الحُريَّة

21.2K 1K 379
                                    

- إِقـَرأْهـَاْ بِـقَـلْبِـكْ ♡
اللـهمَ إغفـر للـمؤمنيـنَ والـمؤمنـاتْ والـمُسلميـنَ والـمسلمـاتْ الأحـياءِ مـنهُمْ والأمـواتْ °

°°°

في أحدِ الأزمان الغابرةْ
في ايطاليا
تحديداً مدينة نابولي ولدتُ أنا

عشتُ طفولة صعبةً جداً
لم أجد أُمً تحتضنني بل كانت تكرهني وتفرغ غضبها بي
كان أبي عطوفا طوال الأحد عشر عاماً الأولى من حياتي

لكن ..
بعد تلك الأعوام بدأت تمثيلية حبه تفسد ..

إخوتي؟
لم يكونوا سوى عبءٍ آخر علي
إضافة لاضطهادهم لي

كوني الفتاة الوحيدة بين خمسة رجال وانا كنت الاصغر

لطالما ظننت اني غلطة ..

نَدِمَ عليها والِداي ويعاقبانني على أخطائهم

هربت من جحودهم وأذاهم الى رسوماتي
لم أمتلك معدات جيدة ..
كان قلم فحم وبعض الأوراق التي اتوسل لوالدي
أو احد إخوتي لشرائها

لأنني حسناً ..
لم اخرج من المنزل ابداً بحجةِ خوفهم علي من الخارج

توالت الأيام وانا الان في الرابعة عشر شتاء ..
تعلمت القراءة والكتابة والكثير من الأشياء الاخرى
كالرياضيات والعلوم والتاريخ ..
هذا بفضل إحدى جاراتنا فيفيان التي أشفقت على حالي

لقد ذهلت من ذكائي وتعلمي السريع
أهدتني الكثير من الكتب التي كانت عالمي الخاص
كانت كلها كتب علمية وخرائط وصور للعديد من البلدان
الى أن رأيت رواية ..

كانت تتكلم عن الحب !

كُنت قد شُغفت بِها كوني طفلةً دَخَلت سِنَّ مراهقتها
ولم ترى أي اهتمام أو حب في حياتها

بكيت مع أبطال الرواية وضحكت معهم
خجلت عندما تغزل البطل ببطلة القصة مع أن الكلام لها
آلمني قلبي عند مواقف الغيرة وسوء التفاهم
الى أن اجتمع الأبطال

وأنتهت الرواية

هل من الطبيعي انني بكيت عند انتهائها ..
لأني بكيت كثيراً كأنني فقدت شخص غالي علي
فهي من آنست وحدتي

كبرت عاماً آخر ازدادت به مفاتني أكثر
وكرهت حياتي به أكثر

خالفت القواعد وتمردت اردت حريتي ولو بشيئ بسيط
خرجت الى السطح
لأول مرة في حياتي خالفت اوامر عائلتي
كان امراً جميلاً عندما تأملت المباني المجاورة ومشيت بحُفيِ قدمي على السطح البارد
بما اننا كنا في اول يوم في شهر ديسمبر

الـدَعـجَـاءُ وَ مَـلِـكُ الـقَـصـرِ | K.THحيث تعيش القصص. اكتشف الآن