٢١-اشاعة

184 16 0
                                    

على طاولة العشاء كانت والدة رنيم قد اعدت كل صنوف الطعام واختيها موجودتين كالعادة الا انهما متأنقتين  وكذلك اطفالهما .
سألت رنيم التي كانت قد عادت لتوها من العمل وقد نهضت عازمة الاستعداد ايضا " من هو ضيفنا الليلة يا امي؟" لم يكن وجود الضيوف على العشاء شيء غير عادي فقد كانت والدتها تحب الطبخ بشكل عام فكانت تجد اي عذر لدعوة جار او قريب او لاحتفال من نوع ما.
اجابت امها" اذهبي واستعدي ولا داعي للفضول الزائد"
نظرت نخو اختيها تبحث اجابة الا ان كليهما ادعت الانشغال عنها.
وضعت رداءاً ارجوانيا اضاء وجهها بوهج جميل كان ذلك لونها المفضل وقد كان يجعلها تبدو الاجمل . ارادت بتزينها ان تنسى غرابة وسوء الوضع بينها وبين زاهر في ذلك اليوم .
لقد كانت تتألم لفقدانه الا انه كان الحل الوحيد لانها لم تكن تفكر فيه كرجل يمكن ان تغرم به ثم انها وبمعرفتها التي تنكرها انها لا تزال مرتبطة بفادي عاطفيا شاءت ام ابت لم يكن هنالك من امل لتمنحه لزاهر .
في ذلك النهار طلبت منه الحديث لتخبره بكل شيء لكنه لم يدعها تتكلم اخبرها انه لن يطالبها بأن تبادله اي شعور وانه لا يريد خسارتها ابدا وترجاها ان تتظاهر بأنها لم تعرف شيئاً عن مشاعره .
هي وقد استولى عليها الطمع مجددا فكرت لا اريد خسارته ايضا . ربما تهور ولم يعني ماكان يقصده فهو لم يعترف بصريح العبارة ربما انا من بالغت في ردة فعلي ... ارادت تصديق ذلك وهكذا وافقت على طلبه ، الا ان احساسا بعدم الراحة كان قد قام بينهما ولم يكن هنالك شيء بامكانه ان يرجع الامان والثقة التي يوما ما احست بها وهي معه. لذلك كانت غير سعيدة ليلتها .

هزت الحزن من رأسها وامسكت بأحمر الشفاه ووضعتها بكرم على شفتيها الممتلئتين ثم ابتسمت وقالت في نفسها " لاداع للقلق زاهر اعقل واحكم رجل قابلته سيكون كل شيء بخير" ثم تذكرت فادي وكيف انه سافر كل تلك المسافة من بلاده حتى هنا وانه طوال الايام المنصرمة ظل يحاول محاولات حمقاء للقاءها . وفكرت " لا يزال احمقاً كما كان" ابتسمت وهي تعلم انها استلطفت افعاله ثم وبخت نفسها على ذلك.

ثم ذهبت للعشاء فصعقت عندما رأت ان الضيف لم يكن احد سوى فادي نفسه وبرفقته رجلين احدهما في الخمسينات من عمره والاخر اصغر عمرا من فادي . لم تفهم ماكان يجري . " هل هذا ما كان يقصده بأراكِ في المساء!!" شعرت بالغضب و
جرت امها للمطبخ لتستعلم منها فاخبرتها انهم سياح استأجروا بالقرب منهم وحدث ان صادفتهم وانتهى بها الامر بدعوتهم للعشاء.
تنفست رنيم بعمق وفكرت "انها خطة خبيثة اخرى لفادي . فلنرى ماذا يدور في رأسه ."
الا ان الامسية مرت بسلاسة  . كانت الدردشات خفيفة ومسلية.
فادي لم يقل الكثير ولم يسأله احد الكثير وانشغل بكل تركيز في التحديق بها حتى شعرت بعدم الراحة الا انه لم يكن من منفذ من مجالسة الضيوف لان الاختين سريعا ما غادرتامن اجل موعد نوم الاطفال ، ولم يكن يصح ان تترك والدتها بمفردها .

قاتلي و حبيبي ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن