بعد مرور شهر كامل كانت فيه جينا عينها وأذنها بالضبط كما أمرتها..... كانت تخبرها بكل صغيرة وكبيرة في القصر وكيف أنَّ الشائعات حولها سيئة للغاية والخادمات بدأن في مقارنتها بفتاة الكوخ التي تبين اسمها ميرنا.....
وكيف أنها تلك اللطيفة والبريئة التي لا تستحق أن تكون خادمة بل ضيفة لجلالته على الأقل عوضاً عنها هي المتشردة والتي تنذر بالشؤم والسوء مع العينان الغريبتان اللتان ظهرتا فجأة وكيف أحدهن ادَّعت بأنها ساحرة ومشعوذة لتتغير عيناها بين ليلة وأخرى خصوصاً مع بدء وضوح القليل من خصلتها الفضية.
قد لا ينتبه عليها أي أحد حتى نيرمين بذاتها لكن الخادمات اللواتي عيونهن كالصقر لم تفت عليهن ليبدأن بالكلام عليها فيما بينهن ثُــمَّ تتدخل تلك المسكينة واللطيفة للدفاع عنها بشكل مثير للشفقة ليدفعهن لشتمها بشكل أكبر..... بالطبع هذا هو هدف تمثيلها بالدفاع عنها في كل مرة يتم الحديث عنها..... يسعدها رؤيتهن يشتمنها!!!
وبمناسبة ذكرها فهي بدأت في مراقبتها بالفعل..... في البداية وجدت أنها تلتقي في رجل غريب يرتدي وشاح.... في أول لقاء ظنَّتهُ أحد الأعداء لكن عندما جلس من ملابسه التي بدت ثمينة للغاية إنَّه أحد النبلاء وبعد التدقيق في هيكل جسمه واستخدامه لعصا صغيرة يتكئ بها توصلت إلى أنَّهُ عجوز....
في المرة الثانية مع صفعه لها وصراخه بأنه لن يعترف في قمامة مثلها كابنة توصلت إلى أنَّها ابنة غير شرعيَّة لأحد النبلاء أرسلها والدها لتتجسس في القصر....
في اللقاء الثالث أتى مع حراس متخفيين وعندما انتبهت للأمر كان الأوان قد فان لكن لم يفعلوا شيء وبقي يتحدث معها بصوت خافت مع حرصه على نقل نظره في المكان بأكمله.... بعد ذلك اللقاء لم يلتقي معها مجدداً.... وهي لم تفعل شيء سوى شراء الخضار في كل مرة تخرج بها!!!
أصبحت تذهب لشراء الخضار في كل أسبوع مرتين عوضاً عن مرَّة بعدما أخبرت كاليوس بأنَّها تريد مراقبتها لتجد عليها دليل وتؤكد خيانتها.... المهم ها هي الآن تتابعها في ذهابها وكالعادة ستذهب إلى السوق لكي تشتري الخضار.
صحيحٌ أنَّ هناك عربات كبيرة مخصصة كل أسبوع تأتي إلى القصر وتوصل كل أنواع اللحوم والخضار والفواكه والبهارات وكل ما يلزم القصر من نواقص.... حتى للتنظيف وكل شيء لدرجة شعرت أنَّ كل عربة عبارة عن سوق مصغَّر فعلاً.....
لكن هناك بعض الأشياء التي تنقص القصر كبعض أنواع الخضار هكذا لكثرة استخدامه لذلك يوجد خادمتان مخصصتان للذهاب كل أسبوع وبالطبع تمَّ تعديل هذا المخطط مؤقتاً حتى يتم التخلص منها و....
توقفت نيرمين عنِ التفكير عندما رأتها تركض في السوق متجهة إلى وجهة أخرى مجهولة غير معتادة..... رسمت ابتسامة متكلفة على وجهها....
أنت تقرأ
لعبة الزمن
Historical Fiction".... وهكذا نسج القدر مبتغاه إلى نهايته المحتومة... " صوت دكتور المحاضرة تردد بهدوء في أنحاء القاعة حيث كان أغلبهم نائمين عداها.... نظرها مركز عليه تدون كل كلمة يقولها في عقلها فالذي يتكلم عنه الدكتور قدوتها وبطلها.... ذلك الملك الذي حكم العديد من...