كلمات فادي كانت واقعية رغم ان السخرية كانت واضحة . تكلمت رنيم بانزعاج " نعم ، ظريف جدا! افضل من سكوتك "
صمت للحظة ظنت فيها رنيم انه لن يتكلم وقد اختار العودة للصمت مجددا فتكلمت هي علها تتمكن من جعله يتحدث هو الاخر.
هي " ماذا الان؟!"
نظر اليها لا يملك اجابة فقالت متوسلة " فلنبدأ بمغادرة هذه الغابة البدائية، لم اعد استطيع تحمل استخدام مرحاض المستودع المتهالك !"
ابتسم لكن سرعان ماتلاشت تلك البسمة " هل هذا هو السبب الوحيد في رغبتكِ ان تغادري؟ اليس من المفترض ان تضعي الاولوية للابلاغ عني لاختطافكِ فور وصولك؟"
هي " اعلم، لكنني قررت ان لا افعل! ..وبالمقابل ستستمر في رؤيتي .ليس كمرشدة نفسية بل كصديقة "
ذلك كان حلها الوحيد فمهما حاولت لم تكن تستطع ان تتصرف بمهنية معه.و في الوقت ذاته احست بمسؤولية عظيمة تجاهه بحيث لم يكن ممكنا تجاهل ما كان يمر به ، دون تدخل.قال بنبرة باردة ولكن بدى عليه التعجب " هل انتِ جادة؟ "
هي " كنت لتعلم ان لم اكن جادة، فأنا لا اجيد الكذب"
هو بتأسي" الكذب حيث نشأت موهبة يجب اتقانها"اخذت رنيم الفرصة بما انه كان يبدي بعضا من خصوصياته و ارادت دفعه لقول المزيد لكنه رفض و اجاب دون اساءة " ربما في وقت لاحق"
وهكذا ساد الصمت المكان مجدداً، لكن رنيم كانت سعيدة بحوارهما .
وفي تلك اللحظة السريالية، حيث السماء تصبغت بظلام يبتلع ألوان رحيل الشمس البرتقالية . انقلب كل شيء رأسا على عقب . ابتدأ الامر بسماعهما لخطوات متسارعة لاحدهم، ولم ينقضِ وقت طويل حتى سمعا صوت صافرات الشرطة تقترب من المكان.
ظهر رجل بزي الشرطة و هو يقول و قد تم حصارهما من جميع الجهات "الشرطة طوقت المكان ،استسلم و اطلق سراح المختطف فورا"نظر فادي الى رنيم و علمت ماكان يفكر به، فأسرعت بامساك ذراعه و شده اليها . نظر فادي مستغربا نحوها فشرحت " نحن هنا في اجازة نحتفل بذكرى لقاءنا الاول . اتفهم؟"
فادي" لاجدوى من-"
قاطعته رنيم " دع الامر لي "كانت خائفة لكنها لم تجعل ذلك يظهر عليها
فادي " انا لا استحق ماتفعلينه من اجلي . يجب ان اتحمل مسؤولية ما اقترفته"
رنيم و قد وضعت يدها الاخرى بجوار الاولى و امرته هامسة ان يضحك. و قبل ان يفهم كانت هي قد انفجرت ضاحكة و تركت ذراعه ثم تحركت نحو رجال الشرطة الذين كانوا متعجبين مما يجري. و هي تفتعل تلك الضحكة الهستيرية و تقول " مالذي يحدث هنا ؟ من ابلغكم بأني مختطفة؟ "تأتأ للحظة الشرطي ثم قال لها " لقد تلقينا بلاغا بأن شخصا مخطوفا في هذا المكان"
تحولت ملامح رنيم للجدية ثم الحنق وقالت " لابد انها حبيبته القديمة تريد تعكير صفو احتفالنا، كما ترون فهذا حبيبي هناك. والشيء الوحيد الذي خطفه هو قلبي " نظر اليها الجميع بفكرة كم هي سخيفة .
وكاد كل شيء لينكشف الا انه في لحظتها فادي انضم اليهم بينما الشرطة كانت تعامله بحذر فتكلم بتوتر " هل هذا نوع من المقالب الذي يتم تحميلها على اليوتيوب ؟!"
![](https://img.wattpad.com/cover/280009798-288-k991019.jpg)
أنت تقرأ
قاتلي و حبيبي ( مكتملة)
Romanceامرأة بماضٍ أليم تلتقي برجل مجرم ، هي كمعالجة نفسية تستطيع ان ترى خلاله ، تتدخل في حياته و تكاد تفقد حياتها لتسحب ذاك الرجل من ان ينحدر ليصبح قاتلاً.