بارت 8

3K 192 30
                                    

دخلا إلى هناك والأنظار ارتكزت عليهما وبالتحديد هي.... الملاك الذي يقف بجانبه رغم ملابسها الشبه متسخة وهيئتها الفوضوية.....

كانت ملامحها بريئة ولطيفة مع هذه البشرة الشاحبة والنادرة بالتأكيد ستجذبهم إليها لكن بوجود هذا الشخص معها سيتوجب عليهم قتله!! أليس كذلك؟!أومئوا لبعضهم بلغة الإشارة المعروفة فيما بينهم.


صراحةً كانوا العصابة الوحيدة المتواجدة بالمقهى حيث لا يجرؤ أحد على دخوله ما داموا موجودين... إن أراد أحدهم الموت أو الانتحار فليدخل هنا رجاءً وسيأخذ التذكرة مجانية لأنهم أقوياء جداً وحاكمهم للأسف كما يظن باقي الشعب لا يعلم بأمرهم وهم مجرد عامة الناس لا يقدرون على العزم بإخباره...

هناك أحدٌ حاول للذهاب وإخبار الملك بعدما قتلوا ابنه الذي دخل بالخطأ وانتهى أمره بجثة مطروحة بالسوق مثيراً الرعب بطريقة قتله الشنيعة وهو لم يكد يخطو ربع المسافة حتى.


بينما هو نظراتهم القذرة لها لم ترحه بتاتاً.... ومن خلال تواجدهم لوحدهم الأخبار التي وصلته أكيدة... ليس وكأنه يشك بما وصله لكن هم يستحقون الموت حتماً....

لتهمتين الأولى إفساد راحة الشعب وقتل بعضهم والثانية تسريبهم لمعلومات قد تبدو تافهة للبعض بما أنَّ كل من في المملكة يعلمونها لكنها للعدو مهمة جداً كونه لم يخطو خطوة هنا في حياته.


همس لها بنبرة آمرة: في اللحظة التي يقررون فيها الهجوم نبدأ بقتلهم.


نقلت نظرها سريعاً بينهم كانوا أشخاصاً مثيرين للتقزز بصفاتهم الهمجية بالشرب والأكل ومن نظراتهم الخبيثة عليها هي تعلم ما يدور بأذهانهم بالفعل..... لذا أردفت بهمس مشابه: سيسرني بالتأكيد تنظيف هذه القذارة!!

في جامعتها بالضبط لم يجرؤ أحد للنظر لها بهذه الطريقة ولا بأي طريقة لأنها نشرت لهم الرعب ليفروا فور رؤيتهم لها أو يحاولوا تجنبها قدر الإمكان....

وهذا ما تجهله صديقتها الجميلة.... لكن الآن ترى أحداً ينظر لها بتلك الطريقة المقرفة؟! حقاً؟! يبدو بأنها بحاجة لنشر رعبها هنا أيضاً، تمتمت بهذا بنفسها بالتحديد فنظراتهم المتعلقة بها إلى أن جلسا لازالت تنفرها لتقتلهم الآن ضاربة أمره في عرض الحائط.


لاحظ ضغطها الشديد على يدها حتى ابيضت مفاصل أصابعها ليردف بصوت خافت: ما بك؟!

نيرمين بلطف: تعلم؟! نظراتهم الجميلة التي لم يجرؤ أحد على توجيهها لي أسعدتني كثيراً.... أنا أقاوم الآن اللعنة التي بداخلي كي لا أركض لهم بفرح.

أومئ لها بفهم فمعنى كلامها واضحاً بأنها تحاول ضبط أعصابها من نظراتهم التي لم تغادرها إلى الآن....

فسابقاً الرعب الذي انتشر بالجامعة منها مع عدة أماكن لم يأتي من هراء فهي عندما كان أحدهم ينظر لها بهذه النظرات ويفكر بالاقتراب منها كانت تجعله مجنوناً في مستشفى الأمراض العقلية إذا لم يكن له سوابق بالإجرام وإذا كان له سوابق مع الاقتراب منها كان مصيره السجن لا غير.

لعبة الزمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن