عِدِيْنيْ

6.6K 551 242
                                    

°°°

تجلس الدعجاء على سريرها
ترتدي ثوباً قصيراً بلون السماء ..
في ساعات متأخرة من الليل
الشموع وحدها ما تنير الغرفة
تمسك بالصندوق الأسود الذي لم تفتحه بعد

لقد نسيت أمره تماماً حينما كانت مع غرابي الشعر
تشعر بوجنتيها تشتعلان حينما تذكرت كل ما حصل
لقد وجدته في غرفتها عندما دخلتها تود النوم
تفتح الصندوق أخيراً

ليكون أول ما يقابلها ظرف رسالة بلون أسود
عليه إسمها بخط ذهبي تعرف صاحبه
وهل كان اسمها من قبل جميلاً مثل هذه اللحظة ؟

تضعه جانباً لتقرأه لاحقاً لترى مافي الصندوق
وأول ما وقعت عليه عيناها تالياً
كانت ريشة طاووس أبيض
هي وسعت عينيها تتلمسها بعيون لامعة

ابتسمت بهدوء .. تعيد أنظارها لآخر غرض في الصندوق
كانت رواية حب قديمة
رفعت الكتاب الكبير نسبياً تمسكه بين يديها تتأمله

كما قال الملك غزالي العيون
هديته ليست ماديةً أبداً
إلا أن وقعها كبير جداً في قلبها وعنت لها الكثير

فتحت أول صفحة من الرواية لتقابلها كتابة بخط ملكها الغرابي

« لا تعتقدي أن الأمر إنتهى في الرواية فحسب ..
ستجدين في كل فصل منها رسالة مني
مع رسمٍ بسيط لكِ .. يوضح لكِ شغفي
ولا تنتقي الرسائل فحسب ..إنما إقرأي كل فصل من الرواية بتأني وأحصلي على هديتكِ »

هي أغلقت الكتاب وعانقته بشدة
كأنها تعانقه هو

" يستحيل أن أدعَ أي شيء يؤثر علي مرة أخرى
لن أتركك أبداً مَلِكي الفاتن .. "

أعادت الأغراض إلى الصندوق
لتضعه في مكتبتها الصغيرة
تنظر بلا قصد نحو أغراض الشهلاء التي كانت تقاسمها الغرفة
تنهدت بعمق .. لقد كانت تقاسمها جميع تفاصيل يومها ليس غرفتها وحدها

" لن أستطيع تخطيكِ بسهولة .. صديقتي "

°°°

" لما لا ترتدين العقد ..؟ "

سأل غرابي الشعر حينما كان جالساً في حديقة القصر تقابله الدعجاء
في وقت العصر حيث يجلسان يتمتعان بدفئ الشمس وأشعتها الذهبية
كانت تقرأ له جزءاً من الرواية التي أهداها لها
هي عبست بخفة تغلق الكتاب

" أنت لم تكن تركز في الرواية حتى .."

عبست أكثر لكنها تنهدت تعود ملامحها طبيعية خلال عدة ثوان لتجيبه

الـدَعـجَـاءُ وَ مَـلِـكُ الـقَـصـرِ | K.THحيث تعيش القصص. اكتشف الآن