بارت 6

3.1K 181 43
                                    

في الصباح سقطت أشعة الشمس الذهبية من نافذة الكوخ على السرير جاعلتاً من ذلك النائم يفتح رماديتاه.... كاد يحرك نفسه لكنه انتبه للجسم القريب منه...

. ولأول مرة يجد نفسه بدل أن يبعدها عنه يحدق بها..... ملامحها كانت لطيفة وناعمة.... وجهها كان صافياً ومائلاً للأبيض بشكل شاحب.... حاجباها الرفيعان.... رموشها الطويلة والتي جعلته يتساءل عن لون عيناها... 

شعرها العسلي كان يبدو لامعاً وبشدة تحت أشعة الشمس... ومع نعومته الظاهرة رغبة غريبة تملكته لتحسس هذا الشعر سرعانَ ما نفاها.

ما اللعنة التي تحصل معي؟! تمتم بهذا لنفسه بحنق شديد فهذه ليست أول امرأة يراها في حياته!!! لقد رأى العديد من النساء أكثر منها جمالاً وأطول حتى!!.... أجل فهذه تصل لنصف صدره كما يذكر البارحة.... كانت قصيرة للغاية وبنيتها ضعيفة جداً.

المشكلة لا تكمن هنا بل أنها بطريقة ما كما هو واضح قيدت يداه بشيء معدني ويداها فوق يداه بينما هو لم يعترض من حتى!! هو الذي كان يقتل كل امرأة تقترب منه أو تلمسه دون إذنه وجد نفسه لا يمانع بل لا يشعر بالتقزز منها بتاتاً؟!
نظر إلى جسده الملفوف بهذا الشيء الأبيض....

إنه يشبه القماش الذي يستخدمه المعالج لديهم لكنَّه أرق وأخف... نقل نظره إلى الدلو الموضوع على طرفه قماشه وهذا يعني أنها لم تكتفي بتضميد جروحه بل وأيضاً سهرت على خفض حرارته فالوسادة رطبة والأمر لا يحتاج إلى ذكاء كبير...

رفع نظره في أنحاء الكوخ الصغير ليقع نظره على حقيبة غريبة.... هي حقيبة أجل لكن شكلها وكيفية صنعها تبدو غريبة للغاية.

هل ينهض الآن مغادراً المكان ويتركها حيَّة أم يقتلها فربما قد أرسلها أحد أعدائه للتقرب منه وبعدها لقتله.... لكن بالنظر للفكرة الثانية فهي غير منطقية فأعداءه لا يعلمون مكانه ولا أنه أصيب أو هو هنا فهو وبمساعدة هذه الملابس العادية والوشاح ضللهم عنه وبعدها وبطريقة ذكية استطاع التسلل من بينهم والتوجه لهنا....

الآن يظنون أنفسهم قد قتلوه إن صحَّ القول فهم قد أشعلوا النار بالمكان عندما تأكدوا من تواجده بالداخل أو هذا ما بدا لهم.

تململها الخفيف جعله يستيقظ من شروده ويغمض عينيه ليرى ما ستفعله بالضبط.... قد لا تكون جاسوسة لكن عليه أن يأخذ حذره منها.

بينما هي نهضت بتعب من نومتها المزعجة لتردف بتذمر وأحداث البارحة تدفقت إلى رأسها: هل فعلاً هذا الضخم يستحق كل هذه المعاناة التي تحصل لي بسببه؟!،

أنهت كلامها وهي تدلك رقبتها المتشنجة بألم.... حقاً هل كان عليها أن تلويها وتنام بهذه الطريقة الغبية لأجله؟!

توجهت ناحية حقيبتها لتردف: بما أنني أحتاج للطاقة لأعدَّ له الحساء فلا بأس بتناولي الفطور قبله وأيضاً هو نائم لذا لا يشعر بالجوع.

لعبة الزمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن