نيرمين بمرح: لا يليق بي... أنا ولدت للمغامرة... هذا ما أشعر به... فلولا فضولي وتهوري لما التقيتُ بك الآن!!
عند كلامها هذا أفكار غريبة اجتاحت عقله.... هل لو أنهما لم يلتقيا هناك كان ليبقى هو على حاله؟!.... لو لم تكن فضولية وتأتي لهنا أكان سيشعر ثانيةً بهذه المشاعر الغريبة؟! نظرته المتقززة ناحية جميع النساء أكانت ستتغير؟!
بصغر حجمها وشكلها الناعم هل كان سيفكر يوماً أنه سيكون امرأة مثلها قادرة على القتل بسهولة؟! ربما لو جاء أحدهم وأخبره بهذا قبل أن يلتقي بها كان ليأمر بإعدام هذا الشخص ونشر قصته في جميع أنحاء البلاد!!
قطعت سلسلة أفكاره عندما توقفت وتكلمت بهمس سعيد: هشششش توقف هنا.... أريد أن أمرح معهن قليلاً ثُــمَّ بعدها اظهر!!
فور أن أنهت كلامها لم تعطيه مجال للكلام هي فقط نزلت عنِ الدرج بسرعة حيث يقف بالمنتصف ثلاثة خادمات وجوههن مذعورة وعلى ما يبدو أنهن كنَّ يركضن من التقاطهن السريع لأنفاسهن....
تقدمت ناحيتهن بمرح إلى أن وقفت أمامهن فهي لا تريدهن أن يستدرن فيحترمنها فقط بسبب وجود الملك.
نيرمين ببلاهة: ليلي، ميلي، جينا!! ما بكن؟! لماذا أنتنَّ في هذا الشكل الفظيع؟!
فور أن رأتها ليلي لم تتمالك نفسها وتقدمت إليها بحنق... أمسكتها من كتفيها وهزتها بعنف لتردف بصراخ: أينَ كنتِ أيتها المتشردة اللعينة؟! هل تريدين أن يُقدِّم الملك رؤوسنا كوجبة على العشاء حتى تكوني سعيدة؟!
رسمت ملامح متألمة ببراعة لتردف بحزن: أوه أنا لم أقصد.... هل بإمكانك أن تتركيني الآن؟! هذا مؤلم!!
منذ بداية ذلك التصرف الهمجي الذي فعلته الخادمة لها جعله يفكر في قلع رأسها بالفعل لكن بعد رؤيته لها تتألم ونبرتها حزينة رغم معرفته أنها تمرح كما قالت وهي أقوى من ذلك لكنَّه لم يستطع السيطرة على نفسه....
هالته الباردة والحادة انتشرت في المكان لدرجة جعلت عمودهن الفقري يرتعش من الضغط المفاجئ الذي حصل.... عيناه كانتا تلمعان في رغبة خالصة في القتل....
ولن يهدأ غضبه سوى بعد أن يقتل الاثنتان اللتان تتفرجان عليها تتصرف هكذا دون تدخل وهذا يعني أنه أمر طبيعي بالنسبة لهن.... بينما الثالثة سترى الموت ولن تجده إلى أن يمل منها.
نزل عن الدرج بخطوات ثقيلة ومسموعة جعلت الخادمات يلتفتن تلقائياً ورائهن لكن عندما رأينه تراجعن فوراً للخلف وانحنين بوجوه شاحبة.
كاليوس بنبرة مرعبة: ألم أخبركم بأنها ضيفة مميزة لا يجوز المساس بها؟! لماذا أرى عكس هذا الآن؟!
كان على ما يبدو أنَّ مزاجه جحيمياً خصوصاً مع هالته المخيفة والتي جعلتهن يشعرن بأنَّ أقدامهن كالهلام وهذا دفعهن للجلوس على الأرض.... من شكله لا يبدو أنَّ القصة ستنتهي إلَّا بإراقة الدماء ولا حلَّ آخر.
أنت تقرأ
لعبة الزمن
Historical Fiction".... وهكذا نسج القدر مبتغاه إلى نهايته المحتومة... " صوت دكتور المحاضرة تردد بهدوء في أنحاء القاعة حيث كان أغلبهم نائمين عداها.... نظرها مركز عليه تدون كل كلمة يقولها في عقلها فالذي يتكلم عنه الدكتور قدوتها وبطلها.... ذلك الملك الذي حكم العديد من...