17-ألف خطوة

266 32 0
                                        

استيقظت رنيم كمن كان نائما ويحلم. لكن الواقع كان يؤكد مااعتقدته حلماً الألم الى جانبها الايسر . ملفوف بضماد وهي راقدة على سرير مشفى... لم يكن حلما وفادي كان قد حاول قتلها !
" مالذي دهاه ليفعل ذلك ؟ لا لست اتخيل لقد كان هو بهيئته الضخمة رغم الملابس التي خبأته كليا كان هو عرفته من يديه من رائحة عطره ومن دقات قلبي.! لماذا فعل ذلك؟!!"
فاق وجع قلبها ماسببه جرح السكين من وجع ما ان اخذت تفكر بالامر . ثم انها بكت بحرارة . وفي عقلها سؤال " كيف طاوعك فؤادك الذي حمل لي يوما الحب قتلي؟" كل مشاعرها كانت تتضارب ببعضها .. لقد كانت خائفة منه وخائفة عليه غاضبة لائمة وقلقة عليه وعلى سلامته . تريد انتقاما لا بل اعتذارا لائقا وشرحا. كل ذلك كان غير ممكن . تمنت لو انه يظهر امامها ليجيب عن اسئلتها الملحة. عندها دخلت سمر واجهشت بالبكاء مع رنيم وبين لحظات من البكاء تتوقف لتحمد الله على سلامتها .
حتى توقفت رنيم عن البكاء واخذت تهدأ سمر وبجانبها حبيبها الذي وقف عاجزا عن فعل شيء .
لم يكن في ذلك اليوم راحة حيث وما ان وافقت سمر على الذهاب والنوم في المنزل والعودة صباحا وكانت رنيم تفكر بكم انها كانت متعبة وتحتاج النوم حتى دخل عليها شرطيين يودان طرح الاسئلة عليها .
متى واين وكيف .و هل عرفت هوية الفاعل وكيف كان وصفه انهالت الاسئلة عليها دون رحمة وهي وجدت نفسها تحميه ..لم ترد ان تراه في السجن بسببها. كانت تعلم انها حماقة بل وجريمة تستر لكنها قامت بذلك بكل رضى . لم تعطهم اي شيء و انتهى الاستجواب وفريضة انه قد تكون جريمة دون دافع.

شعرت براحة غامرة بعد ان ابعدت كل شك بفادي .واستراحت على سرير المشفى تحاول ان لاتفكر بأي شيء بان تنام لا غير الا انها لاحظت على طاولة السرير الجانبية ظرفاً لقد كان بني اللون وتماهى طوال تلك الفترة مع لون الطاولة فلم يعره احد اهتماما.

فتحته لتقرأ رسالة " هل تعتقدين انك تستطيعين العبث معنا والنجاة ببساطة؟. . ترقبي القادم"

سرت في بدنها رعشة خوف لم تخبرها من قبل اوقعت الرسالة من يدها .
' لابد انهم علموا بطريقة ما انني من كنت وراء تسليم التقرير ... بطريقة ما جعلوا فادي ينفذ ما ارادوا ... لقد ذكر شيئا عن قتل امه! هل اقنعوه انني من فعلت؟!! ارادوه ليتخلصوا من كلينا في ضربة واحدة!! لا اصدق! '
توالت الافكار وقد ترابطت في رأسها .. لا زلت في خطر رباه ماذا يجب علي فعله ؟!

انقضت ثلاثة ايام في المشفى كانت رنيم قد عاشت الجحيم خلالها تفكر هل سيسممون طعامها ام سيضعون لها ابرة قاتلة او سيرسلون احد لانهاء حياتها . لم تأكل او تشرب وظلت مستيقظة لا تنام الليل . ومع كل ذلك لم تظهر اي شيء لسمر كي لا تعرضها للخطر هي الاخرى.

ما ان عادتا للمنزل ذهبت لتنام ونامت ليوم كامل استعادت فيه حيويتها. ثم اكلت كل ما اعدته سمر وكل ما احضرته من مقهاها من معجنات ايضا . اندهشت سمر وقالت " تبدين كمن عاد للحياة بعد ان ضاع في الصحراء اسابيعا. رويدك يا عزيزتي والا ستؤلمكِ بطنك" علقت سمر
الا ان رنيم تجاهلتها كليا ثم بعد ان انهت اكلها استلقت على الاريكة .
سمر متابعة " الحمدلله انك عدت للمنزل . لا زلت غير مصدقة ان كل هذا حدث لكِ ."
ذهبت لتحتضن رنيم التي تأوهت واخبرتها ان تتمهل كس لا تضغط على الجرح. تأسفت سمر ومسحت دمعتها وواصلت بغضب " من هو المجنون الذي قد يفعل شيئا بهذه الفظاعة لشخص مسالم وديع مثلكِ.. لا بد من انه مختل عقلياً ... من محبة الله لكِ ان قوة الطعنة كانت ضعيفة والا لكنتِ هلكتِ لا محالة . الحمدلله لا اعلم مالذي كان يفترض بي قوله لخالتي اذا..... فلننس الامر ومن الان فصاعدا سأكون سواقكِ الخاص ولن تذهبي الى اي مكان بدوني ."
ابتسمت رنيم " ماذا عن عرسكِ ألستِ عائدة للوطن للاحتفال ؟"
سمر بهلع " لا ..سأوجل العرس ..بل لن اتزوج . طالما انتِ في امان هذا كل ما اريده"
تأثرت بكلماتها ودمعت عيناها وشكرتها مثنية على انها كانت سندها طوال تلك الفترة واخبرتها انها ستعود معها للوطن من اجل الزفاف .
وما ان اعطت وعدها حتى بدأت تفكر بالامر بجدية . بعيدا عن تلك الشركة المجرمة ستكون بأمان ربما قد حان وقت العودة بشكل دائم الى بلادها.
••••••••••••••••••••••

قاتلي و حبيبي ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن