بارت 5

3.1K 179 22
                                    

أعادت نظرها لهذا الكتاب ذو اللون الأحمر القاتم مع زخارف ذهبية بسخط شديد.... هي معجبة بالمكان وبشدة.... ليست نادمة أنها أتت لهنا ما دامت ستنقذ بطلها مهما كان الثمن لكن هذا الكتاب الغبي كتب أنَّ مكان ظهورها سيكون لإنقاذه من الموت لكنها لا ترى أي شيء حولها يدل على هذا.... لا أحد يسكن هنا أبداً.

وضعت الكتاب السحري في حقيبتها الثقيلة التي على ظهرها وقد قررت الذهاب لرؤية الشلال وبعدها سترى ما ستفعل لاحقاً....

ومع اقترابها هناك رأت شيئاً يبعد قليلاً عنِ الشلال أو بالأحرى جسماً ضخماً يدل على أنه بنية لرجل وعليه وشاح أسود اللون لكن هذا لم يمنع رؤيتها لجراح كبيرة وخدوش على ذراعيه هذا إن لم يكن هناك جروح أكبر وأعظم من هذه بفعل بركة الدماء التي تحته.

وعندما لم يبقى سوى خطوتين بينهما انتبهت إلى ملابسه التي تبدو رطبة نسبياً وهذا يعني أنه كان منذ مدة ليست بالطويلة داخل الماء وقد خرج منها.....

لكن ماء وجراحه هذا سيؤذيه كثيراً لذا اتجهت نحوه بسرعة محاولة إسناده لتأخذه إلى الكوخ وتنقذه بعدما تفقدت إن كان يوجد به كسور ولم تجد لكنها لم تستطع زحزحته حتى.

نيرمين بفزع: هيييي يا هذا.... ساعدني في رفعك قبل أن تموت تحت هذه الشمس الحارقة ومن نزيف جراحك.

لم تحصل على أي ردة فعل منه وهذا دفعها للضغط على جرح يده الغائر بقوة مما جعله يطلق شبه صرخة متألمة رغم محاولته لكتمها فهو معتاد على هذه الحالات لكن هذه المرَّة ليس بوعيه إطلاقاً....

همس حاد خرج منه مع أنَّ ملامحه مرهقة ووجهه مائل للاصفرار: أيتها اللعينة!!!

لو كان بوعيه وليس مصاباً لتجادلت معه على هذه الشتيمة لذا تجاهلت ما قاله وتكلمت بهدوء: هيا ساعدني لأسحب جسدك إلى الكوخ القريب من هنا.... هذا إن أردت أن تعيش وتنتقم مِمَّن أرادوا قتلك!!،

أضافت الكلمات الأخيرة باستفزاز عندما لم يستجِب لكلامها الأول.

وكأنَّ كلماتها الأخيرة كانت لإيقاظه من حالة اللاوعي التي فيها.... نهض بقوة رغم جسده المتأذي بشكل كبير حيث أنَّ جروحه لم تكن لتساعده على الحركة لكنه فعلاً أراد قتل كل منِ انقلب ضده.... لن يسمح لهم بالعيش كثيراً على فخهم هذا!!

مجرد فئران ظنَّت نفسها قد تستطيع الوقوف بوجهه ونسيت أنَّه الشيطان هنا... فكر بنفسه بهذا وتلقائياً تدفقت الخطط الجهنمية لقتلهم بطريقة لا مثيل لها....

ولم يفق على شروده سوى تحريك هذا الجسد الضئيل للباب بقدمه.... رؤيته لم تكن واضحة جداً من فقدانه للدماء بالإضافة لشعوره بفقدان وعيه من جديد.... لكنه بالطبع لن ينسى رائحة اللافندر التي تفوح منها ولا شعرها الأقرب للون العسل.

لعبة الزمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن