سابقاً:
مع كل كلمة كان يقولها يومئ له الحارس بإيجاب ورعب وبداخله يترحم على هذه الملاك كما يعتقد فهي قد وقعت مع الشيطان ومن اهتمامه بها الأمر لا يحتاج لفهم كثير.... لا ليس أحبها كما تظنون بل عشقها وهوس بها وهذا سيجعلهم يمرون بفترة عصيبة فهو لاحظ عنادها وتمردها عليه.... هو فقط بدأ يرجو بنفسه أنَّه عندما تعلم الأمر أن تصبح مطيعة أو على الأقل تستمع لأوامره فهم لازالوا مبكراً على الموت بسببها أقل ما يمكن أن يموتوا بشرف في أحد الحروب وليس لأجل عناد هذه الفتاة!!!
———————————كاليوس ببرود: حسنا هذا جيد والآن الحق بها.
انحنى الحارس بطاعة وأردف: أمرك جلالتك.
مع نهاية كلامه أسرع إليها ليرشدها إلى مكان رئيسة الخدم بينما هو ابتسامة غامضة على شفتيه ارتسمت.... هو متأكد من أن ردة فعلها لن تكون طبيعية كشخصية مميزة مثلها.
بعد مدة كانت نيرمين تتبع رئيسة الخدم حيث لحق بها الحارس وهمس لها بكلام كثير تجهله لكن ما تعلمه هو أنه ليس كلاماً عادياً فملامحها التي بعد أن كانت تنظر لها بازدراء واضح تحولت إلى احترام تام أثناء كلامه.
توقفت رئيسة الخدم عن المشي عندما وصلتا إلى ممر به جناحين والغريب بالأمر أن الجناح الذي مرتا من جانبه قبل قليل يشابه جناحاً تعرفه جيداً .... ركزت نظراتها عليه بعد أن رأت رئيسة الخدم مشغولة بإخراج سلسلة بها العديد من المفاتيح ويبدو أنها تبحث عن مفتاح هذا الجناح.
باب أسود مزخرف بالذهب الحقيقي!!! هي رأته في مكان ما صحيح؟!
لا، مهلاً هذا الباب هو الجناح الخاص بالملك لكن كيف هي.....؟!
من المستحيل أنه مكرر فهو الوحيد ذو اللون الأسود حسب ما قرأت غير أن الباب الذي أمامها باللون الأبيض مزخرف بالذهب وهذا الممر لا يتواجد به سوی هذان الجناحان بالإضافة إلى أنَّ هذا الطابق هو الثاني وبه جهتان وقد سلكت مع رئيسة الخدم الجهة الثانية بينما الطابق الثالث بالطبع لم تدخله معهم والسبب هو وجودها هنا.
أوقفت أفكارها حول غرابة تواجدها هنا ثم أعادت نظرها إلى رئيسة الخدم التي فتحت الباب وتكلمت باحترام: أنستي هذا الجناح لكي من الآن فصاعداً.... قمن الخادمات بتنظيفه صباح اليوم لذا لا تقلقي بشأن النظافة وبما أنك ستسكنين هنا لا داعي لإقفاله.... سأرسل لك بعض الخادمات كي يساعدنك في الاستحمام وإلى ذلك الوقت بإمكانك الاستراحة قليلاً.
هل سترفض خدمة مجانية؟! بالطبع لا!!!
خصوصاً أن الاستحمام بالماضي يحتاج إلى تسخين المياه وتحضير الحوض والمعطرات والعديد من الأشياء بمعنى أو بآخر الأمر صعب....
لكن بالتأكيد بعد تجهيزهن هي ستستحم بنفسها وبما أنها مرهقة الآن من المشي أومأت لرئيسة الخدم دون أن تكلف نفسها بالكلام ثم دخلت فوراً إلى الجناح وعندما رأت ذلك السرير الكبير الذي يتوسط الغرفة التي لاتساعها تساوي حجم بيتها بالتأكيد إن لم يكن أكثر قفرت إليه دون أن تتمالك نفسها.
أنت تقرأ
لعبة الزمن
Narrativa Storica".... وهكذا نسج القدر مبتغاه إلى نهايته المحتومة... " صوت دكتور المحاضرة تردد بهدوء في أنحاء القاعة حيث كان أغلبهم نائمين عداها.... نظرها مركز عليه تدون كل كلمة يقولها في عقلها فالذي يتكلم عنه الدكتور قدوتها وبطلها.... ذلك الملك الذي حكم العديد من...