قرر ان يعيش لاجل ان يعود الى محبوبته ويحاول مجددا بخاتم الخطوبة المحمل بألف امنية من قلبه .
لذلك برغم اصابته بالعديد من الكسور والنزيف والرضوض وبالرغم من ان حالته كانت خطرة وفرصة بقاءه قليلة الا انه صمد حتى خرج من مرحلة الخطر . كان ذلك اعظم خبر تلقته رنيم في حياتها كلها .بحلول ذلك الوقت كان الجميع قد ادرك مدى تورط الاثنين في الحب . فرنيم لم تغادر المشفى دقيقة طوال الخمسة ايام ثم انها عندما اعلن انه اصبح في امان انهارت على الارض مغشيا عليها من شدة الاعياء .
خلال الايام الخمسة لم تأكل او تنام لم تفكر بأي شيء واخذت تصلي وتدعو الله دون كلل . ناجته سرا وهي على سجادته وبكت بحرارة
" رباه انت تعلم بكل شيء . تعلم كيف انني احببته كما لم اتخيل ان باستطاعتي حب بشر لذلك الحد فنجيه لاني لا استطيع بدونه ان اعيش . يا الله انتتعلم كم كان قراري في الابتعاد ثقيلا وموجعا وكم انني تألمت ولا ازال لفراقه .. فعلت هذا كي يحظى بحياة سعيدة . كي لا اكون سبب شقاءه فأمنحه الحياة السعيدة التي يستحق .. ياالله انه وطوال حياته لم يرى شيئاً جميلاً ولم يخبر سعادة من ظلم عائلته وقسوتهم الفجة الى سر ولادته المفجع الى انتقام ارتد عليه فخسر والدته قبل ان يفرح معها وخسرني عندما تلاعب به اعداؤه وخسر شبابه وهو في السجن .. ربي انقذه واعده ليحظى بشيء واحد سعيد ... اكتب له عمراً جديداً يا من لا يعجزك شيء في الارض ولا في السماء . نجه يا الله..."
وهكذا ظلت الى ان استجاب الله لها و اصبح حال فادي مستقراً هناك تداعى البدن الذي لم يذق طعما للراحة طوال ايام.وعندما استفاقت كانت بالسرير المجاور لفادي الذي كان الضمادات تغطي معظم جسمه وما ان رأته بتلك الحالة حتى تداعت ارضا ممسكة بيده المضمدة وتبكي متأسفة . نعم فقد شعرت بأنها كانت السبب فمن قام بدهسه لم يكن سائقا سكيرا او شخص لا يعرف القيادة لقد كان الاستاذ زاهر بنفسه . وقد كان انتقامه انتحاريا يهدف لتدمير سعادة رنيم و في نفسه امل ان تعود له ان مات فادي .
لم يكن الا مهووسا بطريقة مرضية وقد قاده الامر ان جعل شخصا بكامل عافيته يحارب الموت لينجو باعجوبة فقط لان حبه كان من طرف واحد . كان الشيء الجيد الوحيد هو انه لم يفر بعدها وامسكت به الشرطة واصبح في السجن.ما ان نالت رنيم قسطاً من الراحة سببها جرعة مهدئات حتى اخذت تفكر في فادي مجدداً وشعور الذنب يأكلها حية.
فادي الذي كان لتوه قد استعاد وعيه لم يتمكن من الكلام كثيرا وبدى ان الاوجاع والتعب قد اخذا منه مأخذا عظيماً.
فتكلمت رنيم وشعور بالعار واضحا في صوتها.
" فادي .. انا.. سامحني ارجوك ... انا السبب لم يكن يجدر بي فعل ما فعلته ولا قول ما قلته. بسببي انت الان في هذه الحالة .. انا لا ادرِ " تلعثمت واكلت الغصة كلماتها

أنت تقرأ
قاتلي و حبيبي ( مكتملة)
Roman d'amourامرأة بماضٍ أليم تلتقي برجل مجرم ، هي كمعالجة نفسية تستطيع ان ترى خلاله ، تتدخل في حياته و تكاد تفقد حياتها لتسحب ذاك الرجل من ان ينحدر ليصبح قاتلاً.