بارت 18 (١)

2.7K 158 20
                                    

سؤال غريب طرأ في باله لينطق من دون وعي: ماذا أنا بالنسبة لك؟!

نظرت إليه بغرابة وكأنه كائن فضائي.... ابتسمت بتوسع لتردف ببلاهة: بما أننا مقربان جداً وتخطيت جميع حدودك فنحن أصدقاء... صحيح؟!

أنهت كلامها بتـشوش بسيط فهي لم تنظر إليه من ناحية المشاعر بتاتاً.... هو بالنسبة لها شخص يكبرها آلاف السنين وقدوة عظيمة.... كما أنَّه صديق رائع لها أليس كذلك؟! حتى لو لم يحسبها هو كذلك صديقة فكما يبدو من ملامحه لم تعجبه الفكرة بتاتاً.

صمت طويل دام بينهما هو لم يتكلَّم بعد إجابتها تلك وهي لم تجرؤ على الكلام بعد ملامحه الباردة شبه المنزعجة....

خللت يدها بشعرها بعنف مع تأفف غادر فمها مقاطعة هذا الصمت المربك لها لتتكلَّم بانفعال: رأيتني صديقة لك أم لا أنا لستُ مهتمة!!! أعلم أن غرورك الكبير لن يسمح لك بمصادقة فتاة غريبة مثلي لذا فقط لا تهتم أنتَ أيضاً،

أنهت كلامها مغادرة المكان بخطى سريعة وبداخلها تعلم أنَّهُ آخر ما ينظر له هو الطبقات والأصل لكن شعور داخلها أزعجها من أن تكون إجابته لا تعني له شيئاً من الأساس.... وبسبب صمته هي أيقنت بذلك فلقد قرأت عن عدم قدرته على الثقة بأحد والصداقة تتضمن الثقة على الأقل!!!

فور خروجها رسم على شفتيه ابتسامة ساخرة كبيرة!! إن كان يبدو لها صديقاً فيجب عليه تبديل هذه المشاعر قريباً بمشاعر أخرى.... لأنه بسببها استطاع الشعور بمشاعر غير متوقعة إطلاقاً....

مشاعر لم يظن أنه سيمتلكها يوماً خصوصاً أنَّ قلبه كان ميتاً وعقله الذي يستطيع قراءة تصرفات الجميع وخططهم عَجِزَ الآن عن قراءتها هي.... كل شيء بها غير متوقع وجديد عليه.... شخصيتها مزيج غريب متجانس بين المرح والبرود.... القوة والرقة... الهدوء والصخب... الذكاء والغباء... تشعر بأنَّ هالة الغموض تلفها لكنها في نفس الوقت شفافة للغاية.

إنها بنظره مميزة ومثالية جداً.... وإذا ما تساءلتم عن تلك الفتاة الأخرى ماذا تعني له ببساطة هو سيجيب لا شيء سوى خادمة في قصره تجاوزت اختباراته بمهارة.... حتى اسمها لا يعرفه....

تصرفاتها الحمقاء والغبية في آن واحد لم تجذبه إليها أساساً إلَّا شيء واحد وصله من رئيسة خدمه عنها لم يستطع تجاهله ألا وهو نشر الشائعات الكاذبة عن صغيرته..... أ

جل يعترف الآن أنَّ نيرمين صغيرته فهو شعر بالتملك حولها منذ حادثة المقهى تلك وهي بفقعها لِـ عين كل واحد منهم شفت قليلاً من غليله فقط فأفكاره الجهنمية لقتلهم كانت مروعة للغاية وهي عفتهم منها.

لذا مهما كانت النتيجة التي ستطلع بها نيرمين حولها ولو كانت كذباً هو سيتأكد من تعذيبها بنفسه جيداً.... فإذا نيرمين غضت البصر عن تصرفاتها المهينة والشائعات غير مهتمة فهو مهتم بالتأكيد....

لعبة الزمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن