بارت 4

3.2K 182 5
                                    

نهضت عن كرسيها عند سماع الدكتور الذي طلب منهم الخروج من الحافلة بانتظام....

حملت حقيبتها التي تجذب الأنظار المستغربة على ظهرها وخرجت من بينهم بغير اكتراث فمعظمهم يتمدد في مكانهم وبعضهم يجمعون أغراضهم التي بعثروها بينما الباقون هم فقط غير مهتمون يشاهدون المسلسلات على هواتفهم وكأنها أعظم شيء بالوجود.

أرادت التقدم للأمام لكن أوقفها صوت الدكتور الذي تكلَّم ببرود: إن أردتِ أن أمنعك من التواجد هنا فتقدمي قبلنا.

كان بإمكانه السماح لها بأخذ جولة خفيفة حول المكان لن تضر صحيح؟!

نطقت بهذا بداخلها  بانزعاج ولأنها لا تريد جعل أنظاره ترتكز عليها طوال الرحلة توقفت وعقدت يديها أمام صدرها بهدوء ظاهري وهي تتمنى في داخلها فقط أن يسرع الكسالى بالداخل كي لا تضطر لارتكاب جريمة اليوم!!  هنا فكما تعلمون ليست كل يوم متواجدة!!

بعد نصف ساعة تجمعوا كلهم وأتى المرشد السياحي الذي بدأ بالتكلم في مقدمات تافهة منمقة لم تستمع لها بالأساس لأنَّ كل حواسها متركزة على القصر الكبير والجميل الذي خلفهم....

بحقكم من سيركز مع هذا السخيف وخلفه أكثر القصور إبداعاً على مر التاريخ ..... سواء من ناحية التصميم أو الهندسة أو حتى الشكل والزخارف.... كل شيء فيه جذاب .

فور أن أشار لهم بالتقدم وهو يكمل كلامه الممل بالتعريف لهم عن القصر أخذت هي تتحرك ببطء لتكون الأخيرة فإذا ما غابت لن يلاحظها أحد بسرعة.....

قام المرشد السياحي بتعريفهم بالطابق الأول من مطبخ كبير وقاعة طعام كبيرة للغاية وجناح للخدم وغرف فارغة تاركاً الطابق الأرضي....

فقط هو تكلَّم عن أنه كان فيه العديد من الزنازين التي يصل عددها للعشرين بالإضافة إلى غرفة تعذيب واسعة وبما أنَّ أحد المنظفين سابقاً دخل إلى الطابق وعَلِقَ به ولولا أنَّ أحد تفقده لمات لوحده لأنَّ بوابة الطابق الأرضي تغلق من الخارج فقط كما يبدو لهم والجدران عازلة للصوت.... تقنياً الآن لا أحد يجرؤ على دخوله.

هذا ما أخبرهم به وهو يتجه للأعلى متجاوزاً الجهة التي بها جناح الملك ليعرفهم فقط على جهتين وعندما تساءل أحد الطلاب عن السبب مع أنه كان واضحاً من الشرائط الصفراء المتواجدة أخبرهم بأنَّه مؤهل للانهيار لكن على من يكذب !! إن اقتنع الجميع بكذبته وتماشى الدكتور معه بالطبع هي لن تفعل!!! وصراحةً هذا ما كانت تنتظره شيء محظور مريب يحتاج أحداً لاستكشافه وهي لن تبخل بالتطوع لهذا الأمر!!

فكرت بهذا بنشاط وتوقفت عنِ المشي معهم وما إن ابتعدوا عن ناظريها بدون أن ينتبهوا لأمرها أخرجت من حقيبتها مصباح يدوي تحسباً لأي شيء مظلم واتجهت ناحية جهة جناح الملك وابتسامة ساخرة واضحة على شفتيها.....

لعبة الزمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن