11. مابيننا

488 44 5
                                        

فادي بقلبه الذي قسى بسبب ظروفه كان ان تغير مع وجود رنيم في حياته . تلك المرأة الجريئة التي اقتحمت حياته لتتهمه بثقة انه مجرم دون ان يدري اي جريمة ارتكب .
لم يكن احد يجرؤ على مواجهته لكنها بهيئتها الصغيرة الهشة كنملة تقف امام الفيل وقفت في طريقه ، ليس الامر وكأنه اراد عمل جريمة ما ،كما  افترضت هي. لكنها وقفت في طريق حصوله على فتاة جديدة يتسلى ويلهو معها لبعض الوقت ، ليعود الى حياته المملة الخالية من المعنى مجددا.
هكذا عاش الى ان قرر ان يلعب مع المحققة رنيم نفس اللعبة . قرر ان يدخل حياتها ليعبث بنظامها كما فعلت معه.
بادئ الامر كانت نواياه لا تتعدى ان يحظى ببعض المتعة . لكنه سريعا تأكد انها كانت شخصا مميزا وجده صدفه .شخص رآه في اضعف حالاته وهو القوي الذي لا يستطيع احد ان ينظر في عينيه مباشرة . شخص لم يكرهه رغم الضرر الذي تسبب لها، وامرأة مختلفة عن كل من قابل . وكان الذي شده اليها اكثر انها كانت تظن بشدة انها ليست مختلفة.
كانت رنيم تجعله يرى اشياء لم يكن يراها ويفكر بأفعاله ويراها من منظور اخر وكأنها كانت تفتح له عالماً اخراً ، عالم فيه اشياء لم يفكر بها من قبل او يشعر بها، ليتخيل انها قد تكون حتى موجودة.
تندم على محاولته  اضحاكها مقابل افزاع شخص بريء وادرك خطأه بالفعل الا انه كان يدرك كم انها كانت سيدة حقودة والحل الوحيد في رأسه كان ان يتغير تماما وكليا لكنه لم يدر كيف يقوم بذلك.

لحق فادي برنيم ، فقد كان قراره ان يسترخي وينسى كل شيء معها خلال تلك الفترة قبل ان يعود الى ساحة المعركة التي قرر فيها ان يسفك دماء الجميع دون رحمة. نار الانتقام في قلبه كانت قادرة على اشعال عائلته المرفهة وتحويلهم جميعا الى رماد.

مشى الى جوارها وهو يقول " حسنا ، استسلم عن فكرة الحب تماما وكليا ولن ازعجكِ بشأن هذا مجددا . الا انني احتاج مساعدتكِ في شيء ما"

نظرت اليه وهي لا تزال تمشي ثم عادت بنظرها نحو الطريق المرصف بالاحجار القديمة التي صقلتها خطوات المشاة والسيارات ، الطريق ذاته الذي كان على تلة مكتظة بالمباني القديمة وبيوت اتفقت بينها ان تزرع الورود على شرفاتها كنوع من المبادرات الجميلة التي جعلت من ذلك المكان يستحق كونه جاذبا للسياح.

ردت عليه  بفضول لم تستطع اخفاءه " فيمٓ تحتاج مساعدتي؟"

هو بعد ان توقف وتكلم بجدية " كما ترين اريد ان اتغير .. اريد ان اصبح شخصا افضل. لكني لا اعلم من اين ابدأ. واريدكِ ان تستمعي اليّ .. الى قصة حياتي فربما تكتشفين من اين ابدأ وماذا يجب ان افعل"

هي وقد احست بصدق مايقول "اذن سنحتاج مكاناً هادئاً للساعات القليلة القادمة"

ارتسمت ابتسامة خفيفة لا تكاد ترى على وجهه وقال " اعرف تماما المكان المناسب"

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

استلقى فادي على كرسي استرخاء وفير، وطلب منها الجلوس الى الكرسي المجاور لكنها كانت مشغولة بذهولها . لم تكن تعلم انه في سقيفة الفندق ذو العشرين طابقا قد يوجد غرف خاصة ذات اسقف زجاجية مخصصة للتحديق بالنجوم. ولم تكن رنيم قد رأت السماء مملؤة بكل ذلك القدر من النجوم من قبل. في تلك الجزيرة الخالية من اضواء المدينة الملوثة كانت النجوم تتلألأ في منظر بديع اخذ انفاسها.
بينما هي تتطلع باعجاب نحو الاعلى كان فادي يتطلع باعجاب وافتتان اليها ،كانت اكثر انشغالا من ان ترى عينيه الواقعتين في حبها.

قاتلي و حبيبي ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن